وقفة خشوع وإكبار

2008-06-05

لا شك ان الكلام عن سماحة الامام وفكره ونهجه في هذه العجالة لن يفي سماحة الامام حقه ويجب أن يتم الحديث بالدقة والحذر لأن المسائل التي أثارها سماحته في الواقع مفصلية في حياة الشعوب، وطابعها تغيري بامتياز.

فحركة الامام وثورته تعتبر نهاية عصر وبداية آخر سواء في نهضة المسلمين وعلى المستويات كافة، أو فيما يتعلق بأثرها وتأثيرها على النظام الدولي برمته. والحديث عنه (قدس سره) سيكون محكوم بأهمية دوره، فهو أمة وقوله ضرورة كانت تحتمها التراجعات الفكرية والسياسية والحضارية التي كانت تسجل يومياً في العالم الاسلامي، لأن الكلام عن سماحة الامام ليس ترفاً ولا تنظيراً عبثياً وانما هو فعل ارادي يتعلق بمستقبل الأمة لأن الامام لم يكن يعيش حياته الخاصة، أو مرحلة محددة، وانما كان يتطلع الى مستقبل أمة هي في الواقع تعيش في التبعية والتخلف، وهو يريد انهاضها لتستعيد موقعها الذي أراده الله تعالى لها، وهو موقع خلافة الله على الأرض، ولتكون أيضاً شاهدة على الأمم الأخرى وحجة عليهم.

لذلك جهد سماحته في عملية تأهيل الأمة لتأخذ مكانها الذي يفترض بها أن تكون فيه من الأساس، واذا جمعنا مختلف التصريحات والمواقف التي أدلى بها وأخذها والتي تم التعبير بواسطتها فنقل ايران من المهدد لمحيطها وجيرانها والشرطي عليهم الى ايران الجمهورية الاسلامية المدافعة عن أهم قضايا المسلمين الا وهي القدس الشريف والحاضن والداعم لكل المستضعفين والمظلومين على مستوى العالم أجمع، ايران الشقيقة لكل العرب، ايران التي مكنتها ثورة الامام من التعبير عن مصالح وحقوق شعب ايران المسلم.

فحكم الشعب نفسه بنفسه وكان من أولى أعمالها بالنسبة للعالم العربي وجماهيره وقضيتهم المركزية الأولى فلسطين، ان أغلقت سفارة العدو الصهيوني وأقامت مكانها سفارة فلسطين، واهتمت بلبنان وبمقاومته البطلة وطليعتها حزب الله، وقدمت كل الدعم لشعب لبنان، وخاصة في الجنوب، مما أدى ومكن المقاومة من تحقيق النصر وكسر شوكة الجيش الصهيوني، الذي قيل انه لا يقهر فتم قهره وطرده عن أغلب أراضينا بفعل الدعم الايراني.

وكم كان لمبادرة قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية في المساعدة باعادة اعمار ما هدمته الآلة العسكرية الأمريكية باليد الصهيونية الآثمة أكبر الأثر لدى شعبنا في لبنان وهذا بفضل توجيهات وتعليمات وانجازات الامام وثورته التي مشى عليها الاخوة القادة في ايران المسلمة.

وعلى الصعيد الإعلامي العام، أثبت سماحة الامام ان الاسلام قادر على أن يكون قائداً للمجتمع والدولة وحرص على تمكين الأمة من منهل المعرفة الاسلامية وطمأن العالم أيضاً من خلال سلوكه ومسيرته بأن الاسلام بحكمه يطمئن كل الآخرين لأنه دين الرحمة والعدل.

وبقدر ما عمل الإمام على مستوى الداخل الايراني وتطويره وربطه بالأقطار الاسلامية والقضايا الانسانية، عمل على الانسان بشكل عام ووحدة المسلمين عموماً.

في الذكرى التاسعة عشرة لرحيل سماحة الامام الخميني الموسوي (قدس سره) نقف بخشوع أمام ضريحه قارئين الفاتحة عليه، ونتقدم من الاخوة قائد الثورة السيد علي الخامنئي وفخامة الرئيس أحمدي نجاد وغيرهما من عموم الشعب الايراني الشقيق بأحر التعازي بالراحل الكبير باسمي واسم الاخوة في التنظيم القومي الناصري في لبنان.

ــــــــــــــــــــ

* رئيس التنظيم الشعبي الناصري - لبنان