وصيّة الشّهيد صدرزاده قائد كتيبة عمار التّابعة للواء الفاطميين
أصدقائي الأوفياء، رفاقي في (التعبئة) البسيج! أعلم أنكم حين تسمعون بوصيّتي هذه ستكون قلوبكم عاتبة عليّ وستقولون بأني حظيت بها وحدي وربما تقولون غير ذلك...
وكالة فارس: الشّهيد مصطفى صدرزاده الملقّب بالسّيّد إبراهيم لبّى نداء مولاه في التّاسع من محرم مسطّراً بدماءه الطّاهرة ملحمة من إيثار، قدّمها هديّةً في سبيل رفع راية الإسلام.
شهيد عمليات محرّم هذا استشهد على يد الإرهابيين من التّكفيريين، فيما وري الثّرى في مدينة شهريار.
وما سيأتي هو نصّ وصيّة هذا الشّهيد الغالي، الّتي يقول فيها:
بسم ربّ الشّهداء والصّدّيقين
اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، والحمد لله الّذي تفضّل علينا فشرّفنا على سائر مخلوقاته و جعلنا من البشر.
الشّكر لله الّذي جعل معاشنا من بين كلّ البشر على أرض مقدّسةٍ اسمها إيران.
والشّكر لله الّذي وهبنا نحن عباده أباً وأمّاً و زوجاً صالحين.
وشكرٌ لا حدّ له لله الّذي جعل حبّ الشّهداء و إمامهم في أنفاسي، و وفّقني للخدمة في البسيج. إلهي أحمدك حمداً لا نهاية له على ما جعلت في قلبي من حبٍّ للسّيد علي الخامنئي، لنتعلّم درس الصّمود، درس معرفة اليزيديّين في زماننا فلا نطأطئ الرؤوس أمامهم. أرجو من كافّة من يقرأ وصيّتي من الأصدقاء والمعارف أن يصغي إلى أوامر سماحة القائد المعظّم في المرتبة الأولى حتى لا ينحرف عن الطّريق. لأنه الأفضل في تشخيص الصّديق من العدوّ. و أرجو من أبي وعائلتي الغالية ألّا يجزعوا ولا يحزنوا كثيراً و أن يوقفوا دموعهم وبكائهم على أبي عبد الله وأبناءه الكرام.
أبي و أمّي و زوجتي و ابنتي أرجو منكم مسامحتي، و أن تطلبوا المغفرة لي من الله، فكم قصّرت في حقّ أبي وأمّي؟! كم أتعبتكما ؟! فالله شهيد على ما لاقيتماه من مشقّة في تربيتي أيام الحرب، و بعد الحرب تعبتم في تدريسي. والله أعلم كم أقلقتكما و آذيتكما فيما أنتما صابران تتحمّلان لأنّكما كنتما تجتهدان في إيصال ابنكما إلى العاقبة الحسنة.أشكركما على أنّكما كنتما تفسحان المجال لي كي اختار بنفسي. فحتّى حين أردت في ريعان شبابي السّفر إلى النّجف للدّراسة، لم تعارضا واحترمتما رغبتي. أشكركما!! والآن أيضاً أرجو منكما لمرة أخرى وهي المرّة الأخيرة أن تحترموا رأيي و ألّا تحملوا في قلبيكما شيئاً ضد أيّ شخص أو جهة، فقتال الأعداء كانت أمنيتي ، والله فقط يعلم كم ضججت فارتفع أنيني راجياً أن تتحقّق أمنيتي. لعل البعض يُهاجمكم أو يشمت بكم لكن لا تهتمّوا لأمرهم. فلقد مضيت موقناً بما اخترته من طريق.
و أرجو من زوجتي الغالية أن تسامحني فأنا لم أكن الزّوج المثاليّ لها. أقول لها أعلم أنّه من بعدي ستسمى ابنتي يتيمة وستتكبّدين العناء. و لكن لا تنسي أنّ رسول الله "ص" يقول بأن كلّ يتيم يتكفّله الله ، فآمني بأنّ الله معك. أتمنّى أن تُربى ابنتي فاطمة تربيةً فاطميّة، أي أن تكون مدافعة جسورة عن الولاية، و أطلب من الأصدقاء، المعارف الأقرباء وكلّ من له دين في عنقي أن يسامحني أنا الحقير ، حيث أنّني لم أتمتّع بذلك الحدّ من الأخلاق الحسنة الّتي قد يؤهّلني للشّهادة، لكنّ لطف الله شمل حالي فوهبكم لي وأكرمني بكم.
أيها النّاس في إيران لا تنسوا كم قدّمنا من دماء في سبيل كلّ شبر من هذه الأرض وفي سبيل دين الإسلام، وكم تيتّم أبناؤنا وترمّلت نساؤنا وثكلت أمّهاتنا و بكى آباؤنا في سبيل أمر واحد فحسب.
كم تحطّم قلب إمامنا وقلوبنا في شهر رمضان المبارك هذا،حيث وفي أمّة الشّهداء تمّ كسر حرمات الله وحرمة إخوتي وأخواتي و انتهكت بواسطة القنوات الخارجيّة التي تبثّ ثقافة الغرب القذرة والّتي لن يكون عاقبتها سوى النّار. أما وقد بلّغت ما عليّ وها قد رحلت...
ألا من عرفك فما الذي سيبغيه من روحهِ
وما الذي يبغيه من ابنه وزوجهِ
تهب من يتيه فيك الثقلين
فما الذي يبغيه مجنونك من ثَقَليهِ.
مولاتي أيّتها الجدّة يا زينب، لقد ولّت تلك الأيّام الّتي كنت فيها غريبةً في الشّام. فنحن لن نسمح لأحد بالتّعرّض لكم و لسلالة الحسين"ع"، لقد انتهت عهود ظلم الشّيعة. سيّدتي اني سلمٌ لمن سالمك وحربٌ لمن حاربك، فيا جدّتاه أيّتها الغالية اعتبريني القاسم! خاطبيني باسمه! و تقبّلي دمائي الرّخيصة.
ومن الله التّوفيق ، مصطفى صدر زاده.
أصدقائي الأوفياء، رفاقي في البسيج! أعلم أنّكم حين تسمعون بوصيّتي هذه ستكون قلوبكم عاتبة عليّ وستقولون بأني حظيت بها وحدي أوستقولون غير ذلك...
فأنا أعلم أنّكم جميعكم عشّاق الحرب مع أعداء الله، و أعلمكم عشّاق الشّهادة...
إخوتي الأعزّاء سامحوني لأنّي لم أكن قائداً جيّداً لكم، كما تستحقون مني لأخدمكم به.. أعاهدكم بأنّي إن وصلت إلى الحسين بن علي (عليه السّلام) أن أذكر أسمائكم بين يديه...
ولدي بعض الأمور مما أجدها واجباً عليّ لأوصيكم بها:
1- حين تبدؤون عملاً ثقافياً فإنّ أول ما عليكم أن تجاهدوه هو أنفسكم...
2- حين تنجحون في تحقيق أعمالكم وتنشغلون بما فعلتم فإنّ تلك ستكون البداية فحسب، الشّيطان سوف يدنو منكم ، فلا تظنّوا أبداً أنّه سيسمح لكم بالعمل على جمع طاقات لحزب لله بسهولة...
3- إن أردتم أن تُبارك أعمالكم فقوموا بزيارة عوائل الشّهداء. واقرؤوا وصايا الشّهداء، حاولوا زرع وتنمية روح حبّ الشّهادة في أنفسكم...
4- استمعوا إلى خطاب سماحة السّيد القائد المعظم حتماً، لأنّه يوقظ قلوبكم ويدلّكم على الطّريق الصّحيح.
5- استمروا دون انقطاع في دعاء النّدبة و مجلس ليلة الأربعاء.
6- و لتجعلوا دافعكم دائماً بناء أنفسكم.
السّيّد ابراهيم صدرزاده
تعليقات الزوار