الشيخ ناصر سقاي بي ريا: كان مفجّر الثورة الإسلامية يعتبر التنصّل من أداء التكاليف انحرافاً

2011-06-05

أكد مسؤول مكتب جامعة المدرسين في حوزة قم العلمية بأنّ الإمام الخميني (قدس) كان يقف بكل وجوده إزاء الانحرافات، وإنّ طمأنينته الخاصة ناشئة من اطمئنانه ويقينه بالقدرة الإلهية.

سماحة الشيخ ناصر سقاي بي ريا، مسؤول مكتب جامعة المدرسين في حوزة قم العلمية، قدّم تعازيه بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية الكبير؛ وتحدّث عن جانب من شخصيته، قائلاً: لو نظرنا لسيرة وأفكار الإمام الخميني (قدس)، وآرائه وخطّه ومنهجه، سنكون على يقين بأنّه كان عبداً صالحاً يليق بالعبودية.

وأكد سماحته على أنّ الإمام الخميني (قدس) كان يراعي مسألة العبودية لله وأداء التكاليف الذي أوكلها الله إليه في جميع الأبعاد على أتم وجه، وكان منزهاً عن الميول الفردية والنفسية، ويسعى دائماً لأداء وظائفه، لاسيما على صعيد المسائل السياسية والاجتماعية.

كما أكد سماحته على أنّ سياسة الإمام كانت عين ديانته، وأنّه كان يعمل على أساس التكليف عند تعامله مع الأشخاص أو عند حدوث مسألة معينة، كما أنّه كان يوصي الآخرين بذلك.

وفي معرض بيانه لأسلوب تشخيص الإمام الراحل (قدس) للتيارات المتعددة، وتعامله مع التيارات المنحرفة، صرّح قائلاً: لقد كان مفجّر الثورة الإسلامية يعتبر التنصّل من أداء التكاليف انحرافاً، وكان يواجه التيارات المنحرفة وأفكارها.

ولفت سماحته إلى أنّ الإمام الخميني (قدس) كان يفسح المجال ابتداءً؛ من أجل مواجهة الانحرافات الفردية والسياسية؛ لكي يكشف الشخص المنحرف نفسه بنفسه، ويُبرز حقيقته للملأ، وقال: إنّ هذا الأسلوب الذي اتخذه الإمام الراحل (قدس)، هو أسلوب سار عليه ولي أمر المسلمين (دام ظله) أيضاً، ولا شك أنّ هذه السيرة هي السيرة الإلهية أيضاً؛ لأنّ المجال يجب أن يُفتح من أجل امتحان الأشخاص وابتلائهم.

وأكد الشيخ ناصر سقاي على أنّ الإمام (قدس) هيأ الأرضية لبروز القدرات، وكانت هذه سيرته حتى في مجال تربية أبنائه، حيث كان يُعدّ الأشخاص لتحمل المسؤولية في الميادين المختلفة، لكنّه إذا شخّص وجود الانحراف، وشاهد أشخاصاً يعملون على خلاف مصالح الثورة والإسلام، يقف سدّاً منيعاً في مواجهتهم.

واستطرد سماحته في حديثه قائلاً: لقد كنّا نشهد هذه الخصائص (التركيز على أداء التكليف) في عهود مختلفة من حياة مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية (قدس)، سواء كان ذلك قبل الثورة أو خلال الثورة أو بعد انتصار الثورة الإسلامية، وكانت الطمأنينة التي يتمتع بها ناجمة عن ذلك؛ لأنّه كان على يقين بقدرة الله الأزلية؛ مضيفاً: لم يكن روح الله الموسوي الخميني (قدس) يضطرب في أي قضية من القضايا، وقد كان عند وقوع المشاكل والحوادث يسعى لتحذير المجتمع وتوعيته بخصوص تكاليفه وأهدافه ووظائفه.

وأشار الشيخ بي ريا في جانب من حديثه إلى تيار الصحوة الإسلامية التي شملت البلدان المختلفة، وقال: لم تكن خطابات الإمام (قدس) منذ بداية الثورة الإسلامية تقتصر على مجموعة جغرافية خاصة، مضيفاً: إنّ أقوال الإمام (قدس) في خطاباته وأحاديثه كانت تتجه نحو التصدّي لنظام السلطة والاستكبار والنفاق.

كما أعرب سماحته قائلاً: لقد واجه الإمام (قدس) الفساد بكل أشكاله، ولم تكن خطابته موجّهة إلى فئة خاصة، بل كان ينصح جميع أبناء العالم، وهذا ما انتهجه ولي أمر المسلمين (حفظه الله) في خطاباته أيضاً.

وأكد سماحته على أنّ الأمّة الإسلامية كانت هي غاية الإمام (قدس)، حيث كان يسعى من أجل إنقاذها من براثن الظلمة والمستكبرين؛ ولذلك عندما وصل صوت الثورة لأسماع الشعوب، أخذت أصداؤه تنعكس في جميع زوايا العالم.