خلال كلمته في خطبة صلاة جمعة طهران؛
أقيمت صلاة الجمعة في طهران بإمامة قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد على الخامنئي بمشاركة ميليونية من الشعب.
وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية في بداية الخطبة الأولى لصلاة الجمعة إلى تأكيد القرآن الكريم على الوحدة بين المسلمين وقال: "سياسة القرآن الكريم هي أن الدول الإسلامية يجب أن تكون موحدة ووحدة المؤمنين تعني الولاية والرحمة الإلهية".
وأضاف آية الله الخامنئي: "أعداء الأمة الإسلامية هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسورية واليمن، وإيران، العدو واحد وأساليبه في مختلف البلدان ربما تختلف...سياسة المستكبرين والطغاة تقوم على زرع الفرقة والفتن بين المسلمين، ولكن اليوم الأمة الإسلامية أصبحت واعية وبإمكانها أن تتغلب على الخطط لأعداء المسلمين".
وأكد سماحته: "لكل شعب الحق في الدفاع عن أرضه وسيادته ضد المحتلين والغاصبين وللشعب الفلسطيني كامل الحق في أن ينتفض في وجه المحتل الذي أهدر حياته كما انه لا يحق لأحد انتقاد اللبنانيين في مساندة أشقائهم الفلسطينيين بالدفاع عن أرضهم".
وأشار آية الله الخامنئي إلى عملية الوعد الصادق الثانية لحرس الثورة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني وقال: "خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قبل أيام قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة".
وشدد: "العمل الذي قامت به إيران هو أقل جزاء للكيان الصهيوني أمام جرائمه الفظيعة وإذا كان ضروريا فسنقوم بأكثر منه...نحن في أداء هذا الواجب لن نتأخر ولن نقوم بالانفعال ولن نتسرع ولن نقصّر".
وألقى سماحة قائد الثورة الإسلامية الخطبة الثانية من صلاة الجمعة باللغة العربية واصفا الشخصية العظيمة لسماحة الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وقال: "ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران".
وأضاف آية الله السيد علي الخامنئى: "نحن جميعاً مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز وإنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة... السيد حسن نصر الله كان الراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم وكان للمناضلين على طريق الحق سنداً ومشجعاً".
وتابع: "السيد العزيز طوال 30 عاماً كان على رأس كفاحٍ شاق... بتدبير السيد نمى حزب الله مرحلة بمرحلة وحزب الله هو حقاً شجرةً طيبة".
وأشار إلى ضعف العدو الصهيوني وتابع: "العدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله فعمد إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين".
ولفت إلى أن ما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضييق الخناق على الذئب الدموي، مستطردا بقوله: "الدمار سيعوض وصبركم وثباتكم سيثمر عزة وكرامة".
وقال قائد الثورة الإسلامية: "حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزّة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً مصيرية خدمةً للمنطقة بأكملها"، مؤكدا: "كل ضربة تنزل بهذا الكيان إنما هي خدمة للمنطقة بأجمعها بل لكل الإنسانية".
وشدد على انه لا ريب بأن أحلام الصهاينة والأميركيين إنما هي محض أوهام مستحيلة، وصرح: "الكيان الصهيوني شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض وصدق قوله تعالى ما لها من قرار".
وأشار سماحة القائد إلى سياسة الولايات المتحدة للاستيلاء على منطقتنا وقال: "إن اعتماد أمريكا وحلفائها على الحفاظ على أمن الكيان الغاصب هو غطاء للسياسة القاتلة المتمثلة في تحويله إلى أداة لهم للاستيلاء على كافة موارد هذه المنطقة واستخدامها في الصراعات العالمية الكبرى".
وأضاف: "سياستهم هي تحويل النظام الصهيوني إلى بوابة لتصدير الطاقة من المنطقة إلى العالم الغربي واستيراد السلع والتكنولوجيا من الغرب إلى المنطقة، وهذا يعني ضمان وجود النظام الغاصب وتبعية المنطقة بأكملها له... إن سلوك النظام الوحشي والقاسي تجاه المقاتلين سببه جشعه لمثل هذا الوضع".
وأكد آية الله الخامنئي: "لقد تمكن الكيان الصهيوني من البقاء بصعوبة حتى الآن فقط بالاعتماد على الدعم الأمريكي الهائل له؛ وهذا لن يدوم طويلاً بإذن الله تعالى؛ والسبب الواضح لهذا الادعاء هو أنه منذ عام مضى أنفق عدة مليارات من الدولارات في غزة ولبنان وبمساعدة كاملة من الولايات المتحدة وعدة حكومات غربية أخرى في مواجهة عدة آلاف من الرجال المقاتلين والمجاهدين في سبيل الله، المحاصرين والممنوعين من أي مساعدة من الخارج، ولكنه فشل هذا العدو وتصرفه الوحيد كان هو قصف المنازل والمدارس والمستشفيات والمراكز السكانية غير المسلحة.
وتابع: "على هذا الأساس أن الكيان الصهيوني الغاصب والمزيف وغير المستقر لن يدوم بالبقاء طويلا وبالتأكيد لن يتمكن من الانتصار على حزب الله وحماس".
وخاطب الشعب اللبناني والفلسطيني وأضاف: "يا أهلنا المقاومين في لبنان وفلسطين.. أيها الشعب الصبور الوفي، هذه الشهادات وهذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم بل تزيدكم ثباتاً".
وأشار إلى الاغتيالات التي حدث في إيران ابان الثورة الإسلامية وقال: "لم يكن فقدان قادة الثورة في إيران هيناً لكن مسيرة الثورة لم تتوقف أو تتراجع بل تسارعت، وكذلك، المقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها".
وأضاف سماحته: "لقد أوصل طوفان الأقصى وعام من المقاومة في غزة ولبنان هذا الكيان الغاصب إلى أن يكون هاجسه الأهم حفظ وجوده"،مؤكدا: "جهاد رجال فلسطين ولبنان قد أعاد الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء".
وصرح الإمام الخامنئي: "إن العامل الأساسي للحروب وانعدام الأمن والتخلف في هذه المنطقة هو الكيان الصهيوني وحضور الدول التي تدعي أنها تسعى إلى إحلال الأمن والسلام في المنطقة".
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن المشكلة الأساس في المنطقة هي تدخل الأجانب فيها، وختم الخطبة بقوله: "سلام الله على القائد الشهيد نصر الله وعلى البطل الشهيد هنية وعلى القائد المفتخر الفريق قاسم سليماني".
تعليقات الزوار