لقاء حول ذكرى رحيل الامام (قدس سره)

2007-08-23

مقدم البرنامج : محمود رمك

الضيف: الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي (المدعي العام في ايران)

 موضوع الحلقة :الذكرى الثامنة عشر لرحيل الامام الخميني(رضوان الله عليه)

محمود رمك: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 18 عاما على رحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه. هذه الشخصية التي اثارت الكثير من الجدل والتي ادخلت مصطلحات جديدة في علم السياسة وفي علم الاجتماع رفع شعار مستضعفين والمستكبرين. اما في الداخل الايراني ايضا فالجميع يعلم مدى تأثير هذه الشخصية على كل مناح الحياة في ايران حيث اتخذ قرارات مصيرية وفي لحظات مصيريه وعلى رأس هذه القرارات ربما ما يتعلق بالحرب المفروضة على ايران من قبل النظام البعثي البائد في العراق. ايضا هذه الشخصية كان لديها استشراف لجملة من الاحداث وعلى رأسها ما يتعلق بالاتحاد السوفيتي وبمصير صدام حسين. الذكرى الثامنة عشر لرحيل هذه الشخصية مناسبة لنتوقف عند اهم المحطات في حياة هذه الشخصية وماذا واين اصبحت ايران بعد رحيل هذه الشخصية المحورية. نستضيف في حلقتنا اليوم سماحة الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي وهو من المقربين من شخصية الامام الخميني الراحل تنقل بين محطات مهمة وعلى رأس هذه المحطات ما هو تنفيذي وما هو ايضا في السلطة القضائية وايضا السلطة التشريعية وكما ذكرنا هو من المقربين من الامام الخميني الراحل. سماحة الشيخ ابدأ معك بأهم نقطة تستطيع ان تتذكرها انت في هذه اللحظة فيما يتعلق بخصوصية متميزة للامام الخميني الراحل.

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: اتقدم بالتعازي للمشاهدين الافاضل ونكرم ذكرى الامام. الامام رضوان الله عليه كان من ذخائر الالهية الكبرى في عصرنا الحالي لشعبنا وللامة الاسلامية وللعالم البشري. انه من جميع النواحي كان انسانا جامعا وكاملا وعارفا بالله ومؤمنا به ومجاهدا في سبيل الله. ولهذا فان له كان نفس مطمئنة وعلى يديه قد تحققت الكثير من طموحات شعبنا وامتنا. الامام كان السبب لاحياء الاسلام والقرآن والامة الاسلامية. هو ايضا روج لمكافحة الظلم والاستبداد ووقف بجانب الفلسطينيين ضد اسرائيل. وهو رتب واسس لمنهج ومبدأ ولاية الفقيه في مجتمعنا ونحن بعد مرور قرابة ثلاثة عقود نلمس الآثار الطيبة لهذا الامام سواء في بلادنا او في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان وفي بقع اخرى من العالم.

محمود رمك: كيف استطاع الامام ان يصل الى هذه المرتبة بحيث انه في اوج قوته هو يزهد في كل شيء ربما واثارت الاعجاب لدى الكثيرين الذين رؤوا بيت الامام وطريقة حياته؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: الامام رضوان الله عليه كان يمثل دورة جهادية لاربعين عاما. كان مثل الاعلى في الزهد والتواضع وان هذه الفترة الاربعينية التي بدأها وعاش الامام الخميني كانت دورة حساسة ومهمة علما بانه لم يغفل عن الدرس والسعي للمناهل العلمية والدروس في الفلسفة والعرفان وغيره وهذا مهم جدا. عندما نقول اربعين عام نقصد سنوات النضال التي خاضها الامام ضد الشاه السابق. قد عاصر الامام شخصيات كبيرة. شاه آبادي الذي كان استاذا للامام وكان من الرجال الكبار في العرفان والمعرفة والتقوى وايضا كان من تلاميذ السيد علي القاضي وكان تلميذا للمرحوم مدرس وعاصر وعايشه عن كثب. مدرس كان قمة كبيرة وكان اسطورة في الفقه. الحقيقة هذه كانت البيئة العائلية والاجتماعية التي تربى فيها الامام الخميني وقل ما تتوفر مثل هذه الظروف والبيئات للانسان. الحقيقة انه نهل من جميع هذه المدارس والافكار وانه جامع لجميع هذه الشخصيات. لم ينقطع عن صلاة الليل والسهر في الليل طوال السنين الطويلة. درس الاخلاق في مدرسة الفيضية في قم كما نقل الشيهد مطهري وغيره من الكبار كان درسه يؤدي الى ان يبكي التلاميذ لساعات طويلة وايضا تلاميذه كانوا يقولون عندما كانوا يدرسون الاخلاق عند الامام كان يجدون الدنيا سوداء في اعينهم. الحقيقة ان الامام طوال نهضة الثورة الاسلامية كان يقول كثيرا بانه خدوم للشعب الايراني وللمسلمين. وكل الاموال والاراضي التي وصلته من ابيه وزعها على الفقراء. الحقيقة انه لم يبقي لنفسه اي شيء ولم يطمع بمال الدنيا.

محمود رمك: هل صحيح ان الامام حذر ابنائه بشكل او بآخر ان يتدخلا فيما يتعلق بالجانب التنفيذي وقضايا البلاد ومشاكل البلاد؟ هل لك ان تطلعنا عن علاقة الامام مع اولاده وخاصة مع السيد احمد خميني رحمة الله عليه؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: الكلمات المنورة التي كان يلقيها الامام حتى نفسه كان يقول انني لا اريد ان اتدخل في امور النظام وفقط في المواقع الضرورية اتدخل. كان يرغب ان يذهب الى قم بعد انتصار الثورة وان يدرس الفقه ولكن الضرورات هي التي قضت بان يعود الامام الى طهران ويقيم فيها وبالنسبة لنجله آية الله المرحوم مصطفى انه بعد استشهاده لم يبكي بكاء الاب على ابنه وايضا المرحوم احمد الخميني لم يتبوأ اي مسؤولية حكومية في عهد الامام وبعد الامام الا في ما اقتضت الضرورة فساهم في مجلس خبراء القيادة. الحقيقة انه لم يقبل باي منصب رسمي.

محمود رمك: اشرت الى ان الامام كان تلميذا لاحد رجال الدين السيد مدرس والسؤال الذي يطرح نفسه هذا التلفيق فيما يتعلق بقضية السياسة والدين واصبحت بعد الامام الخميني هذه المسألة هي واقعا على الارض وخطوة عملية على الارض هنا في ايران وتحت لواء الجمهورية الاسلامية الايرانية. بعد كل هذه السنين كيف اصبحت مقولة الدين والسياسة وهل استطاعت ان تحقق تلك الاهداف التي كان يصبوا اليها الامام؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: يبدو اننا حصلنا على وريث من الامام العزيز ومثلما ان نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ميراثه الان تحت تصرفنا فميراث الامام كانت الجمهورية الاسلامية والمسألة الثانية دستور الجمهورية الاسلامية وهذا الدستور وثيقة عزة وافتخار وعظمة ويمكن ان يكون اسوة حسنة لبقية الدول الاسلامية وانه قانوني وحقوقي وقضائي واسلامي ولديه انماء للقضايا السياسية. الميراث الآخر للامام فهي التأليفات والكتب وآثار الامام الخميني. انها كنز ثمين وكبير ليس فقط لشعبنا بل للامة الاسلامية الكبرى. صحيفة النور ووصايا الامام والدروس الفقهية والاصولية والفلسفية والعرفانية الحقيقة هي مكتبة كبيرة كنز كبير. وايضا هو طرح مسألة ولاية الفقيه التي هي مسألة جدا مهمة والممثل لولاية الفقيه ينتخب عبر مجلس خبراء القيادة الذي يتشكل من 86 عالم دين وهذا المجلس بعد رحيل الامام الخميني انتخب شخصية قيمة ومنورة مثل آية الله الخامنئي مد ظله العالي ولي امر الامة الاسلامية وان الامام الخميني كان دائما يوصينا بان نساند الولي الفقيه حتى لايلحق ضررا بالنظام والشعب. الحقيقة ان العمود الفقري لهذا النظام يتمثل بالولي الفقيه الشجاع والمدير والمدبر الذي اثبت كفائته في منعطفات كثيرة ويجب ان نفتخر به.

محمود رمك: هناك مسألة مهمة جدة وهي مسألة الفرقة بين السنة والشيعة هل لك ان تتحدث لنا عن هذه الاشكالية التي تطرح الان؟ الامام كيف كان ينظر الى الذين كانوا يريدون اثارة الفرقة بين السنة والشيعة؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: من القضايا المهمة في الامة الاسلامية هي قضية الوحدة والانسجام والالتحام بين السنة والشيعة. الحقيقة الامام قد حسم هذا الموضوع في المجالين. الامام دعى المسلمين للاتحاد والوقوف ضد اسرائيل والاجانب. الوحدة بامكانها ان تقلل من وتيرة الاخطار ولكن هذا الاتحاد والانسجام الاسلامي لم يكن فقط من اجل ان يتحد المسلمون امام العدو وانما ايضا من نواحي اخرى ان هذه الوحدة هي من واجبات الاسلام. الامور التي توحد الامة كثيرة جدا وان الامور التي تفرق بينها قليلة. ان المرحوم كاشف الغطاء كان يقول ان الاسلام يتخلص بكلمتين توحيد الكلمة وكلمة التوحيد. الحقيقة لو لا اتحاد المسلمين لما كان الثورة ان تنتصر.

محمود رمك: الامام الخميني كان دائما يستعمل هذا المصطلح بان العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران هي العلاقة بين الحمل والذئب. الان ربما لازالت هذه النظرية موجودة ام ان ايران الان اصبحت في وضع اقوى وايران اصبح محكم البيان ولايخشى من ايجاد العلاقة مع هذا الذئب. هل تغير شيء ما؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: لا اصدق ان تحولا واقعيا قد حدث في السياسات والنظريات الحكومة الامريكية. هم يجب ان يتنازلوا عن غطرستهم واعتقد مستبعد ذلك من الامريكيين. هم يلوحون بالعصا والجزرة في نفس الوقت. يأتون باساطيرهم الى بحر العمان والمحيط الهندي ويهددوننا بالخيار العسكري ضنا منهم ان شعبنا سوف يخاف هذه التهديدات. هذا تصور باطل. عندما الامريكيون في ايران وكان الشاه في السلطة لم يستطيعوا ان يفعلوا شيءا. اليوم ان شعبنا شعب تعبوي اذا. وكل فرد ايراني حتى لو كان لم يؤمن بالنظام ولكن يؤمن بارض ايران وسوف يتصدى بصلابة لامريكا.

محمود رمك: سماحة الشيخ فيما يتعلق بالامريكيين الذين هم من اصل ايراني واعتقلوا مؤخرا في ايران يعني هل لديك معلومات بهذا الخصوص؟

الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي: انهم حاليا تحت اشراف السلطة القضائية. كما تعلمون ان النيابات العامة والادعاء العام صحيح انها تابعة للجهاز القضائي ومن الاسرة القضائية وايضا معنية بتشكيل ملفات. لايحق للشرطة ان تعتقل شخص لاكثر من 24 ساعة من دون مستمسك ومن الطبيعي ان بعض الايرانيين ربما ايضا اكتسبوا جنسية اخرى من دولة اخرى مثلا من امريكا وعندما يأتي هؤلاء الاشخاص الى ايران ولهم ملفات قضائية او متهمين بالتجسس او بالاعداد لخطط من الطبيعي عندما تستكمل الملفات سوف يسلمون الى السلطة القضائية وفقا للمعايير وتعمل السلطة بواجبها ولا يحق للآخرين ان يدعوا هنا ويعلموا ان ما حدث يسلك طريقه القانوني وان العجيب في الامر ان الامريكيين يتعاملون اسوء معاملة مع دبلوماسيين الايرانيين الذين اعتقلوا في كردستان العراق ويسمحون لاسرهم بلقائهم.

محمود رمك: الشيخ قربانعلي دري نجف آبادي شكرا جزيلا لك. استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.