الاسم: محمد علي القروص

 

تاريخ الميلاد: 1386ﻫ

 

الهوية: مجاهد خميني

 

السكن: تاروت ـ قرية الربيعية

 

الحالة الاجتماعية: متزوج وله ولد (مجتبى)

 

تاريخ الاستشهاد: 18صفر1409ﻫ

 

مكان الاستشهاد: ساحة الإعدامات بالدمام.

 

مرة أخرى تطل علينا قرية (الربيعية) القرية النائية المستضعفة المحرومة من كثير من مستازمات الحياة الكريمة، القرية التي صارت رمزاً للكفاح والجهاد بأبنائها الشرفاء، تطل علينا ببطل من أبطالها وشهيد من أبنائها، شهيد هو رابع.

 

أربعة احتزت السلطة السعودية رؤسهم ـ أمام الملأ ـ بتهمة موالاة الإسلام وثورة الإسلام، تهمة رفض التسلط الأمريكي على خيرات المسلمين وقتل المسلمين بها. فلما سأله احد اخوانه المجاهدين في معتقله عن تهمته اشار إلى انها تلبية نداء الإمام الخميني(قدس سره).

 

الشهيد محمد علي القروص الموظف في شركة (صدف) للكيمياويات، الفقير الذي لم يذق طعم الغنى والرفاه في بلد الثروة والنفط، هو الفقير من ولادته ونشأته إلى استشهاده، وكأن الفقر والحرمان قدره كما هو قدر أبناء بلده وقريته. لذلك كان يجمع إلى دراسته العمل الحر والوظيفة في شركة أرامكو في العطلة الصيفية ليؤمن لقمة العيش له ولأبويه الصالحين ولإخوانه، فهم يعتمدون عليه اعتماداً شبه كلي.

 

صفاته:

 

كان شهيدنا القروص(رحمه الله) متديناً جداً حريصاً على الحضور في المسجد الخضر(ع) الذي يبعد عن منزلهم مسافة (1كلم) ليلتقي بالشباب المؤمن هناك، ويتردد على مكتبة المسجد للتزود بالثقافة الإسلامية، وانعكس ذلك على سلوكه؛ فاتصف:

 

أ ـ بالتواضع.

 

ب ـ حب الفقراء

 

ج ـ مشاركته الدؤوبة في مجالس العزاء الحسينية، والاحتفالات التي تقام في مواليد الأئمة (صلوات الله عليهم).

 

هذه الصفات والخصال أذكت في المجاهد الشهيد حساً مرهفاً يدفعه للتفكير بمشاكل المسلمين أنى كانوا، فلم يكن ضيق الأفق محدود النظر، فيقتصر في ذلك على قريته أو بلده.

 

كل ذلك كان سبب في التزامه الشديد بالأحكام الشرعية، فما أن اجتمع لديه من المال ما بلغ به حد الاستطاعة حتى يتمم شطر مكة، كان ذلك عام 1404هـ أمّ مكة ليستلهم منها دروس الجهاد والرفض، وليحج حجاً إبراهيمياً محمدياً يعلن فيه البراءة من المشركين ﴿وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله﴾ فكان ذلك دافعاً للارتباط بالحجاج الايرانيين والذهاب إلى بعثة الإمام الخميني(قده) للتعبير عن تأييده للثورة الإسلامية. كان ذلك يتطلب شجاعة فائقة؛ فالسلطات السعودية العميلة كانت تمنع مواطنيها من أي نوع من أنواع الارتباط بالايرانيين، وهذا وأحد اجراءات السلطات السعودية التي تتخذها للتعتيم ثقافياً على مواطني تلك البلاد المقدسة.

 

* سياسة البطش السعودي الوهابي التي يمارسها النظام لم تكن تسمح بالحرية في التعبير بأي شكل من الأشكال، لكن هناك بعض الثغرات التي يمكن الاستفادة منها نسبياً كالمراسم الحسينية التي تقام في عاشوراء، حيث تلتهب نفوس الشباب وتجيش صدورهم وتحتمل على ممارسات السلطة السعودية العميلة مستلهمين ذلك من الثورة الحسينية، فتنتشر ـ أحياناً ـ الكتات المعادية للسلطة على الجدران، وتوزيع المنشورات، أو الهتافات ضد السلطة، وكان ذلك يتم عبر مجموعات من الشباب، والمجاهد القروص كان ضمن مجموعة تهتف بالشعارات في الاعوام 1404 ـ 1405ـ 1406هـ أيام عاشوراء.

 

في تلك الاثناء يتقدم مجاهدنا الشهيد لخطبة إحدى الفتيات المؤمنات ويقترن بها، وكان ثمرة تلك الزيجة ولداً أسمياه (مجتبى)، وتوحي تلك التسمية بوضوح ما يحملانه من تدين وولاء للإسلام وأبطاله.

 

في موسم الحج عام 1407هـ قام الحجاج الايرانيون وغيرهم ـ كالعادة ـ بتنظيم مظاهرة البراءة من المشركين شارك فيها عشرات الآلاف من شتى بقاع الأرض، وكان آل سعود ـ بأوامر من أمريكا، قد صمموا على منع هذه المظاهرة باي شكل كان، ولو استلزم إراقة الدماء في مكة المباركة تلك البقعة التي حرم الله فيها أنواع الأذى للنبات والحيوان فضلاً عن الإنسان، فكانت المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 400 حاج أكثرهم من الايرانيين، فاهتز كيان المسلمين لتلك الفعلة الأثيمة، التي كان الدافع الاساس لها هو منع انتشار الصحوة الإسلامية النابعة من قوة الإسلام في إيران التي اجتثت الوجود الأمريكي ـ بكل أشكاله ـ في إيران الإسلام.

 

بعدها هتف الإمام الخميني(ره) بالمسلمين للقيام بواجبهم تجاه ما فعله آل سعود الوهابيون الغافلون عن الله، فأصاح شهيدنا السمع واستجاب للنداء، واعتقل بعد وقوع انفجار رهيب هز الشركة التي كان يعمل فيها، بتهمة أن له ضلعاً في ذلك الإنفجار.

 

سيق إلى المعتقل في رمضان 1408هـ بقي فيه إلى 18صفر1409هـ حيث احتز رأسه مع رفاقه الثلاثة(قده) في مدينة الدمام بعد توجيه تهمة العمالة لايران لهم.

 

ولأن السعودية تخشى من الموتى كخشيتها من الأحياء لم تسلم جثث الشهداء لأهاليهم خشية أن تكون قبورهم نبراساً مضيئاً للمجاهدين أو لمن ينوي التحرك ضد الحكومة العميلة. وأخطأ آل سعود في ذلك الظن والوهم؛ فلقد قطع الله سبحانه على نفسه وعداً أنه جاعل لولي من قتل مظلوماً سلطاناً فقال ﴿ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً﴾.

 

وهكذا ذهب شهيدنا إلى لقاء الله الذي عشقه، ارتحل إليه بمسافة زمنية قصيرة لم تتعد ثلاثاً وعشرين عاماً ختمها بالمسك والعنبر، ودع الحياة الدنيا بالشهادة ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون﴾.