إنّ السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية قد أسندت ممارستهما إلى الأمة، فالأمة هي صاحبة الحقّ في ممارسة هاتين السلطتين بالطريقة التي يعيِّنها الدستور، وهذا الحقّ حقّ استخلافٍ ورعايةٍ مستمدّ من مصدر السلطات الحقيقي وهو اللَّه تعالى. وبهذا ترتفع الأمة- وهي تمارس السلطة- إلى قمّة شعورها بالمسؤولية؛ لأنّها تدرك بأنّها تتصرّف بوصفها خليفةً للَّه ‏في الأرض، فحتّى الأمة ليست هي صاحبة السلطان، وإنّما هي المسؤولة أمام اللَّه سبحانه وتعالى عن حمل الأمانة وأدائها: «إنَّا عَرَضنا الأمانةَ على السماواتِ والأرضِ والجبالِ فأبَينَ أن يحمِلْنَها وأشفَقنَ منها وحَمَلها الإنسانُ» [الأحزاب: ٧٢].

 

الإسلام یقود الحياة، لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران‏، ص١٩.