ـ 12 بهمن 1357هـ.ش / 3 ربيع الأول 1399هـ.ق /1 يناير 1979م

 * عاد الإمام الخميني إلى أرض الوطن بعد سنوات من النفي والإبعاد، فشهدت إيران الإسلام أعظم استقبال في التأريخ. كان التواجد المليوني الذي شكّل طوابير المستقبلين الممتدة من مطار طهران إلى جنّة الزهراء حاكياً عن مدى حبّ الجماهير وتعلّقهم المنقطع النظير لقائدهم.

 * أصدر سماحة الإمام لدى مغادرته فرنسا بياناً شكر فيه الشعب الفرنسي وودّعه.

 * بعد أداء فريضة الصلاة على متن الطائرة، نام الإمام الخميني بسكينة على بطانيتين، في حين أنّ جميع محبّيه وأنصاره وأقربائه كانوا في قلق من هذه الرحلة، فخطر تحطّم الطائرة أو اختطافها وهي  في السماء كان من الأمور التي أقلقت الجميع حتى اللحظات الأخيرة لهبوطها في مطار طهران.

 * هزّ هتاف «الله أكبر» قاعة المطار لدى دخول الإمام فيها، وأجرى المستقبلون بقراءتهم نشيد (خميني يا إمام) أخاديد للدموع على خدود العشّاق.

 * قال سماحة الإمام الخميني في كلمته بمطار طهران: أشكر مشاعر الشعب بمختلف طبقاته، إنّ مشاعر الشعب الإيراني تثقل عاتقي ولا أستطيع أن اُجازيه. وبعد الإشارة إلى أنّ طرد الشاه كان الخطوة الاُولى في الانتصار حثّ الجميع على وحدة الكلمة والمضي في المواجهة حتى الاجتثاث الكامل لجذور الفساد، ثمّ غادر المكان متّجهاً نحو جنّة الزهراء.

 * ألقى سماحة الإمام خطابه التأريخي في جنة الزهراء وبجوار مراقد الآلاف من الشهداء وسط حشد كبير من محبّيه وقال: إنّني لا أستطيع تقديم الشكر لهذا الشعب، لأنّه قدّم كلّ شيء في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى هو الذي سيعطيه الأجر الجزيل، أنا اُقدّم مواساتي للاُمّ التي فقدت ابنها، وللآباء الذين فقدوا أبنائهم، وللأبناء الذين فقدوا آبائهم“ وأضاف سماحته قائلاً: عندما تقع عيني على البعض ممّن فقدوا أولادهم أشعرُ بثقل على كاهلي لا أستطيع تحمّله. إنّ محمد رضا البهلوي قد هرب وبدّد جميع ما عندنا، فقد حطّم بلادنا وعمّر مقابرنا.

 وقال الإمام في جانب آخر من كلمته: وأنصح الجيش وأشكره“ نريد أن يكون الجيش مستقلاً، أيّها السيد العقيد ألا تريد ذلك؟ أيّها السيد الفريق ألا تريد أن يكون الجيش مستقلاً؟ ولكنّي أشكر الفئات التي التحقت بصفوف الشعب.

 وعندما وصل إلى عبارة: «سأقوم ـ وبدعم هذا الشعب ـ بتشكيل الحكومة، ساُلقّن الحكومة الحالية درساً لن تنساه» تعالت صرخات «الله أكبر» من ملايين الحناجر.

 * رغم البرد القارس جدّاً قضى آلاف التائقين لزيارة الإمام الليل نياماً في الطريق الذي سيسلكه.

 * غُمرت مدن البلاد بالنور والورد والهتاف فرحاً بعودة الإمام.

 * منذ هجرة سماحة الإمام من النجف الأشرف إلى باريس كانت خطبه ومقابلاته ونداءاته في هذه البرهة القصيرة ـ أي 118 يوماً فترة إقامته في نوفل لوشاتو ـ ملفتةً للانتباه، إذ أنّه في بعض الأيام كان يجيب على أسئلة عدّة وكالات خبرية وإعلامية، فعلى سبيل المثال في 19 دي من السنة الجارية [10 صفر 1399 هـ.ق] اشترك في عشر مقابلات مستقلّة، وكانت كثرة المقابلات تعبّر عن عمق رغبة الصحفيين في لقائه وشوق الإمام في إيصال ندائه إلى العالم.

 وإحصائية هذه المجموعة الكبيرة هي كالتالي:

 الخطب: 59

 المقابلات: 108

 البيانات: 36

 الرسائل والبرقيات والأوامر: 6

 المجموع: 209

 * عندما كان التلفاز يعرض بشكل حيّ مراسم عودة سماحة الإمام، هاجم الجيش هذه المؤسسة، وحال دون إكمال البثّ.

 * لدى انقطاع البثّ المباشر لمراسم عودة سماحة الإمام من شاشة التلفاز بسبب هجوم عناصر الجيش، قام بعض أبناء الشعب بإلقاء أجهزتهم التلفازية إلى الشوارع من شدّة الغضب.

 * قال الإمام الخميني في كلمته مع أعضاء لجنة الاستقبال في اللّيلة الاُولى من إقامته في مدرسة (رفاه): إنّ هذه الوحدة لم تتمّ لولا المشيئة الإلهية“ فحافظوا عليها فإنّها رمز انتصاركم، واتركوا الاختلاف جانباً، فإنّي أرى المصالحة بين الجامعة والمدارس العلمية وفئة العلماء أعظم انتصار.

 * أصدر علماء الدين المعتصمون في الجامعة بياناً أعلنوا فيه إنهاء اعتصامهم.

 * رفض الإمام الخميني طلب بختيار المجدّد للّقاء به، وقال: اُقابله إذا استقال من منصبه.

 * قبيل قدوم الإمام الخميني، أصدر شابور بختيار بياناً هدّد فيه الناس من مغبّة الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات خصوصاً يوم مجيء سماحة الإمام.

 * استقال الدكتور (علي آبادي) العضو في شورى السلطنة؟؟؟ عن عضويته.

 * تظاهر الجامعيون الإيرانيون أمام السفارة الإيرانية في أمريكا.

 * ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنّ الناطق باسم البيت الأبيض قال: إنّ تصريحات آية الله الخميني المعادية لأمريكا لم تغيّر شيئاً من مواقف الولايات المتّحدة تجاه إيران.

 * قامت أمريكا بإخراج بعض أجهزتها الألكترونية السرّية من إيران، وقامت القوات الجوية بإخفاء الأنظمة السرّية لمقاتلات أف 14، والجدير ذكره أنّ إحدى مهمات (هايزر) في إيران هي القيام بهذه المهمة.

 * أعلنت بنوك سويسرا أنّها لا تعتزم إرجاع الأموال الإيرانية إليها.

 * أعلنت الصحف ووكالة يونايتدبرس: أنّ عقود شراء إيران للأسلحة من انجلترا قد اُلغيت. وذكر المسؤولون في لندن: إنّ إلغاء هذه الصفقات سيضرّر انجلترا حدود أربعة مليارات دولار، وفقدان عشرون ألف شخص أعمالهم.

 * أقام المواطنون المسلمون الإيرانيون في ليبيا مسيرة دعم للثورة الإسلامية.

 * أعلن ناطق باسم حركة بوليساريو في الجزائر: أنّ الإمام الخميني استقبل الوفد الممثّل لحركة بوليساريو قبل أن يغادر فرنسا متوجّهاً نحو إيران.

 * إذاعة الكويت: أعلن وزير الطاقة الامريكي أنّ بلاده ستضطرّ إلى توزيع نفطها بالحصص فيما إذا استمرّ انقطاع تصدير النفط الإيراني. إنّ أحداث إيران أدّت إلى أكبر أزمة نفطيّة منذ الحظر العربي للنفط عام 1973م وإلى الآن.

 ـ 13 بهمن 1357هـ.ش / 4 ربيع الأول 1399هـ.ق / 2 يناير 1979م

 * ألقى الإمام الخميني خطاباً شاملاً في جمع من علماء الدين، قال في جانب منه: إنّ النظام الملكي كان مخالفاً للعقل منذ البداية... على كلّ شعب أن يقرّر مصيره بنفسه. وأضاف الإمام: إنّ جميع مصائبنا هي من أمريكا والاتحاد السوفيتي وانجلترا.

 * الآسيوشيتدبرس: قال بختيار: بإمكان أنصار آية الله الخميني أن يهتفوا ويحدثوا الضجيج ويوجّهوا الإهانات، وهذا لا يؤدّي إلى شيء، أمّا مجيء عدّة ملايين شخص إلى طهران بغية استقبال آية الله فهو أمر مبالغ فيه. وأضاف: إنّه لا يزال راغباً في مقابلته.

 * وكالة الآسيوشيتدبرس: قال قادة الجيش إنّهم سيتدخّلون فيما إذا أقدم آية الله الخميني على شيء يخالف الدستور.

 * إذاعة موسكو: تظاهر الجامعيون الإيرانيون المقيمون في أمريكا أمام البيت الأبيض احتجاجاً على التدخّل الأمريكي في شؤون إيران الداخلية.

 * استشهد عدد من أبناء الشعب المتظاهرين في بعض محافظات البلاد من بينها (سمنان) و (تربت جام).

 * اُغتيل في طهران العقيد معتمدي أحد كبار ضبّاط الساواك.

 ـ 14 بهمن 1357هـ.ش / 5 ربيع الأول 1399هـ.ق / 3 يناير 1979م

 * ذكرت إذاعة (بي.بي.سي) أنّ آية الله الشريعتمداري قال: ينبغي التحوّط في تغيير النظام الملكي إلى جمهوري، ولابدّ من مقدّمات كثيرة.

 ملاحظة: إنّ المدعو يدعم دستور البلاد الذي ينصّ في الأساس على بقاء النظام الملكي.

 * طالب الدكتور سنجابي باستقالة بختيار، وقال أيضاً: إنّ الجبهة الوطنية وفيّة للإمام الخميني.

 * أعلن سماحة الإمام في مقابلة صحفية بمدرسة رفاه: سيتمّ تعيين مجلس مؤقّت لقيادة الثورة، وستكلّف الحكومة المؤقّتة بإعداد مقدّمات الاستفتاء العام، كما سيتمّ الاستفتاء على الدستور بعد تدوينه. وأعلن عدم شرعيّة حكومة بختيار، وقال: لا تفعلوا شيئاً يضطرّني لدعوة الشعب إلى الجهاد.

 * عقيب اجتماع أعضاء مجلس قيادة الثورة بحضور الإمام الخميني، تمّ انتخاب المهندس مهدي بازرجان رئيساً للوزراء باقتراح من الأعضاء وموافقة الإمام.

 * ذكر المهندس بازرجان حول انتخابه رئيساً لوزراء الحكومة المؤقّتة: بعد عقد اجتماع مجلس قيادة الثورة في يوم 3/2/1979م خاطبنا السيد الإمام الخميني: أي شخص نعيّنه رئيساً للوزراء؟.. لا أدري هل الشيخ المطهري أو شخص آخر من العلماء في مجلس قيادة الثورة هو الذي رشّحني، وعلى كلّ حال فقد اتّجهت أنظار الجميع نحوي، وإذا كان هناك مخالف فإنّه لم يتكلّم، فتبسّم الإمام وأبدى سروره قائلاً: على هذا النحو ارتاح بالي من الطرفين، ويظهر أنّ مراده من الطرفين الوطنيون وعلماء الدين.

 ملاحظة: ذكر الإمام في خطبه مراراً بعد مدّة من استقالة بازرجان إنّ انتخاب بازرجان كان خطأً، وأنّه لم يكن راض قلبياً عن ذلك.

 * تجمّع المشتاقون إلى زيارة الإمام الخميني أمام محلّ إقامته، وقد خمّنت وكالة اليونايتدبرس عدد الجماهير بـ (5،4) مليون.

 * وكالة الأنباء الفرنسية: قال بختيار في حواره مع (لوماتن): أوقات الصبر أفضل أسلوب، وإذا أراد آية الله الخميني أن يؤسّس دولته المقترحة في مدينة قم المقدسة فسأسمح له بإقامة دولة مشابهة للفاتيكان.

 * قال الإمام الخميني في لقائه بموظّفي الدوائر وأعضاء لجنة الاستقبال: إنّ الغفلة في هذا الوقت تساوي الانتحار، فيجب عدم الغفلة والاستمرار في الثورة.

 * صدر الأمر بالإفراج عن (355) سجين من المحاكم العسكرية.

 * اُقيمت المظاهرات الشعبية في بعض المدن دون مواجهة مع الجيش.

 * أعرب الجامعيون الإيرانيون عن سخطهم على النظام الملكي في إيران من خلال هجومهم على سفارات إيران في كلّ من أمريكا واستراليا ولبنان.

 * استقال أربعون نائباً في المجلس الوطني من مناصبهم.

 * ذكرت جريدة الوطن العربي: أنّ جنرالاً في الجيش ذهب لمقابلة الشاه خارج البلاد.

 * جاء في تقرير الآسيوشيتدبرس: كانت ردود فعل الدول الإسلامية تجاه عودة الإمام الخميني متفاوتة. فقد قال السادات في مصر: سوف لا يكون أيّ آية الله في مصر. أمّا الصحف السعودية فقد التزمت جانب الصمت في هذا المجال. ونظام بغداد أيضاً لم يحدّد موقفه لحد الآن، سوى أنّ القذّافي وحده قال: سوف لن يقصّر عن بذل ما بوسعه بمجرّد الطلب منه.

 * اُقيمت مراسم الاحتفال في ليبيا بمناسبة عودة الإمام إلى إيران.

 ـ 15 بهمن 1357هـ.ش / 6 ربيع الأول 1399هـ.ق / 4 يناير 1979م

 * دعا الإمام الخميني في خطاب له الشباب بالاستمرار في التظاهرات والاعتصامات.

 * قال شابور بختيار: لا تزال الأبواب مفتوحة للحوار مع آية الله الخميني“ إنّ الجمهورية الإسلامية مجهولة بالنسبة لي، وأضاف: سوف لا اُساوم الشاه ولا الخميني، وسوف لا أسمح له [الإمام الخميني] بإقامة الحكومة المؤقّتة.

 * إذاعة عدن: تمّ اعتقال وسجن العديد من ضبّاط قاعدة همدان الجوّية.

 * تباحث وزيرا خارجية أمريكا وانجلترا خلال زيارة (ديفد اوين) لأمريكا، حول أوضاع إيران. كما أرسلت بغداد وفداً إلى العربية السعودية لدراسة أوضاع إيران والمنطقة.

 * غادر الجنرال (هايزر) مبعوث أمريكا الخاص إيران عائداً إلى أمريكا بعد إكمال مهمّته وإجرائه عدّة جولات من المباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية: سعى هايزر إلى ضمان دعم العسكريين الإيرانيين لبختيار، وأنّه غادر إيران لأنّ إقامته تزيد المشاعر المعادية لأمريكا في إيران.

 * وفقاً لتقرير الحكومة الأمريكية فقد ألغت إيران صفقة أسلحة بقيمة عشرة مليارات دولار من أمريكا بسبب عدم توفّر الأموال الناتج عن توقّف بيع النفط. جدير بالذكر أنّ أمريكا لمّا رأت النظام الملكي الإيراني في خطر لم ترَ من صالحها أن تبيع هذه الأسلحة ومن بينها عدد من طائرات الآواكس، لذا كانت أحد مهمات هايزر هي إلغاء هذه الصفقة بشكل لا تتضرّر معه أمريكا.

 * تجمّعت عوائل الطيّارين وضبّاط القوّة الجوّية المعتقلين في وزارة العدل احتجاجاً على اعتقالهم، وطالبوا بالإفراج عن هؤلاء الطيّارين.

 * نظّم طيّارو القوّة الجوّية في بهبهان مسيرة مؤيّدة للإمام الخميني.

 * أصدر آية الله الكلبايكاني بياناً موجَّهاً إلى نوّاب المجلس ومجلس الوزراء وقادة الجيش.

 * بعث آية الله السيد محمد باقر الصدر رسالة من العراق إلى سماحة الإمام أعلن فيها عن دعمه لجهاد الشعب الإيراني.

 * بعث آية الله المرعشي النجفي برقية إلى الإمام الخميني بمناسبة عودته إلى إيران.

 * جاء في تقرير لوكالة أنباء يابانية: أجرى ممثّل الإمام الخميني محادثات مع برجنيف في بلغاريا.

 ملاحظة: كان برجنيف مقيماً في بلغاريا من 13 إلى 17 يناير من عام 1979.

 * قدّم أمين العاصمة طهران استقالته إلى الإمام الخميني، وجاء في نصّ استقالته: «نزولاً عند رغبة الشعب وامتثالاً لرأي الزعيم الديني والاجتماعي للشعب الإيراني سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني الذي اعتبر الحكومة الحالية غير شرعية، فإنّني اُعلن استقالتي من منصب أمانة العاصمة من اليوم 15 بهمن 1357هـ.ش»، وبعدها جدّد الإمام تعيينه أميناً للعاصمة طهران.

 * منعت حكومة بختيار جواد الشهرستاني من السفر خارج إيران.

 * التقى بسماحة الإمام عدد من أعضاء المجلس الوطني المستقيلين.

 * إذاعة لندن: لم يصل أيّ تقرير عن وقوع صدام بين الشعب والعسكريين في مظاهرات يوم أمس بطهران.

 * ألقى الحاكم العسكري القبض على الوزيرين السابقين عبدالمجيد المجيدي وهوشنك النهاوندي.

 * عاد خسرو قشقائي أحد قادة طائفة القشقائيين إلى إيران بعد نفي دام خمسة وعشرين عاماً.

 ـ 16 بهمن 1357هـ.ش / 7 ربيع الأول 1399هـ.ق / 5 يناير 1979م

 * أعلن حجّة الإسلام والمسلمين الرفسنجاني وبحضور سماحة الإمام والسيد بازرجان عن انتخاب بازرجان رئيساً للوزراء الحكومة المؤقّتة، بإجماع مجلس قيادة الثورة ومصادقة الإمام الخميني.

 * كلّف سماحة الإمام حكومة بازرجان بإجراء استفتاء عام على الجمهورية الإسلامية، وتأسيس مجلس الخبراء للمصادقة على الدستور، وإقامة انتخابات مجلس الشورى وفقاً للدستور الجديد، وانتخاب مجلس للوزراء دون مراعاة الانتماءات الحزبية. وجاء في القرار: بناءً على اقتراح مجلس قيادة الثورة وبموجب الحقّ الشرعي والقانوني الناشىء من آراء الأكثرية الساحقة المقاربة لإجماع الشعب الإيراني الذي أبداه من خلال الاجتماعات الحاشدة تأييداً لقيادة النهضة، آمركم بتشكيل الحكومة المؤقّتة.

 * بعد انتهاء المهندس بازرجان من خطابه كرئيس للوزراء، طلب الإمام من الناس أن يعبّروا عن رأيهم بالحكومة المؤقّتة عن طريق إقامة المسيرات السلمية، ومن خلال الصحف.

 * عمدت إذاعة موسكو على قطع برامجها ليذيع نبأ تعيين بازرجان رئيساً للوزراء.

 * قال بختيار: من كانت الأكثرية معه فهو الذي سيحكم.

 * الآسيوشيتدبرس: نظراً لفقدان بختيار الأمل بالنجاح يوماً بعد يوم فقد اكتفى المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بإظهار مساندة طفيفة لبختيار.

 * ذكرت مجلة (التايمز): طالب (ساليفان) ـ سفير أمريكا في إيران ـ مساعديه بالتحدّث مع معارضي النظام وأن يشرحوا لهم السياسة الأمريكية.

 * اعترف رئيس وكالة الـ (سي.آي.أي) أنّ وكالته قد أخفقت في التكهّن بأحداث إيران، وقال: إنّ الذي لم نتوقّعه أن يستطيع رجل ناهز الثامنة والسبعين من عمره وأمضى أربعة عشر سنة في المنفى، أن يوحِّد ويؤلّف بين هذه القوى.

 * هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: نخشى من انتشار الثورة الإسلامية إلى سائر البلدان.

 * هنّأ آية الله الكلبايكاني سماحة الإمام على عودته إلى الوطن.

 * حذّر آية الله الكلبايكاني في بيان أصدره الجيش من مغبّة مواجهة الثورة الإسلامية.

 * احتلّت قوات الجيش عدداً من الوزارات من بينها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، ووزارتي الصحّة والعدل.

 * أعلن حزب توده عن دعمه لمجلس قيادة الثورة الإسلامية.

 * قالت منظّمة (فدائيو الشعب) في معارضتها لمجلس قيادة الثورة: ينبغي تشكيل مجلس قيادة الثورة على يد الملايين من المعتصمين.

 جدير ذكره أنّ هذه المنظّمات التي ترى نفسها القيِّم الوحيد على الناس تجاهلت دعم الجماهير المليونيّة لسماحة الإمام وأخذت تبحث عن مكان لها في مستقبل النظام.

 * استقال اثنان وعشرون نائباً آخر من المجلس الوطني.

 * استشهد عدد من أبناء الشعب في المظاهرات الجماهيرية في مدينة آغاجاري.

 * اعتقل الوزير الأسبق للاستخبارات والعدل ومحافظ آذربيجان الغربية واصفهان (غلام رضا كيانبور).

 * هاجر ثمانية آلاف يهودي من إيران إلى (إسرائيل).

 ـ 17 بهمن 1357هـ.ش / 8 ربيع الأول 1399هـ.ق / 6 يناير 1979م

 * قال الإمام الخميني في خطابه: إنّ الأمر العقلائي والنافع للبلاد هو أن تكون لبختيار والجيش ردود فعل إيجابية تجاه الثورة الإسلامية.

 * أصدر سماحة الإمام بياناً شكر فيه جميع المهنّئين من أبناء الشعب والشخصيات والأحزاب المختلفة على برقياتهم بمناسبة عودته إلى أرض الوطن.

 * عمّت مختلف مدن إيران مسيرات تأييد للحكومة المؤقّتة تلبية لدعوة وجّهتها رابطة علماء الدين بطهران.

 * وكالة الأنباء الفرنسية: طلبت الجبهة الوطنية من المسؤولين والمنظّمات وجميع أبناء الشعب الوقوف إلى جانب حكومة بازرجان.

 * شرح بازرجان في أوّل مقابلة معه كرئيس لوزراء الحكومة المؤقّتة برنامج ومهام حكومته.

 * اعتزل بازرجان مؤقّتاً عن قيادة حركة الحرّية وانتقل إلى مدرسة علوي.

 ملاحظة: جاء في قرار سماحة الإمام لتشكيل الحكومة: يجب أن يكون رئيس الوزراء بعيداً عن أيّ ارتباط حزبي أو فئوي.

 * قامت الطائرات الحربية ومروحيات القوّة الجوّية صباح هذا اليوم وعقيب اجتماع مجلس الوزراء وبحضور بختيار بمناورة فوق سماء طهران.

 * قال بختيار أمام المجلس الوطني: أتحمّل الحكومة المؤقّتة ما دامت في مرحلة الكلام والمزاح“ وسأبقى في منصبي الشرعي كرئيس للوزراء في هذه الدولة حتّى أقوم بإجراء انتخابات حرّة في المستقبل.

 * قال بختيار في حديثه مع أحد كبار قادة الجيش: لقد تركت الأماكن الشاغرة التي تراها عن عمد ليشغلها فيما بعد الأشخاص الذين يعيّنهم السيد المهندس بازرجان وإنّني مشغول بالمحادثات مع السادة.

 * قال الدكتور سعيد رئيس المجلس الوطني في اجتماع للمجلس اليوم: إنّني اُرحّب نيابةً عن جميع النوّاب بعودة سماحة آية الله العظمى الخميني مرجع الشيعة الكبير إلى أرض الوطن.

 * تمّت المصادقة على لوائح محاكمة الوزراء السابقين وانحلال الساواك في اجتماع المجلس الوطني.

 * أعلن حجّة الإسلام والمسلمين صادق الخلخالي على لسان الإمام: إنّنا لا نسمح أن يصاب أيّ من الطيّارين. هذا في الوقت الذي يمكث عدد من طيّاري قاعدة (شاهروخي) بهمدان في المعتقل.

 * بعث آية الله المرعشي النجفي برقية تهنئة بمناسبة تنصيب المهندس بازرجان رئيساً للوزراء.

 * في هجوم للعناصر العميلة وقع اثنان وستون شخصاً من أهالي زاهدان من الشيعة والسنّة بين قتيل وجريح في المظاهرات التي نظّموها دعماً لحكومة بازرجان.

 * تمّ إعفاء الضبّاط الشباب من القسم بالوفاء للشاه في مراسم تخريج الجامعيين بالكلّية العسكرية.

 * قال ميرفندرسكي وزير الخارجية الإيراني: لا يمكن تبرير حضور إيران في معاهدة (سانتو) في إطار سياسة إيران الخارجية.

 * ألقى حجّة الإسلام فلسفي خطاباً في حضور الإمام والمستقبلين بعد ثماني سنوات على منعه من الخطابة.

 ـ 18 بهمن 1357هـ.ش / 9 ربيع الأول 1399هـ.ق / 7 يناير 1979م

 * قال سماحة الإمام في لقائه بعلماء الدين من الأهواز: إنّ الاستمرار في الثورة واجب.

 * قال سماحة الإمام في لقائه وكلاء وزراة العدل: يجب أن يحاكم الشاه.

 * عقد رئيس جمهورية أمريكا ووزيري الخارجية والدفاع اجتماعاً بحضور الجنرال هايزر بعد إنهاء الأخير جولته في إيران.

 * قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إنّنا ندعم تدوين الدستور [في إيران]، وقد كنّا على اتصال مع جميع الأحزاب ومن بينها مهدي بازرجان، إلاّ أنّه لم يتمّ أيّ اتصال به بعد انتخابه رئيساً للوزراء.

 * صرّحت وزارة الخارجية الأمريكية: إنّها لا تزال تعترف رسميّاً بحكومة بختيار. ومن جهة أخرى قال الناطق باسم البيت الأبيض: إنّ على بختيار أن يقبل رأي أكثريّة الشعب.

 * بعد إعلان وزارة المهندس بازرجان عقدت لقاءات بين السادة يد الله سحابي وأمير عباس انتظام وبختيار وقره باغي رئيس أركان الجيش ورئيس الدائرة الثانية للجيش.

 وقد سعى كلّ من سحابي وأمير انتظام في هذه اللّقاءات إلى إقناع بختيار على الاستقالة. ومن جهة أخرى طلب بختيار من قره باغي ومقدم أن يعلنا دعمهما له أمام هؤلاء ليتظاهر بالقوّة.

 * أعلن الدكتور سنجابي عن استمرار المحادثات وتبادل وجهات النظر بين بختيار وبازرجان لحلّ المسائل سلميّاً. وقالت إذاعة لندن: إنّ المحادثات بين حركة آية الله الخميني والجيش قد بدأت.

 * أبدت الأحزاب وفئات الشعب المختلفة ومن بينها الجامعيين دعمها للحكومة المؤقّتة.

 * نظم علماء الدين وأهالي مدينة زنجان والأقضية التابعة لها مُظاهرة فريدة تضمّ خمسين ألف شخص أعربوا فيها عن دعمهم القاطع للإمام الخميني ورئيس الوزراء الذي نصبه، وفي هذا الاجتماع تلى حجّة الإسلام أبو الفضل الشكوري نيابة عن الجماهير وعلماء الدين البيان الختامي المشتمل على ثلاثة بنود:

1 ـ انتهاء النظام الملكي.

 2 ـ انحلال المجلسين [الشيوخ والنوّاب] وحكومة بختيار.

 3 ـ شرعية حكومة المهندس بازرجان.

 * الآسيوشيتدبرس: يرى الدبلوماسيون الغربيون المقرّبون من الجيش أنّ الجنرالات اقتنعوا بعجزهم عن القيام بانقلاب عسكري.

 * إذاعتا لندن وموسكو: أعلن مئات الضبّاط ومن بينهم عدد من قادة الجيش المطرودين بسبب مخالفتهم للشاه، أعلنوا دعمهم لآية الله الخميني.

 * عمد الحاكم العسكري في طهران على تخفيض ساعات حظر التجوّل، بسبب عدم اهتمام الشعب بقرارات الحكومة العسكرية.

 * استقال ثلاثة عشر شخصاً آخر من نوّاب المجلس الوطني.

 * اجتمع جمع من أنصار النظام في إحدى قاعات نادي الأمجدية الرياضي دعماً منهم للدستور.

 * اتصل السادات رئيس جمهورية مصر بالشاه في المغرب.

 * اغتيل العقيد شكوري رئيس أركان الفرقة 64 (رضائيه) لدى ذهابه إلى المعسكر.

 * ألغت شركات الطيران رحلاتها إلى إيران بسبب انعدام الأمن في الأجواء الإيرانية.

 * أبدت الجمعية العامة للاُمم المتحدة قلقها إزاء الأوضاع في إيران.

 * اُفرج عن شخص أمريكي قام بجرح سائق في أصفهان بعد أن دفع الديّة من خلال محكمة شرعية أقامها الشعب.

 من الجدير ذكره أنّه وفقاً لقانون (الكابيتالسيون) لا يحقّ لمحاكم إيران أن تُحاكم أيّ أمريكي. وإقامة هذه المحاكمة الشعبية توضح مدى قوّة الشعب المسلم الآخذة في التصاعد.

 ـ 19 بهمن 1357هـ.ش / 10 ربيع الأول 1399هـ.ق / 8 يناير 1979م

 * زار جمع كبير من قادة القوّة الجوّية الإمام الخميني في مقرّ إقامته معلنين البيعة له، وقد نشرت صحيفة «كيهان» صورة جماعية لهم وهم يلقون التحية العسكرية للإمام، وانتشر الخبر في أرجاء العالم كلّه بعدما اعتبر بمثابة التحاق الجيش بالإمام.

 * خرج الملايين من أبناء الشعب في مختلف نقاط إيران في مسيرات وتظاهرات حاشدة تأييداً لحكم الإمام الخميني في تعيين الحكومة المؤقّتة، الإمام الخميني قال في كلمة له بمناسبة هذه المسيرات: إنّني اُعلن أنّ تأييد هذه الحكومة التي شكّلت تكليف شرعي ومعارضتها حرام، وإنّ خدمة حكومة بختيار خدمة للطاغوت والشرك والكفر.

 * الصحف وإذاعة الرياض: أعلن المهندس بازرجان أنّه لم يستطع الحصول على موافقة الجيش وأنّ العسكريين يدعمون الدستور.

 * كذّب مقرّ قيادة الجيش الصورة التي نشرتها جريدة «كيهان» عن المسيرة الاستعراضية لضبّاط القوّة الجوّية أمام سماحة الإمام. وبختيار أيضاً كذّب صحّة الصورة واعتبرها فبركة صحفيّة فنّية تستهدف بثّ الفرقة بين وحدات الجيش.

 * اصطدم عدد من أنصار النظام الذين تجمّعوا في طهران دعماً للدستور، اصطدموا مع مخالفيهم.

 * اُصيب مراسل (لوس انجلوس) بعيار ناري ولقي مصرعه أثناء إطلاق النار في أحد شوارع طهران.

 * شهدت العاصمة طهران طيلة الأيام الماضية وهذا اليوم مظاهرات شعبية وهتافات جميع الطبقات الساخطة على النظام، وتعرّضت البنوك والمؤسسات الحكومية الأخرى إلى هجوم الجماهير الناقمة على جرائم الشاه، وأنّ ألسنة النار تتصاعد من جميع الجهات.

 * ألقى الإمام الخميني كلمة قصيرة نقلها بشكل مباشر تلفزيون الموظّفين المعتصمين في الإذاعة والتلفزيون، وضمن تعبيره عن أمله بموفّقية الموظّفين في وسائل الإعلام العامّة، قال: كانت ولا تزال أجهزة في هذا القسم كان من المفروض أن تكون في خدمة الشعب إلاّ أنّ النظام السابق استخدمها في سبيل الأهداف غير المشروعة.

 * أعلن العقيد معمّر القذّافي دعمه لثورة الشعب الإيراني.

 * قتل خمسة أشخاص وجرح أحد عشر آخرون في صدامات (جرجان).

 * هدّد عوائل الضبّاط المعتقلين في القوّة الجوّية المعتصمين بالإضراب عن الطعام.

 * هرب المهندس شريف إمامي من البلاد، وكان قد منع من الخروج من قبل المدّعي العام.

 * أعلنت مجموعة (المنصورون) مسؤوليتها عن اغتيال مسؤول في الحرس الملكي بجامعة (جندي شابور) في الأهواز.

 ـ 20 بهمن 1357هـ.ش / 11 ربيع الأول 1399هـ.ق / 9 يناير 1979م

 * اندلعت حرب الشوارع من خلال هجوم جنود الحرس الملكي على معسكر القوّة الجوّية في طهران، وطبقاً لما قاله الطيّارون: عندما أعلنت الإذاعة أنّه سيتمّ عرض فلم عودة الإمام بعد فترة الأخبار، تجمّعنا في قاعة المعسكر، وبعد أن ظهرت صورة سماحة الإمام على الشاشة ضجّت القاعة بالصلوات، وعندها فتح أفراد الحرس النار وبدأت المواجهة.

 * عندما علم الساكنون حول مبنى القسم الداخلي للطيّارين بهجوم قوات الحرس الملكي على الطيّارين قاموا بإيصال الخبر إلى الشوارع القريبة، ولم يمض وقت حتى أحاطت الجماهير الغفيرة بجدار القسم الداخلي دعماً للطيّارين من خلال هتافات «الله أكبر».

 * استمرّ تجمّع الجماهير حول القسم الداخلي لطيّاري القوّة الجوّية الذي بدأ منذ الساعة العاشرة مساءً، وكانت الجماهير تخشى هجوم قوّات الحرس على الطيّارين ثانية إن هم تفرّقوا. لهذا اتّصلوا بمكتب الإمام حتى يحدّد لهم وظيفتهم، فأوصاهم مكتب الإمام بعدم التفرّق.

 * استمرّت الجماهير عند القسم الداخلي للقوّة الجوّية بهتافاتها وأخذت توفّر لنفسها الدفىء عن طريق إشعال إطارات السيارات المستهلكة، وعندها هاجم جنود الحكومة العسكرية في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد منتصف الليل بالآليات العسكرية، ومن خلال إطلاقهم نار رشاشاتهم عن بعد سعوا إلى تفريق الناس، فالتجأت الجماهير إلى الأزقّة المجاورة، إلاّ أنّ الجنود تمكّنوا من إلقاء القبض على اثنين وخمسين ومائة شخص ونقلوهم إلى مقر الحكومة العسكرية في مركز شرطة طهران الجديدة، وكان بين المعتقلين شخصان من علماء الدين أيضاً.

 * الصهيوني كيسنجر: عدم قدرة أمريكا على اتخاذ القرار وعدم معرفتها بماهيّة الثورة الإسلامية هما السبب الرئيسي في سقوط الشاه.

 ـ 21 بهمن 1357هـ.ش / 12 ربيع الأول 1399هـ.ق / 10 يناير 1979م

 * مع بدء المواجهة المسلّحة قام الثوريون في القوّة الجوّية بتسليح الناس من خلال تزويد كلّ واحد منهم ببندقيّة وسبع رصاصات بإزاء هوية تسريح من الخدمة العسكرية.

 * في الساعة الرابعة والنصف عصراً سقط مركز شرطة طهران الجديدة بعد خمس ساعات من المواجهة العنيفة بين أفراد الحرس الملكي والشعب، وكان بين صفوف الطرفين عدد من القتلى والجرحى، وبعد ذلك سقطت بقية المراكز الواحد تلو الآخر بيد الشعب.

 * قام حاكم طهران العسكري في بيانه رقم 40 بزيادة ساعات حظر التجوّل من الساعة الرابعة والنصف عصراً إلى الساعة الخامسة صباحاً، وبعد اشتداد هجوم أبناء الشعب على المراكز والمعسكرات، عمد الحاكم العسكري لطهران في هذا اليوم أيضاً على تمديد ساعات حظر التجوّل إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، أي يحقّ للناس أن يخرجوا من منازلهم فقط من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة ونصف.

 * يسعى النظام إلى إعداد انقلاب عسكري، فقد طالب الفريق رحيمي الحاكم العسكري لطهران وضواحيها من خلال بيان له، الوحدات التابعة له بإلقاء القبض فوراً على قادة الثورة ونقلهم إلى إحدى الجزر بالطائرة، واُدرج في هذا البيان أسماء مائة شخص كان من المقرّر أن يُلقى عليهم القبض كان على رأسهم سماحة الإمام وآية الله الطالقاني والمهندس مهدي بازرجان، وتكهّن هذا البيان بإلقاء القبض على جميع القادة من الدرجة الثانية إن هُم قاموا بإثارة الناس تجاه هذه الاعتقالات.

 * ألغى سماحة الإمام الخميني الحكومة العسكرية التي أعلنها حاكم طهران العسكري، وقال: إنّ إعلان الحكومة العسكريّة حالياً خدعة وخلاف الشرع، ويجب على الشعب أن لا يلتفت إليه أبداً“ وأنا اُحذِّر لواء الحرس الملكي إن هو لم يكف عن قتل اُخوته والعودة إلى ثكناته فسأتّخذ الموقف النهائي بإذن الله.

 * قامت الباصات والسيّارات التابعة لمقرّ لجان الإمام الخميني بنشر إلغاء الحكومة العسكرية في طهران بواسطة المكبّرات الصوتية. جدير ذكره أنّه بناءً على كلام رحيمي وهو أحد قادة الجيش: فإنّ الحكومة العسكرية كانت تنوي من خلال زيادة ساعات حظر التجوّل، تنفيذ انقلاب عسكري والإطاحة بثورة الشعب وعلى الأخصّ اغتيال واعتقال قادة الثورة، إلاّ أنّ موقف سماحة الإمام هذا قد أحبط في المهد أكبر مؤامرة كانت على وشك النجاح.

 * ذكر الإمام في ردّه على استقالة أفراد القوّات المسلّحة: أنّ أداء اليمين للحفاظ على السلطة الطاغوتية ليس صحيحاً وإنّ مخالفتها واجبة، وعلى الذين أدّوا اليمين أن يعملوا على خلافه.

 * طهران اتّخذت شكلاً آخر، جموع غفيرة من الشباب تستقلّ الدرّاجات البخارية حاملة أسلحتها وهي تهتف «الله أكبر» وتهرع لدعم الجماهير أينما اقتضى الأمر.

 * تترّس الآلاف من أبناء الشعب في شارع فرح آباد خلف أكياس الرمل والتراب.

 * سقطت مراكز شرطة (طهران نو) المرقّمة (14 ـ 16 ـ 21 ـ 9)، ومراكز (نامك) (10 ـ 11) ومركز (الري) وكذلك اُسقطت مروحية للحرس الملكي في سماء طهران.

 * كذّب بازرجان تقرير الصحف حول موضوع اتصاله ببختيار وقادة الجيش بشدّة.

 * كذّب مكتب إعلام الإمام الخميني أيّ اتصال مع بختيار وقادة الجيش.

 * قال الإمام الخميني: إنّني من أصحاب القلم والبيان ولا حاجة لي بأيّ متحدّث رسمي.

 * ذكر مقرّ الإسعاف والمنظّمة الوطنية للأطبّاء أنّ عدد الشهداء بلغ حتّى الساعة الحادية عشرة من هذه الليلة ستة وعشرون ومائة شهيد وأنّ عدد الجرحى كان أربعة وثلاثين وست مائة شخص.

 * بلغ عدد القتلى المنقولين إلى مستشفى (الجرجاني) ستّاً وأربعين شخصاً، وأمّا عدد الجرحى فهو من الكثرة بحيث لا يمكن إحصاؤهم.

 * أعلن الحزب الشيوعي في قبرص أنّ أجهزة التجسّس الأمريكية قد تمّ نقلها من إيران إلى قبرص.

 ـ 22 بهمن 1357هـ.ش / 13 ربيع الأول 1399هـ.ق / 11 يناير 1979م

 * من خلال مساعي بعض زملاء بختيار وكذلك أقارب المهندس بازرجان تقرّر عقد اجتماع بحضور بازرجان وبختيار وقره باغي. قال عباس أمير انتظام بشأن هذا الاجتماع: قبل الاجتماع اتصل بي بختيار هاتفياً، وقال بأنّه سيسلّم استقالته في هذا الاجتماع، إلاّ أنّ بختيار لم يحضر الاجتماع وإنّما اكتفى بإرسال استقالته إلى الاجتماع.

 * شنّت دبّابات الحرس الملكي هجوماً على معسكر القوّة الجوّية، فتصدّى لها الناس بقنابل المولوتوف، واُشيع حينها أنّ قوات إسناد إضافيّة أرسلت من باقي المحافظات إلى طهران، لكن تصدّى لها الناس في الطريق وأعاقوا تحرّكها بحفر الخنادق في طريقها.

 * امتلأ الطب العدلي بالشهداء الذين سقطوا في الأيام الأخيرة ولم تكشف هويتهم وذلك عقيب المواجهات الأخيرة.

 * سقطت بيد الشعب ترسانة الجيش وسجن (إيفين) وساواك سلطنة آباد والمجلسين (الشيوخ والوطني) والإذاعة والتلفزة ورئاسة الوزراء والدرك والشرطة.

 * اعتقل أبناء الشعب (نصيري) رئيس السافاك و (سالار جاف) أحد جلاّدي النظام المعروفين، والفريق رحيمي، وكذلك قُتِل الفريق (بدره اى) قائد القوّة البرّية، ومحمد أمين وبيفكري اللّذين استخلفا قيادة الحرس الملكي.

 * قدّم قادة القوّات الثلاث استقالتهم خلال مثولهم أمام سماحة الإمام الخميني.

 * أعلنت الفئات المسلّحة دعمها للإمام الخميني خلال مراجعتها لبيت الإمام.

 * عقيب سقوط المؤسّسات الرئيسية للنظام وانسحاب الجيش طلب الإمام من أفراد الشعب أن يعيدوا النظام والهدوء.

 * قال رئيس مقر قيادة الجيش: من بين الموارد التي أدّت بالجيش أن يعلن حياده كانت كالآتي:

 ـ أوامر رئيس مقرّ قيادة شرطة المراكز بعدم المقاومة، في حين أنّ هذا كان خلاف الأوامر.

 ـ تمرّد القوّات المتمرّسة المرسلة لنجدة الضبّاط المحاصرين في مصنع الأسلحة الرشّاشة.

 ـ الهروب الجماعي للجنود وعودتهم إلى المعسكرات من دون إذن.

 ـ إخفاق القوّات الآلية في عملها بسبب إغلاق الجماهير الطريق أمامهم وإصابة اللواء رياحي بعيار ناري.

 ـ عدم تمكّن القوّة الجوّية من التحليق بسبب انضمام الضبّاط والطيّارين إلى صفوف الشعب. كما أنّ انعدام النظام العام وعدم الانصياع للأوامر وإعلان الضبّاط وذوي الرتب العالية والتحاقهم بلجنة الإمام الخميني كان منتشراً بشكل واسع.

 * أسقطت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني بقيادة سماحة الإمام الخميني النظام الشاهنشاهي (الملكي) الذي دام خمس مائة وألفين سنة.

 * قال الإمام الخميني في بيان آخر خاطب فيه الناس: التفتوا إلى ثورتنا رغم تغلّبها على العدو لم تنتصر بعد بشكل كامل، فإنّ العدو يتمتّع بمختلف الوسائل والحيل، وأنّ المؤامرات كامنة لنا، والشيء الوحيد الذي يحبط المؤامرات هو اليقظة والانضباط الثوري وإطاعة أوامر القيادة والحكومة الإسلامية المؤقّتة“ تعاونوا مع الحكومة الإسلامية المؤقّتة لنحظى سريعاً من خلال التعاون وحول الله وقوّته بإقامة إيران إسلامية معمورة وحرّة تغبطها شعوب العالم.

 * في خطاب تلفزيوني حول إعلان الجيش حالة الحياد في المسائل السياسية، قال المهندس بازرجان: لقد أبدى الفريق (قره باغي) تعاونه مع حكومتي المؤقّتة أثناء لقائه معي.

 * خاطب كلّ من الآيات المرعشي النجفي والشيرازي في بيان لهما الشعب وقدّما له التهاني على انتصار الجمهورية الإسلامية.

 * بعد سقوط النظام الشاهنشاهي شكر طيّارو القوّة الجوّية الذين كان لهم دور هام في حركة الشعب المسلّحة، شكروا أفراد الشعب على تعاونهم ومساعدتهم التي كانت في محلّها.

 * بمناسبة سقوط نظام الشاه أرسل ياسر عرفات رسالة تهنئة إلى سماحة الإمام.

 * أعلن خسرو قشقائي في لقائه بسماحة الإمام عن دعمه لحكومة بازرجان.

 * بعث آية الله العظمى الخوئي برقية لسماحة الإمام هنّأه فيها على عودته إلى إيران.

 * لا يزال الدعم الواسع للحكومة المؤقتة مستمراً في مدن البلاد المختلفة وقد قام الشعب في جميع المحافظات والأقضية بقيادة علماء الدين المجاهدين باحتلال مراكز الدولة والمراكز الإدارية كمراكز الشرطة والساواك والمحافظة وغيرها، ويقومون بتشكيل لجان ثورية مسلّحة.

 * زحفت الجماهير على ما تبقّى من آثار الشاه في أرجاء البلاد، فحطّموا تماثيله وتماثيل أفراد عائلته التي كانت تملأ الساحات والأماكن العامة. الحكومة المؤقّتة بدأت عملها استناداً إلى قوة القيادة والشعب. شعار «في فجر الحرية نفتقد الشهداء» كان ينتشر في كلّ مكان وخاصّة التلفزيون. إيران تحرّرت، والنظام الملكي انهار بالرغم من قوّته والدعم الكبير الذي كان يتلقّاه من الخارج.

 * كانت أحداث الثورة من السرعة بحيث لم يتمكّن المسؤولون الأمريكيون من توقّع حدوث الثورة حتى الأيام الأخيرة، فلقد اتصل بريجنسكي من غرفة العمليات في البيت الأبيض هاتفيّاً بـ (ساليفان) وسأله: هل لا تزال هناك إمكانية للقيام بانقلاب عسكري؟

  فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين“