خلال استقباله أعضاء حكومة الشهيد رئيسي؛

قائد الثورة الإسلامية: أهم خصائص السيد رئيسي انه كان شعبيا وينبغي أن يكون هذا نموذجا لجميع المسؤولين

استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله الإمام السيد علي الخامنئي، أعضاء مجلس الحكومة الـ13 المنتهية ولايتها.

 

والتقى القائم بأعمال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية وأعضاء مجلس الحكومة الـ13 مع قائد الثورة الإسلامية قبل ظهر اليوم (الأحد). وعقد الاجتماع في الوقت الذي أجريت فيه إيران الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة يوم الجمعة لانتخاب بديل للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي الذي استشهد في حادث تحطم مروحيته في مايو.

 

وثمن سماحة القائد في كلمة له خلال هذا اللقاء جهود الشهيد ابراهيم رئيسي فترة رئاسته وقال: "حكومة المرحوم السيد رئيسي كانت حكومة العمل والأمل وحكومة الحركة في القطاعين الداخلي والخارجي. وعلى الرغم من أن هذه الألقاب ربما لم تكن مستخدمة من جانبه أو من جانب أعضاء الحكومة، إلا أنه كان يُنظر إليه في الواقع بهذه الطريقة. لقد كان حقاً متفائلا وآملا بالمستقبل، وكان بهذا الخصوص على حق وكان قد قرر الوصول إلى الأهداف بتعاونكم".

 

أضاف سماحته: "من أهم خصائص السيد رئيسي هو كونه إنسانًا شعبيًا. وينبغي أن يكون هذا نموذجا لجميع المسؤولين الحكوميين. انه كان يحترم الناس وكان حاضراً بين الناس ويلامس الحقائق ويستمع إلى كلام الناس ويضع احتياجاتهم في قلب خططه. وكان محور الأعمال والمؤشرات التي أرادها هو حل مشاكل الناس. وهذا هو بالضبط ما يعنيه الإسلام".

 

وأشار آية الله الخامنئي إلى كلام أمير المؤمنين الامام علي(ع) في وصية لمالك الأشتر، مبينا: "يقول أمير المؤمنين (ع) هنا أن بعض الخواص الاقرباء توقعاتهم اعظم من الجميع وصبرهم ومساعدتهم اقل من الاخرين، وبخلاف جموع الناس فإن تواجدهم في الحرب، اقل منهم. لقد رأيت أمثلة على ذلك في الدفاع المقدس(حرب المفروضة) والدفاع عن المراقد المقدسة (في سوريا والعراق). وهذا خط واضح رسمه أمير المؤمنين، وقد اتبعه السيد رئيسي، وهو حقًا قيم ومثال، وعلينا جميعًا أن نتعلمه".

 

ووصف الإيمان العميق بالقدرات الداخلية بأنه سمة بارزة أخرى لدى الشهيد رئيسي، وقال: "لقد تحدثنا مع المسؤولين عن ذلك في فترات مختلفة، ولم يكن أحد ضده. ولكن حقا أن رئيسي كان يؤمن بالقدرات الداخلية والإمكانات اللازمة لحل مشاكل البلاد من صميم قلبه".

 

وكانت الصراحة في إعلان المواقف الدينية والثورية و"تجنب الكلام ذي الحدين أو العمل حسب ذوق الآخرين" من سمات الرئيس الشهيد التي أشار إليها قائد الثورة وقال: "لقد كان رئيسي صادقا وواضحا في قوله وفي تصرفاته، وعلى سبيل المثال، في مؤتمره الصحفي الاول سألوه هل تقيم العلاقات مع ذلك البلد، فأجاب "لا" وتمسك بهذا الخط الواضح حتى النهاية".

 

وكان عدم الملل في العمل سمة أخرى من سمات الشهيد رئيسي التي أشاد بها قائد الثورة. وتابع: "كثيراً ما كنت أنصح رئيسي بالراحة لفترة ليواصل أنشطته دون مشاكل، لكنه كان يقول "أنا لا أتعب من العمل" وهو حقاً لم يتعب، وكانت هذه الميزة العملية مفاجئة لنا حقاً".

 

وأشار آية الله الخامنئي إلى أن الشهيد رئيسي لم ييأس من المشاكل وجراح الألسنة وأضاف: "على الاغلب يشعر الإنسان بالاشمئزاز والإحباط من نكران الآخرين أو انتقادهم، لكن رئيسي رغم أنه كان يعاني ويشكو لي أحيانا كان لم تثبط عزيمته أبدًا من هذه القضايا، ولم يثبط من متابعة الأمور".

 

وأوضح قائد الثورة ان مراعاة التفاعل والكرامة في نفس الوقت كانت من السمات المميزة للسيد رئيسي، مضيفا: "رئيسي كان يؤمن بمبدأ التواصل وكان إنسان التفاعل، لكن من موقع الشرف، حيث ما كان يجادل بطريقة ينقطع التواصل، وكذلك ماكان ليقدم التنازلات عبثاً".

 

وأضاف قائد الثورة: إن تفاعل رئيسنا الشهيد مع كل الدول، وبأولوية الجيران، جعل العديد من زعماء العالم البارزين يذكرون رئيسي كشخصية بارزة وليس سياسياً عادياً في رسائل التعزية التي بعثوها لاستشهاده".

 

"الاهتمام بتنفيذ المشاريع الكبرى" بما فيها نقل مياه البحر إلى المدن المتعطشة للمياه و"التسامح والصبر" كانا سمتين عمليتين أخريين للشهيد رئيسي من وجهة نظر قائد الثورة.

 

وأضاف: "ان الخلافات كانت تزعج رئيسي، لكنه كان متسامحا مع الجميع. حيث في إحدى الحالات، كان هناك خلاف خطير في البلاد كاد ان ينتهي بالصراع، لكنني قلت له ألا يظهر ردة فعل على الإطلاق...كان الأمر صعبًا عليه، لكنه لم يتفاعل معه وتحمله".

 

وفي تلخيص هذا الجزء من كلمته قال آية الله الخامنئي: "إن هذه الخصائص جاءت لتوضيح نموذج وللتسجيل في التاريخ، ليتبين أن رئيس السلطة التنفيذية يمكن أن يكون لديه مجموعة من الفضائل الفكرية والقلبية والعملية و متابعتها في أدائه الحكومي والفردي".

 

وشكر سماحة آية الله الخامنئي أعضاء مجلس الحكومة الـ13 على مرافقتهم وتعاونهم مع السيد رئيسي وقال: "بطبيعة الحال، لم تكن هذه الأنشطة ممكنة لولا تعاونكم".

 

وأعرب قائد الثورة عن شكره الخاص للقائم بأعمال رئيس الجمهورية، محمد مخبر، لمرافقته حكومة الشهيد رئيسي لمدة ثلاث سنوات وبسبب الإدارة الجيدة للشؤون التنفيذية في البلاد بعد استشهاد الرئيس، وقال: "واصلوا هذه الأنشطة حتى اللحظة الأخيرة، وهي أيضًا نموذج؛ بالطبع، ستقوم المؤسسات الحكومية بإجراء تغييرات، لكن خدماتك يمكن أن تستمر ليس فقط في إطار عناوين وإدارة محددة، ولكن أيضًا في جميع الظروف".

 

وفي ختام حديثه وجه قائد الثورة الشكر مرة أخرى للشعب ولعمل وجهود المسؤولين الحكوميين ووزارة الداخلية ووسائل الإعلام الوطنية والقوات الأمنية على إجراء الانتخابات بشكل جيد ودون أي خلل، وقال: "في بعض دول العالم، يصاحب الانتخابات عراك وتناحر؛ أما في بلادنا فقد جرت الانتخابات على أفضل وجه".