اعتبر آية الله الشيخ عيسى قاسم أن ما يحدث في البحرين من انتهاكات هي صناعةٌ لتاريخٍ مخجل، ولصفحةٍ سوداء كالحةٍ من تاريخ هذا البلد، لا تصنع إلاّ في غياب أمورٍ بالغة الضرورة، منها النظرة البعيدة والاحترام للدين والإنسان ومواضعات المجتمع الإنساني.

 

في خطبة صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق(عليه السلام) بالدراز ندّد سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم بالجرائم الفظيعة والتجاوزات الإجرامية التي أوغلت فيها قوات آل خليفة وآل سعود، وقال: هناك سفك دمٍ حرامٍ بغزارة وفي غير مواجهة، هناك هدمٌ لبيوت الله وأماكن العبادة، هناك تمزيق كتاب الله وبعثرةٌ وتحريق، هناك فتح سجونٍ لربّات البيوت ومربيات الجيل ومختصاتٍ من طبيباتٍ ومدرسات..

 

وأمام كل هذه الجرائم التي تقترفها قوات بحق شعب تشترك معه في نفس الوطن، يتساءل الشيخ قاسم بمرارة: أي حرماتٍ هذه التي تنتهك؟ وأي مقدساتٍ هذه التي تهان؟ وإلى أين وصل الاستخفاف بالدين والإنسان والأعراف الكريمة والمواضعات الحميدة؟

 

لينتهي إلى خلاصة وهي: هذه صناعةٌ لتاريخٍ مخجل، ولصفحةٍ سوداء كالحةٍ من تاريخ هذا البلد، لا تصنع إلاّ في غياب أمورٍ بالغة الضرورة، منها النظرة البعيدة والاحترام للدين والإنسان ومواضعات المجتمع الإنساني.

 

وأضاف: كلّ مبررات هذه الفظائع ساقطةٌ أمام كلمة الدين والعقل والحكمة وضمير الإنسان وما تعارف عليه العالم من حقوق.

 

لو كان البلد مغزواً من الخارج لما صح أن يحدث كل هذا، فكيف يحدث على يد حكومة البلد نفسه؟

 

إن هدم المساجد ومهاجمة الحسينيات والعبث بمحتوياتها عدوانٌ سافر وانتهاك لحرمة الدين، وإمعانٌ في الاستخفاف بالمواطنين.

 

وكل المسلمين يعرفون ما للمسجد والقرآن الكريم من حرمةٍ لا تمس، وأين نحن اليوم من رعاية هذه الحرمة؟

 

وشدّد سماحته على أنّ: المسجد وقفيته مؤبدة، وهدمه لا يلغي الوصف لهذه الأرض الموقوفة، وكل نقلٍ لها باطلٌ شرعا، ومسؤولية إعادة البناء ثابتةٌ على من هدمه.

 

وختم خطبته بالقول: نحن أمام صناعة تاريخية فاسدة، وستكون شيءً محرجاً لتاريخ هذا البلد، وعلى كل الجهات المسؤولة أن تنقذ شرف إنسان هذا البلد، وتاريخ هذا البلد، وسمعة هذا البلد، وسمعة كل شيءٍ فيه بالإقلاع السريع عن التمادي في مثل هذه الصناعة.