أشار الأمين العام لحزب الله في لبنان سماحة السيّد حسن نصرالله في كلمة له بمناسبة حلول الذكرى السنويّة الرابعة لانتصار المقاومة على الجماعات التكفيريّة في شرق لبنان، إلى أنّ أمريكا هي السّبب في نقل الجماعات الإرهابيّة إلى أفغانستان. كما اعتبر سماحته أنّ أمريكا هي العامل الرئيسي للاضطرابات الأخيرة في لبنان، فهي بوضعها هذا البلد على لائحة العقوبات سبّبت العديد من المشكلات والمعضلات للشعب اللبناني.
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقاطع من هذا الخطاب.
نحن بالمناسبة قد سمّيناها التحرير الثاني واعتبرناها يوم عيد لأنها يوم انتصار. التحرير الأول [هو] تحرير الجنوب في 25 أيار 2000، والتحرير الثاني في 28 آب 2017، واليوم تأتي الذكرى السنوية الرابعة لهذا التحرير الثاني. في مثل هذا اليوم، يوم غد في 28 آب، تكون جبالنا وجرودنا وتلالنا وودياننا في السلسلة الشرقية في البقاع وفي جرود البقاع البقاعية في بعلبك الهرمل قد تخلّصت من كل الجماعات الإرهابية المسلحة، ويكون الأمن والأمان والسلام قد عاد إلى ربوعنا وربوع قرانا وبلداتنا في تلك المنطقة العزيزة من لبنان، منطقة البقاع.
نحن إنما نصرّ على إحياء مثل هذه المناسبات، أولاً، لأخذ العبر والدروس، هذه الأمة الحيّة، الشعب الحي، القوى الحيّة تفعل ذلك، لا تمر على ما حصل في ماضيها البعيد أو القريب ببساطة وغفلة، وإنما تستذكر هذا الماضي القريب والبعيد وتدرسه، لأن بعد مضيّ الزّمن تنكشف بعض الجوانب والحقائق التي لم يتم الالتفات اليها في السابق، تتأكد بعض الحقائق التي تم الالتفات اليها في السابق، [ويتم] أخذ العبر والدروس من هذه التجربة الخطيرة والمؤلمة والبناء عليها والاستفادة منها للمستقبل. أيضاً لنُذكّر بالأخطاء والتهديدات التي كانت قائمة لنعرف كيف نواجه أخطار وتهديدات مماثلة في المستقبل، وأيضاً لنُذكّر بالتضحيات الجسام التي أدّت إلى هذا التحرير وهذا الانتصار وهذا الانجاز، ولنحيي هذه التضحيات العظام ونوجّه التحية إلى أهلها وأصحابها ورجالها ونسائها، لأن هذا الانتصار وهذا الانجاز لم يأتِ بالمجان ولا بالكلمات، وإنما جاء بفعل الدماء والدموع والتضحيات والقتال والصّبر والسّهر والتّعب وتحمل الحرّ في الصّيف والبرد القارص في الشتاء. اليوم، أريد أيضاً أن أعيد التذكير بهذه التجربة، والتذكير أيضاً ببعض نتائجها وعبرها للإستفادة منها ونحن ما زلنا بشكل أو بآخر في قلب هذه المعركة.
ما حصل أيها الأخوة والأخوات في جرود البقاع قبل سنوات كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا، وأيضاً كان جزءاً من مشروع كبير للمنطقة، الآن بعض الناس يبسّطوا الموضوع ويقولون أن هذا مجرّد رد فعل على ما جرى في سوريا أو على ذهابكم إلى سوريا، هؤلاء يتجاهلون الكثير من الحقائق، داعش كان مشروعها السيطرة على كل المنطقة، ولذلك عندما قامت قد استطاعت أن تسيطر على نصف مساحة سوريا تقريباً: كل منطقة شرق الفرات، كل منطقة بادية الشام وصولاً إلى تدمر على مقربة من الحدود اللبنانية الشرقية، أيضاً في شرق حمص في شرق حلب وجنوب حلب إلى هذا المدى وصلت داعش.
لبنان أيضاً كان جزءاً من مخطّط داعش
وفي العراق أيضاً استطاعت أن تسيطر على العديد من المحافظات وخلال أيام. ما يقرب نصف مساحة العراق أيضاً، وكان لبنان جزء من مشروعها. إذا تذكرون الخريطة التي أعلنتها داعش لدولتها المسماة إسلامية [تضمّنت] العراق وسوريا ولبنان على كامل مساحته هو جزء من هذه الدولة التي كانوا يخططون للسيطرة عليها. داعش هذه كانت تفكر بهذه الطريقة، نعم في لبنان كان عندهم مشكلة، صحيح أنهم وصلوا إلى تدمر، وجزء منهم وصلوا إلى الجرود إلى القلمون إلى جرودنا وتلالنا وجبالنا، ولكن القتال الضاري الذي خاضه الجيش السوري ورجال المقاومة في تلك المنطقة منع من وصل منطقة تدمر بالقلمون وهي منطقة واسعة، وإلا إذا تمكنوا من وصل تدمر بالقلمون وبجرود البقاع لكانت المعركة معركة تحرير هذه الجرود اشد واقصى ولكان التهديد أكبر وأخطر. يجب أن اذكر أيضاً أن داعش هذه ومعها أيضاً جبهة النصرة وهما من منشأ واحد ومن جماعة واحدة ومن فكر واحد ومن تنظيم واحد. الانشقاق الذي حصل بين داعش والنصرة هو انشقاق تنظيمي، هو خلاف على القيادة، لم يكن خلافاً لا على الفكر ولا الأديولوجيّة ولا على التوجهات السياسية ولا على منهجية السلوك الميداني ولا على الأهداف والتطلعات على الإطلاق. داعش هذه حظيت بدعم دولي واقليمي وبتسهيلات كبيرة جداً وجيء بالمقاتلين من كل انحاء العالم، وأما في سوريا فكانت تحظى بدعم دولي واقليمي كبير جداً ممن كان يدير المعركة في سوريا باعترافاتهم هم. وفي العراق أيضاً، في الأيام الأولى نحن نتذكر الكثير من وسائل الاعلام الخليجية التي تحدّثت عنهم كثوّار (الثورة في العراق)، كما تحدث بعض اتباع السفارة الامريكية في لبنان والذين شكلوا وفوداً وزاروا جرود عرسال وتحدثوا عنهم كثوّار. ترامب نفسه وهو رئيس الولايات المتحدة الامريكية ليس فقط في فترة الحملات الانتخابية السابقة للفوز برئاسته السابقة وإنما على مدى 4 سنوات من رئاسته كان دائماً يكرر على مسامع العالم أن داعش هي صنيعة أوباما وهيلاري كلينتون، وهذا رئيس الولايات المتحدة الامريكية وليس رئيس دولة عربية أو اسلامية أو حزب عربي أو اسلامي لنقول أن له مصلحة في توجيه هذا الاتهام لأميركا، هو لا يتّهم أوباما كشخص، وإنما يتهم اوباما كرئيس دولة الولايات المتحدة الامريكية، واعترافات جنرالات كبار موجودة على الانترنت ويمكن ببساطة الوصول اليها – عندما اتطرق بعد قليل إلى افغانستان سأذكر داعش في السياق –. إذاً، هذه الجماعات جاءت إلى جرودنا كجزء من مشروع ممتد وكبير والمعركة التي حصلت مع هذه الجماعات وألحقت الهزيمة بها لم تكن معركة لبنانية بحتة، هي كانت معركة في كل الجوار معركة لبنانية سورية، شارك فيها من الجانب السوري الجيش العربي السوري وقوات شعبية سورية وحزب الله، وشارك فيها من الجانب اللبناني على مدى سنوات حزب الله وأهل المنطقة، وفي المرحلة الأخيرة الحاسمة في فجر الجرود شارك فيها الجيش اللبناني. اذاً، هي معركة لبنانية سورية، وما كان لتحرير هذه المناطق كلها أن يتحقق لولا أن المعركة لم تكن على الجبهتين، نعم نحن نتحدّث هنا عن التحرير الثاني للأرض اللبنانية نجتزأ هذه المعركة عن الجزء المكمل لها في داخل الاراضي السورية،
لذلك أنا سأركّز على الجزء اللبناني. في الشق اللبناني عندما جاء هؤلاء وسيطروا على تلك الجبال والتلال شهدنا ولسنوات، إذ أن هذا الأمر لم يقتصر على شهرين وثلاثة، شهدنا ما يلي:
- إحتلال الجبال والجرود والوديان
- الهيمنة على بلدة عرسال (كي لا أقول أنها كانت محتلة بالكامل، بالحد الأدنى نتحدث عن الهيمنة)
- تهديد دائم للبلدات المجاورة لكل الجرود بمعزل عن الانتماء الديني لأهل هذه البلدة هل هم من المسلمين أم المسيحين!
- قصف صاروخي ومدفعي طاول عمق المناطق البقاعية
- سيارات مفخخة وانتحاريين في البقاع وبيروت والضواحي
- اعتداء متكرر على الجيش اللبناني والقوى الأمنية
- قتل وأسر ضباط وجنود وإذلال ومصادرة آليات وأسلحة وكل هذا موثّق في وسائل الاعلام
- تهديد بالسيطرة على البقاع وصولا إلى بيروت (هذا كان في خطاباتهم وشعاراتهم وبياناتهم التي كانت ولا زالت مسجّلة)
في مقابل كل هذا الواقع الصعب والخطر، كان في المقابل عجز الدولة عن المبادرة، الدولة لم تبادر لا لإستعادة أرضها عندما تتكلم عن السيادة، ولا لمواجهة الإرهابيين عندما تتكلم عن مكافحة الارهاب، ولا لإستعادة جنودها وضباطها المأسورين، ولا للدفاع عن البلدات والقرى في عمل جذري وحازم في مواجهة هذه الجماعات.
السّفارة الأمريكيّة عارضت خطوات الحكومة اللبنانيّة ضدّ داعش
كلنا يعلم وللتذكير أيضاً، أن السفارة الأمريكية في بيروت ومن خلفها الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية هي التي تمنع الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أن تتخذ قراراً من هذا النوع تحت طائلة التهديد ووقف المساعدات عن الجيش اللبناني، وأنا قلت ذلك سابقاً وتحدّيت في أكثر من مناسبة أن يقولوا لا، أن الأمور لم تكن كذلك، أنا أتحدّث عن أمور قطعية، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة وللإنصاف في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي لم يخضع لهذه الضغوط والحكومة اتّخذت القرار ودخل الجيش اللبناني في آخر مرحلة في المعركة في فجر الجرود.
أيضاً في المقابل، دعم إعلامي وسياسي ومادي، تسهيلات وإيصال إمكانات، أي أنّهم من داخل لبنان أوصلوا لهم السلاح والأموال تحت عنوان المساعدات الانسانية، لكن أنا أجزم لكم أنه وصل سلاح وذخائر وأموال ومتفجرات إلى الجماعات المسلحة في الجرود. دعم إعلامي وسياسي وزيارات علنية وتأييد علني والحديث عنهم كثوار. من المهم جداً مراجعة المواقف والأطراف التي أخذت تلك المواقف حتى لا ننسى، مع العلم أنه مضى على هذا الانتصار 4 سنوات وعدة سنوات مضت على هذه الأحداث، لكن في لبنان أحداث ضخمة وكبيرة تُنسى بعد أسابيع قليلة أو أشهر قليلة، على كلٍ، مراجعة هذه المواقف ستكشف مجدداً زيف الادعاءات حول السيادة والحماية والحرص على الناس والاشفاق على الشعب اللبناني وأمن الشعب اللبناني. وفي المقابل أيضاً، من جهة أخرى أهل المنطقة الشرفاء من المسلمين والمسيحيين حملوا السلاح في مواجهة هؤلاء ولم ينتظروا قياداتهم ولا أحزابهم وهناك مقاتلون في تلك البلدات ينتمون إلى أحزاب خالفوا قرار قياداتهم – لن ندخل بأسماء – لأن قياداتهم تعيش في بروجها العاجية وهم كانوا يواجهون الخطر على بعد أمتار لم ينتظروا أحداً، عندما تدخل حزب الله،ـ بالتحديد حزب الله- في هذه المعركة، إنما كان يعبّرعن استجابة إنسانية وأخلاقية ووطنية ودينية وجهادية وإيمانية لإرادة الشعب، لإرادة أهلنا في تلك المناطق وفي تلك البلدات من مسلمين ومسيحيين لأنهم كانوا يحتاجون إلى كل من يساعدهم ويقف إلى جانبهم ويقف معهم ويدافع عنهم في ظل غياب القرار الرسمي اللبناني. هنا أيضاً تدخّلت المقاومة ويتدخَّل حزب الله بعد اليقين القاطع بأنّ الدولة اللبنانية تركت تحمل المسؤوليات في تحرير الأرض وفي الدفاع عن شعبها وأهلها وقراها، بل تركت ضباطها وجنودها في يد الإرهابيين.
في هذه الجبال والتلال والوديان، قُدّمت تضحيات جسيمة وكبيرة جداً، لأنه كان هناك جهاد متواصل لعدّة سنوات، وفي ظروف مناخية صعبة، جميعنا نتذكر الشباب وهم يجلسون في الثّلج، كانت المعارك والمواجهات عند كل تلّة وجبل وقمّة القمم العالية والجبال المرتفعة وفي كل وادٍ وبستان، كثيرون من الشباب تطوّعوا في هذه المعركة، كانوا متطوّعين لا يتقاضون حتى راتب لإعالة عائلاتهم، تركوا عائلاتهم، الكثير منهم كانوا طلاب ثانويات وجامعات تركوا جامعاتهم، وكثيراً منهم كانوا أطباء تركوا عياداتهم، مهندسين تركوا مكاتبهم وذهبوا إلى تلك الجبهة وسقط الكثير من هؤلاء شهداء وخصوصاُ في المعارك الأخيرة والحاسمة، وكثيراً من هؤلاء سقطوا جرحى. تم تطهير الجبال بشكل تدريجي ومتأنّ لأنها كانت معارك صعبة ومكلفة ونحن كنا نبحث عن إنجاز الهدف بأقل كلفة ممكنة من الدماء. انتهى الأمر مع المرحلة الأخيرة عندما تقرّر أن يُحسم هذا الوجود بعد أن هيمن تقريباً تواجدهم في السلسة الشرقية وفي نصف جرود عرسال وبقي الجزء الأخير واتّخذ القرار الرّسمي، الجيش اللبناني دخل بقوّة وقاتلنا سوياً كتفاً إلى كتف، تصوّروا أن الجيش اللبناني يقاتل إلى جانب شباب لبنانيين هم من أهل المنطقة هم من شعبه، ولكن ممنوعاً على الحكومة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني أن يقول أنه يقاتل إلى جانب شعبه وفهمكم كفاية، مع أن العالم كله يعرف هذه الحقيقة وأن المعارك تحصل أمام كاميرات وسائل الإعلام ولم يكن هناك شيء ليتم إخفائه، ولكن يُمنع المجاهرة به. هذا التحرير حصل، هنا نحترم ونقدر وننحني أمام التضحيات.
المشروع الأمريكيّ في منحدر السّقوط
نتيجة تضحيات على مدى سنوات، في الجانب السوري، الجيش السوري والقوات الشعبية السورية المتطوّعة والمقاومة، وفي تلك الأرض قدّم هؤلاء عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، وفي الجزء اللبناني الجيش اللبناني والمقاومة وأهل المنطقة، أهل المنطقة في بعلبك الهرمل حملوا السلاح وقاتلوا وأرسلوا أولادهم وشاركوا في المواجهات ودعموا هؤلاء المقاتلين، واحتضنوا هؤلاء المقاتلين، واحترموا هؤلاء المقاتلين، ومجّدوا هؤلاء المقاتلين لأن أهل هذه المنطقة الشرفاء معروفون أنهم يشكرون الجميل ولا ينكرونه، هذه من القيم الأساسية التي يصرّون على الالتزام بها، هنا أيضاً يجب أن نذكر أن قتالنا سواءً في الجزء اللبناني لتحرير هذه الارض أو في الجزء السوري لتحرير هذه الارض حيث أننا قاتلنا من الجهتين شبابنا مقاتلينا، سلاحنا وامكاناتنا ودعمنا اللوجستي الحقيقي يعود الفضل فيه إلى الجمهورية الاسلامية في إيران، مجدداً إيران تدعم وتساند وتحمي، وفي المقابل أمريكا تصنع داعش وأمريكا ترسل داعش إلى المنطقة وأمريكا تمنع اللبنانيين والدولة اللبنانية من حسم المعركة مع داعش في جرود البقاع وجبال لبنان في الحدود الشرقية، هذه هي الحقيقة ومن لديه كلام آخر فليتفضل! هذه التجربة على كل [حال]، كانت تجربة مهمة جداً لحماية لبنان وتحرير الارض، للتحرير وللحماية ولمواجهة العدوان، تجربة جديدة سجّلت لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ومجدداً كما نتحدّث في 14 آب، وكما نتحدّث في 25 أيّار، عندما نتكلم عن 25 أيار عن تحرير الجنوب عام 2000، عندما نتكلّم عن 14 آب عن الإنتصار في المواجهة بحرب تموز، اليوم أيضاً نعود ونتكلّم بشكل منطقي مع كلّ الذين لهم وجهة نظر أخرى فليقدموا لنا دليلًا أن الذي قام بتحرير حدودنا الشرقية، وإبعاد الخطر نهائيًا عن البلدات في بعلبك الهرمل، وعن البقاع، وعن لبنان، وأسقط هذا المشروع، ليقولوا لنا من هو؟
نحن نقول من هو. هم من يقولون مجلس الأمن الدولي، نعود لذات السمفونية المجتمع الدولي، وأمريكا، والاتحاد الأوروبي، والناتو، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية. من الذي قدّم هذا الإنجاز وهذا الانتصار وهذا التحرير، حتى الآن يمكنكم الصعود إلى المنطقة وترون على امتداد السلسلة الشرقية والجرود، الناس آمنون مطمئنون، يصعدون إلى جبالهم وجرودهم وبساتينهم وحقولهم ولا يخافون لا من قتل ولا من أسر ولا من خطف ولا من عبوة ولا من لغم، ولا من أي شيء. هذا إنجاز من؟
في الذكرى الرابعة للتحرير الثاني، هذا إنجاز هذه المعادلة، هذا إنجاز هذه المعادلة وفي مقدمها، لأنّه هو الذي قاتل على مدى سنوات، وفي مقدمها سلاح المقاومة الذي يعمل البعض في الليل وفي النهار على استهدافه.
على كلٍ أكتفي بهذا المقدار حول هذه الذكرى لأقول أن من عبرها، ولأؤكّد على هذه المعادلة، وأيضاً من عبرها التأكيد على الحضور الدائم لتحمّل المسؤوليات إذا تخلّى الآخرون عن المسؤولية، وكما نقول للإسرائيليين في كلّ مناسبة وإن عدتم عدنا نقول لكل الإرهابيين والتكفيريين وإن عدتم عدنا.
الانتصار في 28 آب 2017 كان جزءاً من الانتصار في سوريا وفي العراق وفي المنطقة على داعش، وبالتالي على المشروع الأمريكي الذي كان يحضّر لهذه المنطقة، هذا المشروع الذي يتهاوى الآن.
من هنا أدخل لأتحدث عن افغانستان بكلمتين، هذا المشروع الذي يتهاوى الآن يتبيّن لنا أن كل العناوين التي طرحت بعد أحداث 11 أيلول المشهورة لغزو أفغانستان ولغزو العراق، يتبيّن ومنذ سنوات، واليوم يتأكّد أنّها مجرد عناوين مخادعة وكاذبة، وليس لها حقيقة إنسانية وأخلاقية، وإنّما كان الغرض الحقيقي للاحتلال السيطرة ونهب ثروات البلاد ومصادرة قرارها السياسي. نعم، عندما جوبهت هذه القوات الغازية المحتلة في العراق بالمقاومة العراقية الشريفة على اختلاف فصائلها اضطرت إلى الانسحاب قبل أن تعود بحجة داعش، والآن عندما جوبهت من قبل أطياف عديدة في أفغانستان أيضاً اضطرت إلى أن تأخذ قرار الخروج والانسحاب. اليوم أمام ما يجري في أفغانستان لم نعد نحن الذين يقولون ذلك فقط. الأمريكيون أنفسهم يقولون ذلك أن ما نشهده اليوم في أفغانستان هو مشهد كامل لهزيمة أمريكية كاملة، ولفشل أمريكا الكامل، ولسقوط أمريكا الكامل. الآن، من الطبيعي أن يهاجم الجمهوريون الديمقراطيين، لكن واضح أن الإدارة الأمريكية الذين هم جماعة الديمقراطيين متخبطون ومرتبكون وعاجزون ويتداركون أمورهم بشكل صعب.
سابقا ذكرت، والآن أريد أن أعيد وأكرّر أنّه نعم هذا الذي يجري في أفغانستان، ما جرى ويجري يجب أن نتطلع إليه بشكل دقيق ونقرأ وندرس دلالته الاستراتيجية والتاريخية والثقافية والأخلاقية. هؤلاء أصلًا لم يعطوا فرصة لجماعتهم حتى يجمعونهم من أيام، مشهد مطار كابول واحتشاد عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين يريدون أن يغادروا كابول، ويخشون من انتقام طالبان لأنّ هؤلاء تعاونوا مع القوات الأمريكية وقوات الحلف الأطلسي بعضهم كان مترجمًا، وبعضهم كان لوجستيًا، وبعضهم كان مقاتلًا، وبعضهم كان مخبرًا، الله أعلم ماذا كانوا يفعلون هم وإيّاهم.
ولذلك هم يريدون المغادرة، وشهدنا الإرباك والفشل في تنظيم هذه المغادرة، وأيضاً شهدنا سقوطًا أخلاقيًا، فمنظر الذين كانوا يسقطون من الطائرة، ومنظر الطائرة الأمريكية في مطار كابول والمئات من حولها ولا تتوقف، ثمّ قيل لاحقًا أنّه بعد أن حطّت في البلد الخليجي الفلاني، أنّهم وجدوا أشلاءً بشرية في عجلات الطائرة، هناك ناس قتلوا، إضافة للشخصين الذين رموا بأنفسهم وقفزوا من الطائرة.
الانهيار الأخلاقي للحكومات الغربيّة
يضاف لها دولة غربية، فبدلًا من أن تخرج المتعاونين الأفغان معها، ويكون لهم قيمة إنسانية، إنّ أغلب المقاعد والأماكن للذين غادروا كان في طائرة الشحن، هم يركبون بطائرات شحن، وليس طائرات ركّاب فقط وترون الصور. لقد ملأت هذه الدولة الطائرة بصناديق النبيذ والويسكي والخمر والمشروبات الكحولية، وتركت المتعاونين على أرض المطار. أسوأ من ذلك وسائل إعلام نقلت عن وزير الدفاع البريطاني أنه سيسمح، وسأقرأ النص، سيسمح لبريطاني يملك مأوى حيوانات في أفغانستان بنقل حوالي 200 كلب وقطة لأنّه يخشى عليهم من طالبان في رحلة الطيران من كابول، وبناء لطلب صاحب مأوى الحيوانات، وهو بريطاني طبعاً، ستنقل الحيوانات في طائرة تضمّ 250 مقعدًا يسمح للأفغان وهؤلاء سيجلسون على 200 مقعد يسمح للأفغان الذين لديهم تأشيرات دخول إلى بريطانيا بملء المقاعد الشاغرة. وقد لقيت خطوة صاحب المأوى تأييدًا من بعض المشاهير، وعدد من الصحف البريطانية لأنّهم متعاطفون مع الكلاب والقطط، والموضوع أثار جدلًا في وقت يسعى آلاف الأفغان لحجز مقعد لهم للخروج من المطار.
هذا سقوط أخلاقي عندما يصبح الكلب والقطة وزجاجة النبيذ أهمّ عند هؤلاء الذين يدّعون الإنسانية وحقوق الإنسان والقيم أهمّ من الإنسان الذي تعاون معهم، ولا نتحدّث عن عدو لهم تعاون معهم كان معهم كان في خدمتهم لمدة 20 عامًا، أهمّ من الرجال والنساء المحتشدين على بوابات مطار كابول وبشكل مؤلم ومحزن ومزري ممّا مكّن بالأمس انتحاريي داعش لارتكاب هذه المجزرة المهولة وآخر إحصاء قبل ساعات وكنت أتابع الأخبار 170 ضحية. هذا، ألا يجب أن يكون عبرة؟ هذه داعش التي صنعتها أمريكا، هذه داعش والتي أؤكّد لكم أن الطائرات والمروحيات الأمريكية هي التي نقلت بعض قادتها وكوادرها من سوريا والعراق إلى أفغانستان، هذا موجود، وهناك أفلام.
في العراق هناك أفلام موجودة ويمكنكم العودة إليها على مواقع التواصل، وعندما كانت تحاصر داعش في بعض المناطق ويصبح من المتيقن أنّها ستسقط في يدّ القوات العراقية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة كانت المروحيات الأمريكية تنزل وتغطّ في تلك الأماكن وتصطحب معها عددًا من القادة أو الكبار أو الكوادر، تنقلهم إلى أماكن آمنة.
أمريكا وراء نقل داعش إلى أفغانستان
الإدارة الأمريكية هي التي قامت بنقل كوادر وقيادات من داعش إلى أفغانستان، ربّما لتقاتل بهم طالبان في ذلك الوقت من سنوات، لكن بالتأكيد من أجل أن تربك بهم كل دول الجوار التي يوجد معها مشكل مثل الصين لأنّ افغانستان لديها حدود مع الصين، ولديها مشكل مع دول آسيا التي تصل إلى روسيا، ولديها مشكل مع إيران.انتهت وظيفة داعش نسبيًا في العراق وفي سوريا، فتم نقلها إلى أفغانستان، كما تمّ نقلها إلى شمال أفريقيا لأنّه دائمًا داعش وهذا يجب أن يبقى في البال داعش هي أداة أمريكية، نعم أحيانًا تخرج عن السيطرة أحيانًا تخرج عن السيطرة.
في كل الأحوال هذا الذي يجري، يجب أن يكون درسًا وعبرة لكل الشعوب، ولكل الحكومات أيضاً. الأوربيون يعلنون الآن أنّهم تعلموا الدرس، رئيس وزراء بريطانيا، والعديد من المسؤولين الأوروبيين المستشارة الألمانية وآخرون تحدّثوا بصراحة. لكن يكفي أن أنقل لكم ما قاله الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تحدّث عن القلق الأوروبي. يقول في النّص: وتابع أشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور، لكن لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم. تصوّروا الآن بعض اللبنانيين الذين يضعون أنفسهم عند السفارة الأمريكية أن أمريكا ستسألكم وتستشيركم وتحسب حسابكم يوم الصعوبات.
الأوروبيين، القوة الأوروبية الحضارة الأوروبية أوروبا التي هي جزء أساسي من حلف الناتو، ولديها قوات في أفغانستان يوجد قوات فرنسية وألمانية، وبريطانية، وكندية وأسترالية الخ أوربيون وغير أوروبيين.
ماذا يقول؟ وهو ممثل الاتحاد الأوربي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، لكن لم يُسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم. الأمريكان هم يتخذون القرار، ويذهبون للتنفيذ ويبرمون اتفاقات، والأوروبيون يأخذون علمًا، ويمكن أن يأخذوا علمًا من وسائل الإعلام. ولفت إلى أنّه ستطرح بعض الدول تساؤلات عن الحليف الأمريكي الذي لم يعد كما قال جو بايدن يريد خوض حروب الآخرين. إذًا شو بدكم تعملوا فينا كأوروبيين، وأضاف ليس هناك بديل للأوروبيين يجب أن ننظّم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو، وليس كما نحلم به.
ولذلك هو دعا إلى تشكيل قوة عسكرية أوروبية للاعتماد عليها لحماية المصالح الأوروبية في أوروبا وفي العالم لأنّه لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية حليفًا موثوقًا. هذا طبعًا اليوم يسلم به حلفاء أمريكا وأعداء أمريكا، وهذا يجب أن يكون درسًا لكل من يزال يراهن على الإدارة الأمريكية والسياسات الأمريكية.
من هنا أدخل إلى بعض ملفاتنا الداخلية، وأختم بالذكرى العزيزة والغالية ذكرى اختطاف الإمام السيد موسى الصدر وأخويه العزيزين. في موضوعاتنا الداخلية، في الموضوع الاقتصادية والمعيشي قبل التأكيد على بعض النقاط لفتني بعض السجالات الموجودة في البلد، وتساؤل البعض. وطبعّا ممن وجّهوا إلي هذا السؤال كنت أنا أن فلان مطلوب أن يجيب على هذا السؤال، أنا سأجيب معليش هذا جيد أن يجاب عليه أنّه لا، ما في حصار على لبنان، أنتم تدّعون أن هناك حصار، وما في حصار.
طبعًا أنا عندما سمعت هذا وبجو التحرير الثاني تذكّرت أنّه من قال أصلًا أن داعش والنصرة يشكلون خطرًا على لبنان، لا يشكلون خطراً، لا يشكلون تهديداً للبنان، وليس لديهم أطماع بلبنان ولا يريدون شيء من لبنان؟!
إذا عدتم لتلك السنوات ترون نفس الأشخاص ونفس الجهات، يا سبحان الله، هو يضع نفسه بهذا الموقع بشكل دائم ينكر الحقائق التي يراها الناس ويلمسها الناس ويعيشوها الناس لأنّه يعيش بمكان آخر، لو كان يعيش في بعلبك الهرمل، وكان يعيش في القرى التي يسكنها مسلمون ومسيحيون على طول الخط كان سيستنتج أن داعش والنصرة أنها نعم تُشكل تهديد وخطر، كأنه يعيش في محل آخر، واليوم لأن هؤلاء لا يشعرون بجوع الناس ولا بعطش الناس ولا بآلام الناس.. أي "ماشي حالهم"، ويقول لك أنه لا يشعر بوجود حصار، طبعاً لا أحد يتكلم عن حصار مطبق وكامل، أن البحر مُقفل والجو مُقفل والبر مُقفل، وممنوع إدخال حبة قمح أو تنكة بنزين إلى البلد، كلا هذا يعني قمة الحصار، يعني قمة الحصار، يعني إما أن يكون الحصار هكذا وإما أنه لا يوجد حصار، من أوضح الواضحات أن هذا البلد في الحد الأدنى في السنتين الماضيتين هو يتعرض لحصار كبير جداً. منع الدول كما ذكرنا سابقاً من أن تَضع ودائع في البنك المركزي، أتكلم عن الأميركان، فرضوا على الدول أن تسحب ودائعها من البنك المركزي، ممنوع على الدول أن تُقدم مساعدات وهبات إلى لبنان، ممنوع أن تُقدم قروض إلى لبنان، ممنوع أن تأتي إلى لبنان وتقوم بإستثمارات وكله تحت طائلة العقوبات الأميركية، وحتى إذا كانت توجد دولة جاهزة لتستثمر يُهدد المسؤولون اللبنانيون بأنه إذا قبلتم بإستثمار صيني أو روسي أو شرقي سنضعكم على لائحة العقوبات، هذا ماذا يُسمى؟ هذا أليس أُسمه حصار؟ عندما أخذ الأميركان قانون قيصر بخصوص سوريا، قانون قيصر لم يكن حصاراً لسوريا فقط وإنما كان حصاراً للبنان أيضاً، لنوضح هذا الموضوع قليلاً لأنه يوجد ناس لم تنتبه له، لأنه أحياناً هم يَحقدون على سوريا، فلا يعودون يرون الأمور الأخرى بشكل صحيح، عندما بدأت الحرب تضع أوزارها في سوريا وإنفتحت الأبواب أمام مشاريع إعادة الإعمار والإستثمار والعمل التجاري واالزراعي والصناعي والإقتصادي، كثير من اللبنانيين والشركات اللبنانية والمصانع اللبنانية والتجار اللبنانيين كانوا يُأملون بالذهاب إلى سوريا للإستثمار هناك، وكانت فرصة تاريخية وذهبية، ويُمكن أن تَضخ الحياة مُجدداً في الإقتصاد اللبناني، وأنا أعرف أسماء شركات وأسماء تجار، أعرف أسماء لبنانية وأعرف أيضاً من الإخوة السوريين، وهؤلاء ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية، وإذا أتى يوم وعُرض أسماء سوف تتفاجأون بأسماء الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء، والسوريون لم يكن لديهم مانع، هم كانوا قد فتحوا الأبواب أمام كل من يأتي إلى سوريا ليساهم في إعادة الإعمار وبالإستثمار في سوريا، أتى قانون قيصر ليُغلق الأبواب على كل اللبنانيين، على شركاتهم وعلى مصانعهم وعلى إنتاجهم وعلى تجارهم وعلى كل من يُمكن أن يَستثمر في سوريا.
هذا أولاً، هذا وجّه ضربة كبيرة إلى الإقتصاد اللبناني، حسناً أن نحن؟ لدينا وسوريا، هي البلد البري الوحيد الذي يُحيط بنا، إلا إذا كان الأميركان يُريدون أن "يَعطونا" إلى الصهاينة وإلى كيان العدو، إذهبوا لتستثمروا هناك وتستغلوا هناك وتُتاجروا مع هناك، هذه سوريا هي البلد الوحيد.
ثانياً أيضاً، إذا حصلت أي تسهيلات يُمكن أن تُقدم وتُحيي الإقتصاد اللبناني [فهي] ممنوعة، وأيضاً إذا كان يُمكن أن تُعالج مشاكل لبنان الأخرى، مثل موضوع الكهرباء، أُريد أن أرجع إليه قليلاً، عندما السفيرة الأميركية تقول: تفضلوا الآن نَسمح لكم أن تأتوا بالغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، وأن تستجروا الكهرباء من الأردن عبر سوريا، أرجع لِأقول: هذا إعتراف ضمني أنه الآن أنتم سمحتم، إذا كانوا سمحوا، بعد أنا معلوماتي إلى الآن أن هذا الموضوع ليس نهائياً، لأنه الإدارة والكونغرس، السفيرة تقول هذا، الآن يطلع هذا الكلام صحيح، أن شاء الله يطلع صحيح" نحن مش زعلانين"، لكن أنتم تقولون أنكم أذنتم، يعني الثلاث سنوات التي مضت أنتم لم تأذنوا، أنتم عطلتم وأنتم منعتم، في هذه الثلاث سنوات عندما قُطع طريق تحسين وضع الكهرباء في لبنان، كم هذا حمّل الخزينة اللبنانية؟ كم مليار دولار؟ كم عانى الشعب اللبناني نتيجة أزمة الكهرباء خلال هذه السنوات؟ كم عانى الإقتصاد اللبناني خلال هذه السنوات؟ هذه من يتحمل مسؤوليتهم؟ أليست أميركا؟ وإلا كان هذا الأمر يمكن أن يتحقق منذ عدة سنوات لولا المنع الأميركي والفيتو الأميركي، اللبنانيين لم يعذبوا أنفسهم وأخذوا موقف وضغطوا على الإدارة الأميركية ليطلبوا إستثناء، لماذا أتى الإستثناء اليوم؟ لأنه حصل مخاطر من نوع آخر، لأنه هناك من قال: نحن نريد أن نأتي بالمازوت والبنزين من إيران، وهذا طبعا يهدد في مكان ما المشروع الذي يمشي فيه الأميركيين في البلد، هذا يثبت أنه لو أن اللبنانيين منذ سنوات رفعوا الصوت عاليا بموضوع الكهرباء الذي هو أساسي في جزء كبير من مصائبنا في البلد، في الدين والقروض والتعطيل والمولدات والمازوت والمستشفى والمصانع وكل شيء، لو رفعوا الصوت عاليا في وجه السفارة الاميركية والأميركيين كان ممكن أن يحصلوا إستثناء والدليل حصلوا على إستثناء إذا كان صحيحا، حسناً، لماذا لا يوجد إمكانية للحصول على إستثناء؟ سأعطيكم شاهد. منذ يومين او ثلاثة أيام قرأنا في كل وسائل الإعلام وأنا قرات في الشريط الإخباري بيان رسمي صادرعن وزارة الطاقة الإيرانية أن وزارة الطاقة الإيرانية إستأنفت تصدير البنزين وزيت الغاز إلى أفغانستان بناء على طلب طالبان، إستانفت تعني ماذا؟ تعني أن خلال السنوات الماضية كلها حكومة أفغانستان عند الاميركيين والأميركيين هم أصحاب النفوذ، الاميركيون يحتلون افغانستان وحكومة افغانستان تشتري البنزين الايراني وزيت الغاز الايراني، ويستأنف الشراء الآن، هذا أولا يعني للذين ليس لديهم علم بأنه ليس هناك بنزين في إيران، أنا أعطيهم علم ان إيران تبيع بنزين لكل دول الجوار، ليس فقط لأفغانستان، والمؤشر الآخر، هذه حكومة أميركية، حكومة مصنوعة من قبل أميركا، ووضعت لها إستثناء، إذا لبنان يعني شيئا للأميركيين أمام المعاناة القاسية الآن، اليوم الموضوع ليس فقط موضوع ذُل على طوابير محطات الغاز والمازوت، اليوم المستشفيات مهددة، مرضى السرطان مهددين، الناس بخبزها مهددة، كل شيء مهدد، ونحن قريبون من موسم شتاء، إذا يا جناب الأميركيين والسفارة الاميركية هذا الشعب اللبناني يعني لكم بشيء، واغلى من كلابكم وقططتكم لا تؤاخذونني على هذا التعبير القاسي، تفضلوا ومرروا إستثناء، إستثنوا لبنان من قانون قيصر، هذا يفتح لبنان على سورية، وهذا يحيي لبنان من جديد، لكن لماذا تريدون أن تضغطوا على الشعب اللبناني بهذه الطريقة؟ مرروا إستثناء على البنزين الايراني والمازوت وزيت الغاز الايراني، مثلما كنتم تُمررون لسنوات طويلة لحكومة أفغانستان الموالية لكم، لماذا لا تقومون بذلك؟ لماذا؟ لماذا لا يطالب اللبنانيون بذلك؟ الحكومة اللبنانية، المسؤولين اللبنانيين، النواب اللبنانيين والقوى السياسية، أصدقاء أميركا، أنا قلتها في آخر خطاب، لا تأتوا لنا لا بأموالكم ولا مساعداتكم ولا شيء، فقط إرفعوا الأذى الذي تُسببونه، ولا نريد منكم شيئا، بدل ما أنكم تضعون إستثناء، تذهبون وتهددون المسؤولين اللبنانيين بالعقوبات، وأنه لبنان إذا يستورد مشتقات نفطية من إيران يصبح دولة مارقة، هل هذا ما يعنيه اللبنانيين والشعب اللبناني للسفارة الأميركية والأميركيين؟ على كل، هذا موضوع أيضاً يجب أن ننتبه له بشكل جيد، اليوم في الشأن الإقتصادي، طبعا بالموضوع الذي نحاول نحن أن نقوم به تحت عنوان تخفيف المعاناة، على كل حال الأيام قادمة أمام الإشاعات والأكاذيب وبعض وسائل الإعلام العربية التي تعتبر نفسها من وسائل الإعلام الاولى في العالم العربي وتقول الاكاذيب، على كل حال حبل الكذب قصير، والأيام المقبلة هي التي ستظهر الحقائق للشعب اللبناني فيما يتعلق بمسألة السفن التي تنقل المشتقات النفطية من إيران، أحب أن أضيف انه نحن مع الإخوان في إيران إتفقنا في هذين اليومين أيضاً على البدء بتحميل سفينة ثالثة، لأنه واضح، نحن قادمون على أيلول ولدينا تشرين أول ولدينا ضغط كبير وموسم الشتاء قريب، السفينة الأولى والسفينة الثانية أيا تكن الكمية التي ستحملها نحن بحاجة إلى سفينة ثالثة وأكثر.
النقطة الأخيرة، نحن أمام ذكرى 31 آب، ذكرى إختطاف وإحتجاز من موقع الإعتداء سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، وإحتجاز وإختطاف أخويه وصاحبيه سماحة العلامة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ السيد عباس بدر الدين، هذه المناسبة دائما عندما تطل علينا أو نستحضرها هي بالنسبة إلينا ذكرى أليمة ومحزنة، لأنها تمثل فيما تمثل من جهة، تمثل عدوانا على لبنان وعلى شعب لبنان، وتمثل أيضاً ظلم كبير لحق بإمام كبير هو إمام المقاومة وهو إمام الوطن وإمام المظلومين ورمز الضمير والقيم الأخلاقية والإنسانية في هذا البلد وفي هذه المنطقة، أعني سماحة الإمام السيد موسى الصدر، والإستهداف من خلال هذا الخطاب والتغييب والإحتجاز كان واضحاً، هؤلاء يعني معمر القذافي ومن يقف خلف معمر القذافي عندما قاموا بإختطاف الإمام موسى الصدر كان يستهدفون هذه المقاومة بهذه الثقافة وبهذه العاطفة والارادة لأن الإمام الصدر كانت مقاومته وثقافته في المقاومة وفكره المقاوم يتطلع إلى القدس، إلى القدس وليس فقط إلى الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، كان صادقا عازما جادا مؤمنا، هذه المقاومة التي كان يدعو إليها الإمام الصدر هي مقاومة على الأرض ولكنها مرتبطة بعمق بوحي السماء ومشيئة السماء وعشق الله سبحانه وتعالى ولقاءه، الإمام الصدر الذي كان حاجزاً ومانعاً وساعياً لمنع أيّ فتنة في البلد هو الذي وضع كل شيء جانباً من أجل إيقاف الحرب الأهلية والذي كان همه الحفاظ على دماء اللبنانيين، كل اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية، لأن مشروع الأخرين كان الفتنة في لبنان والحرب الأهلية في لبنان وتخريب لبنان، كان عليهم أن يزيلوا هذا المانع وهذا الحاجز من طريقهم، إذا إستهداف الإمام موسى الصدر كان إستهدافا للمقاومة ولمشروع تحرير القدس وفلسطين، وكان إستهدافا للسلم الأهلي وكان إستهدافا لتجربة حياة إنسانية قائمة على قوة إنسانية وقيم يمكن أن تقام في لبنان مقابل ثقافة الحقد والضغينة والإقتتال والعمالة والتبعية، ولذلك نحن نشعر بظلم كبير أن غياب هذا الإمام كل هذه السنين عن مقاومتنا وعن ساحتنا وعن شعبنا وعن منطقتنا وليس فقط لبنان، الإمام الصدر لم يكن بحجم لبنان، لبنان كان صغيرا جدا بالنسبة للإمام الصدر، كان حضوره وحجمه بمستوى كل هذه المنطقة، وأحلامه وأماله بمستوى هذه الأمة، في كل الاحوال نحن اليوم في ذكرى هذا التغييب وهذا الاختطاف نؤكد أننا جميعا أبناءه وتلامذته والمؤمنون بنهجه وأننا سنكمل طريقه وسنحمل آماله وسنحقق أهدافه وسيبقى اسمه ونحن دائما في إنتظار عودته، سوف يبقى اسمه حاضرا بقوة في العقل والقلب والوجدان والشعار والعمل والممارسة لأن هذا يعني الوفاء للإمام الذي هدانا إلى هذا الطريق وأخذ بأيدينا إلى هذا الطريق وفتح أمامنا كل هذه الآمال وكل هذه الآفاق، أخرجنا من أحزمة البؤس ومن العقل الذي أقصى همه كيف يعالج القضايا الحياتية في حيّه لنكون بمستوى الوطن ونكون بمستوى الأمة وأهداف الأمة، أسال الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنه وعن أخويه وعن صاحبيه العزيزين المجاهدين وعن عائلته الكريمة والشريفة، عائلة الإمام السيد موسى الصدر التي عانت الفراق الأليم خلال كل هذه السنوات الطوال، وعن كل أبناءه في حركة امل في حزب الله في لبنان وأبناءه ليسوا فقط من الشيعة، من المسلمين ومن المسيحيين، الذين عايشوا هذا الإمام وإستمعوا إلى خطابه وإلى كلامه في المسجد وفي الكنيسة، وعلى كل منبر، أسأل الله سبحانه وتعالى لكم ولشعبنا وبلدنا في ذكرى التحرير الثاني وفي ذكرى الانتصار الكبير الذي حصل في مثل هذه الأيام أن نبقى في الموقع الذي ننتقل فيه من نصر إلى نصر وان نتمكن أيضاً من مواجهة هذه الحرب الإقتصادية الغاشمة التي تريد المس بإرادة شعبنا وإرادة مقاومتنا وإرادة بلدنا وأن نتمكن من التغلب عليها مجددا. يجب في نهاية الكلمة أن أخص بالشكر وأن أتوجه بالشكر إلى عوائل الشهداء وإلى الأباء والأمهات وإلى الزوجات والأبناء والبنات والإخوة الأخوات، أخوات الشهداء وإخوة الشهداء، أن أتوجه بالشكر إلى هذه العائلات الكريمة والشريفة التي قدمت خيرة أبناءها وشبابها وفلذات أكبادها في هذه المعركة، خصوصا في المعارك الأخيرة التي سقط فيها خلال مدة وجيزة عشرات الشهداء، أتوجه إليهم وأنحني أمامهم إجلالاً وتعظيماً، أيضاً لكل الجرحى المجاهدين المقاتلين المقاومين، هنا عندما أتحدث عن الشهداء أتحدث عن كل الشهداء وعن كل الجرحى في المقاومة والجيش اللبناني والقوى الأمينة والجيش السوري وفي القوى الشعبية في سورية، أمام كل المضحين وأيضاً أمام اهلنا في البقاع الذين كانوا كما كانوا دائماً بمستوى المرحلة ومستوى المواجهة ومستوى الإنجاز والإنتصار، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات الزوار