استشهد المواطن البحريني احمد عبد النبي في مستشفى السلمانية بالعاصمة المنامة متأثرا بالغازات السامة التي تتعمد قوات النظام إلقاءها وسط الأحياء السكنية في منطقة شهركان في وقت كانت تشهد عدة مناطق بحرينية أمس تظاهرات مناهضة للنظام.

 

وأفادت مصادر مطلعة أن الشهيد البالغ من العمر واحدا وثلاثين عاما ستقام مراسم تشييعه عصر اليوم السبت في مسقط رأسه منطقة شهركان.

 

وكان البحرينيون قد شيعوا أمس الشهيدة عبدة علي عبد الحسين التي سقطت متأثرة بالغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام البحريني داخل منزلها في بلدة عالي بالمحافظة الوسطى.

 

وشارك في التشييع الآلاف من المواطنين وفي مقدمتهم ممثلون عن الجمعيات السياسية والحقوقية، وقد ردد المشيعون شعارات تطالب بإسقاط النظام ومحاسبة القتلة.

 

يذكر أن الشهيدة عبدة تعرض منزلها في بلدة عالي بالمحافظة الوسطى إلى إطلاق مباشر للغازات السامة من قبل قوات النظام البحرينية، ما أدى إلى استشهادها.

 

هذا وخرجت عشر مسيرات مركزية في مناطق مختلفة من البحرين، تلبية لدعوة الجمعيات السياسية في إطار جمعة أطلق عليها الثوار اسم (كلا للمحتل السعودي).

 

وقد هاجمت قوات النظام المدعومة من الاحتلال السعودي بالغازات المسيلة للدموع حشود المتظاهرين في بعض المناطق لتفريقهم.

 

وذكر الشهود أن الآلاف بينهم رجال دين ونساء وكبار في السن شاركوا في المسيرات التي خرجت في القرى والمدن القريبة من المنامة، وهي الدراز وكرانة وجدحفص والبلاد القديم والزنج وعالي وتوبلي وسترة وكرزكان والدير.

 

وردد المشاركون في المسيرات شعارات مطالبة بإصلاحات، وشعارات أخرى مطالبة بـ"إسقاط النظام" وأخرى مناوئة للأسرة الحاكمة.

 

ومن هذه الشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، و"تنحى يا خليفة" في إشارة إلى عم الملك رئيس الوزراء خليفة بن سلمان الذي يحتفظ بهذا المنصب منذ 42 عاما.

 

ورفع المتظاهرون أعلام البحرين ولافتات مطالبة بإصلاحات.

 

وأكد بيان وزعته الجمعيات السياسية المعارضة وعلى رأسها جمعية الوفاق، أن "الحراك الجماهيري الشعبي مستمر ومتصاعد حتى ينتهي زمن الدولة الأمنية الباطشة والقمعية وتتأسس الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

 

وطالبت الجمعيات بـ"التطبيق الأمين" لتوصيات لجنة تقصي الحقائق التي سبق أن خلصت في تقرير إلى أن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة ومارست التعذيب بحق المحتجين.

 

ودعت خصوصا إلى "الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وإعادة المفصولين إلى مواقعهم السابقة وتصحيح وضع الإعلام الرسمي التحريضي البغيض والعمل على محاكمة الجناة والقتلة وتعويض كل المتضررين من جراء السياسة الحكومية الباطشة".