في ذكرى رحيله..!!

2010-06-03

رحل الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قبل عقدين من الزمن، لكنه ترك إرثاً كبيراً لرواد الحرية سيبقى خالدا على مر الدهر، حيث نرى أفكاره وآراءه تتناقلها اليوم النخب، خاصة الذين عايشوا مظالم الاستعمار وسلطة الأجانب على أرض الإسلام.

ولم يكن الإمام الراحل يُختزل في زمان ومكان محددين، بل كان بمثابة مدرسة تعطي دروسا للحياة ولكل الشعوب الحرة.

فعندما يجري اليوم تناول مواقف هذا الرجل العظيم نشهد فيها عمقا استراتيجيا ومنطقا إنسانيا قاما على المبادئ الإسلامية الإلهية، وكذلك نلمس منها وقائع ميدانية، تشكل في إجمالها مدرسة إنسانية لطلاب الحقيقة.

فالإمام الخميني (رضوان الله عليه) الذي دعا المسلمين لرص الصفوف، حذرهم أيضا من كيد الأعداء. فمما تحدث به هذا الرجل العظيم كان عن حقيقة الصهاينة الإجرامية، والأهداف الكامنة وراء زرع كيانهم في قلب العالم الإسلامي، والتي بدأت تظهر جلية مع مضي الأيام، بعدما خسر المراهنون رهانهم على التعايش مع هذه الزمرة الحاقدة والتوصل إلى التوافق معها.

وقد تعتبر المصادفة التي ظهرت بإجرام صهيوني جديد في ارتكاب مجزرة بشعة بحق رواد قافلة الحرية التي كانت تنقل مساعدات إنسانية لأهالي غزة المحاصرين ظلما، وقتل العديد واعتقال وتعذيب المئات الآخرين، أفضل دليل لمصداقية الرؤية النافذة للإمام الخميني عندما قال أن ملامسة أصابع مثل هؤلاء الجناة للبحر ستلوث هذا البحر، لأن الحقد الدفين الذي تضمره الزمرة الصهيونية يجعل من المستحيل عليها أن تتأقلم مع القيم الإنسانية.

نحن اليوم نعيش ذكرى رحيل هذا القائد المتواضع والعالم الجليل ونستعيد في ذاكرتنا آراءه وأفكاره النيرة ونرى بأن السبيل الوحيد لنجاة البشرية من براثن الحروب والكراهية والخلافات تكمن بالعودة إلى القيم الإنسانية السامية.

ونحن إذ نجدد العهد والميثاق مع هذه القيم ومع الرجل الذي أحياها رغم صعوبة الموقف وكيد الزمان، فإنه يحصل لدينا اليقين بأن القدرة الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ستتواصل ليس بنفس التلاحم والتماسك فحسب، بل تزداد قوة واقتداراً كل ما مرّ عليها الزمان وتعاضد المسلمون في مواجهة المخاطر والعاديات.