القضية الفلسطينية في ظل الولي الفقيه
لم يكن الموقف الشيعي العام المتمثل في المرجعيات الدينية من القضية الفلسطينية والقدس وليد اليوم، بل حتى قبل عام 1948 م حين كان الإنتداب البريطاني الخبيث يسيطر إلى أرض فلسطين، إذ أدركت المرجعيات الشيعية في النجف وقم خطورة الموقف البريطاني، وسافر المراجع والمجتهدون إلى فلسطين لتبيان الموقف الشيعي، وأن القدس والاقصى وكل أرض فلسطين تعتبر القضية الأولى لدى أتباع أهل البيت (ع)، وتحرك موقف المرجعيات على الأرض عمليا وماديا، وهو ما وثقته كل مراكز الدراسات في العالم، وللفائدة ننقل مقتطفات توضيحية، فأول مرجعية إسلامية أفتت بجواز صرف الحقوق الشرعية للعمل الفدائي هي مرجعية الشيعة وقتها والمتمثلة بالإمام الحكيم (قدس سره)، لتنسجم مع مواقف كل الآيات العظام والمراجع منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ثم مواقف الشهيد نواب صفوي، وتعرض الشيخ الرفسنجاني (طاب ثراه) للسجن خمس سنوات على يد السافاك البهلوي إثر ترجمته من العربية للفارسية كتاب أحمد زعيتر (القضية الفلسطينية)، وقد شكلت المواقف الشيعية وحدة واحدة منسجمة من حيث الزمان والمكان والحدث منذ بروز الصراع في القضية الفلسطينية، وأعطى الشيعة الشهداء والدعم المختلف وغير المحدود في سبيلها. وعند بسط يد الإمام الخميني (قدس سره) بعد انتصار الثورة الإسلامية يكفينا مثالا فتواه وندائه للمسلمين باعتبار آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس، بمعنى أن قضية فلسطين تعيش كثابت في الضمير الشيعي وتجري مع جريان دم الشرايين، فالموقف واحد وما زال رغم كل ما يمر على الشيعة من حصارات وحروب وتدمير لبلدانهم.
وفي عهد الولي الخامنئي (دام ظله) ظل الموقف ثابتا لا يخضع للتغيير باعتباره من الثوابت العقدية المبدئية لأتباع أهل البيت، كما لا يخضع لعوامل الزمان والمكان والتغيرات السياسية، بل تطور نحو تمكين الشعب الفلسطيني من أسباب القوة والمنعة والمواجهة مع المغتصبين، ليطرح سماحته خارطة طريق المواجهة مع أعداء الإسلام والإنسانية معتبرا أن مفتاح الغلبة على اعداء الإسلام هو القضية الفلسطينية، وتحرير القدس سيكون بالعزيمة الحيدرية الحسينية وعزيمة الشعوب المسلمة والمحبة للحرية والسلام. وما نراه اليوم خير دليل على الثابت العقيدي تجاه القضية المركزية للمسلمين رغم إحاطتها وحصارها بكل الوسائل الحربية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والتطبيعية من قبل محور الضد والضد النوعي.
فجبهة صغيرة فتحها المقاومون من غزة ضد كيان الإغتصاب أسقطت أغلب الرهانات والمشاريع التي تعمل عليها دول قوية، فكيف إذا فتح الولي بإسناد مرجعيات الشيعة باقي الجبهات من إيران واليمن والعراق وسوريا ولبنان وباقي جبهات الإسناد؟ ولهذا ترى الرعب يملأ الغرب والصهاينة وبايدن الذي يحذر السيد الولي وآيات الله بشكل علني دون أن يحذر غيره وبالإسم، وهو ما يدلل على إرتجاف جبهة الشيطان ومحورها من هذا الولي الذي يقول لسان حاله (أنا ابن حيدر).
دار الولاية للثقافة والإعلام
تعليقات الزوار