في مشهد تاريخي واستثنائي توجهت الأنظار إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران، حيث ألقى قائد الثورة الإسلامية، آية الله السيد العظمى السيد علي الخامنئي خطبة الجمعة في مصلى الإمام الخميني.
للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وبعد اغتيال الفريق قاسم سليماني، أمّ قائد الثورة الإسلامية صلاة الجمعة. وألقى خطبة باللغتين العربية والفارسية.
الخطبة التي انتظرها القاصي والداني، جاءت في توقيت مميز عقب أيام من عملية الوعد الصادق 2 التي هزت أركان كيان الاحتلال الإسرائيلي، واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فحملت في طياتها رسائل ترهيب للأعداء وطمأنة للأصدقاء.
منذ ساعات الفجر الأولى، توافدت الحشود المليونية إلى المسجد، للمشاركة في مراسم تأبين الشهيد نصر الله، ولحضور خطبة قائد الثورة، لتجاوز حدود مصلى الإمام الخميني إلى الشوارع المتاخمة له، وكأنه استفتاء شعبي يؤكدون من خلاله مواصلة السير على خطى الثورة الإسلامية ودعم المقاومة.
حضور جماهيري لافت جمع أطياف الشعب الإيراني، إلى جانب كبار المسؤولين، ليؤكدوا وحدتهم وقوتهم في مواجهة التحديات وليخيبوا آمال الحاقدين الساعين لخلق الفتن.
ووسط أبناء شعبه ألقى آية الله الخامنئي خطبه الجمعة مباشرة، لتدحض الرواية الكاذبة التي روجتها وسائل إعلامية غربية مأجورة ونقلتها وسائل إعلامية عربية مطبعة بان قائد الثورة نقل لمكان امن عقب اغتيال السيد حسن نصر الله، خاصة أن القائد شارك أيضا في مراسم تأبين الشهيد نصر الله، التي استمرت أكثر من ساعتين.
إمامة قائد الثورة لصلاة جمعة النصر، كانت رسالة تحد لكيان الاحتلال الصهيوني ومشغله الأمريكي المتغطرس، ليؤكد جدية موقف إيران الداعم للمقاومة هو موقف مبدئي نابع من التعاليم الإسلامية، والقيم الإنسانية، وان إيران لن تتراجع عن مواقفها أمام تهديدات نتنياهو، ولا ضغوط بايدن، فنصرة الشعوب المظلومة ستبقى بوصلتها الأولى.
في الجزء الأول من الخطبة رسم قائد الثورة بكلماته رؤية للمرحلة المقبلة، وأكد أن أعداء الأمة الإسلامية هم أنفسهم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر واليمن وأن اي قرار تتخذه طهران ستنفذه بشكل قاطع وحاسم.
أما الجزء الثاني، فقد خصصه قائد الثورة الإسلامية بلغة القران الكريم اللغة العربية، في رسالة مباشرة إلى الأمة الإسلامية، وخاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث أكد أن دماء الشهداء لا تزعزع عزيمتهم بل تزيدهم ثباتاً، كما دعا جميع العرب والمسلمين للوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني.
خطبة أثرت في نفوس الملايين ليس فقط من أبناء الشعب الإيراني بل في كل أبناء محور المقاومة، الذين تابعوها عن كثب لتكون صلاة النصر دليل على التمسك باستراتيجية وحدة الساحات.
المصدر: العالم
تعليقات الزوار