التقى وفد من المجلس الإسلامي العلمـائي بأسرة الشهيد الحاج عبد الكريم فخراوي، وذلك عند ضريح الشـهيد السـعيد, حيث زار الوفد مراقد الشهداء في مقبرة الحورة بالمنامة لتجديد العهد مع رموز التضحية والفداء.

 

وما أن بدأنا بتقديم عبارات العزاء و المواساة حتى أدهشتنا زوجة الشهيد - هذه الزينبية المحتسبة - بكلمات تفوح بعطر الإيمان العميق والقوة والصلابة والشموخ الزينبي، وعن نفسي فقد كنت أشعر وأنا استمع لما ترويه من حديث الشهادة والشهيد بأني تلميذ صغير يجب أن يتعلّم من هذه العائلة الكريمة، وأنها ليست بحاجة لأن تتعلم الصبر والصمود، بل إن الشهداء وعائلاتهم هم مدرسة متكاملة ولله الحمد. ولقد أوجز فأجاد أحد المشايخ من الوفد إذ قال لها: (إن وراء كل عظيم امرأة)، وإنكم حتماً تشاركون الشهيد في الأجر والمنزلة الرفيعة..

 

وبهذه المناسبة أحببت أن أنقل للجميع بعض ما قالته زوجة الشهيد - بالمضمون - عسى أن نسهم في التعرّف ولو على شيء يسير من حياة هؤلاء الشهداء العظام وأجواء بيوتهم الإيمانية الراقية..

 

ملاحظة: هذا بعض ما قالته زوجة الشهيد - والنقل بالمضمون وليس بالنص -:

 

- لقد كانت أمنية الشهيد أن ينال الشهادة في سبيل الله، ففي زيارتنا الأخيرة لسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) قال لي الشهيد (رضوان الله تعالى عليه): إن حاجتي الوحيدة التي طلبتها من الله تعالى عند ضريح الإمام (عليه السلام) هي الشهادة.

 

- حين قرّر الشهيد أن يذهب إلى مركز الشرطة ليستعلم عن سبب الهجوم على بيته وإتلاف ممتلكاته، قال له بعض الأصدقاء بأنهم سيعتقلونك ويعذّبونك أشدّ التعذيب، فهم لا يعرفون لغة أخرى..

 

فأجابه الشهيد: أيّهما أشدّ عذاباً، عذاب هؤلاء، أم عذاب يوم القيامة؟ فقال: طبعاً عذاب الآخرة. فقال الشهيد: إن عُذِّبت هنا، فإني أرجو أن يكون ذلك منجاة لي من عذاب الآخرة.. وكأنه كان يشعر بأنه على موعد مع الشهادة [التي تُنجى الشهيد من أهوال يوم القيامة].

 

- كنتُ قد رأيت في المنام أنَّ [أحد العلماء القادة المجاهدين] قد جاء لزيارة منزلنا، فتعجّبت كيف أن سيّد قافلة الشهداء والمجاهدين يزورنا!! وما مضى الوقت إلاّ وجاء خبر استشهاد زوجي، فأدركت تأويل تلك الرؤيا الصادقة.

 

- ادعوا لنا ولبنات الشهيد كي نمضي على النهج الذي سار عليه أبوهم الشهيد (رضي الله تعالى عنه).