السيد حيدر الستري: الثورة الإسلامية صنعت جيلاً قادراً على إحباط مخطَّطات الأعداء

2010-05-31

أكدّ سماحة السيد حيدر الستري على أنّ «الثورة الإسلامية في إيران أثبتت قدرة غير محدودة على الصمود والبقاء، وخلقت شعوباً إسلامية جديدة أصبحت ذات اهتمامات اجتماعية وسياسية ودينية وصاحبة قضية تغييرية».

كما أشار سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد فاطمة (عليها السلام) بجزيرة سترة هذا الأسبوع إلى أنّ «الصحوة التي صنعتها الثورة الإسلامية خلقت جيلاً يمتلك أفقاً أوسع وأعادته إلى ذاته وإلى إسلامه، كما خلقت وعياً بأنّ الإسلام ليس مجرّد طقوس فارغة عن المعنى، بل إن الإسلام لا ينفصل عن مجرى الحياة اليومية».

منوّهاً إلى أن «الثورة استطاعت أن تثبت بأن الإسلام بقدر روحانيته فهو زمنيّ في نفس الوقت»، وأن «الثورة الإسلامية المباركة قد أعادت للإسلام إشعاعه ونصوعه وحيويته رغم محاولات القوى الكبرى على إضعافه لدى أجيال الشباب المسلم» بحسب تعبيره.

وشدّد السيد الستري على أنّ «هذا النهج الجديد خلق تياراً مقاوماً تمثّل في الحركات التحرّرية الإسلامية، كما أنّ هذا النهج هو بمثابة المشروع الحضاري والسياسي الذي أسقط في المقابل أخطر مشروع امبريالي في المنطقة وهو مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، هذا المشروع الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على إثر ضربات التيار التحرّري الإسلامي».

موجهاً إلى «ضرورة قراءة الثورة الإسلامية باستمرار ومواكبة واقعها وتطوراتها ودراسة العوامل التي فجّرتها، وإدراك قدرتها على الصمود والبقاء في وجه الأخطار المحيطة بها في الخارج، أو تلك التي تشاغلها في الداخل».

كما أكدّ السيد الستري على أهمية «إدراك أبعاد الثورة المتعددة وانعكاس ذلك على الشعوب العربية والإسلامية في الحاضر والمستقبل».

وطالب «بمزيد من الوعي والنظرة المنصفة ومواكبة الواقع الذي خلقته الثورة الإسلامية الإيرانية بعقول مستقلة وعيون مفتوحة، لئلا يقع أبناء الأمة مطايا لمخططات خصوم الإسلام والقوى الكبرى الذي دأبت على التضليل وإذكاء البغضاء والفرقة بين المسلمين».

وعبّر السيد الستري عن أسفه لوجود «بعض أبناء الأمة ممّن ظلّ جاهلاً بمعطيات الثورة الإسلامية ورسالتها وبدولتها ذات الموقع الاستراتيجي المهم بالنسبة لاستقرار ومستقبل المنطقة».

وقال «لا نقاش بأن الثورة الإسلامية - ككلّ الثورات العالمية – قوبلت بردود فعل قوية سواء على الصعيد العربي الإسلامي أو على الصعيد الدولي».

موضحاً أن «من بين ذلك ما شهدناه من مخاوف غير مبرّرة من قبل بعض الحكومات العربية وعلى الخصوص المتوّرطة منها في مخططات السياسات الأميركية».

وأشار السيد الستري إلى أن «الثورة الإسلامية قد بلغت الذروة في خلق صحوة إسلامية جديدة وواسعة، ولكنها أيضاً رزحت في المقابل تحت وطأة ضغوط اقتصادية وسياسية وعسكرية ظالمة استهدفت إضعاف إشعاعها وتأثيراتها في المنطقة».

مستشهداً بعملية «الإنزال الأميركي الفاشلة في صحراء طبس لإنقاذ الرهائن»، كأحد الضغوط العسكرية، «وهجوم الجيش العراقي الذي أريد به أن يكون خاطفاً، فكان استنزافياً، وحشود الأساطيل البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية في بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، واستنفار القواعد العسكرية على في الخليج».

كما تطرّق للحرب الاقتصادية على إيران وما تمثلّه «المقاطعة الأميركية العربية التي شملت تطويق موانئ الجمهورية وسواحلها ومبيعاتها من النفط، وتجميد أرصدتها الهائلة في المصارف الأميركية وأسهمها في الشركات الدولية».

واستغرب سماحته «الضغوط السياسية من قبيل قطع العلاقات الدبلوماسية أو حتى تجميدها، وشنّ حملات إعلامية مسعورة، وتناسي إسرائيل والقضية الفلسطينية والعمل على إلهاب مشاعر العداء لدى المواطن العربي ضدّ إيران وليس إسرائيل، وكأنّ بعض الحكومات العربية تصرّ على أن تبقى مخلصة لمخططات واشنطن المعادية للمنطقة ولمشروع الشرق الأوسط الجديد حتى بعد موته، وهو المشروع الذي يسعى لوضع إسرائيل على زعامة المنطقة ولمزيد من التهميش والإذلال لحكومات المنطقة ذاتها»،

معبراً عن أسفه الشديد «لتشجيع ودعم المعارضة اليسارية واليمينية في إيران ذات الارتباطات الأجنبية - بشكل مباشر أو غير مباشر - من أجل إشغال الثورة الإسلامية في صراع مستمر مع أعداء الداخل والخارج» بحسب تعبيره.

وأضاف «في الوقت الذي أصبحت المخططات الإسرائيلية تحتضر وتلفظ أنفاسها على وقع المواجهة الباسلة من قبل شباب المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، نجدّ في المقابل برنامجاً عربياً يصرّ على نهجه التبعيّ».

وحول الذكرى السنوية لرحيل الإمام روح الله الخميني (رضوان الله عليه) استذكر السيد الستري مميزات هذه الشخصية «العظيمة» التي اعتبرها «القيادة الفذّة التي أصبحت شخصية القرن العشرين بامتياز على الصعيد الدولي، وشخصية العصر الحديث برمته على الصعيد الإسلامي».

مضيفاً أنّ الإمام الخميني «هو الشخصية التي فجّرت أكبر ثورة في تاريخ إيران الحديث والعالم الإسلامي المعاصر، بكل ما تمثّله هذه الثورة من ظاهرة دينية وسياسية فريدة من نوعها شدّت اهتمام المراقبين في العالم على الصعيد الديني والسياسي والفكري».