اعتبر السيد نصر الله: جبهتنا في لبنان لن تتوقف ما دام العدوان مستمرًا على غزّة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة، وأميركا تتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر التي يرتكبها العدوّ “الإسرائيلي” بسبب تزويده بالأسلحة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه في ذكرى العاشر من المحرّم خلال الإحياء العاشورائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن “التمادي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق”، مشيراً إلى أنه “في حال توقف إطلاق النار فإن الجهة المعنية بالتفاوض وإعطاء الأجوبة هي الدولة اللبنانية”.
وفي هذا الإطار، أوضح الأمين العام لحزب الله أن “كلّ ما يُشاع عن اتفاق جاهز حول الوضع على الجبهة اللبنانية غير صحيح”، لافتاً إلى أن “مستقبل الأوضاع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج المعركة التي ستنتصر فيها المقاومة وجبهات الإسناد”.
كما أكد سيد المقاومة أنه “سنشيّد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت وهي رمز لصمودنا ومقاومتنا”، موجهاً التحية مجدداً “للبيئة الصامدة الواعية التي تستند إليها المقاومة”، قائلاً “ما حضوركم هذا إلا تعبير واضح عن الالتزام والوعي والصبر، والسلام على شهدائكم وعوائل شهدائكم وعلى جرحاكم وعوائل جرحاكم”.
“إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بارتكاب المجازر وقتل المدنيين
هذا وتوجه الأمين العام لحزب الله “للذين يريدون منا الاعتراف بالكيان الغاصب والتطبيع معه”، قائلاً “ما قاله أبو عبد الله الحسين (ع) وسط الحصار: لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد”، وإلى “الذين يطلبون منا التوقف عن إسناد المظلومين والمُعتدى عليهم في غزّة ويهوّلون علينا بالحرب، نقول لهم ما قاله الإمام: ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلة، وهيهات منا الذلّة”.
وإلى أهل قطاع غزة الذين يرزحون تحت عدوان إسرائيلي وحشي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قال سيد المقاومة “السلام على غزّة وأهلها وشهدائها وجرحاها والسلام على نسائها ورجالها وأطفالها والسلام على جوعها وعطشها وعلى شموخها وإبائها وبطولاتها ومعجزاتها”.
وفي السياق، أعلن السيد نصر الله أننا “هنا لننتصر لفلسطين ولقطاع غزة المظلوم وللضفة الغربية ولشعب لبنان”، موضحاً أنه “منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر دخلنا معركة مختلفة وفتحنا جبهة الإسناد لمعركة طوفان الأقصى لأنها معركة الأمة كلها”.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه “لأول مرة يعيش الكيان الصهيوني أسوأ أيامه منذ تأسيسه ولأول مرة يتحدثون عن خراب الهيكل الثالث بعد خراب الهيكلين السابقين عبر التاريخ، ولأول مرة تبدو “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بارتكاب المجازر وقتل المدنيين”.
وقال السيد إنه “أمام معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين وأمام حصار أكثر من مليوني إنسان في غزّة والتهديدات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى وأمام سكوت العالم وتجاهله لقضية فلسطين، نحن نجد أنفسنا منسجمين تمامًا مع هذه المعركة، مع الإمام الحسين (ع)”.
وأوضح السيد أن “اليمن استطاع أن يفرض الحصار على ميناء “إيلات” بحيث تمّ الاعتراف بأنّه أفلس وارتفعت أسعار الشحن إلى نسبة 200% و300%”، مشيراً أن “لهذا له انعكاسات خطيرة على الكيان”.
وتابع أنه “للمرة الأولى تجد “إسرائيل” نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها وتعاني في جيشها وأجهزتها الأمنية وحكومتها وأحزابها وهجرتها المعاكسة وثقتها بنفسها وثقة شعبها بالبقاء فيها، ونظرة العالم كله لها”، مؤكداً أن هذا “هو حصيلة القتال والصمود”.
وأكد السيد نصر الله فشل “كلّ محاولات الكيان إخفاء خسائره البشرية والمادية سواء في قطاع غزّة أو الضفّة أو جنوب لبنان”، موضحاً أن “9254 فردًا بين ضابط وجنديّ بينهم 3 آلاف بُترت أطرافهم و650 شلل و185 أصيبوا بالعمى الكامل وعدة آلاف صدمات نفسية حادّة”.
أمريكا مسؤولية عن المجازر التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي بسبب تزويده بالأسلحة
إلى ذلك، دعا السيد نصر الله “إلى تضامن الأمة والأحرار والشرفاء في العالم مع غزّة وأهلها ومقاومتها”، كما دعا الشعب الفلسطيني إلى “التوحّد اليوم في معركة المقاومة التي تصنع مصير فلسطين والمنطقة والأمة”.
وحمّل السيد نصر الله الولايات المتحدة الأميركية “المسؤولية الكاملة عن المجازر التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي بسبب تزويده بالأسلحة”.
وختم سيد المقاومة خطابه بتجديد الولاء لسيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء الإمام الحسين (ع) بالقول “ما تركناك يا حسين أنت تعلم وكلّ العالم يعلم ودليلنا هو شهداؤنا وجراح جرحانا وبيوتنا المهدّمة”، مضيفاً “دائمًا وأبدًا لبيك يا حسين عظّم الله أجوركم وشكّر سعيكم وبيّض وجوهكم في الدنيا والآخرة”.
تعليقات الزوار