أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، لدى استقباله، أعضاء الهيئة العلمية للمؤتمر العالمي للإمام الرضا (ع)، أن جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي .

 

وقد نشر الموقع الرسمي لمكتب حفظ ونشر آثار آية الله السيد علي الخامنئي تصريحات قائد الثورة الإسلامية في لقائه مع أعضاء الهيئة العلمية في المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع).

 

وقد أشار قائد الثورة الإسلامية في تصريحاته خلال هذا اللقاء، إلى وجود نقائص كثيرة في مجال معرفة الأئمة، فقال، في بعض الأحيان يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لجانب واحد ويتم إهمال الجوانب الأخرى، وأحيانا حتى نفس الشيء لا يلتفت إليه، ويتم الاكتفاء بالقضايا والاهتمامات الخارجية وما شابه ذلك.

 

واعتبر سماحته أننا كشيعة، من واجباتنا العظيمة أن نقدم أئمتنا للعالم، مبينا انه تم تعريف العالم عن بعض الأئمة (ع) كالإمام علي بن أبي طالب (ع) والإمام الحسين (ع) لأسباب معينة، وقد كتب وتحدث عنهم آخرون، وهناك نوع من الاعتراف بهم في العالم غير الشيعي وحتى في العالم غير الإسلامي، لكن أكثر الأئمة (ع) مازالوا مجهولين للآخرين.

 

ينبغي النظر إلى حياة الأئمة (ع) من ثلاثة أبعاد

 

وأضاف قائد الثورة الإسلامية بأنه ينبغي النظر إلى حياة الأئمة (ع) من ثلاثة أبعاد. فالبعد الأول هو البعد الروحي والإلهي، أي بُعد قداسة الأئمة (ع) الذي يجب أن يناقش بكل وضوح ويقين ولا بد من التعبير عن الجانب الروحي والملكوتي للأئمة (ع) مثلما تحدثنا عن النبي (ص) نفسه. كما يجب التطرق إلى الحديث عن الأئمة (ع) إلى مسألة عصمتهم وتواصلهم مع الله وملائكته ودرجة إيمانهم وولايتهم لله سبحانه وتعالى. وكل هذه الأمور يجب أن تناقش بناء على عمل علمي قوي.

 

أما البعد الثاني فهو الدروس والعبر من سير الأئمة (ع)، الذين هم مدرسة في حد ذاتهم يجب تعريف الآخرين بها، في مختلف المجالات وقضايا الحياة التي يحتاجها الإنسان كالأخلاق، ،والتنشئة الاجتماعية،و الدين، وقوانين التربية.

 

وتابع سماحته موضحا عن هذا البعد، انه بعض هذه الجوانب، التي لا نوليها الكثير من الاهتمام، لها أهمية في العالم مثل مسألة حماية الحيوانات، لافتا إلى أن الروايات عن الأئمة (ع) ذكرت مسألة احترام الحيوان وحمايته. لذا، إذا طرحت هذه المسألة في مجال التنشئة الاجتماعية ستكون بمثابة موضوع مهم للتواصل مع غير الشيعة وغير المسلمين وبالتالي تعريفهم بأئمتنا ونهجهم.

 

وأما البعد الثالث فهو البعد السياسي وهذا بعد مهم جدا وقد أولاه سماحته اهتماما ومتابعة كبيرة ليستلخص المفاهيم الأساسية له من سير الأئمة (ع) وتوجهاتهم.

 

وأضاف بأن الأئمة (ع) بمكانتهم الإلهية ونيابتهم عن النبي الأكرم (ص)، لا تقتصر أدوارهم ومسؤولياتهم فقط بأن يتخولونا بالموعظة والحكمة والوصايا على سبيل المثال، إنما إذا التفتنا بعمق إلى سيرهم نجد أن لهم أهداف أساسية و كبيرة. وعليه كان هدفهم الأساسي هو خلق مجتمع إسلامي، والذي لا يمكن أن يقام إلا بإقامة الحكومة الإسلامية. لذلك، كانوا يبحثون عن إقامة الحكومة الإسلامية. وهذا جانب مهم من البعد السياسي اي الإمامة التي تعني الرئاسة العامّة الإلهية ونيابة النبي الأكرم (ص) في كل شؤون الدين والدنيا.وهكذا، فإن جميع الأئمة بلا استثناء قد سعوا إلى إدارة البلاد والحكومة من خلال إقامة الحكومة الإسلامية ولكن بأساليب مختلفة .

 

وخلص سماحته بالقول انه ينبغي تبيان هذه الأبعاد الثلاثة من حياة الإمام الرضا (ع) وسائر الأئمة (ع)، لافتا إلى انه أولا يجب أن نبدع في استخراج هذه الأبعاد الثلاثة، وثانيا تجريدها من المبالغة والألفاظ غير المعقولة ، وثالثا وهو الأهم من كل شيء، التعبير عن ذلك باللغة المناسبة والمعاصرة ليتمكن من فهمها الجمهور غير الشيعي وحتى الشيعة أنفسهم. معتبرا انه إذا تمت هذه الأمور على النحو المطلوب فلن يكون المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) مجرد تجمع وخطب وما إلى ذلك وسيقدم فائدة ملموسة في هذا المجال.

 

ويقام المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) في يومي ۱۳ و ۱۴ أيار/مايو تحت شعار "العدالة للجميع ولا ظلم لأحد"، وذلك في قاعة القدس في حرم الإمام الرضا عليه السلام، وسيقام على هامشه عشرون لقاءً علميا تخصصيا.

 

هذا وستتضمن المراسم الافتتاحية عرض رسالة سماحة السيد قائد الثورة المصورة للمؤتمر، كما سيلقي كل من سماحة السيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية وفضيلة الشيخ مروي متولي العتبة الرضوية المقدسة كلمات في مراسم الافتتاح.