عوامل انبثاق الثورة

2007-08-19

ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى

السيد علي الخامنئي (دام ظله)

يجب البحث عن بواعث هذه الثورة في آفاق عديدة؛ أحدها الأفق التاريخي، فقد كانت لنا منذ ما يقارب القرن صراعات مع المستعمرين على مستويات شتى، وقد تركت كل واحدة من تلك الانتصارات والهزائم أثراً في ضميرنا الوطني وفي أذهان عموم الشعب، وما من شعب يخلو من هذا الماضي ومن هذه التجارب المختزنة.

من جملة العوامل التي ساعدت على انبثاق هذه الثورة هو ما يتصل بالقضايا العينية لشعبنا. وإذا أردنا البحث عن تلك العوامل لعلنا نجد أن أكثرها أهمية هو تسلط النظام البائد المعادي للشعب وللإسلام، والذي انطلقت الثورة لمجابهته على وجه الخصوص. كما كانت هناك ظروف عينية أخرى ساهمت في وقوع هذه الثورة منها الوعي الذي كان يبثه الخطباء وعلماء الدين في الناس.

كما كان من أكثر تلك العوامل أهمية هي العوامل الإنسانية؛ حيث ينبغي تسليط الأضواء على جميع الشخصيات الكبيرة التي شاركت في هذه الثورة وفي مقدمتها الشخصية الفذة والبارعة للإمام الخميني (ره).

العامل الرابع الذي أسهم في صنع هذه الثورة هو إيمان هذا الشعب واعتقاده بالإسلام. ونحن ننظر إلى هذا العامل نظرة تختلف عن العوامل الأخرى التي أسلف ذكرها، ونحسب له حساباً خاصاً. يجب القول إن تأثير الإمام الخميني (ره) وتأثير علماء الدين الذين هم رسل الثورة، وتأثير كافة الأوضاع في إثارة عموم الشعب كانت ركيزته قائمة على الإسلام، فلو لم يكن الإسلام يسري في عروق الناس لما اندلعت مثل هذه الثورة الكبرى، والسبب الذي جعل العدو يؤخذ على حين غرة هو عدم وجود حسابات صائبة لديه عن الإسلام.