قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني، إن وضوح الفكرة عند الإمام الراحل ميزه عن بقية الحركات السلامية بشكل قاطع.
وأكد الشيخ حمود أن الثورة الإسلامية في إيران اخترقت الحواجز لتنشئ المقاومة في لبنان والعراق وغزة دون إي مقابل .
كيف قرأت هذا الفكر وهذه المسيرة والمسار للإمام الراحل الخميني (قده)؟
الشيخ حمود: لابد من الحديث عما قبل الامام الخميني للحديث عن الامام ، نحن ابناء حركة اسلامية كانت تطمح لاعادة الدولة او الخالفة او الحكم الاسلامي في بلاد المسلمين وتحرير فلسطين وما الى ذلك وهذا موجود عند موجود عند علماء ودعاة منذ اوائل القرن العشرين وبنظرة سريعة الى كل التحارب التي هدفت الى هذه الاهداف الكبرى كان عندها نقص في الفهم من جهة ونقص في الاداء وبالتالي لم يصل لحد منهم الى شيء من الاهداف لا على صعيد اقامة دولة اقليمية في مكان ما ولا على صعيد اختراق الحواجز المذهبية والحدود الجغرافية بين المسلمين الا قليلا.
وتابع الشيخ حمود:"على صعيد احياء التدين حصل حيث كانت هناك جهات متنقنة الا استجلاب المسلمين ودفعهم للمساجد وللعبادات اما نقل هذه العبادات وهذه الحياة الدينية المحض الى فعل سياسي حقيقي لم يحصل ، وعندما انطلق الامام الخميني (قده) وتحدث مباشرة ايران وفلسطين مباشرة تحدث عن حكم اسلامي في اواخر القرن العشرين رغم التقدم العلمي وان العالم كان يتقاسمه الراسمالية والشيوعية لم يكن الاسلام مطروحا كحل شد النظر والافهام لهذا الفهم المتقدم وهذا الفهم المميز الذي جمع والدمج بين الاسلام والحياة السياسية او للدفع للاسلام والمسلمين للحياة السياسية المعاصرة. ثم ظهر انه متميز بامور كبرى حيث جعل علاقته مع الاخرين حول البرنامج السياسي".
واضاف ان هناك حركات اسلامية معينة كان من المستحيل للشخص ان يتعامل مع الشيوعي او العلماني باعتبار ان المقياس هو التدين، الامام الخميني كان لديه بعد نظر فقال اتفق معهم على البرنامج السياسي، لذلك حزب توده الشيوعي كان قد سلم القيادة اذا جاز التعبير للامام الخميني وكذلك بعض العلمانيين . جعل البعد الوطني والسياسي هو المقياس للعلاقة، وهذا ما كانت تعجز عنه الحركات الاسلامية، ثم بهذا براي هو الاهم حيث حدد العدو وحدد الافة التي هي الاستكبار الامريكي فقد كانت الحركات الاسلامية ضائعة بين اي الخطرين اكبر الشيوعي ام الراس المالي وتقريبا انحرفت ان الخطر الاكبر هو الشيوعي باعتباره يدعو الى الالحاد ولم يستطيعوا ان يميزوا بين النظرة السياسية وبين انتماء العقيدة فبالتالي علميا اصبح كثير من الحركات او الوجود الاسلامي بشكل عام جزء من السياسة الامريكية في المنطقة بحجة محاربة الشيوعية التي كانت تهدف للالحاد . وضوح الفكرة عند الامام الخميني ان امريكا الشيطان الاكبر والاستكبار العالمي ميزه عن بقية الحركات الاسلامية بشكل قاطع.
إن كان غريبا في ذلك الوقت تتحدثون عن لجوء بعض الدول العربية الى الركب الأمريكي هروبا من الفكر الشيوعي الذي يمثله أو خيار آخر يذهب في ركب الشيوعية وبالتالي أن يأتي الإمام في ذاك الوقت ويرفع شعار لا شرقية ولا غربية ما أهمية هذا الشعار الذي رفعه والى أي مدى كان متوقعا أن يصمد بهذه المواجهة الثنائية في ذلك التاريخ؟
الشيخ حمود: أنا برأيي أن ذلك كان إلهاما ربانيا، وان ربنا يلهم الإنسان هو أمر من أجل مصلحة البشرية وبالتالي فإن نيوتن عندما جلس تحت الشجرة سقطت عليه التفاحة وقال:"هذه الجاذبية"، فذلك يعتبر الهاما ربانيا، وايضا العالم ارخميدس عندما جلس في الماء قال وجدتها وجدتها كان ذلك الهاما، وهكذا كغيرهم مثل أديسون.
وأضاف الشيخ حمود:" أن ربنا يلهم كما قال تعالى "وأوحى ربك الى النحل"، وكذلك والدة النبي موسى(ع) قال تعالى :"وأوحينا الى أم موسى"، وبالتالي سمي بالوحي كما يوجد آيات كثيرة وبالتالي يوجد شيء رباني ألهم الامام الخميني قدس سره وهو سر إذا جاز التعبير وهو سر القيادة العظيمة، وأفهمنا أهمية تصحيح النظرة الى العدو والى الصديق والى الحليف والى الأولويات وهذا أمر وبالتالي هذا شيء رباني.
كان في هذهى الشخصية القيادية تركيزا كبيرا على مسألة شرعية الشعب أي انتصارالثورة الاسلامية كان عظيما جدا وكان الالتفات الشعبي حوله كبير جدا وبالتالي كان بإمكان الامام آنذاك أن يضع الدستور والقوانين التي يريدها ومع ذلك أجرى استفتاء على الدستور وشارك الشعب وأشركه بالعملية السياسية كيف تقرأون هذا البعد من الأبعاد الفكرية لدى الإمام؟
الشيخ حمود: قفز نحو الأمام وتجاوز الحركات الاسلامية لانه أيضا حركات الاسلامية تركز على ان الاشرع هو مصدر السلطات وأن المشرع هو الله عز وجل وان السيد قطب ركز كثيرا على هذئا الموضوع في كتبه وكذلك حسن البنا وغيرهم.
ولفت الشيخ حمود الى أنه عندما جاء الإمام وقال الشعب مصدر السلطات مع مرجعية دينية فجمع مابين أن يستفتي الشعب وان يعتمد على الشعب وجعل مرجعية الشعب مجلس الخبراء ومجلس العلماء والشريعة برأيه "ولاية الفقيه"، وهذا الجمع بحد ذاته أيضا يعتبر ابتكارا غير عاديا، لان قصة الشعب مصدر السلطات صحيح أنها موجودة في الحضارة الاغريقية كلمة "ديموس قراطوس" أي "ديمقراطية"، ولكن في الحقيقة هي أنجاز القرن العشرين تقريبا.
وأوضح الشيخ حمود : أنه ما بعد الحرب العالمية الأولى أخذت الدول هذا الشكل من الانتخابات ويعتبر برأيي ذلك انجازا فالغرب أعطانا انجازا معينا على الطريقة السياسية حيث استفاد من هذا الأمر ووضعه في الشريعة فكان هنالك انتخابا لرئيس الجمهورية من الشعب واستفتاء من الشعب ولمجلي الخبراء وللقائد حق الفيتو اذا ما حصل خلاف مع الشريعة.
وأضاف الشيخ حمود ان الاهمية تكمن في أن الشعب تجاوب معه فهو لا يفتعل ذل بل يعتبر أمرا موجودا وبالتالي فان تلك الثقة الكبيرة بالنفس وتجاوب الشعب معه جعله يستفيد من تلك القوى الشعبية تقريبا بالشكل الموجود بالتجربة الغربية أو الليبرالية الموجودة بالغرب واضاف اليه البعد الاسلامي من خلال دور مميز للعلماء من خلال مجلس الخبراء أو أي جهة أو وزارة التي يكون فيها مرجعية دينية خاصة الوزارات الحساسة التي تحتاج الى رأي شرعي معين
ونوه الشيخ حمود الى أن وضوح فكرة اميركا الشيطان الاكبر لدى الامام الخميني جعله مميزا عن غيره مشيرا الى أن الامام الخميني كان لديه الهام من الله تعالى في ثورته الاسلامية، وان الامام الخميني تقدم الى امام وتجاوز الحركات الاسلامية عندما قال ان الشعب هو مصدر السلطات وبمرجعية دينية.
وقال الشيخ حمود: "الإمام الخميني حقق انجاز القرن العشرين بارسائه الارادة الشعبية ذات البعد الاسلامي والمرجعية الدينية وعندما زرنا الامام الخميني بعد انتصار الثورة الاسلامية اشدنا بدوره العظيم فقال لم افعل شيئا بل الشعب الايراني هو من فعل ذلك وان الشعب كانت ثقته كبيرة بالإمام الخميني وقد أطاعه عندما انتخب الرئيس بني صدر واطاعه عندما جرده من منصبه".
ولفت الشيخ حمود الى أنه ما من قائد كالامام الخميني حظي بهذا القدر من ثقة الشعب معتبرا ان ثقة الشعب الايراني الكبيرة بالامام الخميني كانت الهاما ربانيا.
كما أن الإمام الخميني تجاوز كل العقبات الجغرافية بالدفاع عن فلسطين معتبرا أن حجم الحرب والحصار على ايران الاسلامية كان كبيرا والضخ من السعودية وغيرها ضدها كان كبيرا جدا".
وأوضح الشيخ حمود أن دولا كثيرة تسابقت على دعم الثورة الفلسطينية لمصلحتها هي لكن الامام الخميني دعم القضية الفلسطينية دون اي مقابل وعندما قيل لياسر عرافات الا زلت تفكر بتحرير فلسطين وقد خرجت منها مصر فقال نعم خرجت مصر ولكن ايران قد دخلت.
المصدر: العالم
تعليقات الزوار