الهيمنة الصهيونية على وسائل الإعلام الأمريكية

2007-08-25

 

* محطات تلفزيونية وصحف غير يهودية ترضخ لرغبة اللوبي الصهيوني وتكرس افتتاحياتها وتعليقاتها لخدمة المصالح الصهيونية

* إمبراطورية الإعلامي اليهودي نيوهاوس تضم 12 قناة تلفزيونية و87 محطة كيبل و24 مجلة و26 صحيفة يومية

* بعد أن سيطروا على أجهزة الإعلام والكتاب وصناعة السينما وشركات الإعلان

* اليهود يحذرون الأمريكيين من سيطرة العرب والمسلمين على إعلامهم

كشفت دراسة وثائقية أعدها الكاتب الأمريكي ديفيد ديوك عن سيطرة اليهود الموالين للدولة الصهيونية على أجهزة الإعلام الأمريكية. ويسيطر اليهود على أغلب دور النشر والإنتاج السينمائي والمكتبات العامة لخدمة مصالحهم، ويبلغ عدد الصحف المستقلة عن سيطرة الإمبراطوريات الإعلامية اليهودية حوالي 25% فقط من بين 1600 صحيفة تصدر في أمريكا.

ويمتلك نيوهاوس لوحده حوالي 12 قناة تلفزيونية و87 محطة كيبل و24 مجلة و26 صحيفة يومية.

وأشار ديوك لسيطرة اليهود على الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية غير اليهودية من خلال سيطرتهم على شركات الدعاية وتوجيه الإعلان لما تتماشى مع ميولهم، مما جعل افتتاحيات تلك الصحف تعبر وتدافع عن مصالح اليهود.

إلى ذلك جنح ديوك إلى خياله... واضعاً سيناريو لسيطرة العرب والمسلمين على أجهزة الإعلام الأمريكية، تحديداً والأمريكيين من أصل عراقي "أعوان" صدام حسين، فتخيل رد "فعل المجتمع الأمريكي... الكونجرس يطالب بسن تشريعات تفكك سيطرة العرب على أجهزة الإعلام".

المفكرون الأمريكيون ينبهون المواطنين أن سيطرة العرب والمسلمين تعني ضياع الديمقراطية والحرية وتهديد قيم المجتمع الأمريكي.

أجهزة الإعلام المحايدة تصف السيطرة بالخطر الكارثي....المراقبون يتابعون بكثب تسلل العناصر العربية والإسلامية إلى دوائر صنع القرار في البلاد....

والمراكز الأمنية الحساسة تتعرض لأهداف العرب والمسلمين وسيطرة العرب على مفاصل العمل الحزبي في أمريكا، وتشكيل جماعات الضغط والمصالح، وامتلاك أدوات التأثير على القرار السياسي لخدمة قضاياهم.

ثم عاد إلى الواقع، فوجد اليهود الصهاينة يسيطرون على أهم أجهزة الإعلام في بلاده بل المجاهرون بولائهم المطلق لدولة الكيان.

حاول ديفيد ديوك في الدراسة إيضاح الصورة الحقيقية لواقع الإعلام الأمريكي بصورة خاصة والإعلام الغربي بشكل عام كاشفاً الأصابع الخفية التي تسير الإعلام الأمريكي وتسيطر عليه ومن ثم تتحكم في توجيه الرأي العام الأمريكي بشقيه الحكومي والمدني، ويبدأ دراسته بالتعليق على فيلم Network الذي يصور العرب على أنهم الخطر الحقيقي لحرية الإعلام الأمريكي حيث يحاولون السيطرة على هذه القنوات المهمة ومن ثم السيطرة على أمريكا. ويبدأ ديوك دراسته بسيناريو جدلي يفترض فيه سيطرة العراقيين الأمريكيين على الإعلام ومن ثم تسخيره لمصالحهم ومصالح صدام حسين متخيلاً السيطرة المفترضة، ورد الشعب الأمريكي لها، يتدرج بعد ذلك في عرض هذا السيناريو المفترض إلى أن يصل إلى الحقيقة الغائبة عن أذهان الشعب الأمريكي ليبين لهم بالأدلة القاطعة من يسيطر فعلاً على الإعلام الأمريكي ومن الذي يوجه هذا الإعلام ولصالح من؟.

ويبين فيلم Network والحائز على جائزة الأوسكار عام 1976م تلك المخاطر المذكورة حيث سيطر على هاورد بيل فكرة تنوير أمريكا بالخطر الذي يواجهها من الداخل والذي يكمن في سيطرة العرب على القنوات التلفزيونية الأمريكية بأموالهم التي كسبوها من بترولهم، وهذا الفيلم مبني على رواية حازت أيضاً على جائزة الأوسكار وكاتبها هو بادي تشيجسكي، الذي يصف مؤامرة سيئة يقوم فيها العرب بامتلاك القنوات التلفزيونية والتحكم فيها.

يقول ديوك:"دعونا نتخيل هذا السيناريو لو فرضنا جدلاً أن العراقيين الأمريكيين المؤيدين لصدام حسين يتحكمون في الإعلام الأمريكي عامة والقنوات التلفزيونية خاصة وأنهم الأغلبية المالكة لهذه القنوات، وهم المنتجون، والكتاب للأفلام والأخبار التلفزيونية خاصة أن التلفزيون موجود في كل بيت أمريكي وهو المرجع الأساسي الذي يستقي منه معظم الأمريكيين أخبارهم، فإننا بالطبع سنكون أمام خطر كارثي متمثل في هذه القوة الإعلامية الهائلة الموجهة بأيدي العراقيين المسلمين والمؤيدين لصدام حسين.

وإن كانت هناك وسائل إعلامية لم تصل إليها تلك الأيدي العراقية، فإنها ستنظر دون شك لهذا التحكم العراقي كخطر عظيم يهدد أمريكا، وإن أي جهاز إعلامي آخر غير عراقي سيقر بأن هذا التحكم من جانب العراقيين يهدد الحرية الأمريكية، مما يدفع أعضاء الكونجرس لمحاولة إصدار تشريع يسمح بتفكيك السيطرة العراقية، أما المفكرون فيقومون بلفت أنظار الشعب الأمريكي للتمسك بحريته قائلين (إذا لم نكن أحرارا في استقاء معلوماتنا من مصادر إعلامية غير منحازة فإن الديمقراطية الأمريكية في خطر، وإن كانت هناك وجهة نظر واحدة تتحكم في قنواتنا، فإن هذا التحكم يقتلع جذور حريتنا من أساسها وهي حرية التعبير). ليس هذا فحسب بل إن العلماء الأمريكيين سيغضبون بشدة من سيطرة غير الأمريكيين من القوى الأجنبية على عقولنا".

ويطالب ديوك بأخذ هذا الافتراض التخيلي إلى مدى أبعد قائلاً : فلو فرضنا أن بقية أجهزة الإعلام غير القنوات التلفزيونية وقعت في أيدي العراقيين، لنفرض جدلاً أن المجلات الرئيسية الثلاث: "التايم"، "نيوزويك"، و"يو إس نيوز" والــ "ورلد ريبروت" وقعت تحت سيطرة العراقيين، وأن الصحف الثلاث الأكثر تأثيراً في البلاد وهي: "ذا نيويورك تايمز"، "ذا وول ستريت جورنال"، و"الواشنطن بوست" بالإضافة إلى بقية الصحف الرئيسية وكذلك المجلات الأخرى كانت تحت السيطرة العراقية، ولو تخيلنا أن العراقيين المسلمين يسيطرون على هوليوود وعلى أفلامها بالإضافة إلى نشر الكتب وتوزيعها، ولنتصور أن العراقيين يملكون ثروات كبيرة متمثلة في أسهم البنوك الأمريكية وأن لهم لوبيا قويا في الحكومة وفي القضاء الأمريكي وأن مؤيدي صدام هم المسؤولون عن جمع التبرعات للحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولنفرض أن أحد هؤلاء العراقيين هو المسؤول الأعلى عن الأمن القومي، وأن هذا العراقي معروف بانتمائه لوطنه العراق، ألا تعتبر أمريكا أنها في خطر في ضوء ما تقدم من افتراضات؟ ألا يدعو الأمر للشك لو استيقظ الأمريكيون في أحد الأيام ووجدوا أسماء عربية في قنواتهم التلفزيونية، وفي مجلاتهم وصحفهم، وعلى صفحات كتبهم؟ ألا يشك أحد من الملايين الأمريكيين أن احتلالاً إعلامياً عربياً قد تم في بلادهم؟. وهل سيتابع المشاهدون الأفلام المعروضة بريبة وشك؟.

ويستطرد قائلاً: ليس هذا فحسب ولكن بل إن كل ما يقرأ في الكتب والصحف والمجلات سيكون محل تساؤل كثيرين عن حقيقة الدوافع من وراء ذلك، وبالطبع سيكون الأمريكيون أكثر حساسية وقلقاً عن مدى صحة المعلومات المتعلقة بالعراق ورئيسه صدام حسين، وعن الإسلام وما ينشر عنه، وعن الصراع في الشرق الأوسط وصدق ما يقال عنه.

وباختصار فلن نستغرب أن يخرج الناس إلى الشوارع يصيحون بأعلى أصواتهم قائلين: "لا نستطيع أن نصبر على هذه السيطرة أكثر من هذا!".

وقال ديوك: عندما نما إلى علمي أن الثورة البلشفية السوفييتية لم تكن روسية بالمعنى الحقيقي، وأنها مولت ونظمت وقيدت بواسطة يهود مدفوعين بصراعاتهم التي مضت عليها قرون مع الروس، استغربت كيف أن هذه الحقيقة التاريخية الهامة قد غيبت وأخفيت بجدارة، وعندما علمت بقتل ملايين المسيحيين على أيدي الاشتراكيين في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، سألت نفسي لماذا لا يوجد عدد قليل جداً من الأفلام والمسلسلات والكتب والروايات والمقالات التي تحكي هذه المأساة، بينما هناك عدد لا يحصى من الأفلام والمسلسلات والكتب والروايات والمقالات والمقابلات والأفلام التاريخية التي تتكلم عن الهولوكوست. ولكن دهشتي لم تطل، فعندما قرأت نسخة من صحيفة "تنردبولت" التي يصدرها الدكتور إدوار فيلدز في جورجيا تيقنت أن اليهود هم المسيطرون على الإعلام في أمريكا. فقد وثق الدكتور فيلدز بدقة سيطرة اليهود على ثلاث قنوات تلفزيونية رئيسية هي: "إن بي سي"، "سي بي إس" و "إي بي سي"، وقد تأكدت شخصياً من مصادر الدكتور فيلدز ومن بينها سير ذاتية نشرت بواسطة يهود وفي الوقت الذي كنت أتحقق فيه من صحة تلك المصادر كان ريتشارد سارنوف مديراً لــ"إن بي سي" وكان ويليام بيلي مديراً لــ"سي بي إس" وكان ليونارد قولدنسن مديراً لــ"أي بي سي" وقد دهشت كثيراً عندما علمت أن هؤلاء الثلاثة يهود، ليس هذا فحسب بل إنهم كانوا من الصهاينة النشطاء في الجمعيات الصهيونية، وقد كرم ثلاثتهم لولائهم للصهيونية وللدولة اليهودية.

ثم اكتشفت أيضاً أن النيويورك تايمز وهي الصحيفة الرئيسية في أمريكا مملوكة ليهود وتدار بأيد يهودية وأنهم أيضاً يملكون صحيفة الواشنطن بوست وهي الصحيفة الأكثر تأثيراً على الحكومة الفدرالية من أية صحيفة أخرى، واليهود يملكون أيضا الصحيفة الأوسع انتشاراً في أمريكا وهي صحيفة الــ وول ستريت جورنال بل إنهم يملكون صحيفة موطن رأسي في نيو أورلنز وهي صحيفة بيكون تايمز، وعندما نظرت إلى المجلات وإلى دور النشر وجدت تفوق اليهود ورجحان كفتهم حيث إن معظمهم نذر نفسه لخدمة المصالح اليهودية، يشبهون إلى حد كبير ستيفن سبا يلبرج مدير قائمة سكندلر المجاهر بمناصرته للصهيونية ومصالحها.

بل إن الأغرب من ذلك هو أن أكثر الأفلام مشاهدة. ذلك الذي يحكي قصة الهولوكوست "محرقة اليهود المزعومة" حيث ينظر له الملايين بأنه فيلم تاريخي كان يهودياً بحتاً كله من ألفه إلى يائه.

ثم بعد سنوات قرأت نشرة يهودية تتباهى بالسيطرة اليهودية على الإعلام، وقرأت أيضاً كتاب (An Empire of their own) للكاتب (Neal Gabler)، وهذا الكتاب يصف بالتفصيل سيطرة اليهود على الصناعة السينمائية.

ثم قرأت الكتاب الذي كتبه بن ستين ــ وهو كاتب سينمائي يهودي وابن لــ هربرت ستين المستشار الاقتصادي للرئيس ريتشارد نيكسون ــ وعنوانه (he view From Sunset Boulevard) وفيه أشار بصورة سريعة إلى أن الغالبية العظمى من كتاب هوليوود وإدارييها الكبار هم اليهود الذين يكنون معارضة للمبادئ المسيحية ولتلك القيم والمبادئ التي تدعو للمحافظة على التقاليد في بعض المدن الأمريكية الصغيرة، وقد كتب مقالاً عام 1997م لــ(Eionlie) كان عنوانه هل يسيطر اليهود على الإعلام مرفقاً بعنوان آخر صغير يقول: "نعم إنهم يفعلون أي شيء من أجل الإعلام!".

ثم في السبعينيات قام الدكتور ويليام لي بيرس وهو رئيس للتحالف الوطني رئيس تحرير مجلة (National Vanguard) مع عدد آخر من معاونيه بالبحث عن إجابة للتساؤل السابق حول سيطرة اليهود ونشر ذلك في مقاله الذي جاء بعنوان "من يحكم أمريكا؟". وكان بحث الدكتور بيرس موثقاً حيث اكتشفت أن ما كان يخشاه بادي تشيفسكي وممثله في الــ(Network) هاورد بيلي قد تحقق، فهذه الأقلية اليهودية بولائها التاريخي لأبناء جلدتها وبتعصبها لدولتها التي أنشئت حديثاً تسيطر على الإعلام الأمريكي، وليس العرب كما يحكي فيلم الــ(Network)، كما أنه ليس بالطبع أي عرق آخر من الأعراق الكثيرة التي يتكون منها المجتمع الأمريكي، وليسوا المسلمين ولا المسيحيين ولا المورمان ولا الكاثوليك. إنها ذات الفئة التي تحذر الآخرين من خطر سيطرة العرب والمسلمين على الإعلام الأمريكي، وتتألف تلك المجموعة من بادي تشيفسكي وهو يعتبر من أشد المؤيدين والمدافعين عن اليهود وعن الدولة اليهودية، وقد حاول بذكاء أن يوهم المشاهدين ويحذرهم بخيال الروائي باتهامه العرب بأنهم يحاولون السيطرة على الإعلام الأمريكي وهو أمر للأسف قد سبقهم اليهود إليه. أما الأعضاء الباقون في فيلم (Netwotk) فمنهم المدير الفني سيدني لومت، والمنتج هاورد قوت فرد، وكذلك المحرر. وهذه الفئة التي كتبت وأنتجت ووزعت فيلم (Network) هي نفسها التي تسيطر على الإعلام الأمريكي بل بكل تأكيد تسيطر على الإعلام في العالم الغربي كله.

هذه السيطرة قوية جداً إلى حد أنه يصعب على أي شخص أن يصفها. فليس الأمر ببساطة هو عدم تناسب هذه السيطرة مع عدد اليهود في أمريكا , وإن كنت تعيش في مدينة رئيسية في أمريكا فإن الصحيفة اليومية التي تقرأها في أغلب الأحيان ستكون مملوكة ليهود أو محرروها يهود، ليس هذا فحسب بل المجلة التي تبتاعها من رف المجلات في سوقك يهودية وفي أغلب الأحيان إن الكيبل التلفزيوني الوطني الذي تشترك فيه وربما التلفزيون العادي الذي تشاهده مملوك ليهود، وإذا لم يكن مملوكاً، حتماً فإنهم سيكونون هم أعضاء مجلس الإدارة وأصحاب القرار في كل ما ذكر، وهذا ينطبق على الأفلام والكتب وحتى الموسيقى وشركاتها المنتجة في الغالب ويسيطر عليها يهود، أو يكونون في مراكز مؤثرة. بل وهذا الأمر لا يقتصر على أجهزة الإعلام الكبرى ودور النشر، بل إنه يشمل حتى المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب التي تعتمد في اختيارها للكتب التي تقتنيها وتعرضها على مراجعين وناقدين يهود فهذه (The new York Times Book Aeview) هي فرع للــ (New york Times) التي تدار بأيد يهودية. نعم ليس صحيحاً أن كل العاملين في الإعلام يهود فهناك عدد منهم ليسوا يهوداً، ولست هنا أزعم أيضاً أن كل يهودي في الإعلام مشترك في هذه السيطرة أو لنقل المؤامرة، وليست أزعم أن كل يهودي في الإعلام هو من مناصري الصهيونية، ولكني أقول إن هذه السيطرة كبيرة ومستفحلة وإن الغالب من الإعلام الأمريكي هو كونه يهوديا وليس هناك أي فئة أخرى تملك من التنظيم ومن الولاء مثل هذه الفئة، وإذا أخذنا ذلك في اعتبارنا، فهل يعقل أن نصدق أن اليهود يقدمون أخباراً ومواد حيادية ترفيهية للمشاهدين الأمريكيين دون انحياز لأهدافهم المعروفة؟. ولنأخذ مثالا واحداً على هذه السيطرة اليهودية وتغلغلها في الإعلام الأمريكي قبل أن نناقش بشيء من التفصيل المجلات والصحف والقنوات الرئيسية الأمريكية، ألم أقل لكم إنه حتى صحيفة مسقط رأسي "بيكون تايمز" مملوكة ليهود ولا تندهشوا، فهي ليست الوحيدة التي يملكها (Newhouse) نيوهاوس ضمن إمبراطورية ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية، وهذه الإمبراطورية التي خلفها نيوهاوس لولديه صامويل ودونالد تضم اثنتي عشرة قناة تلفزيونية وسبعا وثمانين محطة كيبل "نظام تلفزيوني باشتراك" و24 مجلة وطنية، و26 صحيفة يومية , أيضاً النشرة الإلحاقية التي تصدر كل أحد ويوزع معها ما يزيد على 22 مليون نسخة، ولذلك لا يستغرب الإنسان مقولة نيوهاوس التي قال فيها :"لقد اشتريت (نيو أورلنز) عندما أشتري صحيفة بيكون تايمز" فهي مقولة صحيحة، فإن نيوهاوس وموظفيه يستطيعون بهذه الامبراطورية الضخمة أن يقولوا أي شيء يريدونه عن أي شخص ويناقشوا أي موضوع كان دون أن يعارضهم أحد، فالواقع يقول إن نيوهاوس ومن بعده أبناءه يستطيعون بهذه الامبراطورية الضخمة إبراز أي أجندة اجتماعية أو سياسية يريدونها من وراء كواليسهم دون أن يبرزوا هوياتهم الحقيقية. فإلى اليوم وبعد أكثر من 25 عاماً من شراء نيوهاوس لصحيفة بيكن تايمز فإن عددا كبيرا من سكان نيو أورلنز لا يعلمون أن عائلة نيويوركية يهودية تملك هذه الصحيفة، حيث إن الصحيفة تظهر عنوانا محليا وتضع اسم المالك الأول للصحيفة "أشتون فليبز" على أنه الناشر بينما الحقيقة تقول إن نيوهاوس ومن بعده ورثته هم المالكون الحقيقيون لهذه الصحيفة.

ثم هناك حقيقة مهمة غائبة عن الأذهان وهي أن المعلنين الرئيسيين في صحيفة بيكن تايمز وفي غيرها من مئات الصحف الأمريكية والقنوات التلفزيونية هم يهود يعملون في مجال الإعلان والدعاية، فقد اكتشفت مثلاً أن أكبر شركات الدعاية والإعلان في "نيو أورلنز" هي "سيرز آند روبك"، و"إيدث ستيرن" وأن عددا كبيرا من شركات الدعاية والإعلان على المستويين المحلي والوطني مملوكة ليهود وتحت إدارة يهود وبذلك يستطيعون توجيه الإعلانات لأي صحيفة أو قناة إعلامية تتماشى مع ميولهم، وغني عن الذكر أن الإعلانات هي المورد الرئيسي لأية صحيفة أو قناة إعلامية وتحكم اليهود في توجيه هذه الإعلانات لمن يريدون، لا يزيد من قوة تأثيرهم وتماسكهم فحسب بل إنه يجعل الصحف والقنوات الإعلامية غير اليهودية تقع تحت رحمة شركات الإعلان اليهودية، مما يجعل آراءهم وافتتاحياتهم تتماشى مع المصالح اليهودية وتنادي بها ولذلك فإن القول إن الإعلام الأمريكي حر يحتاج إلى كثير من التوقف.

وبالعودة إلى بداية هذا القرن، نجد أن معظم المدن الرئيسية كان لديها اثنتان إلى ثلاث صحف يومية بينما بعض المدن تمتلك أكثر من ذلك، ولكن الذي يدعو للانتباه هو حال تلك الصحف وملاكها، فهناك أكثر من خمسين مدينة أمريكية تصدر بها صحيفتان يومية أو أكثر أغلبها مملوك لشركة واحدة تتبع لامبراطورية نيوهاوس الذي أشرنا إليه من قبل. ونتيجة لهذا فإن من بين 1600 صحيفة تصدر في أمريكا هناك فقط 25% من هذا العدد مستقل عن الامبراطوريات الإعلامية اليهودية، وهو استقلال غير كامل حيث إن اعتماد هذه النسبة يظهر بوضوح عند الحاجة لاستقاء أخبار خارج النطاق المحلي لتلك الصحف حيث يعتمدون مثلاً على الــ"نيويورك تايمز"، والــ"واشنطن بوست"، وسلسلة نيوهاوس في تغطية الأخبار الوطنية العالمية.

في الحلقة الثانية يتحدث ديفيد ديوك بشيء من التفصيل عن الصحف الرئيسية الثلاث في أمريكا، والمجلات الثلاث الأوسع انتشاراً، وعن عمالقة دور النشر وتأثيرهم في بناء الصورة الذهنية للمواطن الأمريكي. وعن كيفية تسلل اليهود لامتلاك الصحافة الأمريكية المؤثر.