الإمام الخميني

لما كانت القضية الفلسطينية هي الهم الأكبر لعالمنا الإسلامي، والدفاع عنها وعن شعبها دفاع عن الإسلام والأمة الإسلامية، وعدم الاهتمام بها عدم الوعي بمشاكل الأمة الإسلامية، ونظرا لأهمية فلسطين وموقعها الإسلامي واهتمام الإمام الخميني الراحل بالقضية الفلسطينية منذ بداية حياكة المؤامرات العالمية للنيل من الأمة الإسلامية، واحتلال قلب العالم الإسلامي – فلسطين – فقد أصبحت فلسطين في سلم الأولويات لمواقف الإمام الخميني وتصريحاته قبل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وفي هذا المختصر نذكر ما يكشف مدى أهمية هذه القضية في فكر ونهج الإمام الراحل (قدس سره):

التصدي لإسرائيل

يا مسلمي العالم يا أيها المستضعفون الرازحون تحت نير الظالمين! انهضوا واتحدوا ودافعوا عن إسلامكم ومقدراتكم، ولا تخشوا صخب الأقوياء، فان هذا القرن هو – بإذن الله – قرن انتصار المستضعفين على المستكبرين وانتصار الحق على الباطل(1).

أمريكا العدو الأول

ليعلم المسلمون المتواجدون في المواقف المشرفة، بمختلف مذاهبهم وقومياتهم، جيداً بان العدو الأصلي للإسلام والقرآن الكريم والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) هي القوى العظمى، خصوصاً أمريكا ووليدتها الفاسدة إسرائيل، التي تنظر إلى بلدان العالم الإسلامي بعين الطمع، ولا تتورع عن الإقدام على أية جريمة أو مؤامرة من أجل نهب ثرواتها ومواردها الطبيعية. وان سرّ نجاحهم في هذه المؤامرة الشيطانية يكمن في بثهم الفرقة بين صفوف المسلمين بأي نحو كان. وفي موسم الحج من الممكن أن يقوموا بدفع بعض الملالي المرتبطين بهم لإشاعة أجواء الاختلاف بين الشيعة والسنة، والتشديد على هذه الظاهرة الشيطانية إلى درجة تجعل بعض البسطاء يصدقونها ويمسون سبباً في الفرقة والفساد.

على الأخوة والأخوات من الفريقين أن يتنبهوا إلى ذلك، وأن يعلموا بأن هؤلاء عُمي القلوب الضالين إنما ينوون باسم الإسلام والقرآن المجيد وسنة الرسول، إبعاد المسلمين عن الإسلام والقرآن والسنة، أو على الأقل حرفهم عنها.

على الأخوة والأخوات أن يعلموا بان أمريكا وإسرائيل تعاديان أسس الإسلام، لأنهما تريان في الإسلام والقرآن والسنة أشواكا في طريقهما، تحول دون أطماعهما ونهبهما، ذلك أن إيران باتباعها لهذا القرآن والسنة، انتفضت بوجههم وثارت وانتصرت(2).

ولدت إسرائيل نتيجة الانسجام الفكري والتواطؤ بين الدول الاستعمارية الغربية والشرقية، وقد ظهرت إلى الوجود لاستعمار الشعوب الإسلامية وقمعها، وهي اليوم تحظى بحماية كل المستعمرين ودعمهم.

إن انجلترا وأمريكا، ومن خلال توفير الدعم العسكري والسياسي وتزويدهما بالأسلحة الفتاكة، تحرضان إسرائيل وتشجعانها باستمرار للاعتداء على العرب والمسلمين، والاستمرار باحتلال فلسطين وبقية الأراضي الإسلامية. كما أن الاتحاد السوفيتي يعمل على ضمان بقاء إسرائيل عبر امتناعه عن تزويد المسلمين بالأسلحة، وأساليب المكر والخيانة والسياسات التساومية(3).

إن أمريكا بدعمها لأمثال هذه العناصر (محمد رضا البهلوي) تقف – بنظر المسلمين – على رأس قائمة الظالمين ومجرمي التاريخ. إن الحكومة الأمريكية – لكي يتسنى لها نهب ثروات المسلمين الهائلة – عملت على إخضاع الملايين من الشرفاء لسلطة العناصر الخبيثة والبعيدة عن الإنسانية.. إن تجاهل حقوق مئات الملايين من المسلمين ، وتسليط حفنة من الأوباش على مقدراتهم، وفسح المجال للنظام الإيراني غير المشروع، للحكومة الإسرائيلية المنحطة، لاغتصاب حقوق المسلمين، ومصادرة حرياتهم ومعاملتهم بوحشية القرون الوسطى، جرائم تدوّن في ملفات رؤساء الولايات المتحدة لذا ينبغي للرئيس الأمريكي الحالي – الذي أعطى الكثير من الوعود – أن يتجنب ارتكاب الجرائم التي ارتكبها أسلافه(4).

على العالم أن يدرك بأنّ إيران قد وجدت طريق الله، وستواصل نضالها الحاسم حتى القضاء على مصالح أمريكا الناهبة للعالم، هذا العدو الحاقد على مستضعفي العالم.. إنّ ما تشهده إيران ليس فقط لا يحول دون تقدمنا، بل يجعل شعبنا أكثر إصرارا للقضاء على مصالح الناهبين.. لقد بدأنا نضالنا الصعب والخطير ضد أمريكا، ونأمل أن يرفع أبناؤنا علم التوحيد في العالم اجمع، بعد التحرر من نير الظالمين.

إننا على يقين إذا ما عملنا بواجبنا بدقة، وواصلنا النضال ضد أمريكا المجرمة. فسوف يتذوق أبناؤنا حلاوة النصر.

الجميع يعلم اليوم أن ذنبنا الحقيقي – من وجهة نظر ناهبي العالم المعتدين – هو الدفاع عن الإسلام، وإرساء دعائم لحكومة الجمهورية الإسلامية لتحل محل النظام الطاغوتي الظالم.

إن ذنبنا وجريرتنا هي إحياء سنة الرسول(صلى الله عليه وآله) والعمل بتعليمات القرآن الكريم، وإعلان وحدة المسلمين من الشيعة والسنة، لمواجهة مؤامرة الكفر العالمي، ودعم الشعوب المحرومة في فلسطين وأفغانستان ولبنان، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في إيران، وإعلان الحرب ضد هذه الغدة السرطانية والصهيونية العالمية، ومحاربة التمييز العنصري، والدفاع عن الشعوب الإفريقية المحرومة، وإلغاء معاهدات العبودية التي وقعها النظام البهلوي القذر مع أمريكا الناهبة للعالم(5).

خطر إسرائيل والصهاينة

على قادة الدول الإسلامية أن ينتبهوا إلى أن جرثومة الفساد هذه التي زرعت في قلب العالم الإسلامي، لا يراد من خلالها القضاء على الأمة العربية فحسب، بل إن خطرها وضررها يهدد الشرق الأوسط بأسره، فالمخطط المرسوم يقضي بقيام الصهيونية بالسيطرة والاستيلاء على العالم الإسلامي، واستعمار أوسع للأراضي والموارد الغنية للبلدان الإسلامية.

وان التخلُّص من شرّ هذا الكابوس الاستعماري الأسود لا يتم إلا من خلال التضحية والصمود واتحاد الدول الإسلامية، وإذا ما قصّرت دولة في هذا الأمر المصيري الذي يواجه الإسلام، فان الواجب يحتم على بقية الدول الإسلامية العمل على إعادة هذه الدولة إلى صوابها، عبر التوبيخ والتهديد وقطع العلاقات.

كما ينبغي للدول الإسلامية النفطية أن تستخدم نفطها وثرواتها الأخرى كسلاح ضد إسرائيل والمستعمرين ، وان تمتنع عن بيع نفطها للدول التي تقدم الدعم لإسرائيل«(6).

ليعلم المسلمون – سيما المظلومون في المنطقة – بأن إسرائيل ربما تسعى عبر تغيير واستبدال بيادقها إلى استغفال المجاهدين الفلسطينيين واللبنانيين، إلا أنها لن تتخلى أبداً عن أهدافها المشؤومة في السيطرة على بلاد المسلمين من النيل إلى الفرات، وأن أمريكا التي تكشّر عن أنيابها ومخالبها في المنطقة، تقدم الدعم الكامل لربيبتها إسرائيل التي تنفذ جرائمها في المنطقة، لذا ينبغي أن لا نغفل عن ألاعيبها السياسية.

وعلى الذين يقدمون الدعم لإسرائيل أن يعلموا بأنهم إنما يقومون بتقوية أفعى فتاكة، تهلك الحرث والنسل أن أتيحت لها الفرصة - لا قدر الله – لذا ينبغي عدم إمهال هذه الأفعى المؤذية الخطيرة(7).

كم هو مناسب أن تقوم دول المنطقة بتوظيف طاقاتها وقدراتها لمحو إسرائيل من الجغرافيا. إسرائيل المفسدة التي أوصلت الفلسطينيين المظلومين إلى هذه الحال، وارتكبت كل هذا الظلم بحق لبنان البطل، واعتدت على دول المنطقة. أي شيء أفضل من أن تضع دول المنطقة أيديها بأيدي بعض، وتنقذ المنطقة من شر إسرائيل وأمريكا الداعمة لها، وكنت قد حذرت مرارا، من أن إسرائيل ترى في المنطقة المحصورة بين النيل والفرات ملكاً لها، وتعدّكم غاصبين لأرضها، وان كانت الآن لا تجرؤ على التصريح بذلك.

سؤال: إنكم تدعون للقضاء على إسرائيل، فإذا ما تحقق ذلك وانتصر الفلسطينيون، فكيف سيكون مصير اليهود؟

الجواب: إن الموقف من اليهود يختلف عنه مع الصهاينة، فإذا ما انتصر المسلمون على الصهاينة، فان مصيرهم لن يختلف عن المصير الذي آل إليه الشاه، ولا شأن لهم باليهود، فاليهود طائفة تمارس حياتها كبقية الطوائف ولا شأن لأحد بها(8).

إنّ الأقليات الدينية التي كانت تعيش بين المسلمين في صدر الإسلام وبعد الفتح الإسلامي، تختلف عن المشركين المتآمرين ممن كانوا يحاولون خلق الفوضى في المجتمع، فالأقليات الدينية بأجمعها كانت تحظى بالاحترام في ظلال الإسلام.

حكي أن أحدهم – ربما كان من جيش معاوية – جرّد امرأة يهودية خلخالها. فلما وصل الخبر أمير المؤمنين علي (ع) قال: سمعت أنهم جرّدوا ذمّية خلخالها، ولو أن امرأً مات حسرة وأسفاً على هذا الأمر لما كان ملاماً (قريب من هذا المعنى)(9).

هكذا كان المسلمون يبالغون في المحافظة على مصالح مختلف طبقات المجتمع.

إننا ننظر إلى المجتمع اليهودي بمعزل عن الصهيونية والصهاينة. فالصهاينة ليسوا من أتباع الديانة اليهودية أصلاً. إذ أن تعاليم النبي موسى (ع)، التي هي تعاليم إلهية، وقد ورد في القرآن ذكر موسى أكثر من غيره من الأنبياء، واستعرض تاريخه، تعتبر تعاليم قيّمة، وان تصرف موسى مع فرعون كان تصرف الراعي في مواجهة الجبروت، إذ نهض لمواجهة القدرة الفرعونية الكبرى، وقد تحقق له ذلك.

فالسعي لإرساء دعائم القدرة الإلهية والاهتمام بمصالح المستضعفين في قبال المستكبرين – وفرعون أولهم – والثورة ضدّ المستكبرين، هو من سمات النهج الذي اتبعه موسى(ع)، ومثل هذا يختلف تماماً عما تخطط له هذه العصابة الصهيونية. فالصهاينة مرتبطون بالمستكبرين، ويعملون جواسيس وخداماً لهم، ويمارسون أنشطة معادية للمستضعفين. تماماً على العكس مما توصي به التعاليم الموسوية، حيث قام موسى (ع) - كغيره من الأنبياء – بجمع رهطٍ من الناس العاديين، ووقف بوجه فرعون، فكانت حركته هجوماً من قبل المستضعفين ضد المستكبرين لصدهم عن استكبارهم ، وهو أمر يختلف تماماً عن ممارسات الصهاينة الذين ربطوا مصيرهم بالمستكبرين، ولا يألون جهداً عن محاربة المستضعفين.

إن أولئك النفر من اليهود الذين انطلت عليهم اللعبة، وتدفقوا من مختلف أنحاء العالم صوب فلسطين، ربما هم الآن نادمون، لأنهم يهود ولا يتطلعون لغير العمل سوى بالتعاليم الموسوية السامية. لأن من يذهب إلى هناك، ويرى أعمال الصهاينة ووحشيتهم في ممارسة القتل دون مبرر أو حق، ويرى ارتباطهم بأمريكا ، لا يطيق أن يتصرف احد باسم المجتمع اليهودي بما يخالف تعاليم موسى(ع).

إننا نؤمن بأن الموقف من المجتمع اليهودي يختلف عن الموقف من مجتمع هؤلاء الصهاينة، ونحن ضد هؤلاء لأنهم ضد كل الأديان ولأنهم ليسوا يهوداً، إنهم جمع من الساسة لا يتوانون عن ارتكاب كل ما هو شائن باسم اليهود، في حين أن اليهود متنفرون منهم، ولابد لكلّ إنسان أن يتنفر منهم(10).

ما ينبغي التنويه إليه هو أن الشرائع المتداولة الآن بين بني البشر، هي: شريعة موسى شريعة عيسى، شريعة الإسلام، وحينما نتأمل في أحوال النبي موسى(ع) وأسلوب حياته وكيفية قيامه بالتبليغ برسالته وجهاده ضد الطاغوت، ثم نقارن ذلك بأحوال أمته(11)، أولئك الذين يدّعون أنهم من قومه وأتباعه، سنجد فرقا شاسعاً، فقد عارض موسى الطاغوت، في حين أن أولئك المدّعين اتباعه هم أنفسهم طواغيت.

كما أن إذاعة إسرائيل تبث نصائح النبي موسى(ع) كثيراً، ولكن ما هو حال إسرائيل؟ وما هو وضعها؟ فموسى كان راعياً لم يملك غير عصاه، مارس مهنته وعاش حياته بالأسلوب الذي نقله التاريخ، ورغم ذلك فقد نهض وراح يعارض اكبر قوة كانت موجودة في عصره، دون أن يكون لديه من حطام الدنيا أو الاهتمام بها إي مقدار. بينما نحن نرى مدى تعلّق أولئك المدّعين لاتباعه بالدنيا، فهم يحكمون سيطرتهم على الرساميل الأمريكية الكبرى، ويستحوذون على القدرات المادية الأمريكية، ومع ذلك يزعمون أنهم يؤمنون بشريعة موسى(ع)(12).

وكما نوهت من قبل، إن حكومة إسرائيل الغاصبة، ونظراً للأهداف التي تتطلع إليها، تشكل خطراً عظيماً للإسلام وبلاد المسلمين. وان ما نخشاه هو إذا ما أمهلها المسلمون تضيع الفرصة ولن يعد بالإمكان الوقوف بوجه مطامعها. وبما أن خطرها من الممكن أن يطال أساس الإسلام، لذا تجب على الدول الإسلامية خصوصاً والمسلمين عموماً المبادرة للقضاء على بؤرة الفساد هذه بكل السبل الممكنة، وعدم التقصير في تقديم العون للمجاهدين في هذا المجال، ويجوز الصرف على هذا لأمر الحيوي الهام من الزكوات وسائر الصدقات.

اسأل الله تعإلى تيسير كل ما من شأنه يقظة المسلمين وصحوتهم، ودفع شرور أعداء الإسلام عن بلاد المسلمين(13).

موقف الإمام من الشاه وإسرائيل قبل وبعد انتصار الثورة الإسلامية

إن الخطر الجسيم الذي يتهدد الإسلام وكيان البلاد واستقلالها، الناجم عن هذه اللائحة(14). – التي ربما أعدت من قبل جواسيس اليهود والصهاينة لتدمير استقلال البلاد وتحطيم اقتصادها، والتي ستبقى محتفظة بفاعليتها القانونية من وجهة نظر حكومة السيد (علم) – لازال قائما. وان الحكومة سترى من حقها العمل بها، رغم مخالفة للشرع أو الدستور أو مناهضتها للمشاعر الدينية والوطنية للعشرين مليوناً من الإيرانيين بل ولجميع المسلمين.

إني وانطلاقاً من مسؤوليتي الشرعية، ألفت أنظار الشعب الإيراني والمسلمين في العالم إلى الأخطار التي تحدق بالإسلام والقرآن الكريم… إن استقلال البلاد واقتصادها عرضة للسقوط في قبضة الصهاينة الذين ظهروا في إيران بلباس الحزب البهائي. ولن يمر وقت طويل، مع صمت المسلمين القاتل هذا، حتى يهيمن هؤلاء على اقتصاد البلاد بأسره عن طريق عملائهم، ويجردوا الشعب المسلم من شؤونه في مختلف المجالات، فالتلفزيون الإيراني بات وكرا للجواسيس اليهود، والحكومة ترى ذلك وتؤيّده، لذا فان الشعب المسلم لن يسكت ما لم تزل هذه الأخطار، ومن يسكت على ذلك فهو مسؤول أمام الله تعالى ومحكوم عليه بالفناء في هذه الدنيا(15).

لقد اخبروني اليوم أنه تم استدعاء عدد من الخطباء إلى مديرية الأمن (السافاك)(16) ، وطلبوا منهم أن لا يتدخلوا في ثلاثة أمور، وليقولوا بعدها ما يشاؤون. الأول: لا شأن لهم بالشاه. والثاني: لا شأن لهم بإسرائيل. والثالث: هو أن لا يقولوا إن الدين في خطر! حسناً، فلو تركنا هذه الأمور الثلاثة فماذا يبقى لدينا لنقوله؟ إن كل مصائبنا نابعة من هذه الأمور الثلاثة(17).

إننا نتلقى في العصر الحاضر الضربات الموجعة المتزايدة التي توجه إلى الإسلام، ومعاناة الشعوب الإسلامية وظروفها الصعبة التي باتت أكثر من قبل.

فمن جهةٍ هناك قضية فلسطين والمسجد الأقصى وتشريد الفلسطينيين الأبرياء، ودعم الدول الاستعمارية الكبرى لليهود المحتلين. ومع استمرار بقاء جرثومة الفساد هذه، فإنّ خطرا جسيماً يهدّد – لا سمح الله – البلاد الإسلامية عموماً والدول العربية خصوصاً. وفي الوقت الحاضر ثمة مخططات أكثر اتساعا وشمولاً بصدد التنفيذ، تكشف عن الوجه الحقيقي لعبيد الاستعمار وطبيعة المهام المكلفين بها. إنهم يهدفون من وراء هذه المخططات تدمير المواقع المعادية للاستعمار واستبدالها بمواقع تقوم على خدمة الاستعمار والصهيونية وعملائهم. حيث يعملون على تنحية العلماء الأعلام والخطباء المحترمين العاملين للإسلام، ويدفعون بصنائعهم من المعميين المزيفين ومأموري الدوائر الفاسدة لارتقاء محراب ومنبر الإسلام والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله).

إن منح الحصانة للعسكريين الأمريكان ومرافقيهم(18)، والقضاء على مكانة البلاد وسمعتها، ومصادرة استقلالية القضاء، وتسليط الناهبين الأمريكان والصهاينة على مختلف الشؤون العسكرية والتجارية والصناعية والزراعية وشؤون الأسواق.

واني لفي حيرة! هل حقاً أن شراء كل هذه الأسلحة يهدف إلى طرد الأسياد والمستعمرين الذي هو النظام نفسه عميل لهم، وقد حوّل إيران بأسرها إلى قاعدة عسكرية لهم، وأطلق أيديهم في جميع شؤون البلاد العسكرية والسياسية والاقتصادية؟ أم أنهم – في الحقيقة – بصدد تنفيذ مخططات النهب الأميركية الهادفة – نظرا لضعف اقتصادها واستبدال سياستها بسياسة قائمة على تدمير الشعوب بواسطة طاقاتها وثرواتها – إلى ترسيخ النفوذ الأميركي في إيران، والقضاء على الشعب الإيراني الأعزل، وسائر الشعوب التحررية في المنطقة التي تناضل ضد المحتلين الصهاينة وسائر الأجانب الناهبين؟«(19).

في الوقت الذي يستعر أوار الحرب بين المسلمين والصهاينة الكفار، وفيما انطلق المقاتلون المسلمون يحملون أرواحهم على الأكف ويستبسلون في ميادين القتال في سبيل إحقاق حقوقهم من إسرائيل الغاصبة، تقام بأمر من الشاه احتفالات ذكرى مرور ألفين وخمسمائة عام على الإمبراطورية الإيرانية في مختلف أنحاء البلاد. الاحتفاء بملوك دمويين نشهد اليوم نموذجاً لهم. يقيم شاه إيران الاحتفالات والمسيرات للنظام الشاهنشاهي المبتذل، في حين يتضرج المسلمون بدمائهم دفاعاً عن مجد الإسلام وعزته وفي سبيل تحرير فلسطين.

تزامناً مع استماتة الأمة الإسلامية العظيمة والشعب العربي في الذود عن حرمات الإسلام والمسلمين، تتم بأمر هذا الرجل الخبيث – الشاه – مداهمة المدارس الإسلامية للفتيات الإيرانيات وهتك حرمتهن ومصادرة حريتهن.

وفيما يهدد أعداء الإسلام البلدان الإسلامية، وينهض الغيارى للدفاع وإحقاق حقوقهم، قام الشاه بتسيير مسيرات مصطنعة في مختلف أرجاء إيران، وإصدار برقيات التهنئة على لسان وعاظ البلاط صنيعة مؤسسات الأوقاف والأمن، باسم »علماء الدين« . وفي الوقت الذي يستبسل المسلمون لتحرير فلسطين وسائر الأراضي المحتلة، يلقي الشاه بأعداد كبيرة من العلماء والأفاضل والأساتذة البارزين في الحوزات العلمية والكثير غيرهم من المثقفين الإيرانيين في السجون ويعرضهم للنفي وإلى أقسى أنواع التعذيب الوحشي.

ويمكن القول أن هذه المناورات والاعتقالات ليست إلا لإشغال الإيراني بمصائبه الخاصة، وصرف الأذهان عن التفكير في الحرب الدائرة بين الأمة الإسلامية وإسرائيل. فالخشية من اتساع نطاق المواجهة وظهور بوادر التعاون والتنسيق بين مختلف الفئات، وتنامي دعم الشعب الإيراني المسلم للجماهير العربية في حربها العادلة، هو الذي دفع الشاه إلى اعتقال العلماء والمثقفين ونفيهم بلا مبرر قانوني، حتى يمنع المعارضة من التساؤل عن السبب في عدم اكتراث النظام الإيراني بهذا الأمر الحيوي الخطير الذي يواجهه المسلمون، أو عن سبب وقوف الشاه إلى جانب إسرائيل، والحال أن غالبية الحكومات الإسلامية – بل وغير الإسلامية أيضا – تساند العرب في حربهم.

أجل، إن الحكومة الإيرانية والشاه التافه، يتظاهرون بالسكوت علناً بينما يتخذون جانب التأييد والدعم لدويلة إسرائيل بسبب عمالتهم لأمريكا، وسعياً في تكريس تبعيتهم لها أكثر وأكثر.

إن الشاه هو الذي أطلق يد إسرائيل في مختلف أنحاء إيران، وعرّض الاقتصاد الإيراني إلى خطر الانهيار. وهو الذي يرسل – وكما نقلت بعض الصحف الأجنبية – الضباط الإيرانيين في دورات تدريبية إلى إسرائيل. وهو الذي أعطى النفط الإيراني لأعداء الإسلام والإنسانية لتوظيفه في حربهم ضد المسلمين والعرب الغيارى. وهو الذي وقف بوجه الدول النفطية للحيلولة دون استخدام النفط كسلاح ضد أمريكا، من خلال عقده الاتفاقية الأخيرة المخزية وزيادة إنتاجه من النفط.

وأخيرا، أن عمليات السلب والنهب الذي يقوم بها الشاه، وإنفاقه مليارات الدولارات على شراء الأسلحة، وإقامته الاحتفالات الباهظة والمتلاحقة، هي التي أثقلت كاهل الاقتصاد، وقادت إلى الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة، وإلى الغلاء الفاحش الذي يهدد إيران بقحط أسوأ.

إنني أخشى أن يقوم بإرسال تلك الأسلحة – التي اشتراها بالمليارات من أسياده الناهبين الدوليين وعرّض إيران بسببها إلى الإفلاس – أخشى أن يقوم بإرسالها إلى إسرائيل. بل إنني أخشى أن يجبر الجيش الإيراني على حمل أسلحته – التي هيأت له بما دفعه المسحوقون من أبناء إيران حرماناً وجوعاً ودماءً ثمناً لها – وتصويبها نحو صدور المجاهدين المسلمين المفعمة بالإحساس!

إنني أتوجس من هذا الخادم المطيع لأمريكا، خطراً على العالم الإسلامي . وأدعو الشعب الإيراني المجيد للعمل على ردع هذا المتجبر للحيلولة دون ارتكاب جرائمه. كذلك آمل أن لا يذل الجيش الإيراني وضباطه الكبار أنفسهم أكثر من هذا وان يفكروا في حلّ لتحقيق استقلال وطنهم.

إن من واجب الشعب الإيراني الغيور، الوقوف بوجه المصالح الأمريكية والإسرائيلية في إيران، وجعلها هدفا لهجماته، حتى وإن أدّى ذلك إلى تدميرها كلياً.

كما أن العلماء الإعلام والمبلغين مطالبون باطلاع الجماهير - من خلال المساجد والمحافل الدينية – على جرائم إسرائيل، فلا يليق بالعلماء الإعلام والشعب الإيراني المجيد أن يلتزموا الصمت حيال ما يجري. لابد من العمل على إعادة الشاه بأية طريقة ممكنة إلى الصفّ الإسلامي، ومنعه من التمادي في خيانته للقرآن الكريم والأمة الإسلامية. كما ينبغي فضح جرائم هذا العفريت الدموي للجماهير حتى تتضح حقيقته بنحو أفضل. وإذا كان اليهود الإيرانيون منهمكون في جمع المساعدات لإسرائيل – ولابدّ أنهم كذلك، ولا شك أنهم يتمتعون بدعم الشاه فإنّ على الشعب الإيراني الحيلولة دون ذلك، والمبادرة إلى تأسيس صندوق لإعانة المجاهدين الذي يخوضون غمار الحرب والفداء، وأن لا يدخروا وسعاً في سبيل تحقيق هذا الأمر.

لقد حذرت مراراً من خطر إسرائيل وعملائها وعلى رأسهم الشاه، وألمحت إلى أن الأمة الإسلامية ما لم تستأصل جرثومة الفساد هذه لن تتذوق طعم الراحة، كما أن إيران مادامت مبتلاة (بهذه الأسرة الفاسدة) فإنها لن تتنسم نسيم الحرية أبدا.

أسأل الله تعالى نصرة المسلمين وخذلان إسرائيل وعملائها الحاقدين(20).

يقال إن المسؤولين عن المذابح التي جرت في إيران هم جنود جيء بهم من إسرائيل(21)، ولكنني لا امتلك دليلا قاطعاً على ذلك. فقبل أيام جاءنا احد المواطنين وقال: «كنا ذاهبين إلى مدينة آپادان، وفي الطريق توقفنا لنسأل عن اتجاه الطريق، فرأينا جندياً يقف هناك، فناديناه فإذا هو لا يعرف اللغة الفارسية، فتكلمنا معه باللغة العربية فإذا هو عربي إسرائيلي، وقد اعترف هو بنفسه بأنه قد جيء به من إسرائيل، وكانت في الجوار حافلة احتشد فيها عدد آخر من الجنود من زملائه». هؤلاء قاموا بارتكاب المجازر بحق شعبنا على أيدي جنود إسرائيليين(22).

إنني أعلن لجميع الدول الإسلامية ومسلمي العالم أينما كانوا، بأن الأمة الشيعية العزيزة تبغض إسرائيل وعملاءها، وتعرب عن إدانتها واستنكارها للدول التي تصالح إسرائيل. فالشعب الإيراني لا يرتضي التطبيع مع إسرائيل البغيضة، انه بريء من هذا الذنب الكبير، وإنما الحكومة التي لا تحظى بتأييد الشعب بأي وجه من الوجوه هي التي تقوم بذلك(23).

من الواجب الآن على زعماء المسلمين والقادة الإسلاميين ورؤساء الدول الإسلامية تجاوز الخلافات الجانبية التي تطرأ بينهم أحيانا، فليس في الإسلام عرب وعجم أو ترك وفرس، إنها كلمة الإسلام فحسب. فكما كان نبي الإسلام قدوتهم في النضال، فلابد من التوحد تحت لواء الإسلام. فإذا تمكنوا من توحيد كلمتهم، وتجاوزوا الخلافات الجزئية وصاروا جميعاً يداً واحدة، فإنهم سيكونون مؤثرين فعلاً.

إن إسرائيل توشك أن تصبح حاكما على هذا البلد الإسلامي. وإذا ما أسفرت مظاهر اللامبالاة هذه، والدعم المتواصل لإسرائيل والمساعي الموتورة من اجل الاعتراف بها، عن النتائج المرجوة منها، فسوف تفرض إسرائيل سيطرتها على الجميع. ومثلما فعلت الآن على تحقيرهم وإذلالهم بأمر من أمريكا. فإنها – وبتخطيط من أمريكا أيضاً – ستحاول توسيع هذا الأمر ليشمل المنطقة بأسرها(24).

من الضروري أن يهب المسلمون الخيرون سيما أهالي إيران المحترمين، السابقين إلى الخيرات، للمسارعة في هذا الأمر الحيوي والمساهمة في إنقاذ المشردين، وبذل كل ما بوسعهم لمساعدتهم، وان لا يدخروا وسعاً، وانطلاقاً من الإحساس بالمسؤولية أمام الله تعالى، في تقديم أية مساعدة كريمة. وإذا ما رغبوا في الصرف على اللاجئين والمشردين من سهم الإمام(ع) المبارك، فيحق لهم الصرف إلى حدّ الثلث(25).

منذ ما يقارب العشرين عاماً وأنا أوصي البلدان العربية بالوحدة والقضاء على جرثومة الفساد هذه. فإذا ما توفرت لإسرائيل القدرة لن تكتفي ببيت المقدس. ومما يؤسف له أن النصيحة لا تجدي مع هؤلاء.. إنني أسأل الله أن يوقظ المسلمين(26).

وإننا ندعو لتضامن الدول الإسلامية والعمل بواجبها في الدفاع عن حقوق المسلمين والبلدان الإسلامية في مقابل المعتدين المتجاسرين، أمثال إسرائيل المعتدية . وإذا ما تحققت هذه الأمنية القديمة للشعب والحكومة الإيرانية، فليس بوسع أية قوة – مهما عظمت – الاعتداء على الدول الإسلامية أو أية واحدة منها، أو استخدام القوة ضدها(27).

لقد رأيتم كيف أن دولة خاوية لا يتجاوز تعداد نفوسها المليوني نسمة – إسرائيل – تحدت مليار مسلم واعتدت على لبنان وارتكبت من الجرائم ما قلّ نظيرها في التاريخ. وبعدها ترى دولاً إسلامية تسعى للاعتراف بها رسمياً! نحن نقول أن إسرائيل يجب أن تمحى من الوجود، وان القدس ملك المسلمين وقبلتهم الأولى(28).

الدعوة إلى الوحدة والتمسك بالإسلام للجهاد أمام إسرائيل

لقد دعوت الحكومات الإسلامية كراراً إلى الاتحاد والتآخي في مواجهة الأجانب وعملائهم الذين يهدفون إلى إبقاء بلداننا تحت اسر وذلّ الاستعمار، والاستيلاء على ثرواتها المادية والمعنوية، وذلك عبر إيجاد الفرقة والتشتت بين المسلمين والحكومات الإسلامية.

كما حذّرت الحكومات، سيما الحكومة الإيرانية، كراراً من إسرائيل وعملائها الخطرين. فنواة الفساد هذه التي زرعت في قلب العالم الإسلامي بدعم الدول الكبرى، وان جذور فسادها تهدد البلدان الإسلامية يوما بعد آخر، ينبغي استئصالها بهمة البلدان والشعوب الإسلامية العظيمة.

لقد اعتدت إسرائيل عسكرياً على البلدان الإسلامية، ولابد للدول والشعوب الإسلامية من القضاء عليها والتخلص منها.

إن مساعدة إسرائيل سواء ببيعها الأسلحة والمتفجرات أم تزويدها بالنفط، يعتبر حراما ومخالفة للإسلام. وان الارتباط مع إسرائيل وعملائها سواء كان ارتباطا تجارياً أم سياسياً، حرام ومخالفة للإسلام. وعلى المسلمين الامتناع عن التعاطي بالسلع الإسرائيلية. أسأل الله تعالى نصرة الإسلام والمسلمين(29).

(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة اشدُّ من القتل، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)(30).

الآن حيث تقوم دويلة إسرائيل الغاصبة بتأجيج نار الفتنة أكثر فأكثر، وتتمادى في اعتداءاتها على الأراضي العربية وتواصل تسلطها الغاصب في قبالة أصحاب الحق، وتشعل نار الحرب مرات عديدة. وحيث إنّ إخواننا المسلمين وضعوا أرواحهم على الأكف وراحوا يقاتلون في جبهات الحق وميادين الكرامة سعياً في استئصال نواة الفساد هذه وتحرير الأرض الفلسطينية المغتصبة؛ فإنـَّه يحتم اليوم على الحكومات الإسلامية لاسيما حكومات الدول العربية، أن تجنّد كافة قواها وطاقاتها وتتوكل على الله تعالى وتثق بقدرته الأزلية وتهب لمؤازرة الرجال المضحّين، الذين يقفون في الخطوط الأمامية من جبهات القتال وعيونهم ترنو إلى الأمة الإسلامية. عليهم أن يهبوا للمشاركة في هذا الجهاد المقدس لأجل تحرير فلسطين وإحياء المجد والعزة والعظمة الإسلامية. وليكفوا عن الاختلافات القاتلة والازدواجية في المواقف المدمّرة، وليمدوا يد الأخوّة إلى بعضهم البعض ويرصّوا صفوفهم ويجعلوها أكثر انسجاماً، ولا يخشوا القدرة الخاوية للصهاينة وإسرائيل.

كما أن عليهم أن لا يعلقوا الآمال على وعود القوى الكبرى، ولا يهنوا من توعداتها الجوفاء. وليتجنبوا الضعف والتهاون اللذين يستتبعان الانكسار المهين والعواقب، على قادة الدول الإسلامية أن يدركوا بأن جرثومة الفساد هذه، التي زرعت في قلب العالم الإسلامي، لا تستهدف القضاء والسيطرة على الأمة العربية فحسب، بل إن خطرها وضررها سيعمّ الشرق الأوسط بأسره.

إن المخطط الصهيوني يستهدف الاستيلاء على العالم الإسلامي والاستحواذ على الموارد الطبيعية التي تزخر بها البلدان الإسلامية.

ولا يتسنى التخلص من شرّ هذا الكابوس الاستعماري الأسود إلا بالتضحية والصمود واتحاد الحكومات الإسلامية. وإذا تلكأت دولة ما في التحرك خلال هذه الفرصة الثمينة التي أتيحت للإسلام، فعلى سائر الحكومات الإسلامية دفعها للعودة للصف عبر التوبيخ والتهديد وقطع العلاقات. كما أن على الدول الإسلامية النفطية استخدام النفط وسائر الإمكانات المتاحة لها كحربة ضد إسرائيل والمستعمرين، والامتناع عن بيع النفط إلى الدول التي تساعد إسرائيل(31).

لو كفّ قادة الدول الإسلامية عن إثارة الخلافات الداخلية، وتعرّفوا على الأهداف العليا للإسلام، وآمنوا بأحكامه، لما أصبحوا أسرى وأذلاء للاستعمار بهذه الصورة. إنَّ اختلافات قادة الدول الإسلامية هي التي كانت وراء بروز المشكلة الفلسطينية، وهي التي تحول دول حلها. فلو امتلك السبعمائة مليون مسلم – مع ما هي عليه بلدانهم الغنية الواسعة – الوعي السياسي وكانوا متّحدين مع بعضهم ومنظّمين في صفّ واحد، لما تمكنت الدول الاستعمارية الكبرى من اختراق بلادهم، ناهيك عن حفنة من اليهود الذين هم من عملاء الاستعمار(32).

لو أن الدول الإسلامية والشعوب المسلمة آمنت – بدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي والغربي – بالإسلام ووضعت تعاليم القرآن الكريم النورانية والتحررية نصب أعينها، وعملت بها؛ لما وقعت اليوم أسيرة للمعتدين الصهاينة ، ولما أرعبتها فانتوم أمريكا، ولما انصاعت لإرادة التطبيع، ولما انطلت عليها حيل الاتحاد السوفيتي وألاعيبه الشيطانية.

إنَّ ابتعاد الحكومات الإسلامية عن القرآن الكريم هو الذي جعل الأمة المسلمة تواجه هذا الوضع المأساوي ، وهو الذي جعل مصير الشعوب الإسلامية والبلاد الإسلامية في قبضة السياسات الاستسلامية للاستعمار اليساري واليميني(33).

لابد من الاعتراف بأنّ أعداء الإسلام والدول التي تسلّطت على الإسلام والمسلمين، كانوا رجال عمل لا كلام. والمسلمون – بعد الصدر الأول – كانوا رجال كلام لا عمل، ينظمون الشعر جيداً، ويلقون الخطابات الجيدة، وعندما يطرحون المشاكل ، يطرحونها بشكل جيّد، لكن عملهم لا يخرج عن حدود الكلام، ولا يصل الأمر إلى العمل. فلو كان الأمر يخرج عن حدود الكلام، لما عجز أكثر من مائة مليون عربي إلى هذه الدرجة عن مواجهة إسرائيل، ولما اقتنع أحد بأنهم – رغم امتلاكهم لكل شيء وحاجة الغرب للدول الإسلامية في الكثير من الأمور – يخضعون لسيطرة هؤلاء، مع كثرة تعدادهم وثراء مواردهم. وليس ذلك إلا لأننا افتقدنا تلك الروحية التي كانت في صدر الإسلام والتي كانت سبباً للنصر(34).

ثمة أمر يحيرني، وهو أنّ كل الحكومات الإسلامية والشعوب الإسلامية تعلم ما هو الداء، وتعلم أن أيادي الأجانب نافذة بينهم، وهي التي تقوم بزرع الفرقة فيما بينهم، وأنهم يرون ما يلحق بهم من ضعف وانهيار جراء هذه الفرقة. ويرون دويلة إسرائيل الخاوية تقف في مقابل المسلمين، الذين لو كانوا مجتمعين وألقى كل واحدٍ منهم دلواً من الماء على إسرائيل لجرفها السيل. ومع ذلك فإنهم يقفون عاجزين أمامها.

إنّ اللغز المحير هو لماذا لا يلجأ هؤلاء – مع علمهم بكل هذا – إلى العلاج الناجع المتمثل في الاتحاد والاتفاق؟ ولماذا لا يفشلون المؤامرات التي يحوكها المستعمرون لأضعافهم؟ فمتى ينبغي حل هذا اللّغز؟ ومن الذي يجب أن يتولى حلّه؟ من الذي ينبغي له إفشال هذه المؤامرات غير الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة.. فإذا عثرتم على حل لهذا اللغز أخبرونا به(35).

نحن نعلم، وكذلك المسلمون ، بل والدول الإسلامية المهمة تعلم أيضا، بأن ما أصابنا ويصيبنا إنما هو بسبب مشكلتين.

الأولى تتمثل في المشاكل والاختلافات القائمة بين الحكومات ذاتها، والتي عجزت حتى الآن عن إيجاد حلّ لها مع الأسف. فالجميع يدرك أن هذه الاختلافات سبب مشاكل المسلمين كلها، وقد أكدنا طوال ما يقارب العشرين عاما على هذا الأمر وتكلمنا وكتبنا عنه ودعونا قادة الدول إلى الاتحاد، لكن لم يلتفت أحد لذلك لحد الآن مع الأسف.

والمشكلة الثانية؛ هي مشكلة الحكومات مع شعوبها. الحكومات تصرفت مع الشعوب بنحو افقدها دعمها. فالمشاكل التي تواجه الحكومات يمكن أن تحلّ بواسطة الشعوب ولكن وبسبب عدم الانسجام بينهما، فإنّ الشعوب لم تهتم بحل هذه المشاكل، فهي غير مبالية بها على أقل تقدير. وقد تحدثت حول هذا الأمر كراراً، وأشرت إلى أنّ من المستحسن أن تأخذ الحكومات العبرة من حكومتنا السابقة وحكومتنا الحالية. فالحكومة السابقة في النظام الطاغوتي عندما كانت تواجه مشكلة، فإن الشعب إما أنْ يزيد في تعقيدها أو أنـّه كان غير مبالٍ بها(36).

إن أمريكا وطبقا لمخططها، تعمل على بث الفرقة بين المسلمين والاستفادة من ذلك في مسخ كرامتهم ونهب ثرواتهم ومواردهم وجعلهم مستهلكين . إن هؤلاء يلجأون إلى كل ذلك لتحقيق أهدافهم المشؤومة، ونحن لا نتوقع أن يكونوا غير ذلك. ولكننا عاتبين على قادة المسلمين، وعلينا أن نصرخ بوجوههم، فهم يطرحون أنفسهم كمؤيدين للإسلام، ولكنهم يعملون بما يتعارض مع نص القرآن الكريم، وسنة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وضد مصالح البلدان التي يحكمونها.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يمّن على أخواننا الفلسطينيين بالنجاة مثلما منَّ على شعبنا بالنصر بوحدة كلمتهم، بوحدة الكلمة بالتوكل عليه تبارك وتعالى، أنقذوا أنفسكم من أسر هذه العائلة ومن الأشخاص الذين روّجوا لهذه العائلة وأيدوها.. المهم هو وحدة الكلمة والتوكل على الله تبارك وتعالى.

لقد كان سرّ انتصارنا يكمن في وحدة كلمة الشعب والتوكل على الله تبارك وتعالى وقوة الإيمان.. فقد بلغت قوة الإيمان لدى شعبنا درجة جعلته يرى الشهادة سعادة، وكان يتطلع إلى الشهادة ولم يراوده أدنى خوف من الموت ولهذا انتصرت قبضاته على الدبابات.

كما ينبغي للشعوب الأخرى، سيما الشعب الفلسطيني، تجسيد وحدة الكلمة والتوكل على الله تبارك وتعالى. هذا هو سرّ النصر فحيثما تحقق يظهر النصر. يجب على شعبنا الفلسطيني العزيز الاهتمام بالقضايا الروحية والمعنوية، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، حتى يتحقق النصر بوحدة الكلمة والاتكال على الله تبارك وتعالى. أسأل الله تبارك وتعالى نصر الشعوب المستضعفة كافة.

لقد عبّرت عن وجهة نظري حيال فلسطين وإزاء إسرائيل كراراً منذ فترة طويلة جداً، ربما منذ عشرين عاماً مضت. والآن أقول أيضاً، نحن ندين إسرائيل. إسرائيل غاصبة وقد جاءت إلى مكان اغتصبته، ولابد من تحرير القدس وطرد إسرائيل.

على الدول العربية أن تتحد مع بعضها وان تعمل على طرد إسرائيل من أراضيها، وقطع أيدي المستعمرين.

إن تعداد المسلمين يقارب المليار مسلم، فلماذا تتمكن الصهيونية من اغتصاب قدسنا رغم هذا المليار مسلم، بل وتسيطر أيضا على الحكومات الأخرى، في حين لو اجتمع المسلمون لأصبحوا قوة كبرى. ليبقى كل واحد في موقعه، ولتبقى الحكومات على حالها، ولينضوي الجميع تحت لواء الإسلام(37).

دعم الانتفاضة

ينبغي أن نضم صوتنا إلى صوت الشعب المظلوم المنتفض داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وان نقدم الدعم العملي لتظاهراته وانتفاضته في مقابل ظلم إسرائيل، ليتغلب على هذا الغول المفترس والغاصب الملحد، مثلما أسقطت إيران بالتظاهرات والثورة الإسلامية النظام الشاهنشاهي.

كلنا أمل أن يستمر المظلومون في المناطق المحتلة، بتظاهراتهم وقيامهم ضد الصهاينة حتى تحقيق النصر(38).

قضية القدس ليست مسألة شخصية، ولا تختص ببلد ما، وليست مقتصرة على المسلمين في عصرنا الحاضر. بل تخصّ الموحّدين في العالم والمؤمنين في العصور الماضية والحاضرة والقادمة. فالمسجد الأقصى قائم منذ تشييده وحتى آخر يوم في عمر هذا الكوكب السيار.

وكم هو مؤلم لمسلمي العالم في عصرنا الحاضر، أن يتم التجاسر على الله تعالى ورسله الكرام، على مرأى ومسمع من المسلمين رغم كل إمكاناتهم المادية والمعنوية. ومن قِبَلِ مَن؟ من قبل حفنة من الأوباش المجرمين.

وكم هو عار على الحكومات الإسلامية أن تقف موقف المتفرج أمام قيام أمريكا – أكبر مجرم في التاريخ – بتبني عنصر فاسد معدوم القيم ودعمه في مقابلهم ، ليقوم – رغم قلة أفراده – بالتطاول واغتصاب معبد المسلمين المقدس وقبلتهم الأولى، واستعراض عضلاته أمامهم بكل وقاحة، رغم امتلاك المسلمين للشريان الحياتي للقوى العظمى. فكم هو مخجل السكوت أمام هذه المأساة التاريخية الكبرى.

وكم كان جميلاً لو أن مكبرات الصوت في المسجد الأقصى كانت قد انطلقت أصواتها منذ اليوم الذي أقدمت فيه إسرائيل – هذا العنصر الخبيث – على ارتكاب هذه الجريمة العظمى؟

والآن حيث يصدح المسلمون الفلسطينيون الثوريّون الشجعان بالنداء الإلهي، وبهّمة عالية، من معراج خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) داعين المسلمين إلى القيام والوحدة، والنهوض في مواجهة الكفر العالمي؛ فبأي عذر يمكن تبرير هذا الموقف غير المكترث، أمام الله القادر والضمير الإنساني الحي؟

أليس عاراً على المسلمين الغيارى أن لا يعلنوا عن مواساتهم، وأن لا يلبوا نداء المظلومية للشبان الفلسطينيين الأعزاء، الذين ضرجت دماؤهم جدران المسجد الأقصى، وقد طالهم رصاص حفنة من المحتالين جوابا لمطاليبهم الحقة المشروعة.

ليكن نداء مواساتهم موقظا للحكومات، لعلها تستفيد من قدرة الإسلام العظيمة، لقطع يد أمريكا الناهبة المجرمة، التي قدمت مما وراء البحار لدعم الظالمين ، والشد على يد إسرائيل القذرة؛ ولتنقذ نفسها وشعوب العالم المظلومة.

آمل أن يمنّ الله المنّان على البشرية بتعجيل انجاز وعده القرآني، وأن ينصر مستضعفي العالم على المستكبرين.

تحيّة للقدس والمسجد الأقصى، وتحية للشعوب الناهضة في مواجهة إسرائيل المجرمة، وتحيّة لمسلمي ومستضعفي العالم(39).

يوم القدس

يوم القدس، يوم عالمي، يوم لا يختص بالقدس وحدها، إنما هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين .. انه يوم مواجهة الشعوب – التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها – للقوى الكبرى.. انه اليوم الذي يجب أن يتجهز فيه المستضعفون في مقابل المستكبرين، ليمرغوا أنوف المستكبرين في الوحل.. انه اليوم الذي يمتاز به الملتزمون عن المنافقين.. فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم يوماً للقدس ويقومون بإحيائه.. أما المنافقون – هؤلاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى في الخفاء، وهم أصدقاء لإسرائيل – فإنهم لا يكترثون بهذا اليوم، أو أنهم لا يسمحون للجماهير بإقامة المسيرات.

يوم القدس، يوم يجب أن تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة.. يوم يجب أن تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين.. يجب أن تنهض فيه كل الشعوب مثلما نهضت إيران ومرغت وتمرغ أنوف المستكبرين بالوحل، وان تلقي بجراثيم الفساد هذه في المزابل.

يجب أن يتلفت السادة، وكل المسلمين، إلى أن يوم القدس، يوم يجب أن تلتفت فيه كل الشعوب الإسلامية إلى بعضها، وأن تحرص على إحياء هذا اليوم.. فلو انطلقت حناجر الشعوب الإسلامية في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك – الذي هو يوم القدس – ونهضت كل الشعوب، وانطلقت في مظاهرات ومسيرات مثلما نرى اليوم. فإن هذا الأمر سيكون مقدمة – إن شاء الله – للوقوف بوجه هؤلاء المفسدين والقضاء عليهم في كل أرجاء العالم الإسلامي.

إن إيران اليوم – وعلى الرغم من الأبواق الخارجية والأجهزة الدعائية لأمريكا والصهيونية والمتضررين من الثورة الإسلامية – تواصل تقدمها نحو تكامل بنائها واعمارها، وهي بذلك تـُعتبر عبرة للبلدان الإسلامية ومستضعفي العالم كي يكتشفوا قوتهم الإسلامية، وأن لا ترعبهم عربدة الشرق والغرب والمرتبطين بهم وحثالاتهم. وأن ينهضوا – متسلحين بالاعتقاد بالله تعالى والاتكال على قدرة الإسلام والإيمان – ويقطعوا أيدي المجرمين عن بلدانهم، ويجعلوا تحرير القدس الشريف وفلسطين في طليعة أولوياتهم، وأن يتخلصوا من عار الانصياع للسلطة الصهيونية – حثالة أمريكا – ويحافظوا على يوم القدس حياً.. كلنا أمل أن تزول اللامبالاة وترتفع الغفلة من خلال الحرص على إحياء هذا اليوم.

ــــــــــــــــ

1 - نداء الإمام إلى حجاج بيت الله 6/9/1981 صحيفة النور ، ج 15، ص 125.

2 - من بيان الإمام الخميني بمناسبة عقد مؤتمر الحج وعيد الأضحى المبارك، بتاريخ 30/8/1984. صحيفة النور، ج 19، ص 46.

3 - من رسالة الإمام الجوابية إلى الطلبة الجامعيين الدارسين في أمريكا وكندا، بتاريخ 13/7/1972 ، صحيفة النور، ج 1، ص 186.

4 - من رسالة الإمام الجوابية إلى الطلبة الجامعيين الدارسين في أمريكا وكندا، في تشرين الأول 1979، صحيفة النور، ج 1، ص 243.

5 - من بيان للإمام بتاريخ 28/7/1978، صحيفة النور، ج 20، ص 116.

6 - من نداء للإمام الخميني وجّهه للدول الإسلامية بتاريخ 8/11/1973، صحيفة النور، ج 1، ص 209.

7 - من نداء للإمام إلى حجاج بيت الله بتاريخ 3/9/1983، صحيفة النور، ج 18، ص 93.

8 - من لقاء للإمام مع مراسل الإذاعة والتلفزيون الألماني بتاريخ 9/11/1979، صحيفة النور، ج 10، ص 170.

9 - إشارة إلى حادثة هجوم سفيان بن عوف على مدينة «الأنبار» التي وقعت في عهد حكم الإمام علي(ع)، حيث قام احد الجنود باعتراض امرأتين إحداهما مسلمة والأخرى يهودية وسلبهما خلخاليهما وسواريهما وقرطيهما.

10 - من حديث للإمام الخميني في جمع من أعضاء الرابطة اليهودية في إيران، بتاريخ 14/5/1979، صحيفة النور، ج 6، ص 164.

11 - المقصود هم أولئك الذين يزعمون اتباع النبي موسى(ع) كذبا أي الصهاينة الذين هم غير اليهود الأتباع الحقيقيين للنبي موسى(ع).

12 - من حديث للإمام، بتاريخ 22/12/1983، صحيفة النور، ج 18، ص 192.

13 - من جواب الإمام على رسالة مجموعة من الفدائيين بتاريخ 28/9/1968، صحيفة النور، ج 1، ص 144.

14 - في اكتوبر 1962، قدمت حكومة أسد الله علم لائحة جديدة حول المجالس المحلية، للمصادقة عليها في مجلس النواب، وقد اعتبرها – مراجع الدين في قم والتجمعات الدينية – مغايرة للإسلام والدستور، وفي هذه اللائحة ألغت الحكومة شرط »الإسلام« في انتخاب المنتخبين والمرشحين، ووضعت بدل »القسم بالقرآن المجيد« كلمة القسم بـ »الكتاب السماوي« ومع تصويب هذه اللائحة فقد مهّدت الحكومة الطريق لضرب الإسلام وشيوع الثقافة الغربية وتسلط غير المسلمين على مصالح ومصير مسلمي إيران.

15 - من جواب الإمام على سؤال تجار وكسبة ومهنيي مدينة قم أوائل عام 1962، صحيفة النور، ج 1، ص34.

16 - منظمة المخابرات والأمن الوطني المعروفة باسم "السافاك" تم تأسيسها رسميا بأمر من الشاه محمد رضا عام 1957م، وكانت مهمتها تتلخص بالقضاء على معارضي الشاه ومواجهة التحرك الإسلامي.

وكان السافاك يتعاون مع الاستخبارات الأمريكية (سي آي أي) والموساد الإسرائيلي، وكانت أساليب التعذيب التي تمارس بحق السياسيين بدرجة دفعت الأمين العام لمنظمة العفو الدولية إلى القول عام 1957 "ليس في العالم ملف أسوأ من ملف إيران في مجال حقوق الإنسان".

17 - من حديث للإمام بتاريخ 3/6/1963، صحيفة النور، ج 1، ص 56.

18 - استناداً إلى قانون "الحصانة" الذي أقره مجلس الشورى الأجير للشاه في 12/10/1964، تتمتع عوائل المستشارين والدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين بالحصانة السياسية والقضائية فضلا عن المستشارين أنفسهم.

19 - من بيان للإمام بتاريخ نيسان 1973، صحيفة النور، ج 1، ص 200 - 202

20 - نداء للإمام بتاريخ 14/9/1973، صحيفة النور، ج 1، ص 206.

21 - كشفت الصحف الإسرائيلية بأن إسرائيل ومسؤوليها العسكريين كانوا قد قدموا للحكومة الإيرانية أبّان اندلاع الثورة الإسلامية أسلحة وبنادق غازية، وجاء في كل من صحيفة هاآرتس في عدد 23 تشرين الأول، وصحيفة داوارد في العددين 10 و 23 تشرين الأول والمجلة المتخصصة بالشؤون العسكرية سيكراهوديشت في عدد 3 تشرين الثاني ومجلة هجولام هزيه في عدد 22 من الشهر نفسه، وصحيفة معاريف في عدد 17 كانون الأول 1978: "إن الجيش الإسرائيلي - وبطلب من الشاه - أرسل جنوداً إلى طهران للقضاء على الثوار" إنهم المجرمون اليهود الذين ارتكبوا في الجمعة السوداء مذبحة عامة في ميدان "جاله" ضد أبناء طهران المسلمين.

وعلى حد قول تلك الصحف، فان إسرائيل أقامت جسرا جويا من مطار "اللّد" والمطار العسكري "رامات ديفيد" القريب من حيفا، من اجل إيصال السلاح الخاص إلى إيران، ومن تلك الأسلحة بنادق غازية تسبب قذائفها الإصابة بالشلل. كذلك أرسلت إسرائيل بطائرات العال الصهيونية فوجا من الكوماندوس للعمليات داخل المدن، إلى طهران، وكانت تلك المجموعة تحت إدارة دائرة المخابرات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وكان قائد تلك المجموعة، يدعى "هبعام زيبكي" الذي كان في الستينات قائداً للقسم الأوسط من إسرائيل ثم أصبح مستشاراً لرئيس الوزراء في قضايا مكافحة الإرهاب وتنفيذ المهمات الخاصة والآليات المرتبطة بها.

22 - من حديث للإمام بتاريخ 15/1/1978، صحيفة النور، ج 4، ص 225.

23 - من حديث للإمام بتاريخ 7/4/1964، صحيفة النور، ج 1، ص 63

24 - من حديث للإمام بتاريخ 31/8/1982، صحيفة النور، ج 16، ص 273.

25 - من بيان للإمام بمناسبة حوادث لبنان 22/3/1978، صحيفة النور، ج 22، ص 123.

26 - من حديث للإمام بتاريخ 17/5/1978، صحيفة النور، ج 6، ص 116.

27 - من بيان للإمام بتاريخ 1/4/1982، صحيفة النور، ج 16، ص 100.

28 - من حديث للإمام بتاريخ 8/9/1982، صحيفة النور، ج 17، ص 14.

29 - بيان الإمام إلى الشعوب والدول الإسلامية، بتاريخ 8/6/1967، صحيفة النور، ج 1، ص 139.

30 - البقرة/ 19 - 193.

31 - من نداء للإمام بتاريخ 28/11/1973، صحيفة النور، ج 1، ص 209.

32 - من بيان الإمام بتاريخ 9/2/1970 ، صحيفة النور، ج 1، ص 157.

33 - من جواب الإمام للطلبة الجامعيين بتاريخ 13 / 7/ 1972 ، صحيفة النور، ج 1، ص 186.

34 - من حديث للإمام في عدد من سفراء الدول الإسلامية بتاريخ 1/7/1979، صحيفة النور، ج 8، ص 95.

35 - من حديث للإمام بتاريخ 16/8/1979، صحيفة النور، ج 8، ص 235 - 236.

36 - من حديث للإمام في جمع من أعضاء مجلس الثورة ومنظمة المقاومة الفلسطينية، بتاريخ 15/9/1979، صحيفة النور، ج 9 ، ص 133.

37 - من حديث للإمام بتاريخ 4/3/1980، صحيفة النور، ج 14، ص 116.

38 - من بيان للإمام بتاريخ 1/4/1982، صحيفة النور، ج 16، ص 103.

39 - بيان سماحة الإمام بمناسبة انتفاضة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، بتاريخ 14/4/1982، صحيفة النور، ج 16، ص 128 - 129.

 

 

 محمد سعيد المؤمن