ذكرى ولادة النورين الرسول الأكرم محمد (ص) والإمام الصادق (ع)

كم جميل أن يصادف ذكرى ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الصادق الأمين (ص) مع ذكرى ولادة حفيده الإمام الهمام جعفر الصادق (ع).

بمولد النور الحبيب المصطفى (ص) تحققت بشارات السماء بمجيء الرحمة الإلهية للعالمين خاتم الرسل والرسالات، وبولادة الإمام الصادق (ع) تم الحفاظ على الدين الحق من خلال باني صرح المذهب الحق.

إذا جاء الرسول محمد (ص) بنور الهداية من الشرك والضلال، فإن حفيده الإمام الصادق (ع) كان كل همه في كيفية الحفاظ على دعوة الهدى من كل ألوان التشويه والتحريف من قبل المتربصين شرا بالرسالة الخاتمة، والحفاظ على أصالة الدين في زمن تكالب الأعداء والأهواء على حرف الإسلام عن الجادة، ولكن هيهات لهم ذلك (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العلي العظيم .

 

عظماء قالوا في الرسول الاعظم محمد (ص)

يقول برنارد شو (1817 ـ 1902) في مؤلف له أسماه (محمد) :

 إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

 إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

 

ويقول مهاتما غاندي:

 أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر..لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب، وليس السيف. بل بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة.

ويقول جوتة الأديب الألماني: " "إننا أهل  أوروبا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد"

ويقول الأديب الروسي (ليو تولستوي) والذي حرمته الكنيسة بسبب آرائه الحرة الجريئة:

"أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء … ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام ، وفتح لها طريق الرقي والمدينة"

ويقول السير موير (السير موير الإنكليزي في كتابه (تاريخ محمد) .

إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.

ويقول تولستوي (ليف تولستوي «1828 ـ 1910» الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية).

 يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة .

 وقال (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام).. (تمكن محمد أن يجعل نفسه (بعد أن هاجر إلى المدينة ) على رأس جماعة من أتباعه كبيرة العدد آخذة في النمو، يتطلعون إليه زعيماً وقائداً، وهكذا باشر محمد (ص) سلطة زمنية كالتي كان يمكن أن يباشرها أي زعيم آخر مستقل مع فارق واحد، وهو أن الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم مقام رابطة الدم والأسرة، فأصبح الإسلام نظاماً سياسياً بقدر ما هو نظام ديني، وكما نشر محمد (ص) ديناً جديداً أقام نظاماً سياسياً له صبغة متميزة تماماً.. وكانت جهوده موفقة إلى اعتقاد بني وطنه بوحدانية الله، وإلى هدم نظام الحكومة القديم في مكة مسقط رأسه، فقضى على الحكومة الارستقراطية القبلية، التي كانت الأسر الحاكمة تنتزع سياسة الشؤون العامة تحت لوائها) .

 ويقول البروفيسور عبد المسيح الأنطاكي..

- إن المصطفى محمداً ( ص ) تدرج في دعوته تدرجاً، حيث ابتدأ بإعلان دعوته مسالماً، ثم أوجد الله له في الأوس والخزرج أنصاراً بالمدينة، هاجر من مكة إليهم بأصحابه تخلصاً من أذى قريش، فأبى القريشيون إلا أن يعملوا على النكاية بهم، فأرسلوا أولا من يتتبع خطواته وهو فار إلى المدينة من ظلمهم، ليعيدوه إلى مكة فيسجنوه أو يقتلوه، ولما فشلوا في هذه الرغبة أخذوا يجمعون كلمة العرب على قتاله.. حينئذ أذن الله له ولأصحابه وأنصاره بمقاتلة المشركين، لسببين:

- أولهما: الدفاع عن النفس بإزاء المعتدين .     

- وثانيهما: الدفاع عن الدعوة بإزاء الذين تعرضوا لها بالاضطهاد والتعذيب.

المصدر: مركز الإمام علي الإسلامي