قال رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في الجيش الإيراني: يمكننا القول بكل جرأة واطمئنان أن أعظم إنجازات الجنرال الشهيد "قاسم سليماني" يتمثل في إفشاله لمؤامرات المحور الغربي_ العبري_ العربي بما يخص الحرب الأهلية في العراق وسوريا.
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن العميد "أحمد رضا بوردستان" كتب خاطرة في حق الشهيد "قاسم سليماني" جاء فيها: إن انتصار الثورة الإسلامية كان بمثابة صدمة سياسية للأمريكيين، فإن انتصارها أربكهم وقلب كل معادلاتهم في المنطقة والعالم كما وقطع مصالحهم الخبيثة في إيران.
وأضاف المسؤول الإيراني: النقطة المهمة في الثورة الإٍسلامية والتي تُعتبر أخطر بالنسبة لحلف الاستكبار من خساراته المادية، هي أن الثورة الإسلامية جلبت معها أدبيات وثقافة جديدة، وكانت قوى الاستكبار تعلم تمام العِلم أنه إذا تُركت هذه الثقافة وشأنها وتجاوزت الحدود الجغرافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن هذا الأمر سيؤثر بالتأكيد على دول المنطقة وسوف يدخلها إلى ساحة المعركة لمحاربة قوى الاستكبار والحكومات العميلة لها وبالتالي لن يكون هناك مكان لتواجدهم المشؤوم في المنطقة، لهذا السبب بدأت قوى الاستكبار باتخاذ تدابير تخريبية ضد النظام الإسلامي الناشئ في إيران، كالتواجد المادي في منطقة غرب آسيا، وتأسيس الجماعات التكفيرية، وتنفيذ مخطط "الشرق الأوسط الجديد" وغيرها من الإجراءات الخبيثة بغرض مواجهة توسُّع الفِكر الإٍسلامي.
الشهيد سليماني دواءٌ للمستضعفين وداءٌ على المُستكبرين
وأشار رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في الجيش الإيراني في جانب من خاطرته إلى فضل الشهيد "قاسم سليماني" قائلاً: "من بين النقاط المضيئة للشهيد، قاسم سليماني، خلال فترة قيادته لفيلق القدس، هي تقوية حزب الله اللبناني والجماعات الفلسطينية المسلحة؛ الأمر الذي يمكن ملاحظته في العديد من المعارك، بما في ذلك حرب ال33 يومًا في لبنان، وانتصار المقاتلين الفلسطينيين في حرب ال22 يوم في غزة ضد جيش الاحتلال المُدجّج بالسلاح.
كما حارب الشهيد سليماني إلى جانب الأكراد في العراق ضد الجماعات التكفيرية، وبعد ذلك لعب دورًا مهمًا في إفشال مؤامرة تقسيم العراق وكردستان.
وتابع العميد، أحمد رضا بوردستان، وأيضاً من الأمور البارزة بما يتعلق بشخصية الشهيد سليماني، هي اعتراف الأعداء بعظمة هذه الشخصية ومدحه لها واعترافهم بنفوذه وتأثيره غير المسبوقين في مختلف الساحات الإقليمية.
وفي هذا الصدد أطلق الكاتب في مجلة "نيويوركر" الأمريكية "ديكستر فيلكينز" على الشهيد سليماني لقب "قائد الظل" أو "القائد الخفي". ثم تكررت هذه التسمية عدة مرات في وسائل الإعلام الأخرى، كمجلة "أتلانتيك" الأمريكية ووكالة أنباء "فرانس 24" وغيرها، للتأكيد على الدور الخفي نسبيًا للشهيد قاسم سليماني باعتباره "القائد الإيراني الذي يعيد ترسيم منطقة غرب آسيا".
وأضاف المسؤول الإيراني: كان الشهيد الحاج قاسم سليماني شخصًا مخلصًا ومطيعًا لأوامر القيادة، لهذا السبب فإن أداؤه في حرب الدفاع المقدس وفي المعركة الكبرى ضد الجماعات التكفيرية الإرهابية لا يمكن قياسه وفقاً للمعايير المادية الدنيوية إنما كان أشبه بالمعجزة.
الشهيد سليماني أفشل استراتيجيات قوى الاستكبار في تقسيم المنطقة
وقال رئيس مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في الجيش الإيراني: مما ذكرناه آنفاً يمكننا القول أن خطة الغطرسة لمنطقة غرب آسيا (خطة الشرق الأوسط الجديدة) كانت خطة طويلة المدى، ولم يُخذ فيها سوى مصالح قوى الاستكبار وأمن الكيان الصهيوني الغاصب. واعتمدت تلك الخطّة على عدّة خُطط بعيدة المدى، كإثارة حروب داخلية في الدول المُستهدفة وتقسيمها إلى عدّة دويلات صغيرة، وسبب هذا التقسيم هو التالي:
1- ظهور الدول الصغيرة يخلق احتياجات جديدة وفي النهاية ازدهار الاقتصاد الغربي لتوفير وتوريد المنتجات والخدمات.
2- إن تغيير ثقافة وآداب البلدان الصغيرة أسهل بكثير من تغيير البلدان ذات الجذور والتاريخ.
3- الدويلات الصغيرة لا يمكن أن تشكل تهديداً جدّياً للكيان الصهيوني.
وتابع العميد "أحمد رضا بوردستان" النقطة المهمة هي أن اللواء الحاج "قاسم سليماني" بقيادته وتوجيهه وإدارته الحكيمة وخلق وحدة بين مقاتلي جبهة المقاومة، استطاع أن يُفشِل استراتيجيات قوى الاستكبار التي عملت على إيجادها المؤسسات البحثية الغربية وأنفقت لها مليارات الدولارات وجنّدت عدة مئات الآلاف من الأشخاص الذين دخلوا الميدان بجميع أنواع المعدات، فضلاً عن خلق قدرة دفاعية وعملية في جبهة المقاومة مع خلق التوازن على جانبي المعادلة، وأيضاً زاد من قوة ردع محور المقاومة، وأبطل احتمالية حدوث أي غزو من قبل حلف الاستكبار. وهذه الإنجازات العظيمة كانت بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية "حفظه الله تعالى" وبتضحيات مقاتلي محور المقاومة. وهذا ما أثار غضب حلف الطاغوت ودفعه إلى اغتيال الشهيد "قاسم سليماني" وتصفيته جسدياً، محاولاً أن يُضمّد جراحه ويجبر خزيهُ بعملية اغتيالٍ غادرة.
وختم المسؤول الإيراني خاطرتهُ بالقول: ذكراهُ عظيمة وطريقهُ مُستمر
تعليقات الزوار