قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، إن عملية "طوفان الأقصى" وجهت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني، ونتيجة لتلك الضربة أصيب هذا الكيان بأضرار لن يتعافى منها أبدا.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية في مستهل كلمته بمراسم الذكرى السنوية الـ35 لرحيل الإمام الخميني (ره) ، إلى انه سيتحدث اليوم عن قضيتي "فلسطين" و"استشهاد الرئيس ورفاقه من وجهة نظر الإمام الخميني وقال: اليوم، أود أن أقول بضع كلمات حول قضيتين مهمتين حدثتا بين حزيران الماضي واليوم من وجهة نظر الإمام الراحل (ره) إحداهما قضية فلسطين، وهي قضية العالم الأولى اليوم، وقد بدأت بهبة شعبية عظيمة، ولفتت نتائجها أنظار العالم وجعلتها قضية العالم الأولى.

 

وتابع قائلا: القضية الثانية هي الحادثة المريرة التي تمثلت بفقدان رئيس جمهوريتنا العزيز والحبيب، وهي أيضاً حادثة كبيرة؛ لها تداعياتها سواء على الصعيد الداخلي أو على الساحة الدولية.

 

وأضاف: اليوم أريد أن أتحدث عن قضيتين مهمتين حدثتا بين حزيران ( خرداد) الماضي واليوم من وجهة نظر الإمام الجليل، إحداهما قضية فلسطين، وهي تعتبر الیوم، القضية الأولى للعالم، وقد بدأت بحضور شعبي كبير وقد جذبت نتائجها انتباه العالم وحولتها إلى القضیة الأولى للعالم.

 

وقال قائد الثورة الإسلامیة بشأن عملية طوفان الأقصى: إن العملیة حدثت في وقتها ووجهت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني وأحبطت مخططات العدو.

 

وأضاف أن العدوان الغاشم الذي شنه الكیان الصهيوني ( علی غزة) هو رد فعل عصبي على إبطال مخططاته.

 

واستطرد قائلا: خلال عملیة طوفان الأقصى، اقتاد الفلسطينيون العدو إلى زاوية الميدان، حيث لا يوجد مخرج .

 

وأردف قائلا: إن الإمام الراحل قال عن فلسطين: على الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه في ميدان العمل ويجبر الكیان الصهيوني على التراجع وطالب الشعب الفلسطيني أن لا یعقد الأمل علی مفاوضات التسویة.

 

وقال سماحته: كتب الإمام الجليل في رسالة إلى الرئيس السوفييتي السابق، أنني أسمع عظام النظام الشيوعي تتكسر؛ وهذه إحدى العبارات التي بقیت في التاريخ.

 

وأضاف: ما تنبأ به الإمام الراحل بشأن مستقبل فلسطين يتحقق اليوم.

 

قضية فلسطين أصبحت القضية الأولى للعالم

 

وقال: عملية طوفان الأقصى وضعت الكیان الصهيوني على مسار الزوال والانحطاط مضیفا يرى المحللون الغربيون أن الكيان الصهيوني تعرض لهزيمة قاسية من قبل فصائل المقاومة في عملية طوفان الأقصى"، مؤكدا: "إن عملية طوفان الأقصى جاءت في الوقت المناسب".

 

وشدد بالقول: قضية فلسطين أصبحت القضية الأولى للعالم؛ وفي الجامعات الأميركية نرى ان الطلبة يهتفون لصالح فلسطين.

 

وقال: "ما تنبأ به الإمام الخميني(رض) بشأن مستقبل فلسطين، اليوم في طور التحقيق"، مؤكدا أن "عملية طوفان الأقصى كانت حاجة ماسة لشعوب المنطقة".

 

وأضاف: "إن هذه العملية كانت ضربة قاصمة ضد الكيان الصهيوني لن يتعافى منها، كما أنها خلطت جميع الأوراق وجاءت في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها للسيطرة على المنطقة "، مضيفا: "عملية طوفان الأقصى وضعت الكيان الصهيوني على طريق سينتهي بزواله".مضيفا: كما يقول مؤرخ إسرائيلي إن المشروع الصهيوني في حالة احتضار".

 

وقال عن استشهاد رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه : الرئيس العزيز والمجتهد ومرافقیه كانوا أشخاصاً جدیرین ومخلصين واستشهد رئیسنا العزیز ورفاقه في طريق خدمة الشعب؛ ونعتبرهم شهداء الخدمة واعترف الجميع بأن رئيسنا العزيز كان رجل العمل والخدمة والنقاء والصدق.

 

وأضاف: ریس الجمهوریة لقد جعل إيران بارزة في أعين الرجال السياسيين في العالم و تعامل مع من أساء إليه بكرامة ولطف؛ ولم يثق في ابتسامة العدو.

 

وثمن قائد الثورة الإسلامية جهود الرئيس الشهيد في متابعة قضايا البلاد وخدمة الشعب الإيراني، وأكد أن رئيسي وأمير عبداللهيان يعتبران شهيدي الخدمة.

 

كما أشاد بالحضور الملحمي للشعب الإيراني في مراسم وداع الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان، وقال: "إن مشاركة الشعب في مراسم تشييع الشهداء أثبتت أن الشعب الإيراني متحفز ولا يكل أبدا ويرتبط عاطفيا بمسؤوليه، وان هذه التجمعات للشعب الإيراني سيكون لها تأثير على معادلات المنطقة".

 

الانتخابات تجسد العزة ويجب أن يسود الأخلاق المنافسات الانتخابية

 

وشدد سماحة قائد الثورة: "رغم خسارة رئيس الجمهورية تمكنت البلاد من الحفاظ بشكل كامل على أمنها وسلامها".

 

ووصف قائد الثورة الإسلامیة مراسم عزاء شعبية واسعة باستشهاد الرئيس الإيراني بالملحمة وقال الاجتماعات الشعبية أثبتت أن الشعب يؤيدون شعارات الثورة، لأن رئيسي كان تجسیدا لشعارات الثورة مضیفا أن هذه التجمعات للشعب الإيراني سيكون لها تأثير على المعادلات الإقليمية.

 

وقال سماحته عن الانتخابات الرئاسية المقبلة: إن ملحمة الانتخابات مكملة لملحمة تشییع الشهداء و إن شاء الله سيتم تعيين رئيس جدير للشعب الإيراني.

 

وتابع قائلا: إن الانتخابات ستكون مشهدا لتجسيد العزة وليس صراعا للحصول علی القوة والسلطة ويجب أن تسود الأخلاق في المنافسات الانتخابية.

 

وأشار إلى موضوع الانتخابات وقال: الانتخابات المقبلة ظاهرة مليئة بالإنجازات؛ وإذا أُقيم إن شاء الله بالخير والعظمة، فسيكون إنجازًا كبيرًا للشعب الإيراني و بعد هذه الحادثة المأساوية، يجب على الشعب المشاركة واختيار مسؤول المستقبل بأصوات عالية، وهذا الأمر له انعكاس كبير في العالم ولذلك فإن هذه الانتخابات مهمة للغاية.

 

واعتبر ملحمة الانتخابات مكملة لملحمة تشییع جثمان الشهداء وأكد: هذا العمل مكمل لما قمتم به من قبل في تشییع الشهداء.

 

وشدد بالقول: إن الشعب الإيراني یحتاج إلی رئيس نشيط ومجتهد وواسع المعرفة واعي ومؤمن بمبادئ الثورة لكي يتمكن الشعب من الحفاظ على مصالحه في المعادلات الدولية المعقدة وتثبيت عمقه الاستراتيجي وإثبات قدراته ومواهبه الطبيعية والبشرية وتحلية أذواق الشعب وسد الثغرات والفجوات الاقتصادية والثقافية.

 

وأكد قائد الثورة الإسلامية انه ستكون هناك منافسة كبيرة بين المرشحين، ومشهد الانتخابات سيكون لخدمة الشعب وليس صراعاً لكسب الكرسي.

 

وقال ما تنبأ به الإمام الخميني(ره) بشأن مستقبل فلسطين، اليوم في طور التحقيق وقد وضعت عملية طوفان الإقصی الكیان الصهيوني على مسار الدمار بإبطال مخططات الأعداء الواسعة لفرض الهیمنة على المنطقة والعالم الإسلامي. وفي ضوء إيمان وصمود أهل غزة، فإن كیان الاحتلال يذوب أمام أعين العالم.

 

وعن محاصرة الكیان الصهيوني في زاوية المیدان بسبب عملية طوفان الأقصى، قال: رغم استمرار أمريكا والعديد من الحكومات الغربية في دعم هذا الكیان إلا أنهم يعلمون أيضًا أنه لا يوجد طریق للمفر للكیان المحتل.

 

واعتبر سماحته "تلبية الاحتياجات المهمة للمنطقة" و"توجيه ضربة جوهرية للكیان المجرم" سمتين مهمتين لعملية طوفان الأقصى.

 

وأضاف: أن أمريكا والعناصر الصهيونية العالمية وبعض حكومات المنطقة صممت خطة كبيرة ومفصلة لتغيير علاقات ومعادلات المنطقة من أجل توفير أرضية لهيمنة الكیان الشرير على السياسة والاقتصاد في غرب آسيا والعالم الإسلامي بأكمله من خلال خلق الروابط التي يريدونها بين الكيان الصهيوني وحكومات المنطقة.

 

وأضاف: هذه الخطة الشريرة كانت قريبة جداً من لحظات التنفيذ لكن طوفان الأقصى أفشل مخططاتهم الشريرة، ولا أمل لهم في إحياء تلك المخططات بالنظر إلی أحداث الأشهر الثمانية الماضية.

 

واعتبر قائد الثورة جرائم الكیان الهمجي غير المسبوقة وقسوته التي لا حدود لها ودعم الادارة الأمريكية لهذه الأعمال الهمجية بمثابة ردود فعل عصبية على إبطال المؤامرة الدولية الكبرى لسيطرة الكیان الصهيوني في المنطقة.

 

العالم في بداية نهاية الكیان الصهيوني

 

ولفت إلی كلام محلل غربي عن قوة طوفان الأقصى في تغيير القرن الحادي والعشرين وأضاف: أشار محللون ومؤرخون آخرون إلى ارتباك الكیان، وموجة الهجرة العكسية، وعدم القدرة على حماية سكان الأراضي المحتلة، وأكدوا أن المشروع الصهيوني يلفظ أنفاسه الأخيرة والعالم في بداية نهاية الكیان الصهيوني.

 

واعتبر سماحته،الحضور الجماهیری الكبير في مختلف مراسم شهداء الخدمة في مدن مختلفة من طهران ومشهد وتبريز وقم وبيرجند وري إلى زنجان ومراغة ونجف آباد مثالاً لملحمة الشعب الإیراني في مواجهة الأحداث المريرة والصعبة طوال تاريخ الثورة.

 

ووصف قائد الثورة الإسلامية إظهار الاهتمام والمودة والتعلق بين الشعب والمسؤولين في أعلى مستويات البلاد بأنه رسالة أخرى لحضور الملايين من الشعب.

 

وأضاف: خلافاً لإيحاءات وادعاءات العدو وتكرار البعض داخل البلاد بأن الجمهورية الإسلامية فقدت ثرواتها الوطنية والشعبیة، إن حضور الملايين من الشعب في مراسم تشييع الشهداء اثبت أن هذه الثروة الوطنية التي لا مثيل لها في أي مكان في العالم، لا تزال قائمة وهناك ارتباط عاطفي متميز بين الشعب والإمام الراحل والمسؤولين والأشخاص مثل الشهيدين رئيسي وسليماني. وإن" تقدير الشعب لمن يخدمه وعدم نسيان الخدمة" و"الحفاظ على سلم وأمن البلاد بشكل كامل رغم فقدان رئيس الجمهوریة » كانا من رسائل أخرى للحضور الشعبي الكبير الذي أشار إلیهما قائد الثورة.

 

وقال سماحته: من المهم جدًا إيصال هذه الرسائل والحقائق من إيران والإيرانيين إلى العالم وإبراز كل استعداد وتحفيز واهتمام الشعب الإيراني في عيون الرجال والمحللين السياسيين وهو فعال في المعادلات السياسية للمنطقة وتبیین القوة وتوزيعها في المنطقة.