في المناورات العسكرية التي جرت في ايران في الآونة الاخيرة ازاح الحرس الثوري والجيش الايرانيين الستار عن طائرات مسيرة واسلحة وعتاد جديدة كل واحدة منها تضيف قدرات دفاعية جديدة عالية المستوى الى القدرات الدفاعية للبلاد.
ويمكن القول ان الاستعراض العسكري الذي جرى في انحاء ايران بمناسبة يوم الجيش قبل حوالي اسبوعين من الان كانت مناسبة مميزة حيث استعرض الجيش الايراني في تلك الاستعراضات جانبا من قدراته وامكانياته في مجال الطائرات المسيرة التي شاركت نحو 50 منها في العرض العسكري في طهران ومن بينها مسيرات انتحارية شدّت انتباه الحاضرين والمراقبين.
المسيرات الانتحارية للحرس الثوري والجيش لاستهداف الارهابيين الاميركيين في المنطقة
يعتبر الجيش الايراني وحرس الثورة الاسلامية الذراعين الدفاعيين الرئيسيين لايران الاسلامية ولكل منهما انجازات مهمة في مجال صنع الطائرات الانتحارية وقد ازاح الجيش الايراني الستار عن بعض انواعها في استعراضه العسكري بمناسبة يوم الجيش كما ازاح الحرس الثوري ايضا الستار عن انجازات في هذا المجال في مناورات الرسول الاعظم (ص) 17 التي اجريت قبل شهور.
الطائرة المسيرة الانتحارية الجديدة للجيش الايراني التي انضمت مؤخرا الى عائلة المسيرات في الجيش الايراني والقوات المسلحة هي مسيرة ذات جناحين مثلثية وتسير بمحرك ذو اسطوانة لتنظم الى المسيرات الانتحارية الاخرى للجيش من طرازات آرش وكيان وكرار الموجودة ضمن الوحدات القتالية.
وبانضمام هذه المسيرة الجديدة تتسع عائلة الطائرات المسيرة الموجودة لدى الجيش الايراني، والتي توفر امكانيات كبيرة لتنفيذ عمليات دفاعية واسعة في البر والبحر.
اما الحرس الثوري فقد ازاح الستار قبل شهور وأثناء مناورات الرسول الاعظم (ص) 17 عن مسيرات انتحارية تطلق بشكل جماعي من منصات على شكل حاويات لا تشبه الآليات العسكرية بل هي شبيهة بشاحنات عادية لغرض التمويه.
وحملت المسيرة الجديدة اسم شاهد 136 وهي من نوع الطائرات المسيرة التي تنفذ دوريات رصد واستكشاف في شعاع طيرانها حول الاهداف وتستخدم لضرب تجمعات الجنود والقوات المدرعة وحلقات الاسناد وانظمة الدفاع الجوي والمقرات الاستراتيجية للعدو.
وتزن هذه المسيرة 200 كيلوغرام ويبلغ طولها 3 امتار ونصف ومداها هي بين 1800 و 2000 كيلومتر وبامكانها ضرب الهدف بسرعة 200 كيلومتر في الساعة ومحركها هو من نوع MD۵۵۰ أو ۳W.
ونظرا لاطلاق هذه المسيرة بشكل جماعي ومن داخل حاوية مموهة فانها تشكل خطرا بالغا على اهداف العدو.
العمليات المركبة بين الصواريخ والطائرات المسيرة من على سطح الارض ومن عمقها
من اهم معاني امتلاك وحدات الطائرات المسيرة في صفوف الوحدات القتالية في القوات المسلحة الايرانية، هو امكانية شن عمليات مركبة بين الصواريخ والطائرات المسيرة وهي عمليات مكتملة لضرب الاهداف الاستراتيجية حيث تحلق اسراب الطائرات المسيرة نحو الاهداف المعينة وتضربها ومن بعدها تنهمر الصواريخ بعيدة المدى على هذه الاهداف لاستكمال عمليات القصف.
وقد نفذ الحرس الثوري في مناورات الرسول الاعظم (ص) عمليات مركبة تحاكي قصف منشآت تطوير اسلحة الدمار الشامل في الكيان الصهيوني المؤقت، ففي بداية تلك المناورة تم نشر منصات اطلاق الصواريخ الباليستية ومن ثم حلقت الطائرات المسيرة من طراز شاهد 136 وشنت هجوما يحاكي قصف منشآت تطوير اسلحة الدمار الشامل في الكيان الصهيوني المؤقت ثم قامت الصواريخ الباليستية باستكمال العملية وتدمير تلك المنشآت.
والى جانب شن مثل هذه العمليات من على سطح الارض، اصبحت القوات المسلحة الايرانية قادرة على شن هذه العمليات المركبة بين المسيرات والصواريخ من اعماق الارض ايضا. ففي يوم 5 مارس الماضي ازاح الحرس الثوري الايراني الستار عن قاعدة للطائرات المسيرة في اعماق الارض، حيث كشفت الصور التي تم نشرها ان هذه القاعدة تضم بالاضافة الى الطائرات المسيرة منصات اطلاق مزدوجة للصواريخ الباليستية النقطوية من فئة "دزفول".
ويعتبر الرصد الدقيق هو سر نجاح تنفيذ مثل هذه العمليات المركبة، فقبل شن العملية المركبة بين المسيرات الانتحارية والصواريخ الباليستية تقوم الطائرات المسيرة المخصصة للرصد والاستكشاف والمزودة بتقنية التخفي والافلات من الرادارات بمسح منطقة تنفيذ العمليات بالكامل، لأن سر نجاح عملية القصف هذه هو الرصد الدقيق والشامل.
وهكذا يمكن القول ان الجيش والحرس الثوري الايرانيين قد اضافا قدرات جديدة الى القدرات الدفاعية الموجودة لدى ايران للتصدي للاعداء عبر التظافر واستكمال الادوار بينهما ليشكلا سد منيعا امام اطماع القوى المتغطرسة والمعادية.
المصدر: العالم
تعليقات الزوار