???? ??? ???

الوحدة في فكر القائد

 

أهمية أسبوع الوحدة

هذا الأسبوع هو أسبوع الوحدة، فاعرفوا قدر هذا الأسبوع الذي يشترك المسلمون باحترامه. وعلى الجميع اغتنام الفرصة ومعرفة قدر الوحدة. وعليهم بتوحيد الطاقات وحشد قوى المسلمين في خندق واحد؛ فهي سرّ سعادة المسلمين وأساس رفعتهم، وهي أكبر سلاح بيد الشعوب ضدّ الاستكبار العالمي.

 

سياسة الاستعمار في تحطيم الوحدة

منذ أن دخل الاستعمار الأوربي في البلدان الإسلامية كانت التفرقة بين المسلمين من المبادئ الحتمية في سياسة المستعمرين.. متوسلين بسلاح الطائفية تارة وبالنعرات الإقليمية والقومية تارة، وبغيرها أحياناً. ومع كل نداءات المصحلين ودعاة الوحدة، فان مُدية الأعداء هذه لا تزال تُنزل بجسد الأمة الإسلامية مع الأسف بعض الضربات والجراحات. إثارة الاختلافات بين الشيعة والسنة، والعرب والعجم، والآسيويين والأفارقة، وتضخيم القوميات العربية والطورانية والفارسية ـ وان ابتدأت على يد الأجانب ـ فهي اليوم تستمر مع الأسف على يد أفراد من بيننا يُعبِّدون طريق العدو عن سوء فهم أو عن عمالةٍ للأجانب. هذا الانحراف يبلغ من الفظاعة أحياناً أن تُنفق بعض حكومات المسلمين أموالاً للتفريق بين المذاهب الإسلامية أو الشعوب والأقوام المسلمة، أو أن يُعلن بعض أنصاف العلماء بصراحة فتوى تكفير بعض الفرق الإسلامية ذات الماضي الوضيء في التاريخ الإسلامي. يجدر بالشعوب المسلمة أن تتعرف الدوافع الخبيثة لهذه الأعمال؟ وان ترى الأيدي التي رواءها.. يد الشيطان الأكبر وأيدي أذنابه، وان تتصدى لفضح الخائنين.

 

الاعتصام بحبل الله

أوصي شعبنا العزيز وسائر الشعوب المسلمة وكافّة مسلمي العالم أن ينصتوا إلـى الوصيّة الإلهيّة الّتي ينادي بها القرآن الكريم ألا وهـي ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾.

إنّ هدف أمريكا أن تسود العداوة والتناحر بين صفوف الأمة الإسلاميّة، وعليكم أن تمرّغوا بالتراب أنف المستكبر الّذي يسعى إلى زرع الفرقة والاختلاف بينكم، وأن تدخلوا الحزن والقنوط في قلبه؛ من خلال ترسيخ الوحدة ورصّ الصفوف.

توحيد الصفوف

إنّ الأمة الإسلاميّة اليوم مدعوّة إلى أن ترصّ صفوفها وتؤلّف بين قلوب أبنائها. ونحن باسم الشعب الإيراني، الشعب الّذي أثبت اقتداره وعظمته وعزّته طيلة ستّة عشر عاماً، وكمسؤولين في هذه الدولة، نمدّ يد الصداقة إلى كافّة الشعوب الإسلاميّة وستبقى هذه اليد ممدودة، وموقفنا هذا ليس ناشئاً عن ضعفنا واحتياجنا إلى الآخرين؛ ذلك لأنّ الشعب الإيراني استمدّ عظمته واقتداره وعزّته من انتمائه للإسلام.

آثار تشرذم الأمّة الإسلامية

إنّ الصداقة الّتي ندعو إليها من شأنها تعزيز الوحدة والانسجام في العالم الإسلامي، وبالتالي فهي تصبّ في خدمة مصالح المسلمين والأمة الإسلاميّة.

وفي الوقت الرهن فإنّ جميع المسلمين الّذين يأنّون تحت سياط الاستكبار، من قبيل الشعب البوسني، وشعبي فلسطين والشيشان، وشعب لبنان وشعوب الدول الإسلامية في أفريقيا وآسيا وسائر شعوب المنطقة إنّما يعانون شتّى ألوان العذاب بسبب تشرذم الأمة الإسلاميّة وعدم اتّحادها. وإلاّ لو كانت الأمة الإسلاميّة متّحدة لما حدث ما حدث، وحتّى لو حدث فإنّ تفادي هذه الأحداث سيكون سهلاً.

وهنا أقول للشعب الإيراني، أن الحمد لله الّذي وفّقكم بألطافه وبركاته ودعاء ولي الله الأعظم (عج) لأن تحافظوا على وحدتكم وانسجامكم، كما أنّ عليكم في المستقبل أن تحبطوا جميع المؤامرات بما لديكم من طاقة وقدرة وكفاءة وتحافظوا على وحدتكم هذه.

ولله الحمد فإنّ مشاركتكم الشعبيّة الضخمة وتواجدكم العظيم في الساحة يوم الثاني والعشرين من بهمن في هذا العام وفي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك (يوم القدس) فوّت الفرصة على الأعداء وزرع في قلوبهم اليأس وأثلج صدور أنصار الثورة الإسلاميّة وأعطى للثورة ضمانة أخرى في قبال مؤامرات الأعداء ومخطّطاتهم.

أرجو ـ إن شاء الله ـ أن تترسّخ هذه الوحدة وهذه الروح العالية وهذا النشاط، وهذه المشاركة الميدانية الفاعلة، وأن تتقوّى أواصر الحبّ والمودّة والولاء بين الشعب والدولة أكثر فأكثر، وأن يحافظ الشعب على هذا الانسجام والتفاهم والاتحاد. كما أرجو أن تذلّل جميع المصاعب والعقبات الّتي تعترض طريق الشعب وأن يكون النصر حليفكم دائماً وأبداً، وأن يقسم الله تعالى لكم حياة طيّبة كريمة تليق بكم تنعمون فيها بالحرّية.

 

نبذ الخلاف والفرقة

كلما اقترب مسلمو العالم نحو الإسلام أكثر، تذوّقوا طعم هذا الدين أكثر فأكثر، وكلّما ازدادوا تلاحماً، جنوا فوائد من الإسلام أكثر. والمسلمون مطالبون اليوم بتجاوز اختلافاتهم الفرعية والطائفية والتاريخية والمذهبية، ومد ّيد الاتحاد بعضهم إلى بعض. وستجتاز هذه الأمة الكبرى في جميع البلدان الإسلامية كل العقبات الكبرى التي تعترض طريقها، وسيكون مستقبل الأمة الإسلامية ـ بإذن اللّه ـ أفضل من ماضيها بكثير.

 

جوانب الوحدة الإسلامية

نحن في إيران جعلنا هذا الأسبوع أسبوعاً للوحدة، وإمامنا العظيم بما انه كان يدعو دائما إلى الوحدة بين المسلمين فقد لفت أنظار المسلمين بل كل دعاة الحق في العالم إلى صوت نداء الوحدة. أسبوع الوحدة، اسم مناسب جداً لهذه الأيام.

وللوحدة عدة جوانب يمكن طرحها: أولاً: الوحدة بين أفراد الشعب الإيراني، الوحدة بين مختلف طبقات الشعب من أي زي كانوا أو أي عمل يزاولون. والوحدة بين آحاد هذا الشعب الثوري العظيم وبين فئات المجتمع، والحمد لله فان الوحدة من هذا الجانب متحققة. فئات الشعب متحدة مع بعضها وتسير باتجاه واحد وهو اتجاه الإسلام وتحكيم الدين على الرغم من المؤامرات وبذور الفتنة التي ينثرونها هنا وهناك. لا يوجد في إيران الإسلامية أي فرق بين الشيعة والسنة ولا بين القوميات المختلفة من فرس وعرب وترك وتركمان وبلوش وكرد وغيرهم. فان شعبنا كالجسد الواحد.

 

المحافظة على الأخوة بين المسلمين

لقد دعونا من أول يوم لانتصار الثورة إلى الآن جميع البلدان الإسلامية والتكتلات الصغيرة إلى الوحدة. لم نكن نقول تعالوا لنتحد حتى نستفيد نحن من تلك الوحدة. إذا كنا سعينا يوماً ما للمحافظة على الأخوة والصداقة بين البلدان الإسلامية فليس ذلك لأن لشعبنا أو لدولتنا منفعة معينة في تلك الأخوة والصداقة، بل لأجل أن يستفيد من هذا التقارب كل العالم الإسلامي. شعب إيران شعب قوي. وحكومة إيران حكومة راسخة لأنها تتكئ على الشعب. لقد شاهدتم كيف تصرفنا أبان الحرب التي فرضها النظام العراقي علينا ورأيتم ما الذي عمله شعبنا، فإننا لا نهاب هجمات الأعداء، من يستطيع أن يدعي أن أمريكا والناتو لم تدعما العراق خلال ثماني سنوات من الحرب؟ جميع الحقائق آخذة بالاتضاح هذه الأيام. كانوا يعطون العراق السلاح والمال والخرائط الحربية وأخبار الأقمار الصناعية، ويتجسسون له ويقومون بسائر الأعمال الأخرى. والدول العربية الخليجية ساعدت العراق كذلك بسبب خوفها منه. من يستطيع إنكار هذه الحقائق؟ أية دولة تستطيع أن تدعي عدم تقديمها العون للعراق خلال سني الحرب الثمانية؟ ماذا كانت نتيجة هذه المساعدات هل تراجع الشعب الإيراني خطوة واحدة؟ هل شعر شعبنا بالضعف؟ هل ساور الخوف قائد إيران الذي واجه كل العالم المستكبر شامخاً كالطود؟

ألم تشتد العلاقة يوماً بين الشعب والقائد والمسؤولين على أثر هذا العداء الغربي؟ نحن لا نبالي أبداً بهجمات الأعداء.

وعندما ندعو للوحدة فالغرض من ذلك هو أن تنتفع كل الدول والشعوب، أن تنتفع الاُمة الإسلامية جمعاء.

 

ضرورة وحدة المسلمين

الأعداء يبذلون جهوداً حثيثة ومتواصلة في المجال السياسي ليحقّقوا أغراضهم الخبيثة. وأنا من موقعي هذا أرى وأعتقد بأنّ وحدة المسلمين تعدّ ضرورة حيوية وليس شعاراً ولا من البطر في شيء.

 

أثر العلماء في دعم الوحدة الإسلامية

بات من الضروري على علماء المسلمين من كلا الطرفين أن يتصدّوا لتحمّل مسؤولية تهيئة مقدمات الوحدة والعمل على إنجاح مشروع الوحدة

 

تأجيج الصراع بين السنّة والشيعة

أيها الإخوة والأخوات، يسعى العدو ومن أجل بثّ الفرقة والاختلاف إلى استغلال أناس سذّج طيّبي القلب من الشيعة ومن السنة على حدّ سواء، وقد تحدث إثر ذلك حركة في المجتمع الشيعي من شأنها استثارة المسلمين غير الشيعة، وقد تحدث حركة من هذا القبيل أيضاً في المجتمع السني تثير الشيعة وتنفّرهم.

 

عوامل الوحدة بين المسلمين

يقف الأعداء في صف واحد ضدنا، فإنّ مسألة الوحدة تتخذ أهمية قصوى؛ علماً بأنّ هناك قواسم مشتركة كثيرة يمكن أن تشكّل الأرضية المناسبة للوحدة، منها أنّ كتابنا واحد، وسنّتنا واحدة، وقبلتنا واحدة.

 

الأهمية القصوى للوحدة الإسلامية

توجد هناك ثمة فروق واختلافات وهي طبيعية جداً شأنها شأن أي اختلاف يمكن أن يحدث بين عالمين؛ أضف إلى ذلك أن هناك عدواً واحداً يهدّد العالم الإسلامي؛ بما يجعل من مسألة الوحدة بين المسلمين مسألة في غاية الأهمية. ولذلك يجب أن يُتعامل معها بجدية.

رائد الوحدة الإسلامية

 

إنّ التأخير بمسألة الوحدة يعدّ خسارة كبيرة بالنسبة للعالم الإسلامي؛ خصوصاً في هذه الأيام الحسّاسة التي قد تترك آثاراً كبيرة على المستقبل.

يجب أن لا نتماهل في أمر الوحدة. وبفضل الله تعالى فإنّ للجمهورية الإسلامية قصب السبق في العمل على تحقيق الوحدة منذ اليوم الأوّل لتأسيسها.

ويعتبر إمامنا الراحل (رض) بحقٍّ رائد الوحدة الإسلامية.

وفي هذا المضمار هناك جهود ومساعي حثيثة بذلت من قبل العديد من الشخصيات والمسؤولين والمتكلّمين والكتّاب والمؤسسات ومفكّري وعلماء العالم الإسلامي، فعليكم أن لا تضيّعوا هذه الجهود المشكورة.

 

الحفاظ على وحدة الكلمة

إنّ الواجب الملقى على عاتق هذه الأمة العظيمة اليوم، تجاه رسولها ومنقذها وإمامها وأمانة الله المودعة فيها، وأحبّ إنسان لديها ـ أعني النبي الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله ـ هي أن تحفظ عزّتها وشوكتها من خلال الحفاظ على وحدة كلمتها. هذا هو الواجب الّذي يتحتّم على الأمة القيام به. فكما أنّ الأمة تنتظر من الرسول هديّة بمناسبة العيد، كذلك لابدّ للأمة من أن تقدّم هدية للرسول صلى الله عليه وآله في العيد، وهي أن تحفظ وحدتها وتصون عزّة وكرامة النبي صلى الله عليه وآله.

إنّ الهدف الأساس الّذي يسعى أعداء الإسلام والأمة الإسلاميّة لتحقيقه اليوم هو بثّ الفرقة والعداوة بين صفوف هذه الأمة. وبالطبع فإنّ هذه النوايا الخبيثة ليست وليدة الساعة ولا تنحصر بالوقت الراهن، بل أنّ هذه الأهداف والنوايا الخبيثة كانت موجودة سابقاً. وكلّ ما هنالك أنّ هذه الأهداف الرذيلة يخطّط لها اليوم بدقّة وتنظيم أكبر وعلى كافّة المستويات؛ والسبب في كلّ هذه الضراوة والشدّة الّتي ينتهجها الاستكبار في الكيد للإسلام والمسلمين يكمن في أنّ الاستكبار قد شعر بأنّ الروح الإسلامية قد انبعثت من جديد بين المسلمين، وبدأت تدبّ بقوّة في عروقهم.

 

إثارة الفتنة من قبل المستكبرين

لقد أحيى الإسلام القلوب، وسدّد صفعة قويّة للاستكبار من خلال ثورتنا الإسلاميّة العظيمة. إنّهم يسعون إلى إشعال الفتنة بين أبناء الأمة الإسلاميّة وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم ليقاتل الأخ أخاه.

أوصي شعبنا العزيز وسائر الشعوب المسلمة وكافّة مسلمي العالم أن ينصتوا إلـى الوصيّة الإلهيّة الّتي ينادي بها القرآن الكريم ألا وهـي ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾.

إنّ هدف أمريكا أن تسود العداوة والتناحر بين صفوف الأمة الإسلاميّة، وعليكم أن تمرّغوا بالتراب أنف المستكبر الّذي يسعى إلى زرع الفرقة والاختلاف بينكم، وأن تدخلوا الحزن والقنوط في قلبه؛ من خلال ترسيخ الوحدة ورصّ الصفوف.

 

الصفوف

إنّ الأمة الإسلاميّة اليوم مدعوّة إلى أن ترصّ صفوفها وتؤلّف بين قلوب أبنائها. ونحن باسم الشعب الإيراني، الشعب الّذي أثبت اقتداره وعظمته وعزّته طيلة ستّة عشر عاماً، وكمسؤولين في هذه الدولة، نمدّ يد الصداقة إلى كافّة الشعوب الإسلاميّة وستبقى هذه اليد ممدودة، وموقفنا هذا ليس ناشئاً عن ضعفنا واحتياجنا إلى الآخرين؛ ذلك لأنّ الشعب الإيراني استمدّ عظمته واقتداره وعزّته من انتمائه للإسلام.

 

الوحدة والانسجام في العالم الإسلامي

إنّ الصداقة الّتي ندعو إليها من شأنها تعزيز الوحدة والانسجام في العالم الإسلامي، وبالتالي فهي تصبّ في خدمة مصالح المسلمين والأمة الإسلاميّة.

وفي الوقت الرهن فإنّ جميع المسلمين الّذين يأنّون تحت سياط الاستكبار، من قبيل الشعب البوسني، وشعبي فلسطين والشيشان، وشعب لبنان وشعوب الدول الإسلامية في أفريقيا وآسيا وسائر شعوب المنطقة إنّما يعانون شتّى ألوان العذاب بسبب تشرذم الأمة الإسلاميّة وعدم اتّحادها. وإلاّ لو كانت الأمة الإسلاميّة متّحدة لما حدث ما حدث، وحتّى لو حدث فإنّ تفادي هذه الأحداث سيكون سهلاً.

وهنا أقول للشعب الإيراني، أن الحمد لله الّذي وفّقكم بألطافه وبركاته ودعاء ولي الله الأعظم (عج) لأن تحافظوا على وحدتكم وانسجامكم، كما أنّ عليكم في المستقبل أن تحبطوا جميع المؤامرات بما لديكم من طاقة وقدرة وكفاءة وتحافظوا على وحدتكم هذه.

ولله الحمد فإنّ مشاركتكم الشعبيّة الضخمة وتواجدكم العظيم في الساحة يوم الثاني والعشرين من بهمن في هذا العام وفي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك (يوم القدس) فوّت الفرصة على الأعداء وزرع في قلوبهم اليأس وأثلج صدور أنصار الثورة الإسلاميّة وأعطى للثورة ضمانة أخرى في قبال مؤامرات الأعداء ومخطّطاتهم.

أرجو ـ إن شاء الله ـ أن تترسّخ هذه الوحدة وهذه الروح العالية وهذا النشاط، وهذه المشاركة الميدانية الفاعلة، وأن تتقوّى أواصر الحبّ والمودّة والولاء بين الشعب والدولة أكثر فأكثر، وأن يحافظ الشعب على هذا الانسجام والتفاهم والاتحاد. كما أرجو أن تذلّل جميع المصاعب والعقبات الّتي تعترض طريق الشعب وأن يكون النصر حليفكم دائماً وأبداً، وأن يقسم الله تعالى لكم حياة طيّبة كريمة تليق بكم تنعمون فيها بالحرّية.

 

أهمية التلاحم بين الأمة الإسلامية

كلما اقترب مسلمو العالم نحو الإسلام أكثر، تذوّقوا طعم هذا الدين أكثر فأكثر، وكلّما ازدادوا تلاحماً، جنوا فوائد من الإسلام أكثر. والمسلمون مطالبون اليوم بتجاوز اختلافاتهم الفرعية والطائفية والتاريخية والمذهبية، ومد ّيد الاتحاد بعضهم إلى بعض. وستجتاز هذه الأمة الكبرى في جميع البلدان الإسلامية كل العقبات الكبرى التي تعترض طريقها، وسيكون مستقبل الأمة الإسلامية ـ بإذن اللّه ـ أفضل من ماضيها بكثير.

 

أثر الأعياد في تلاحم الشعب

لعل أبرز ما يتميز به عيد الفطر أنه مهرجان معنوي وعالمي، فعلى العكس من الأعياد العالمية التي تتميز ببعدها السياسي المحض، فإن لهذا العيد بعده المعنوي الجليّ البارز، فإننا ندعو في قنوت صلاة العيد: «أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً ولمحمد صلّى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً».

إنه عيد للمسلمين قاطبة، ومدعاة شرف للإسلام ونبيّه (ص)، ومبعث عزة للمسلمين وذخر للفقراء؛ وعلى المسلمين استثمار هذه الذخيرة لتحقيق أمرين: أحدهما الوحدة والتلاحم بين المسلمين، والآخر هو تعزيز الجانب المعنوي على امتداد العالم الإسلامي. ولقد تعرض كلا البعدين الذين يعدان من عناصر التكامل والرقي في العالم الإسلامي إلى التشويه؛ إذ تصدعت وحدة المسلمين في وقتنا الراهن بسبب إثارة النعـرات الطائفية والفئوية والعنصـرية والقومية ورفع الشعـارات الهدامـة.

 

شكر الله على نعمة التلاحم

عليكم ـ أيّها القائمون على شؤون البلاد ـ أن تشكروا الله؛ لأنّكم تتحمّلون مسؤولية أكبر في شكر هذه النعم الإلهيّة. فاغتنموا هذه الوحدة والالتحام مع الشعب، إذ أنّكم ترون الأبواق المعادية قد سعت لإنكار هذه الحقائق. فقد رأيتم كيف أنّ هذه الأبواق المعاديّة قد أنكرت هذه المسيرات العظيمة الّتي خرجت أمام أعين الناس. إنّ الأعداء يفقدون السيطرة على أنفسهم حين يشاهدون هذه الحقائق، ـ لقد عرض التلفاز الإيراني اللّيلة الماضية إنكار الإذاعات المعادية هذه الحقائق وإلى جانبها جانب من المسيرات العظيمة للشعب. وهذا أسلوب جيّد ـ ودليل على مدى اعتماد الإذاعات على الأوهام والافتراءات وإخفاء الحقائق، وهذه من الألطاف الإلهيّة علينا أن جعل أعداءنا هكذا، فيجب أن تقدِّروا ذلك وتشكروا الله على هذا التلاحم وهذه العلقة بين المسؤولين والشعب.

 

التآلف بين التيارات المختلفة

فإن مصلحة البلد ومصلحة الشعب ومصلحة الثورة تستوجب اليوم وحدة الكلمة وتآلف القلوب. بعد الوصايا التي طرحتها في خطبة صلاة الجمعة قبل حوالي شهرين حول الاتحاد والوحدة، بعثت إليَّ بعض الشخصيات السياسية رسائل وبرقيات تعلن فيها عن استعدادها للتجاوب مع تلك الدعوة. وطلبت إليهم الحضور، وجلسنا وتحدثنا مع بعض هؤلاء المسؤولين والشخصيات البارزة في بعض الأجنحة والتيارات السياسية ـ الذين توجد بينهم شخصيات محترمة وعلماء كبار وساسة عريقون ـ وأعلن الجميع عن موافقتهم وبادروا إلى العمل وإلى اتخاذ بعض الاجراءات العملية، وخفت حدّة التوتر الذي يبعث السرور في نفوس الأعداء، واقتربت القلوب من بعضها. وأنا أشكر الأخوة على هذه المواقف.

 

إتحاد الفصائل الصديقة

على الفصائل الصديقة أن تعمل على تضييق الهوّة الموجودة بينهما؛ والفصائل الصديقة كما عرّفتها في صلاة الجمعة السابقة، تعني جميع الفصائل المؤيدة للإسلام وللحكومة الإسلامية وللإمام الخميني الذي تشاهد معالمه بكثرة بيننا، ولنهجه. وهذه الفصائل إذا كانت ممثلة لأبناء الشعب فهي تمثل الأكثرية الساحقة منهم، وإذا لم تكن ممثلة لأبناء الشعب عليها أن تدرك أن الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب يسيرون في هذا الاتّجاه. نعم قد توجد هناك وهناك زمرة ممن تضرّروا من جرّاء وجود هذه الثورة، ومن ضعاف النفوس والمرتبطين بالأعداء، لا تقبل بهذه الأسس ولا تؤيّدها. وإذا قلّصت الفصائل الصديقة الهوّة أو الفاصلة الموجودة بينها، ستتضح بعدئذٍ الفاصلة بينها وبين الغرباء. وهؤلاء الغرباء هم الذين قصدهم الإمام في وصيته وفي خطاباته حين قال: يجب أن لا تدعوا الغرباء يؤثرون في مصير هذا البلد. ومن الطبيعي أن تأثير الغرباء لا يقتصر على تسلّم المسؤوليات والمناصب فقط، بل قد يهيمنون عبر أساليب أخرى أحياناً. وهذا ما يوجب على القوى الصديقة أن تتكاتف ولا تسمح لهم بذلك لكي تتضح الفاصلة بيننا وبينهم.

 

محاربة الأعداء للوحدة الوطنية

الغاية التي يرمي إليها الأعداء هي زعزعة الوحدة الوطنية وسلب الشعب تلاحمه؛ وأنتم تعلمون أن أسباب الفرقة غير منتفية كلّياً لدى هذا الشعب الكبير، فهناك في بعض الحالات اختلاف في اللغات وفي تباين المناطق الجغرافية، بيد أن الشعب الإيراني الرشيد رجّح منذ عهد ما قبل الثورة وأثناء الثورة وإلى يومنا هذا وحدته على جميع عوامل التفرقة، واستطاع رغم إرادة الأعداء الحفاظ على اتحاده وتلاحمه في جميع الميادين الحساسة، وقد انتصر شعبنا في الحرب على اثر هذا التلاحم؛ وكل انجاز قامت به الحكومات وكل تقدّم أحرزته في ميادين البناء إنّما جاء بفضل هذا التلاحم بين أبناء الشعب. والعدو لا يطيق رؤية هذه الحالة، بل يتمنى لو يستطيع تأليب كل طائفة من أبناء الشعب ضد طائفة؛ فيكون عالم الدين في جهة، وطالب الجامعة في جهة، والكسبة في جهة، والفلاح في جهة، والعامل في جهة، والشباب من جهة، ومتوسطو الأعمار من جهة، ويلهي كل طبقة منهم بشعار وغاية، ويشيع فيهم سوء الظن تجاه بعضهم الآخر. وحتى إذا كانت هناك مثابات أمان يثق بها كل أبناء الشعب ويرجعون إليها في اختلافاتهم من أجل حلّها وإنهائها، فهو يحاول نسفها؛ هذا ما يريده العدو.

 

وحدة الشعب الإيراني

إنّ عزل الشعوب الإسلامية عن الشعب الإيراني اليوم هو أحد الأهداف الواضحة والمنشودة للاستكبار الذي ما انفكّ يبرمج ويعمل ويخطّط وينفق الأموال على النطاق العالمي ـ ومع الأسف ـ في داخل إيران أيضاً.

في داخل إيران أيضاً توجد بعض الحالات؛ لأنّهم يشاهدون الإخوة المسلمين الشيعة والسنّة يقفون في إيران صفّاً واحداً، وتحت لواء واحد، وبشعار واحد، وفي جبهة واحدة إلى جانب بعضهم ومع بعضهم. وخلال الحرب المفروضة التي استمرّت ثماني سنوات لم يسأل أحد أيّاً من أولئك الذين كانوا يريدون التوجّه للدفاع عن وحدة التراب الإسلامي وحدود هذا البلد، عن انتمائهم العشائري أو المذهبي، وبأيّة لغة أو لهجة يتحدّثون، بل إنّ الجميع توجّهوا، ومن جميع الأرجاء.

في إيران امتزجت الدماء مع بعضها، وخلقت الثورة ـ بالمعنى الحقيقي للكلمة ـ حالة من الاتحاد والتآلف بين الفرق والطوائف والانتماءات المختلفة. الاستكبار لا يطيق أن يرى هذا؛ فاختلق لكلّ فرقة ذريعة، وألقى ما يشاء في أفواه البسطاء والسذّج من أبناء كلّ طائفة ليذهبوا ويردّدوا ما ألقاه إليهم. فعلى الجميع الحذر من هذا.

كلّ من يساعد الاستكبار اليوم على تحقيق هدفه هذا، أي عزل الشعب الإيراني عن الشعوب والبلدان الأخرى، فحكمه عند الله حكم أعداء الإسلام والمسلمين الذين حاربوا الإسلام، سواء في هذا العصر أو في عصر الرسول: «كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله». وكلّ من يعاضد الاستكبار اليوم في أهدافه ضدّ إيران الإسلامية فهو كمن حارب آيات الله في عصر ظهور الإسلام.

هذه الحركة تسير اليوم صوب إحياء الإسلام وبعث أحكامه المطموسة، وهذه الحركة التي حصلت هنا حركة كبرى، والمسلمون بأجمعهم يتطلّعون إلى القيام بمثل هذه الحركة. ولو نظرتم إلى البلدان الإسلامية في شرق العالم الإسلامي وغربه لشاهدتم هذه الحقيقة، إلاّ أنّ الاستكبار العالمي، وأمريكا، والشركات المختلفة، وأصحاب المال والقوّة يحولون دون ذلك. والموضع الذي لم ولن يستلم لضغوط أصحاب المال والقوّة، والموضع الذي كرّس كلّ طاقاته الوطنية بوجه الاستكبار هو إيران الإسلامية.

 

عدم التوتر والتناحر

لو أنني أردت أن ألخّص ما يحتاج إليه الشعب الإيراني في ظل الأوضاع الحالية التي يعيشها وفي ظل الظروف التي يمرّ بها عالم اليوم، والمنعطفات المختلفة التي تواجه شعبنا في الوقت الحاضر، لقلت أن شعبنا أكثر ما يحتاج اليوم إلى وحدة الكلمة والتعاطف والمحبة بين أبنائه، فإذا ساد الحب والعطف بين أبناء البلد، ونظرت كل فئة إلى الأخرى بعين الأخوة، ـ ومعنى' الأخوة لا يقتضي بطبيعة الحال التوافق تماماً في جميع القضايا والمسائل، فحتى' الأخويين قد ينظران إلى القضية الواحدة بنظرتين مختلفين، إلاّ أنهما على كل الأحوال أخَوان. فالأخوّة والتوادد والتراحم محفوظة في مكانها ـ سيتسنّى' للحكومة، وهي حكومة منتخبة من قبل أبناء الشعب أنفسهم، النهوض بكل اقتدار بالواجبات المناطة بها، وإنهاء المشاكل الموجودة في البلد، لأن هذا من واجب الحكومة، ولكي تتمكن الحكومة من أداء الواجبات على عاتقها بلا عوائق، فلابد أن تكون أجواء البلد مستقرة وهادئة وخالية من التوتر.

ولكن ما هي المهمة الكبرى الملقاة على عاتق الحكومة اليوم؟ إن المهمة الكبرى للحكومة في الوقت الحاضر هي حل المشاكل المعاشية لأبناء الشعب، سواء الاقتصادية منها بالدرجة الأولى'، أم سائر المشاكل الأخرى'.واجبنا الأول ومهمتها الأساسية بصفتنا مسؤولين هي خدمة الشعب، وإنما جاء مسؤولو البلد إلى السلطة من أجل حلّ المشاكل المعاشية للناس؛ وهذه المهمة يمكن إنجازها طبعاً فيما إذا توفّرت الأجواء المناسبة الخالية من الضجيج والتوتّر والتناحر بين أبناء الشعب، وفي ظل وحدة الكلمة.

 

العدو يزرع الخلافات

لقد كان العام المنصرم حافلاً من بدايته وحتى نهايته بأكبر المساعي التي بذلها أعداؤنا وأعداء هذا الشعب في سبيل زرع التوتر وإثارة الضجيج في الجوّ السياسي للبلد. ومن الطبيعي أن أيّة ضجّة تثار ينقسم الناس إزاءها إلى جماعة مؤيدة لهذا الرأي، وجماعة أخرى معارضة له ومؤيدة لرأي آخر؛ وهو ما يؤدّي تلقائياً إلى إثارة الجدل بين الناس، وهذه هي الغاية التي يرمي إليها العدو.

أما الفعل الآخر من الخطة المعادية فهو الإيحاء للشعب وكأن هناك خلافات حادّة محتدمة بين كبار المسؤولين في البلد، وان هؤلاء المسؤولين مهما حاولوا إنكار وجود هذه الخلافات، وادعوا المحبّة والتعاون والإخلاص فيما بينهم لا يجد كلامهم آذاناً صاغية لدى أبناء الشعب. كما وتحاول تلك الجهات المعادية أن تصور كأن الشخص الفلاني الذي يترأس المنصب الفلاني يفكر على نمط ما، وان شخصاً آخر يحتل المركز الفلاني يعارض طريقة تفكيره، ويطلقون على كل واحد منهما اسماً معيّناً. وهذا كله من ألاعيب الأعداء.

هناك من الكتّاب في الداخل من غرّتهم مزاعم العدو فأخذوا يجترّونها ويعيدون تكرارها. والحقيقة هي أن الأقاويل التي يطرحونها ليست من عند أنفسهم، وإنما هي من فصول المؤامرة المعادية.

 

التمسّك بأجواء الإخاء

اعلموا يا أعزائي إن هذه القرارات تستلزم أجواء يسودها الإخاء، وإذا أريد للحكومة النهوض كما ينبغي بالمهام الكبرى الملقاة على عاتقها وفي جوّ مناسب، وفكر منفتح، وبعيداً عن الضغوط، فيجب أن يكون الجوّ السياسي في البلد حافلاً بالوّد والمحبّة، وليس بالخصومة والعداء. أمّا الذين يعملون خلافاً لهذا الاتّجاه فهم لا يخدمون الحكومة بل يضرّونها. والعدو يحاول تكريس هذه الأوضاع بأدواته الإعلامية ومن خلال استغلال كلمة الحرية.

 

تجنب ما يثير الاختلاف

أعلموا يا أعزائي أن تضامن وتآلف أبناء الشعب في أيّة نقطة كانوا من أرجاء هذا البلد لا يعتبر مجرد أمر كمالي، وإنما هو أمر ضروري. وهذا ما يوجب على الكتّاب تجنّب طرح ما يثير الاختلاف والفرقة، بل يجب عليهم طرح ما من شأنه إيجاد الاتفاق ووحدة الكلمة.

 

اجتناب التشتت والتنافر

يجب أن لا يتذرع البعض ببعض الذرائع والتشبث ـ مثلاً ـ بكلمة قالها شخص يوماً ما لإثارة الضجيج؛ أو اتخاذ موقف السلطة القضائية ضد شخصٍ ما كذريعة للتهويل الإعلامي، أو إثارة الضجّة حول تصرفٍ ما لشخص في الجهاز الأمني أو الاقتصادي أو السياسي، لأن مثل هذا الضجيج والتهويل يلحق الضرر بالبلد، وذلك لما يسببه من تشتت وتنافر بين أبناء الشعب.

كل هذه الأمور تجري باسم الحرية. أن الحرية هدية للشعب من اللّه ومن الثورة، والحرية حق للشعب وجزء من فطرته، بيد أن الممارسات المشهودة على الساحة لا علاقة لها بقضية الحرية، وإنما هي فصل من فصول المخطط المعادي.

إنني اعتبر الوعي واليقظة والتمسك بالإسلام وباسم الإمام وبالنهج المعنوي لإمامنا الراحل الذي سمّي هذا العام باسمه، والتمسك بوحدة الكلمة، ورفع لواء التآخي والمحبة من أوجب الواجبات بالنسبة لأبناء بلدنا الأعزاء.

 

محور الوحدة الوطنية

إن الموضوع الذي أود التحدث عنه في الخطبة الثانية نابع من الإحساس بضرورة التفاف شعبنا ومجتمعنا اليوم حول محور الوحدة والانسجام كما أرى. لقد قلنا في مستهل هذا العام بأن «الوحدة الوطنية» و«الأمن القومي» هما شعار العام. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أوضاع البلاد والقضايا المحلية والدولية، فإن ما ينبغي على المسؤولين والشعب هو تحقيق هذين الشعارين كل حسب استطاعته؛ فإذا تحققت الوحدة الوطنية والأمن القومي فسيكون بإمكان الحكومة تنفيذ مشاريعها والقيام بمسؤولياتها وواجباتها الكبرى وإنجاز برامجها البناءة ورفع المستوى الاقتصادي وتوفير فرص العمل ومتابعة قضايا الحياة اليومية لأبناء الشعب وكذلك الشؤون الثقافية. فلو لم تتحقق الوحدة الوطنية والأمن القومي لبرزت الخلافات والقلاقل وساد التوتر السياسي، وستكون الحكومة أول من يتلقى الصدمة لأنها لا تستطيع أداء مهامها؛ وإذا لم تقم الحكومة بواجباتها فإن الشعب والطبقات المستضعفة والشباب والذين ينتظرون انجازات الأجهزة المسؤولة سيؤول وضعهم إلى التردي. ومن هنا تتضح أهمية هذين الشعارين. إنني أؤكد كثيراً على «الوحدة الوطنية» لأن الأمن يقوم على الوحدة؛ وبدون الوحدة يصبح الأمن القومي في معرض الخطر وتعم الفوضى. فماذا نعني بالوحدة؟ هل نعني بها أن يفكر الجميع بأسلوب واحد؟ كلا. أو أن يكون للناس ذوق سياسي واحد؟ كلا. أو أن يُجمع الناس على أمر واحد وشخص واحد وشخصية واحدة وجناح واحد وتنظيم واحد؟ كلا. فالوحدة لا تعني هذا. إن وحدة الشعب تعني الابتعاد عن التفرقة والنفاق والنزاع والصراع.

 

الفرقة الضالة

إنني سأعود للتاريخ وأستخرج لكم نموذجين حتى تتبينوا كيف أن هذه المفاهيم الخاطئة بإمكانها تقسيم المجتمع إلى فئتين:

 

الأول في حرب صفين؛ فبعدما تغلّب جيش أمير المؤمنين على جيش معاوية، فإن معاوية وأتباعه رفعوا المصاحف على أسنّة الرماح، فوجدوها قد أحدثت خلافاً بين جنود أمير المؤمنين، حيث إن هذه الحركة تعني أن القرآن بيننا وبينكم، فانهار البعض قائلين لا طاقة لنا بمحاربة القرآن! في حين قال البعض الآخر بأن أساس قتال هؤلاء هو ضد القرآن، فرفعوا القرآن شكلاً لكنهم يحاربون معناه وهو أمير المؤمنين. وفي النهاية دبّ الخلاف بين صفوف جيش المسلمين فتفرقوا وضعفوا، وكانت هذه هي حيلة العدو.

وأما النموذج الثاني فهو أيضاً من نفس هذه الحرب، فعندما ألزموا أمير المؤمنين بقبول التحكيم، برزت طائفة من داخل معسكر المؤمنين ـ وكانت من جماعته ـ ورفعت شعار « لا حكم إلاّ لله». وواضح أنه لا حكم إلا لله كما ورد في القرآن الكريم، فماذا أرادوا أن يقولوا؟ لقد أرادوا بهذا الشعار خلع أمير المؤمنين من الخلافة! ولكن أمير المؤمنين كشف النقاب عن خطتهم، وقال: إن الحكم و الحكومة لله، ولكنهم لم يعنوا ذلك، بل عنوا «لا إمرة إلا لله»، أي أنه لا داعي لوجود أمير المؤمنين، بل إن على الله أن يأتي متمثلاً ومجسداً ليدبر شؤونكم! فهذا الشعار أخرج مجموعة من معسكر أمير المؤمنين فالتحقت بتلك الفرقة الجاهلة الضالة السطحية وربما المغرضة، ومن هنا نشأت قضية الخوارج.

 

الإتحاد والتقارب بين أجنحة الدولة

إن انتخابات المجلس على الأبواب فيجب أن تجلس الأجنحة المختلفة وتتبادل وجهات النظر وتعمل عملاً مشتركاً، أفلا يمكن التقارب، إن الاتحاد والتقارب يتطلب بعض التنازلات، لا يمكن أن نبقى متمسكين بمواقفنا وذاك يبقى متمسكاً بمواقفه وندعي أننا اقتربنا من بعضنا، إنما يحصل الاقتراب فيما لو تحركت أنت خطوة ويتحرك الآخر خطوة باتجاه البعض.

وبرأيي أن الاختلافات الواقعية أقل بكثير من الاختلافات الظاهرة، فالاختلاف والابتعاد الواقعي بين الأخوة أقل بكثير مما يجري على ألسنتهم، ولا أدري لماذا لا تتوقف هذه المبالغة في الكلام الصريح؟ يتكلمون بشكل بحيث يتصور أولئك الموجودون في الخارج أصحاب الخيالات المساكين أن الجناحين سيخوضان معركة مسلحة مع بعضهما الآخر.

مثل هذه التصريحات المتطرفة توجب الطمع فيكم كما أن أمريكا وأعداء الثورة أولئك الميتون يطمعون فيكم، حسناً.. لماذا تصرحون مثل هذه التصريحات؟ إن قلوبكم أقرب من الاختلافات التي تظهرونها على ألسنتكم وهذه هي المسألة الثانية وبنظري مسألة مهمة ومهما فيها فهو قليل.

وحدة الكلمة رمز الشعب الإيراني

إنّ وحدة الكلمة هي رمز انتصار الشعب الإيراني خلال المراحل المختلفة، وهي اليوم أيضاً أهمّ وسيلة لدى شعبنا لمواجهة كلّ أنماط التحريك والتآمر ضدّه، وتتجلّى أهمية الوحدة والتلاحم بين الشعب والمسؤولين أكثر عندما نسترجع في خاطرنا مرحلة السنوات العشر التي مرّت بها الثورة، ونتأمل في حوادثها وظواهرها التي تكشف عن الطبيعة الثابتة للجمهورية الإسلامية تجاه أنواع التآمر المعادي الداخلي والخارجي.

 

وحدة الشعب تُحبط نوايا الأعداء

إن الشعب ينشد الوحدة بين مسؤولية، وحيثما لمس الانسجام والوحدة في النوايا والأقوال وعدم تسقيط بعضهم بعضاً فإنه يشعر بالسعادة والأمل، والعكس بالنسبة للعدو الذي سيصاب بالإحباط.