قصة بيت المقدس وتاريخ الصهيونية
2011-08-23
صراعٌ دامٍ حول "أرض الميعاد" وصارت الفكرة معتقدًا لدى البعض، وقد كانت العيون على القدس فلا أرض ميعاد بدون القدس حيث الهيكل المزعوم، ورغم أن الله طلب من بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة مع موسى وطالوت إلا أن عصيانهم حرّمها عليهم فعاشوا في الشتات، ورغم أن الحركة الصهيونية نجحت نظريًّا أن تضع خطّة بدعم الدول الكبرى (بريطانيا ثم فرنسا وأمريكا)، وكانت تحقق خطواتها الوئيدة الأكيدة التي انتهت بالسطو على الأرض، وإخراج أهلها منها وجعلهم لاجئين في الشتات، ولكن وجد وعد حق وآخر مفترى؛ ففلسطين لم تكن أرضًا فقط بل دينًا أن نتوجه إلى أرض المسرى. نعم يملك اليهود القوة والذراع الطولى والمزاعم والأساطير، ومن "يجرؤ على الكلام" والويل لمن تأخذه عزّة بدين أو يتمسك بأرض سيجد له نيرانًا تحرق، أو تفجيرًا يُدَوّى، ليصير في خبر كان وتخفت الأصوات فلا تسمع إلا همسًا في الغرب والشرق.
ولكن قد خرجت من رحم الأرض المباركة الصرخة المدوية ليعود الإسلام من جديد إلى القضية، فكما أرادها الله، فإن كان اليهود أرادوها حربًا مقدسة، صار الجهاد اليوم علمًا يرفع، وإليكم الحقيقة..
تاريخ موغل في القدم
فلسطين ميراث إسلامي بذلت فيه الدماء عبر تاريخها الممتد منذ 600 سنة قبل الميلاد، كما أشارت الآثار القديمة في جوار أريحا والبحر الميّت، مما يعد دلالة على التوطين البشري المبكر، وأنها كانت تحمل جوانب جذب للكثيرين، فهي أرض للأنبياء، وموئل.
عرفت فلسطين منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد بأرض كنعان كما دلّت عليها مسلة أدريمي والمصادر المسمارية ورسائل تل العمارنة، وغالبًا ما يكون أصل كلمة فلسطين (فلستيبا) التي وردت في السجلات الأشورية إذ يذكر أحد الملوك الأشوريين سنة (800 ق.م) أنّ قواته أخضعت "فلستو"، وأجبرت أهلها على دفع الضرائب.
وتتبلور صيغة التسمية عند هيرودوتس على أسس آرامية في ذكره لفلسطين باسم "بالستين" Palestine، ويستدل على أن هذه التسمية كان يقصد بها الأرض الساحلية والجزء الجنوبي من سوريّا الممتدة من سيناء جنوبًا وغور الأردن شرقًا، وأصبح اسم فلسطين في العهد الروماني ينطبق على كل الأرض المقدّسة، وغدا مصطلحًا اسميًّا منذ عهد الإمبراطور الروماني "هادريان"، وكان يشار إليه دائمًا في تقارير الحجاج المسيحيين.
وفلسطين سكنها الكنعانيون قديماً منذ أكثر من 5000 عام، وفي نحو 1250 ق.م دخل بنو إسرائيل فلسطين لأول مرة مع نبي الله موسى (ع) وذكر ذلك القرآن الكريم بعد الخروج من مصر وأراد نبي الله موسى أن يسكنهم فلسطين، ولكنهم خافوا من الكنعانيين وأبوا دخولها فقال الله فيهم: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26]، ثم حاولوا دخول فلسطين مع الملك طالوت كما ورد في القرآن الكريم، وكانت منهم قلة مؤمنة {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] ثم صار الملك لنبيّ الله داود الذي كان أحد جنود طالوت، وورثه نبي الله سليمان في نبوته وفي ملكه، فأرسى دعائم التوحيد، حيث أيّد بمعجزات كثيرة وكانت له (ع) سطوة على الخلائق {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} [النمل: 16]، وبنى النبي سليمان معبدًا تقام فيه الصلاة، وعقب موت سليمان انقسمت مملكة سليمان إلى مملكتين بينهما تنافس: إسرائيل، ويهوذا، وضعفت قوة بني إسرائيل لاختلافهم فاستولى الأشوريون على فلسطين، وفي العام 586 ق.م هاجم البابليون مملكة يهوذا بقيادة نبوخذ نصر، أو بختنصر، وقاموا بأسر اليهود، وهدموا معبد سليمان، وبعد 45 عامًا، يهاجم الفرس بابل ليعود بعض اليهود إلى فلسطين ويسعون لبناء المعبد، وفي العام 333 ق.م يسيطر الإسكندر المقدوني على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني، ويموت الإسكندر بعد ذلك بعشر سنوات ويتناوب على حكم فلسطين البطالمة, والمصريون، والسلوقيون الذين حاولوا فرض الوثنية الهيلينية، استأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها على حساب بلاد الشام، ولم يستطع الإسرائيليون المقسَّمون الإبقاء على استقلالهم.
لقد كان لليهود وجود في فلسطين خلال مراحل عدة من التاريخ، واتسم تواجدهم بعدم الاستقرار، وعدم طاعة قادتهم سواء كانوا أنبياء أو ملوكًا، وإثارة القلاقل كان دأبًا لهم على مدار التاريخ، مما كان يؤدي إلى العصف بهم، أو تشريدهم أو وقوعهم في الأسر، ولم تكن لهم مستقرًّا، وإن كتبها الله كمستقر لبني إسرائيل ما أطاعوا الله، ولكن حين عصوه حرّمها عليهم، ومن أصدق من الله حديثًا {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، ويثور اليهود على السلطات مرات متوالية ويحاولون إقامة دولة مستقلة 165 ق.م - حسب الروايات اليهودية التي لم تثبت في روايات أخرى، وفي العام 63 ق.م تضم فلسطين إلى الإمبراطورية الرومانية، وعاش اليهود بسلام في فلسطين، ولكنهم حاولوا الثورة على الإمبراطورية الرومانية في سنة 70 ميلادية، فقام الإمبراطور طيطس بتدمير القدس وسوّاها بالأرض، ودمّر معبدها، وحين قاموا بثورة أخرى في العام 132م أقام الإمبراطور "هادريان" مدينة وثنية أطلق عليها اسم "كولونيا إيليا كابوتاليا"، وحرّم على اليهود دخولها، وبدأت النصرانية تنتشر في فلسطين، ثم ترك الإمبراطور قسطنطين الوثنية واعتنق النصرانية ولكن صبغها بالصبغة الوثنية فصارت ديانة وثنية وفقدت صفاءها، وخاصةً بعد قيام عدد من الحواريين بكتابة سيرة المسيح u بطريقة تأثرت بالديانات الوثنية، حسب الأماكن التي نشأ فيها كاتب الإنجيل نفسه.
أسطورة أرض الميعاد
هل نستطيع تصور أن أسطورة اخترعها حاخامات اليهود أدّت إلى إقامة دولة، إنهم يدعون في كتبهم المقدسة أن الله اختار الشعب اليهودي ليخرج منه المسيح المخلّص، ويزيد الأمر تعقيدًا عندما نتحدث عن إعطاء الله لهذا الشعب "أرض الميعاد" فلسطين حيث سيخرج هذا المخلص. وتبدأ القصة منذ بدء الخليقة حيث خلق الله الأرض والسماء وما فيهما، كما خلق الإنسان الذي وقع في الخطيئة بعصيانه، فوعد الله أن يرسل من نسل آدم وحواء من يسحق رأس الحية القديمة، أي الشيطان.
وقد توالت العهود والنبوءات بين الله والشعب اليهودي من نوح فإبراهيم فموسى فداود فالسيد المسيح وكانت تهدف إلى تحضير قلوب الناس لاستقبال المسيح، كان اليهود ينتظرون مسيحًا مخلصًا سياسيًّا وقائدًا عسكريًّا يعتقهم من عبودية الرومان ويؤسس مملكة إسرائيل على أرض الميعاد، بينما جاء المسيح معلمًا ينشر السلام ويبشر بالمحبة ويعلن بشارة التوبة واقتراب ملكوت السموات وهو يعني مملكة روحية لا سياسية.
يقول الأرشمندريت د. ميليتيوس بصل بطريارك رام الله الأرثوذكسي: لم يعد الشعب العبراني شعبًا مقدّسًا ولا مستحقًّا لأن يكون شعب الله. وبما أنه فَقَدَ هذه الميزة فإنه طرد وتشتت من أرض الميعاد كما طرد آدم من الجنة، لهذا يخلق الله شعبًا جديدًا، وهذا الشعب يصبح قطيع الله وعروسه وسيتألف الشعب الجديد مع جميع الشعوب ويكون لجميع الأمم شركة في البركة الموعودة لإبراهيم، وأن الأمم ستكون شعبًا لله وستشترك في العهد.
بالطبع توجد في النص عبارات لاهوتية تخالف الدين الحق، ولكن الاستشهاد بالقول السابق يجسد معتقد الأرثوذكس بوصفهم مذهبًا أصوليًّا في فلسطين، وكذلك عددًا من المذاهب هناك، بل هناك من اليهود من يخالف أسطورة أرض الميعاد.
الاضطهاد في الذهنية اليهودية
فعلى خلفيات العزلة التي عاشها اليهود في كثير من بلدان العالم، والإحساس العميق بالاضطهاد من قبل الكثير من شعوب الأرض التي استوطنوها، وربما على أثر القلاقل التي أثاروها والدعاية التي استطاعت المنظمات تحريكها عن الهولوكوست والمحرقة النازية التي قضت على الكثير من اليهود - كما يذكر المؤرخون اليهود كانت أرض الميعاد حُلمًا، يقول "جون روز": دعنا نفصّل الحلم عن الهيكل، لقد الحلم كان قويًّا بالنسبة لليهود مثلي الذين تربوا في الغرب في الخمسينيات والستينيات، كنا نعيش في خلفية الهولوكوست، وكنا نعتقد أن من حق اليهود أن يمتلكوا أرضًا، وكنا نؤمن بكل الأساطير عن المستوطنين اليهود الذين يحوّلون الصحراء إلى جنات لم نكن نعرف شيئاً عن العرب أو بالتحديد عن الفلسطينيين العرب، لكن هذا الحلم ارتطم بحقيقة هؤلاء اللاجئين والشعب الفلسطيني، وانتهى عندما رفع الفلسطينيون رأسهم ودخلوا التاريخ مرة أخرى بقوَّة.
كما يضيف روز قائلاً: إحدى الأساطير أن الدين اليهودي - لأسباب سياسية - دفع لسرقة الأرض الفلسطينية استعملوا التوراة لهذا الغرض، وهذا بعيد عن الإنصاف، ويعتمد على سياسة أساطير يقولون إن الشعب اليهودي يتمتع بالحرية في فلسطين، ولكنهم ينكرون على الشعب الفلسطيني حريته ويدّعون أنهم مستقلون ولكنهم في الواقع يعتمدون أولاً على الإمبراطورية البريطانية ثم الآن على الولايات المتحدة وإمبراطوريتها.
لم يعد المعارضون للتوجُّه الصهيوني قلة في الكيان الصهيوني، فهناك أحزاب أصولية، ومفكرون على ذات الوتيرة كما قال رئيس الكنيست الأسبق "إبرهام بورغ" كتب مقال نُشر في "الواشنطن بوست" في إبريل من العام 2004 قال فيه: إن إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيونية، كيف تنظر الآن إلى الحلم الصهيوني، مؤكدًا أن دولة إسرائيل انتهت إلى دولة من المستوطنات تديرها عصبة غير أخلاقية من الفاسدين الذين لا يحترمون القوانين ولا يأبهون بمواطنيهم ولا حتى بأعدائهم. هل هجوم بورغ كان يمثل رأيًا شخصيًّا أم أن هناك تيارًا الآن استيقظ من المفكرين اليهود وبدأ يدرك حجم الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني، وفي حق الدين اليهودي أيضًا.
تاريخ الصهيونية
ويحسن أن نتعرف على الحركة الصهيونية لنعرف أبعاد أساطيرهم، فالحركة الصهيونية حركة سياسية، عنصرية، عدوانية، متطرفة، تسعى إلى إقامة دولة لجميع اليهود في فلسطين تستطيع من خلالها أن تحكم العالم. والصهيونية الحديثة فكرة استعمارية ظهرت في أوربا في عصر صعود حركة الاستعمار والاستيطان في أوربا الصهيونية حركة سياسية، عنصرية، عدوانية، متطرفة، تسعى إلى إقامة دولة لجميع اليهود في فلسطين تستطيع من خلالها أن تحكم العالم. والصهيونية الحديثة فكرة استعمارية ظهرت في أوربا في عصر صعود حركة الاستعمار والاستيطان في أوربا، اشتقت الصهيونية من اسم "جبل صهيون" الموجود في مدينة القدس حيث الصهيونية لها مطمع أساسي في هذه المدينة المقدسة لبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى.
جذور الصهيونية
للصهيونية جذور تاريخية وفكرية وسياسية مرت بعدة مراحل وأدوار، منها:
1- حركة المكّابيين: بعد السبي البابلي، وأهدافها العودة إلى صهيون وبناء الهيكل.
2- حركة باركوخبا، وهو يهودي دعا أبناء جلدته للتجمع في فلسطين وإقامة وطن لهم في الأرض المقدسة.
3- حركة ديفيد روبين: وقد دعا اليهود لتأسيس ملك إسرائيل في فلسطين.
4 - حركة منشة بن إسرائيل: أصحاب هذه الحركة سعوا إلى استخدام بريطانيا لتحقيق مشروعها.
5- حركة رجال المال: التي تزعمها روتشيلد وساهموا في إنشاء المستعمرات الزراعية اليهودية في فلسطين.
6- الحركة الفكرية الاستعمارية: التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين لخدمة الدول الاستعمارية.
7- الصهيونية الحديثة: كان رائدها "ثيودور هرتزل: وهو صحفي نمساوي، ولد في بودابست 1860م وتوفي عام 1904م، ومن أبرز أهداف هذه الحركة هو قيادة اليهود إلى حكم العالم حيث بدأت بإقامة دولة لهم في فلسطين.
من هنا يتبين لنا الخطر المحدق بالعالم أجمع من جرّاء الصهيونية الحديثة وأفكارها الخبيثة، ومنذ بروز الصهيونية الحديثة أحكم اليهود خططهم وأصبحوا يتحركون بدهاء لتحقيق أهدافهم التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في هذا الزمن. ولا شك أن الصهيونية تستمد معتقداتها وفكرها من الكتب المقدسة المدنسة بالتحريف، وتعتقد الصهيونية أن جميع يهود العالم شركاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية، وقد صاغت الصهيونية فكرها في البروتوكولات التي يثبت الواقع.
أهم المؤتمرات الصهيونية
مؤتمر بازل في سويسرا 1897م عقد برئاسة "تيودور هرتزل"، وقد تم في هذا المؤتمر تأسيس الصهيونية الحديثة وحدد المؤتمر أن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين. ودعا المؤتمر اليهود الهجرة إلى فلسطين.
في المؤتمر الصهيوني الثاني 1898م في سويسرا، أنشئ صندوق الاستيطان اليهودي وهو عبارة عن الجهاز المالي للمنظمة الصهيونية العالمية.
في المؤتمر الصهيوني التاسع عام 1909م في ألمانيا تقرر إقامة مستوطنات تعاونية في فلسطين.
في المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين 1951م الذي عقد لأول مرة في فلسطين المحتلة، أقرت وثيقة القدس الداعية إلى تركيز الاستيطان وإلى استيعاب المهاجرين الجدد.
في المؤتمر السابع والعشرين 1964م في القدس تقرر أن المهمة الأولى للحركة هي نشر الفكر الصهيوني كنهج للحياة.
وفي عام 1997، وبمناسبة مرور مائة عام على إنشاء الصهيونية الحديثة، عقد مؤتمر صهيوني في مدينة بازل السويسرية حضره العديد من قادة إسرائيل.
أسطورة الشعب المختار
لقد أشاع الحاخامات الأوائل أسطورة أن "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وأن الشعب المختار من الرب سيأتي ليسكنها، وهذا الزعم ترسخ لدى الكثيرين يعد خطأ فادحًا في نظر الكثير من اليهود غير الصهاينة؛ فالكثيرون في العالم ينظرون الآن لليهود على أساس أنهم شعب دموي بعد ثورة الاتصالات والإعلام الذي ينقل للعالم فظائع اليهود في فلسطين ولبنان، ويخلع الصهاينة ثوب القداسة على نصوص مشكوك في أمرها فلا تحقق لوعد الله لهم بعدما صاروا خراف بني إسرائيل الضالة، كما ذكر الإنجيل، وإن كان قادة الصهيونية احترفوا الدفاع ليس عن حق لهم، بل بتضليل إعلامي محكم، والسعي لسنّ قوانين تدين كل من يمس اليهودية في كافة البلدان الغربية، وأصبح تجاوز الحكومات عن نشر ما يكذّب الزعم اليهودي مدعاة للابتزاز عبر المحاكم لإدانة "من يجرؤ على الكلام" وإحقاق الحق.
لقد ترسّخت هذه الأسطورة في الذهنية اليهودية، ومعها عقدة التشتت التي يعانونها، والطبع الانعزالي الذي يعيشونه، مما أدى إلى حالة نفور عام منهم، ولكنهم لجئوا إلى السيطرة الخفية عن طريق السياسة، الاقتصاد، ونشر العديد من مذاهب الفساد الشاذة.
وعندما احتل الصهاينة فلسطين ظهرت الحاجة لأسطورة أخرى ترافق الأسطورة السابقة، وهي أن "الفلسطينيين قد تركوا الأرض طواعية"، فهم غادروا أرضهم وتركوها لليهود برغبتهم.
وقد قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة في صحيفة الصنداي تايمز في العام 1969: "ليس هناك شعب فلسطيني، فنحن لم نأتِ لطردهم خارج ديارهم والاستيلاء على وطنهم؛ فهم لا وجود لهم".
ومن أجل الإقناع أن فلسطين قبل إسرائيل كانت صحراء، "قامت الجرافات الصهيونية بسحق مئات القرى بمنازلها وحقولها ومدافنها وقبورها"، كما قال البروفسور إسرائيل شاحاك عام 1975.
وقد انهارت هذه الأسطورة الأخيرة الخاصة بترك الفلسطينيين أرضهم طواعية بواسطة المؤرخين الجدد أمثال "بن موريس" الذي أوضح أن "الأوامر أعطيت للضباط الإسرائيليين بطرد السكان الموجودين منذ آلاف السنين بالقوة العسكرية، كما حدث في دير ياسين على سبيل المثال".
وقد أحصى هذا المؤرخ 418 قرية فلسطينية تم محوها عن الخريطة من بين 475 قرية، وبالنسبة لعدد الفلسطينيين الذين تم طردهم من ديارهم فحسب مكاتب الأمم المتحدة كان عددهم 900 ألفٍ وما زال السياسيون الإسرائيليون يرددون أنه يجب ترحيل الفلسطينيين الباقين على هذه الأرض إلى الدول المجاورة؛ لتخلو لليهود الأرض التي وعدهم بها الرب. كما أراد مؤسسو الصهيونية العلمانيون الذين لا يؤمنون بهذا الرب أصلاً، أمثال الصحفي النمساوي اليهودي تيودور هرتزل وبن جوريون وجولدا مائير، وإذا لم يتم الترحيل فلتكن الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي وهذا ما يحدث الآن أمام بصر وسمع العالم كله.
وبالنسبة للأسطورة الأولى وهى أن هذه أرض بلا شعب لشعب بلا أرض فما رأى العالم الآن، هل هي حقيقة؟ أم أنهم ما زالوا يسمعون أو يشاهدون أن هناك فلسطينيين ما زالوا يعيشون على تلك الأرض، وتهب المقاومة في كل مكان، ويسقط الضحايا وعيونهم على الأقصى الذي يحيا في ضمائرهم، وما زالت حملات المقدسيين للصلاة في الحرم القدسي قائمة دلالةً على تمسكهم بثوابتهم، وانصياعهم لنداءات الشيخ رائد صلاح مرابط أرض الإسراء.
القدس تحت الاحتلال
كانت أعين الصهيونية تتجه على القدس كعاصمة أبدية لدولة الكيان الغاصب؛ لذا كان السياسيون يرددون هذا القول الذي لا يعد غريبًا لمن قرأ الأحداث، وهي الورقة التي ترجح فرص الأحزاب للاتجاه إلى الحكومة لدى الكيان الصهيوني فلم تكن العبارة التي رددها "بيريتس" حين رأس حزب العمل: "ستكون القدس عاصمة أبدية للدولة اليهودية". كان يردد مقولات آباء الحركة الصهيونية، وهذا ما يردده المسئولون الإسرائيليون دائمًا في خطاباتهم وتصريحاتهم اليومية الموجهة للشعب اليهودي أو للعالم أجمع على اختلاف توجهاتهم من حمائم وصقور، محاولين بقدر استطاعتهم ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال، حيث أول وسيلة يمكن أن يستخدمها اليهود لبسط نفوذهم في القدس هي الاستيطان وتهويد المدينة بحيث تصبح الغالبية السكانية من اليهود والعمل على طرد السكان العرب المسلمين، وإيجاد حزام استيطاني محكم لدفع العرب إلى الهجرة من المدينة المقدسة إن أصر على الهوية المقدسية، فإن قبل بالهوية الإسرائيلية صار يخضع للقوانين التي تبيح القدس حاضرًا ومستقبلاً.
لم تكن القدس في معزل عن أحلام الصهاينة منذ وطئت أرجلهم أرض فلسطين رغم قلة تواجدهم هناك فحسب الإحصاءات، فلم يكن عدد اليهود في فلسطين يتجاوز 56 ألفًا مقابل 644 ألف فلسطيني، أي بنسبة 8% إلى 92% من العرب، ولم تتعدَّ نسبة الأراضي التي يملكها اليهود 2% من أرض فلسطين، وبدأت أول موجة هجرة يهودية إلى فلسطين العام 1882، وبلغ عدد المهاجرين اليهود حتى عام 1903 حوالي 20 ألفًا، وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين في أكتوبر 1917 أعطى اللورد بلفور في 2 نوفمبر 1917 وعده لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.
أرض لمن لا يستحق
وعقب الحرب أصدرت الأمم المتحدة -الشرعية الدولية الزائفة- قرارها بتقسيم فلسطين في 29 من نوفمبر 47 إلى دولتين: فلسطينية ويهودية اقتطع لها 54% من أرض فلسطين، وبلغ عدد الفلسطينيين 2.065 مليون نسمة مقابل 650 ألف يهودي، أي بنسبة 69% إلى 31%، ونشأت معظم الزيادة اليهودية بسبب الهجرة التي تدعمها وتحميها قوات الاحتلال البريطاني الذي وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأصبح اليهود يمتلكون بموجب عقود ملكية 5.66% فقط من مساحة فلسطين إلا أنهم استولوا بالقوة خلال فترة الانتداب على ما مجموعة 11% منها، بما في ذلك 191 قرية و7 مدن، وطردوا نصف لاجئي 1948.
ثم أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين في 15 من مايو 1948 عقب إعلان بريطانيا إنهاء الانتداب عليها، وبدأت الحرب بين العصابات الصهيونية وبين الفلسطينيين والجيوش العربية التي لم تكن مستعدة لهذه الحرب؛ وكان وجودها صوريًّا مما سبب هزيمتها، ودارت الحرب حول المدينة المقدسة لتقتطع الأردن جزءًا من القدس القديمة، وتحتل القوات الصهيونية أطرافها، والكثير من الأحياء القديمة.
سيطر الصهاينة على 77.4% من أراضي فلسطين، وأدى قيام الكيان الصهيوني والمذابح الصهيونية التي ارتكبت ضد الفلسطينيين، إلى إحداث حركة نزوح ضخمة أبقت على 160.000 فلسطيني فقط في الأراضي المحتلة عام 48، مقابل أكثر من مليون يهودي، كما هاجر إلى فلسطين خلال الأشهر الستة الأولى لقيام الكيان الصهيوني 101.828 يهوديًّا .
كانت هزيمة العرب -على اختلاف أهوائهم وتوجهاتهم- ضربةً قاصمة لكافة الاتجاهات، وإن دلّ على شيء فإنما يدل على سقوط أقنعة القومية التي كان يتغنى بها العرب، فلم يكن كافيًا الاحتلال لأرض فلسطين ما عدا الضفة والقطاع، ولم يكن كافيًا العدوان الثلاثي (إنجلترا، فرنسا، إسرائيل)، كانت صدمة أن ترفض الولايات المتحدة تمويل بناء السد العالي بصدور بلاغ في العام 1956جون فوستردالاس، فيعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، تقوم دولة إسرائيل بضرب سيناء في 29 من أكتوبر 1956 وكأنها في مهمة تدريبية على الحرب الهجومية، وربما كان هذا هو سر هجومها، وتبدأ ضربات موجعة من الأسطولين الفرنسي والبريطاني لمدينة بورسعيد وبورفؤاد في 5 من نوفمبر ولمدة أسبوع كامل بدأت عمليات إنزال جوي، ومقاومة شرسة غير منظمة، كان الهدف اجتياح بورسعيد والإسماعيلية، ثم السويس.
استمر ضرب بورسعيد سبع أيام بالبوارج الحربية، وبالطائرات الإنجليزية والفرنسية، وبإحراق الأحياء، واستمر العدوان الثلاثي، ورغم الحرب غير المتكافئة إلا أن المقاومة صمدت رغم كثرة الضحايا، كانوا عاقدين العزم على إسقاط عبد الناصر أو كما يقول مايكل آدمز مراسل الجارديان: كان رئيس الوزراء البريطاني إيدن يعتقد أن عبد الناصر ديكتاتور، تمامًا مثل (هتلر) و(موسيليني) قبل الحرب، لقد دعا إيدن إلى قطع الطريق أمام عبد الناصر درءًا للشر الذي سيلحق بالمنطقة، واستعادة القناة التي لا حق له فيها!! حتى كان التدخل الأمريكي كدولة عظمى سياسيًّا لإيقاف الحرب؛ لأنّ عينها كانت على ثروات المنطقة كميراث متنازع عليه بين الدول الاستعمارية، وكانت تطمع أن تكون لها السيادة عقب غروب شمس الاستعمار القديم.
القدس بعد حرب 1967
انشغل عبد الناصر باستحقاقات الزعامة التي دعته للتدخل في عدد من الدول العربية، وأيضا بالدخول في دائرة عدم الانحياز، وترك أمر الداخل المصري لأعضاء مجلس قيادة الثورة، ورغم وضوح رؤية الحرب لديه من منطلق قومي إلا أن الجيش المصري المرابط في سيناء لم يكن مستعدًّا للحرب، يقول الفريق عبد المحسن كامل مرتجي قائد القوات البرية المصرية إبان الحرب: حرب 1967 غيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط، ولعلّ أهم نتائج تلك الحرب هي اعتراف العالم العربي بحق إسرائيل في الوجود واستعداده للتعايش السلمي معها -بضغوط دولية- في حال قبولها الانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد حرب 67. ويضيف الفريق مرتجى: كانت إسرائيل متفوقة على مصر، ولم تكن الدول العربية مجتمعة في كل شيء، سواء في مجال المخابرات أو التجهيزات العسكرية، لقد كانت إسرائيل تعرف عنا كل شيء حتى إن الطائرات الإسرائيلية عندما قامت بالهجوم علي المطارات المصرية كانت تعرف أماكن وجود تلك الطائرات ومخابئها وموعد وجود القادة، واستطاعت المخابرات الإسرائيلية أن تضلل المخابرات المصرية التي لم تستطع أن تحدد موعد الهجوم الإسرائيلي على وجه الدقة، والغريب أن خطة الخداع هذه كانت صورة طبق الأصل من الخطة التي نفذت في حرب عام 56 وعلى مستوي التجهيز العسكري والتدريب، فلقد نجحت إسرائيل بحلول يوم 5 يونيو عام 67 من زيادة حجم قواتها المسلحة.
لقد كانت القيادة المصرية في حالة من التضليل، والقيادة السورية استبعدت حدوث الضربة العسكرية، وكان لها رغبة في تدعيم الجبهة الداخلية، ورغم أن القوتين السورية والمصرية كانتا أكبر قوتين إلا أنهما لم يستطيعا حماية الجبهة، ولا الصمود في وجه العدوان، فكانت الهزيمة درسًا لا يزال آثاره حتى اليوم باحتلال القدس والضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة وهضبة الجولان، أما جزيرة سيناء فقد عادت بشروط إسرائيلية دولية صعبة تخلت مصر على أثرها عن الثوابت التي تنادي بها الاتجاه القومي منذ الانقلاب الثوري 1952.
لقد احتل الصهاينة في حرب يونيو 1967 ما تبقى من فلسطين، إضافةً لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وبلغت مجموعة الأراضي العربية الخاضعة لسيطرة الصهاينة 89359 كم، أي ما يزيد على أربعة أضعاف الأراضي المحتلة قبل الحرب.
وكان عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية عشية الحرب 2.25 مليون فلسطيني، يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود، هجّر خلال الحرب وبعدها أكثر من 410 آلاف فلسطيني؛ بسبب المذابح الصهيونية وبدافع الخوف.
بدأ الاستيطان الصهيوني في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة صهيونية هي "مستوطنة كفار عتصيون" بالضفة في 25 نوفمبر 67، وفي العام الأول للاحتلال أُقيمت 14 مستوطنة، ووصل إلى فلسطين 12.270 مهاجرًا يهوديًّا.
التهويد يجتاح أراضي القدس
كانت "أرض الميعاد" تعني لديهم المدينة المقدسة، فبدأت الجماعات الصهيونية الاستيطان المبكر في القدس - سطوًا أو وضع يد على المباني غير المسكونة، أو البنايات التي رحل أهلها عنها في التهجير، فصار لهم تواجد قوي، ومستوطنات في القدس، وسعت الحكومات الغربية لتدويل القدس منذ العام 1948 بإصدار قرار التقسيم 194 في ديسمبر عقب الحرب العربية الإسرائيلية وقيام دولة الاحتلال صدر القرار الذي أكد على فكرة تدويل القدس دون تقسيم الأماكن المقدسة، وعادت في العام 1949 - بإيعاز من الدول الكبرى الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار القرار 303 الذي يؤكد على عزم المنظمة الدولية أن تضع القدس تحت نظام دولي خاص يضمن حماية الأماكن المقدسة داخل المدينة وخارجها، وعهدت الجمعية إلى مجلس الوصاية بالاضطلاع بأعباء المسئوليات التي تتطلبها السلطة القائمة بالإدارة، وأن يخضع لهذا الغرض "دستور القدس" حيث قام مجلس الوصاية بوضع الدستور المطلوب، وسرعان ما أعلن عجزه عن تنفيذ هذا النظام أمام إعلان إسرائيل نقل عاصمتها إلى القدس في 11 ديسمبر 1949م .
وجاءت حرب يونيو 1967 لتقضي على البقية الباقية مما تشبث به العرب عقب حرب1948، لقد كانت الخطة الدائمة للصهاينة السيطرة على المسجد الذي كان المقدسيون يستميتون في الدفاع عنه، ويحرصون على التواجد فيه خشية تطاول اليهود عليه ووضع اليد على أجزاء منه، وحدث اقتحام لمئات المرات وتدنيس لباحاته منذ حرق منبر صلاح الدين الرمز في العام 1969م، ووسط إجراءات الحماية من الحراس العزّل إلا من إيمان بالقضية التي تخلّى عنها الكثيرون.
يجري مخطط تهويد القدس منذ اليوم الأول للاحتلال حتى يومنا هذا، وها نحن نعايش المرحلة الأخيرة لمخطط التهويد, وليس أدل على هذا مما يجري من حفريات تحت أرض الحرم القدسي الشريف بأسواره وأبوابه, ومسجديه "الأقصى وقبة الصخرة " في محاولة لاستكمال أنفاق مترابطة تعمل على زلزلة أساسات المسجد الأقصى؛ طمعًا في إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم كما ذكر ذلك الشيخ المرابط رائد صلاح.
ولم تسلم الأحياء الإسلامية في المدينة المقدسة من عمليات الحفر والهدم والتدمير والطمس والمسخ.. للمعمار والتراث العربي حتى أصبحت القدس العربية أطلالاً غريبة في عيون سكانها المقدسيين العرب، ولا تزال مقولة خليل تفكجي الخبير الفلسطيني المعروف بشئون القدس (إنسانًا وأرضًا ومعمارًا وتراثًا).. لا تزال مقولته تؤلم كل مسلم وهو يردد: "سوف نبكي على ضياع القدس كما بكينا من قبل على ضياع الأندلس".
ولا يحترق بالقدس وما يحدث لها إلا من يعيشون الخطر ويتوقعون الحدث يقول الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ومفتي الديار المقدسة السابق: إن الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى مستمرة وبشكل متكرر، وأضاف: أن السلطات الإسرائيلية قامت في شهر يونيو عام 1967 بهدم حي المغاربة الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى والمعروف بحائط البراق، ثم بدأت بالحفريات في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بحثًا عن أي أثر للهيكل المزعوم ولم يجدوا ما يدلل على أنهم كان لهم وجود مستقر في فلسطين في مراحل التاريخ، هذه الحفريات أدت إلى تشقق جزء من هذه المباني الأثرية التي يعود تاريخها إلى العهد الصلاحي والمملوكي، إضافةً إلى الاعتداءات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من الجهتين الغربية والجنوبية".
كما أكد الشيخ صبري أن سلطات الاحتلال تقوم بتحديد أعمار المصلين للدخول الأقصى أيام الجمعة، قائلاً: من يقل عمره عن 45 عامًا يمنع من دخول الأقصى للصلاة، وهذا إجراء غير مسبوق لدى دول العالم، ويؤكد أن إسرائيل سلطة احتلال.
تعليقات الزوار