التاريخ: 12 بهمن 1357ﻫ. ش ـ 3 ربيع الأول 1399ﻫ.ق

 

المكان: طهران مطار مهر آباد

 

الموضوع: توضيح مسيرة الثورة

 

المناسبة: عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد خمسة عشر عاما من النفي‏

 

الحاضرون: الملايين من المواطنين‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 16                   

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

الإعراب عن الشكر لكافة أبناء الشعب‏

 

أعرب عن شكري للعواطف النبيلة التي عبرت عنها مختلف فئات الشعب. إن هذه العواطف والمشاعر تزيد من ثقل المسؤولية على كاهلي وإلى الحد الذي أعجز عن مقابلته.

 

أتقدم بالشكر لعلماء الدين الذين بذلوا وسعهم وتحملوا المشاق في التحركات الماضية، كما أشكر طلبة الجامعات الذين واجهوا الشدائد في تلك الحركة، والتجار والكسبة الذين تعرضوا لمختلف أنواع الضغوط، والشبان في الأسواق والجامعات والمدارس العلمية، الذين أراقوا دمائهم في تلك المواجهات، والأساتذة الجامعيين والعدليات وقضاة العدلية والمحامين وسائر أبناء هذا الشعب من موظفين وعمال وفلاحين.

 

 

 

الخطوة الأولى من النصر

 

إن ما بذلتموه من جهود استثنائية وما تمسكتم به من وحدة الكلمة هو الذي حقق لكم النصر، طبعاً انتم منتصرون في المرحلة الأولى ... والآن (في المرحلة الأولى) فإن هذا الخائن الأصلي المسمى محمد رضا قد تم إخراجه من الميدان وإن كان يسعى جاهداً في الخارج (للعودة إلى هنا) ولكن هيهات أن يتحقق له ذلك، فأسياده قد طردوه وهو يستنجد ببعض ممن هم على شاكلته لعله يتمكن من الحصول على سبيل (للعودة) وهذا محض وهم وخيال ساذج أن نسمح له بالعودة إلى البلاد بعد خمسين عاما من الجرائم التي ارتكبتها هذه الأسرة وأكثر من ثلاثين عاماً من الجرائم التي ارتكبها هو بحق هذه البلاد.

 

لقد جعل بلادنا متخلفة، وجعل ثقافتنا ثقافة استعمارية، وقضى على الزراعة وبدد ما في خزائننا من أموال ودمر البلاد وجعل جنوده وجيشه عموما تابعين لجيوش الغير وللمستشارين الأجانب. وهي الأمور التي يؤسف لها والتي يعاني منها شعبنا.

 

 

 

الأمل بالنصر النهائي‏

 

لذا فإن النصر سيتحقق فقط إذا ما تم قطع أيدي هؤلاء الأجانب عن بلادنا وتم اجتثاث جذور النظام الملكي من هذه الأرض وتم طرد جميع الخونة.

 

إن ما يسعى إليه عملاء الأجانب مؤخراً وما يقومون به من ممارسات تهدف إما إلى إعادة الملك المخلوع محمد رضا خان أو إقامة نظام آخر أو الإبقاء على النظام الملكي، إنما هي أمور تم تجاوزها وما يقومون به لا يعدو محاولات يائسة وان الشعب سيوقفهم عند حدهم إذا لم يذعنوا لمطالبه.

 

علينا أن نتقدم بالشكر لفئات الشعب التي ساهمت في تحقيق هذا النصر قاطبة عبر وحدة الكلمة. وحدة الكلمة التي جمعت المسلمين والأقليات الدينية مع المسلمين .. وحدة الكلمة بين الجامعة والمدارس الدينية، الوحدة بين علماء الدين والسياسيين. علينا أن نفهم هذا السرّ، أن نفهم بأن وحدة الكلمة هي سر النصر، وأن لا نفرط بسر النصر هذا، وأن لا ندع الشياطين ينفذون لا سمح الله إلى صفوفنا ويفرقونها.

 

إنني اشكر الجميع وأسأل الله تبارك وتعالى السلامة والعزة لكم جميعا وادعوه تبارك وتعالى أن يقطع دابر الأجانب وحلفائهم عن هذه البلاد.