الشيخ فارقي: الإمام الخميني كان يحث شعوب العالم على النهوض بوجه الاستكبار

2011-06-07

أكد مدير التبليغ والدراسات التطبيقية في حوزة گلستان العلمية، أنّ الإمام الراحل كان يعتبر حفظ النظام من أوجب الواجبات؛ ولذلك كان يرجّح دائماً مصالح النظام والشعب الإيراني على المصالح الشخصية في مواجهته للتيارات والشخصيات المنحرفة.

واعتبر سماحة حجة الإسلام والمسلمين محمد علي فارقي أنّ السيرة العلمية للإمام الخميني (قدس سره) أفضل تجربة لمواجهة التيارات المنحرفة، وقال: إنّ الإمام الراحل كان يعتبر حفظ النظام من أوجب الواجبات؛ ولذلك كان يرجّح دائماً مصالح النظام والشعب الإيراني على المصالح الشخصية في مواجهته للتيارات والشخصيات المنحرفة.

وفي معرض تأكيده على أنّ التيارات المنحرفة التي كان لها نشاط واسع لم يکن لها أي قواعد شعبية، أضاف: إنّ هذه التيارات المنحرفة التي كانت لها إيديولوجيات وأفكار غربية كانت تحاول الاستيلاء على المجتمع، إلا أنّ الإمام الخميني (قدس سره) استطاع بذكائه ووعيه أن يعزل هذه التيارات، ويبعدها عن الساحة.

ولفت سماحته إلى أنّ التيارات المنحرفة المناهضة لحرکة الإمام الخميني (قدس سره) لم يکن لها أي مكانة في المجتمع، وأكّد على أنّ الإمام الراحل لم يکن يجامل أبداً في التعامل مع هذه التيارات، کما أنّه لم يکن يتعامل بانفعال مع الأفكار الدخيلة والمنحرفة، بل كان يبين وظيفة التعامل معهم بکل طمأنينة ووضوح.

ووصف سماحة حجة الإسلام والمسلمين فارقي الإمام الخميني (قدس سره) بمظهر ولادة الإسلام الجديدة، ولفت إلى أنّ الثورة الإسلامية الإيرانية ارتبطت برجل أذعنت لأفكاره كافة بقاع الأرض، مضيفاً: لقد مارس الأعداء خلال العقود الثلاثة الأخيرة خلف الكواليس الكثير من المحاولات للقضاء على أفكار الإمام الراحل، لکنّهم رکعوا أخيراً أمام هذه الأفكار الأصيلة.

وعدّ سماحته مسألة تهذيب النفس والبصيرة، من الأمور التي تلعب دوراً مهماً في توفيق الإنسان ونجاحه، وقال: إنّ سر نجاح الإمام (قدس سره) كان يعود إلى ذلك أيضاً حيث ابتنى علمه على هاتين الخصوصيتين، وقد سعى منذ بداية حياته الدراسية أن يدرس العلم مصحوباً بتهذيب النفس والبصيرة، مضيفاً: إنّ تعامل مؤسس الثورة الإسلامية مع التيارات المنحرفة والمجاميع ذوي الأفكار الالتقاطية كان يرتكز على البصيرة والوعي، ولم يکن يتنازل لهم أبداً، ومع أنّ بعض الأشخاص كان يحاول أن يخدع الإمام، إلا أنّ الإمام الخميني (قدس سره) كان يکشف ألاعيبهم الخبيثة ببصيرته ووعيه.

ولفت سماحة حجة الإسلام والمسلمين فارقي إلى أنّ إستراتيجية أعداء النظام تغيرت اليوم، وهم يحاولون اليوم تحقيق أهدافهم وبرامجهم المشؤومة؛ من خلال النفوذ إلى قطاعات البلد المختلفة، مضيفاً: إنّ عدم الاهتمام بالقيم الإسلامية تعتبر من علامات التيارات المنحرفة، وهذا ما يتطلب الحذر أکثر.

وفي سياق آخر، أشار سماحته إلى تأثير أفكار الإمام الراحل على الصحوة الإسلامية في الشرق الأوسط، قائلاً: إنّ هدف الإسلام الأساسي إيقاظ المجتمع الإنساني، وإنّ الإمام الخميني (قدس سره) كان يلفت نظر شعوب العالم إلى أهمية هذا الموضوع، وهو ما نشهده اليوم حيث تحققت صحوة إسلامية عظيمة وباتت تنتشر في المنطقة.

وقال: لقد كان الإمام الخميني (قدس سره) يسعى لتطبيق الإسلام المحمدي الأصيل، من خلال رفعه لشعار لا شرقية ولا غربية ومخالفته للاستعمار والاستكبار، ونحن نشهد اليوم هذه الأفكار تتجلى في بلدان المنطقة.

واعتبر سماحته أن ثقة الشعب الكاملة بالله، والإحساس بالمسؤولية تجاه التكاليف الإلهية بالتماشي مع حرکة الشعب؛ أکبر إرث خلّفه الإمام الخميني (قدس سره) للعالم وللشعب الإيراني المسلم، وأكّد على أنّ الشعب المسلم يستطيع أن يواجه الظالمين والحكام المستكبرين، وينتصر عليهم إذا تمکن من الاعتماد على هذين الأصلين، مضيفاً: إنّ الصحوة الإسلامية قد وصلت اليوم إلى قلب أوربا وأمريکا، وإنّ الدول الغربية وبالخصوص الإدارة الأمريكية تعيش في رعب وخشية من هذه الانتفاضات التي حدثت في المنطقة.