الرحيل الخالد

2007-08-22

بقلم: مجيد شيرازي فرد

مرة أخرى أطلّ شهر خرداد، شهر الرحيل الخالد، شهر الذكريات الحزينة، شهر الفراق والوداع بين معشوق وعاشقيه.

كلما استعرض شريط حياة الثورة الإسلامية أمام عيني وأصل إلى هذا المشهد المؤلم، الذي نزل خبره على العشاق والمحبين كالصاعقة يتألم قلبي ويسود الحزن وجودي وأقول في نفسي: (يا ليتني كنت أدركه زمن حياته المباركة والشريفة.. إنّ أملي هذا لم يتحقق ولن يتحقق أبداً ولكنني اسلي نفسي وأطيب خاطري بأنه إذا لا يمكنني الاستفادة من وجوده الشريف، فليس هناك ما يقلق، لان أفكاره وعقائده العميقة حية وسيرته الذاتية مكتوبة وإذا كنت جاداً في تحقيق أمنيتي، فيجب علي أن اسلك طريقه واجعل سيرته الذاتية نصب عيني).

أسال نفسي مندهشاً(يا الهي! من كان هذا الإنسان النبيل؟! ماذا فعل، حتى وصل إلى هذه المرتبة من الكمال والقرب منك، يا أيها العلي العظيم؟!).

تجيبني مطمئنة.

(ها هو السيد الإمام (قدس سره) الذي بذل قصارى جهده وقدم النفس والنفيس لرفع راية الإسلام المحمدي الأصيل.. الذي هذَّب نفسه في سوح الجهاد الأكبر؛ الذي ملأ حياته المشرقة بالإخلاص والتقوى؛ والذي أبلى بلاءً حسناً في جميع المجالات؛ والذي كان أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) خلقاً وسيرة حنان بالنسبة إلى المؤمنين وجازم إزاء الأعداء وبالتأكيد فهو من أبرز مصاديق هذه الآية الشريفة: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} المائدة، الآية: 54. وهو الذي أنقذ المسلمين من شفا جرف الهلكات حينما كان يسير العالم إلى هواة الفساد والظلام؛ والذي كان يحسب نفسه خادماً للإسلام والمسلمين ويقابل الأعداء بحزم فكانوا يخشون هيبته وجلاله، وهو الذي قال في أمريكا: (أمريكا ذليلة ولن تستطيع أن تفعل شيئاً, (ولن تستطيع أن ترتكب أية حماقة)؛ وفي إسرائيل: (إسرائيل يجب أن تسحق) ولقنهما وجميع أعداء الإسلام درساً لن ينسوه أبداً, وعلَّم الناس الشجاعة, وكانت حياته الشريفة مليئة بالمواقف العظيمة؛ وكان يمدحه الصديق والعدو؛ الرجل العظيم الذي قال في رثائه السيد القائد، المرشد الروحي لإيران (حفظه الله): (أثبت الإمام الخميني (قدس سره) أنَّ الاقتراب إلى القرب من حدود العصمة، ليس بمستحيل).

كان جواب نفسي مقنعاً وكاملاً؛ خضت في التفكير حوله, ومعاناته الكثيرة التي تحملها لأجل إحياء الإسلام الحقيقي.

ارتحل الإمام الخميني (قدس سره) إلى الرفيق الأعلى بقلب عامر بالإيمان وترك فينا وصية قيمة، إذا جعلناها نصب أعيننا طيلة حياتنا فلن نضل أبداً ولن نتراجع عن القيم الإسلامية ولن ننحرف عن خطه وعقيدته.

وأخيراً نزين كلامنا عنه بجملة قيمة منه في أداء الواجب: (إننا مأمورون بأداء الواجب فقط لا بالنتائج).