أقيمت في مدينة قم المقدسة ندوة بعنوان "ثورة البحرين إلى أين؟" وذلك بمشاركة كل من سماحة السيد جعفر العلوي؛ أحد علماء البحرين المعارضين، والأستاذ علي السماهيجي المحامي البحريني.

 

في كلمته تحدث سماحة السيد جعفر العلوي عن مفهوم الثورات من منظور قرآني فقال: من طبيعة الثورة وأينما تقع منذ زمن الأنبياء ومرورا بأهل البيت وإلى عصرنا الحاضر تتعرض لاختلاف في وجهات نظر من قبل الآخرين حول طبيعة وغاية ونوعية هذه الثورات.

 

وأضاف: نلاحظ كيف أن الشواهد التاريخية تثبت أن الأنبياء عليهم السلام تعرضوا للجدل بسبب حركاتهم الإصلاحية والثورية، وعندما نستحضر حياة الأئمة الميامين من أهل البيت عليهم السلام سنجد كيف أن بعض الناس جادلوهم ومنهم المؤمنين أيضا.

 

وأوضح سماحته كيف أن الجدل كان قائما في ذلك الزمان حول ما جدوى القتال؟ وما جدوى الثورة؟ وما جدوى التضحية؟ وما هي الغاية القصوى وما الغاية العليا؟.. معتبرا ذلك من السنن التاريخية، ومصداق ذلك أن يحصل خلاف حول الثورات وتتعرض قيمها إلى تشويش متعمد، ليخلص إلى أنّ هذا ما تعرضت له ثورة ( ميدان اللؤلؤة) في البحرين حيث اتهمت بأنها طائفية..

 

وذهب السيد جعفر العلوي إلى أنّ الثورة بمفهومها العام هي صوت معبّر عن القضايا الكبرى التي تمر بها الأمم والشعوب الحرة، وهو أمر يمتحن الله به عباده ويمحصهم لمواجهة تحديات العصر، مؤكدا على أن دافع الثورة هو الذي ينير الدرب أمام الأجيال القادمة ويؤمن لهم مستقبلا حضاريا مشرقا تعلو فيه كلمة الله وتحفظ فيه الكرامة للمجتمع المسلم فقد قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله..." وأضاف: فلو جرت أمور العالم على نحو هادئ وساكن لما ظهر في التاريخ عظماء أو مصلحين ولما عرف الجبناء والخونة.

 

وأكد السيد العلوي في رد ضمني عن إشاعة تدخل الجمهورية الإسلامية في أحداث البحرين، فقال: " نحن بدأنا الثورة في البحرين قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران "مستعرضا مفاصل أساسية من حركة الشعب البحريني ونضاله؛ بدءا بمطلب الملكية الدستورية تحت الانتداب البريطاني في أعقاب ثورة العشرين في العراق عام 1920م إلى ثورة اللؤلؤة حيث كان المطلب الشعبي بتغيير النظام وإسقاط نظام الملكية الدستورية، فكان الشعار الثوري الذي دوى في أرجاء البحرين (يسقط حمد). وأكد العلوي أن جميع فئات المجتمع البحريني كانت مستعدة لرفد الثورة بالأرواح ولآخر قطرة دم منوّها بهذا التفاني الشعبي والروح الثورية المتجذرة في أبناء الشعب البحريني.

 

وأشار السيد العلوي إلى أن آل خليفة في البحرين توارثوا الحكم منذ 220 سنة، وظلوا طوال هذه المدة يدعون بأنهم منصفين بحق أبناء الشعب من الشيعة (والشيعة هم أغلبيه أبناء الشعب) ولكن الواقع غير ذلك حيث الظلم والتهميش لأبناء الشعب، واعتبر السيد العلوي أن القمع الذي تشهده البحرين يعد سابقه في تاريخ القمع السافر الوحشي حيث لم يشهد تاريخ البحرين مثل هذه الأفعال المشينة والقاسية بحق الشعب البحريني.

 

بعد ذلك تحدث المحامي البحريني علي السماهيجي الذي جاء للتو من قلب الثورة البحريني وشهد أحداث القمع والقتل العشوائي لشباب الثور، حيث نقل شهادات عن القمع الوحشي الذي يتعرض له شعب البحرين، مؤكدا بالقول: لأول مرة أشهد أن قلوب البحرينيين تتوحد ضد بقاء النظام واستمرار حكمه.. وأضاف: أؤكد لكم أنني حتى آخر لحظه قبيل خروجي من البحرين، شاهدت الشعب البحريني بنفس حماسه الأول الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة.

 

وفي ختام الندوة سأل مراسل رسا نيوز السيد العلوي عن الإشاعات التي تتحدث عن الصراع بين البيت الشيعي البحريني وتداعيات ذلك على المعارضة ؟

 

فأجاب قائلا: على العكس هذه الثورة وحّدت صفوف الشيعة أكثر من السابق وهم مع اختلاف آراءهم العلمية إلاّ أنهم في الثورة صف واحد.

 

أما المحامي علي السماهيجي فقد أجاب عن سؤاله بخصوص مقومات الثورة في البحرين ؟

 

فأجاب: لثورة البحرين كل مقومات الثورة لأنني عندما شاهدت بعيني كيف الناس؛ وبالذات الشباب؛ متحمس للثورة وكيف هي الاستعدادات العالية للتضحية أيقنت بأنّ هذا جو ثورة وشكرت الله على هذه القلوب المؤمنة والخالصة لله عز وجل.