العلاّمة الغريفي: في ذكرى رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه

2012-06-09

العلاّمة الغريفي: في ذكرى رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه

تمرّ هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة والعشرون لرحيل مفجِّر الثورة الإسلاميَّة في إيران الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه... الثورة التي غيَّرت كلَّ المعادلات السِّياسية في العالم, وأسقطت كلَّ الرهانات الاستكبارية التي ظلَّت جاثمة طيلة تاريخ طويل, فقد راهنت قوى الاستكبار ومعها كلّ الأنظمة المأسورة للاستكبار أنَّ الإسلام لا يمكن أن يكون له حضور سياسي في هذا العصر...

وأنَّ فقه الدين لا يمكن أن يكون فقه دولة في هذا الزمان، وأنَّ الفقهاء غير صالحين أن يكونوا رجال حكمٍ ودولة مدنيَّة عصريَّة...

جاء نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام روح الله الخميني ليبرهن على فشل تلك الرهانات...

فأعطى للإسلام حضورًا سياسيًا كبيرًا في عصرٍ هيمنت فيه سياسات الأنظمة الاستكبارية, وفرضت وجودها على كلِّ مفاصل العالم السِّياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية...

وأعطى للدين حضورًا ثوريًا, استطاع أن يسقط نظامًا استبداديًا من أعتى أنظمة هذا العصر, وفجَّر إرادة شعبٍ مقهورٍ عانى كلَّ أشكال الظلم والاستبداد, وفتح الطريق أمام كلِّ الشعوب المقهورة المظلومة, لتتمرَّد على سياسات القهر والإذلال...

واستطاع أن يؤسِّس دولةً تحترم كرامة الإنسان, وتستجيب لكلِّ حقوق الشعب, بلا قمعٍ, ولا بطشٍ, ولا إرهاب...

كيف لا وهو العالم الربَّاني الذي عاش الذوبان والانصهار في الله...

وهو الذي عاش كلَّ الإخلاص لله...

وهو الذي جسَّد كلَّ الطاعة لله...

وهو الذي امتلأ إرادةً وصمودًا وشموخًا من أجل الله...

وهو الذي جاهد وأعطى وضحَّى في سبيل الله...

فما أحوجنا ونحن نحيي ذكرى رحيل السَّيد الإمام الخميني

أن نتمثَّل شيئًا من فكر الإمام الخميني...

أن نتمثَّل شيئًا من روحانيَّته ومن عبادته...

أن نتمثَّل شيئًا من أخلاقه وفضائله...

أن نتمثَّل شيئًا من تقواه وورعه...

أن نتمثَّل شيئًا من صموده, وثباته, وشموخه, وعنفوانه...

أن نتمثَّل شيئًا من جهاده وعطائه وتضحياته...

وأختم هذه الكلمات القليلة جدًا في حقِّ الإمام الخميني بمقطعٍ من كلماته...

يقول الإمام الخميني رضوان الله عليه:

(شهدتُ قبل أيامٍ مجلس عقد زواج في طهران, وبعد انتهاء المجلس سلَّمتني العروس ورقة, قرأتها فوجدت أنَّ العروسَ تطلب منِّي أن أدعو لها بالفوز بالشهادة, عروسٌ دخلت لتوِّها بيت الزوجية تنشد الشهادة؟ أهؤلاء يخافونَ التدخل العسكري؟ أهؤلاء يهابون المحاصرة الاقتصادية؟)

هكذا يحاول السيد الإمام الخميني أن يوظِّف أيَّ موقفٍ في تعبئة الأمَّة, وصنع وعيها, وإنتاج إرادتها, وصمودها, وعنفوانها...

رحمك الله أيّها الإمام العظيم...