أكَّد عضو جماعة المدرسين في حوزة قم العلمية أنَّ الشخص كلَّما اقترب أكثر من أفكار وصفات الإمام الخميني(ره)، كلَّما اقترب من شخصيته أكثر، وقال إنَّ الإمام(ره) جعل وجوده وقفاً للإسلام. في إطار الحوار الذي أجراه معه مراسل وكالة رسا للأنباء، قدَّم آية الله سيد محمد غروي، أحد أعضاء جماعة المدرسين في حوزة قم العلمية تعازيه بمناسبة رحيل الإمام الخميني(ره)، وقال: إنَّ الإمام الخميني(ره) كان صاحب الثورة ولا يزال؛ مضيفاً: صحيح أنَّ نهضة 1341ش/1962م انطلقت بجهود جميع العلماء، وكان الإمام أحدهم، إلا أنَّنا لا نبالغ عندما نقول أنَّ دوره كان أعظم وأكبر من كافة العلماء.

وأكَّد غروي أنَّ الإسلام كان محوراً لجميع نشاطات وحركات الإمام(ره)، وأضاف: إنَّ تعامل الإمام(ره) مع القضايا المختلفة كان على أساس الإسلام ومن جملة ذلك قضية اللجان الولاياتية والإقليمية.

ولفت غروي إلى أنَّ الإمام رضوان الله عليه ضحى بالغالي والنفيس في مسيرة الإسلام، وتحمل من أجل ذلك السجن والنفي وغيرها من المخاطر، وقال: لو لم تكن مراجع وعلماء مدينتي قم والنجف حاضرة عام 1342ش/1963م، ولم تكن تضغط على الجهاز الحاكم، لربما قام هذا الجهاز بإعدام الإمام(ره)؛ وأردف بالقول: إنَّ الذي كان يمتلك قوَّة باطنية وكان يؤثر على الناس هو الإمام(ره) وحده ولا غير، ولو أننا لا حظنا دوره في أصل النهضة والثورة لوجدناه دوراً بارزاً؛ فإنَّ النسبة العالية من انتصار الثورة كانت مرهونة بوجود الإمام(ره)، والنسبة الأخرى تعود إلى الشرائط الأخرى التي مهَّدت لهذا الانتصار.

وقال غروي: إنَّ الشخصية العلمية الشاملة للإمام كانت متميزة، فقد كان فيلسوفاً متألهاً، وعارفاً، وأخلاقياً بارزاً، حيث قضى مفجر الثورة الإسلامية عمره بتهذيب النفس، وكان على مستوى عالي من التقوى؛ ولذلك لم يكن يخاف من شيء، بحيث لم تتمكن أي شخصية عادية، وحتى الدينية من المجازفة والمخاطرة بكل ما خاطر به الإمام(ره).

وفي ختام حديثه أكّد غروي أنَّ الإمام الخميني(ره) كان يمتلك الإرادة اللازمة للتغيير وقال: لو أننا لا حظنا عمق حركة السيد الإمام ودوره الواسع، لا نجد أحداً قام بما قام به من تحول وتغيير، نعم كانت هناك محاولات لبعض علماء السلف، لكن لم يحظى أحد منهم بالتوفيق الذي حظى به الإمام(ره)، ولم يحوز على الفرصة التي حاز عليها.

 المصدر: وكالة رسا للأنباء