اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله الرئيس السوري بشار الأسد والوفد المرافق له، اعتبر المقاومة بأنها تمثل الهوية المميزة لسوريا وقال: إن موقع سوريا المميز في المنطقة ناتج عن هذه الهوية المميزة، ويتعين الحفاظ على هذه الميزة المهمة.

 

وقال قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، خلال لقائه مع رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد بشار الأسد، والوفد المرافق له،  (الخميس 30/5/2024) إن المقاومةَ هي الهوية المميزة لسوريا، وتابع قائلًا: «إن مكانة سوريا المميزة في المنطقة تعود أيضًا إلى هذه الهوية المميزة، وهذه ميزة مهمة ينبغي الحفاظ عليها».

 

وتوجّه قائد الثورة الإسلامية بالشكر إلى الرئيس السوري السيد بشار الأسد على حضوره إلى طهران لتقديم واجب التعازي للشعب الإيراني، مشيرًا إلى دور السيد رئيسي البارز في تعزيز العلاقات الإيرانية السورية، وأضاف: «كذلك، لقد أوْلى السيد أمير عبد اللهيان اهتمامًا خاصًا في هذا الصدد».

 

كما عدّ الإمام الخامنئي تعزيز العلاقات بين إيران وسوريا أمرًا مهمًا؛ لكون البلدين من أركان محور المقاومة وقال: «مع تأسيس "جبهة المقاومة والصمود"، تشكّلت الهوية المميزة لسوريا، أي المقاومة، في عهد المرحوم السيد حافظ الأسد، ولقد ساعدت هذه الهوية دائمًا على الوحدة الوطنية السورية أيضًا».

 

وأكّد سماحته على ضرورة الحفاظ على هذه الهوية، مشيرًا: «لقد أراد الغربيون وأتباعهم في المنطقة إسقاط النظام السياسي لهذا البلد، وإخراج سوريا من معادلات المنطقة، من خلال إشعال الحرب عليها، لكنهم فشلوا. الآن أيضاً، يرومون إلى إخراج سوريا من المعادلات الإقليمية بأساليب أخرى، بما في ذلك الوعود التي لن يوفوا بها أبدًا».

 

وأشاد قائد الثورة الإسلامية بالموقف الثابت للرئيس بشار الأسد، مؤكّدًا: «على الجميع أن يضع نُصب عينيه الميّزة الخاصة للحكومة السورية، وهي المقاومة».

 

وأشار الإمام الخامنئي إلى الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها أمريكا وأوروبا على إيران وسوريا وقال: «يجب أن نتغلب على هذه الظروف من خلال زيادة التعاون بين البلدين ومواصلته».

ولفت سماحته إلى استعداد الرئيس الراحل والعزيز، السيد رئيسي، لزيادة التعاون بين إيران وسوريا في مختلف المجالات، وتابع: «السيد مخبر، الذي يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية، هو أيضًا سيستمر على النهج نفسه، ونأمل أن تمضي الأمور كلها على أفضل ما يرام».

 

 

في جانب آخر من حديثه، انتقد قائد الثورة الإسلامية مواقف بعض دول المنطقة وتقاعسها فيما يتعلق بقضية غزة، مشيرًا إلى اجتماع القادة العرب الأخير في المنامة، وقال: «حصل في هذا الاجتماع الكثير من التقصير تجاه فلسطين وغزة، لكن بعض الدول تصرفت بشكل جيد أيضًا».

 

وشدّد الإمام الخامنئي على أن نظرة الجمهورية الإسلامية إلى المستقبل إيجابية وواعدة، وأردف: «نأمل أن نتمكن جميعًا من أداء واجبنا والوصول إلى هذا المستقبل المشرق».

 

وفي هذا اللقاء، قدّم الرئيس السوري، السيد بشار الأسد، تعازيه إلى قائد الثورة الإسلامية وحكومة إيران وشعبها، وخاطب الإمام الخامنئي قائلًا: «إنّ العلاقات الإيرانية السورية هي علاقات استراتيجية، وهي تمضي إلى الأمام بتوجيهات سماحتكم، وقد كان على رأس تنفيذ تلك التوجيهات، السيد رئيسي والسيد أمير عبد اللهيان».

 

وأشار الرئيس السوري إلى شخصية السيد رئيسي المتواضعة والحكيمة والخلوقة، وعدّه مصداقًا بارزًا لمواقف الثورة الإسلامية وشعاراتها، مضيفًا: «لقد كان للسيد رئيسي تأثير مهم في دور الجمهورية الإسلامية إزاء قضايا المنطقة وقضية فلسطين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وكذلك في تعميق العلاقات بين إيران وسوريا».

 

كذلك أشار السيد بشار الأسد إلى قضية المقاومة في المنطقة، قائلًا: «بعد مرور أكثر من 50 عامًا، تقدّم نهج المقاومة في المنطقة، وقد تحوّل الآن إلى نهج عقائدي وسياسي».

 

وفي حين أكّد الرئيس السوري على أنّ «موقفنا الدائم هو: أيّ تراجع أمام الغرب سيؤدي إلى تقدّمهم»، قال: «لقد أعلنتُ قبل سنوات أن تكلفة المقاومة أقل من تكلفة التسوية، وهذه المسألة باتت الآن جلية وواضحة جدًا بالنسبة للشعب السوري، والأحداث الأخيرة في غزة وانتصارات المقاومة أثبتت هذه المسألة لشعوب المنطقة، وأظهرت أن المقاومة هي مبدأ».

 

ووجّه السيد بشار الأسد الشكر والتقدير لقائد الثورة الإسلامية على دوره البارز والمهم في دعم المقاومة في المنطقة، وكذلك على دعم سوريا في كافة المجالات.

 

وتعقيباً على كلام الرئيس السوري قال قائد الثورة الإسلامية: «كان في كلامكم نقاط مهمة، لكن ثمة نقطة واحدة كانت الأهم بالنسبة لي، وهي القضية التي أكدتم عليها، وقلتم فيها: "بقدر ما نتراجع سوف يتقدم الطرف المقابل". ليس هناك أدنى شك في هذا الأمر، فقد كان ذلك شعارنا ومعتقدنا منذ أكثر من 40 عامًا».