أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن الجمهورية الإسلامية تواجه حربا منذ أربعين عاما، وأن ما جرى من شغب وتخريب لم يكن حادثة عادية، متوعدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على مسرحياته الجنونية.

وأضاف قائد الثورة، خلال لقائه حشدا من أهالي مدينة قم بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضتها ضد النظام الملكي البائد: إن جميع التصرفات التي قام بها الأعداء خلال أربعين عاما مضت هي هجمات مضادة للثورة بسبب أنها اقتلعت جذوره السياسية في البلاد، ما أدى بهم إلى شن هجمات مضادة بشكل منتظم، إذ يعود إليها بعد أن يمنى بالفشل في كل مرة، لكنه يعجز عن تحقيق هدفه بفضل صمود الشعب وصلابته الوطنية، وفي هذه المرة أيضا وقف الشعب بصلابة وقوة في مواجهة أميركا وبريطانيا والمقيمين في لندن، وقال لهم لقد فشلتم هذه المرة وستؤولون إلى الفشل في المرات القادمة أيضا.

وأكد سماحته أن الثورة الإسلامية اقتلعت جذور العدو من البلاد من الناحية السياسية، موضحا: هذه المرَّة أيضاً قال الشعب بكلِّ قوة مخاطباً أمريكا وبريطانيا وساكني لندن أنكم لم تُفلحوا هذه المرَّة أيضاً، ولن تُفلحوا في المرات القادمة.

وتوعد الإمام الخامنئي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد، وقال إن هذا الشخص لا يتصف بالاتزان على الظاهر، لكن عليه أن يعلم أن هذه المسرحيات الجنونية لن تمر دون رد.

وأضاف القائد: إن أميركا تشعر بالسخط للغاية، ليس مني، بل منكم ومن شعب إيران وحكومتها أيضا، وهي ساخطة على الثورة الإسلامية بسبب هزيمتها النكراء أمام هذه الثورة العظيمة.

وقال: إن المسؤولين الأميركيين لجأوا إلى التصريحات الجوفاء، حيث يقول رئيسهم أن حكومة إيران تخشى من شعبها. لا ليس كذلك، إن حكومتنا منبثقة عن شعبها وتعمل من اجله، وقد تسلمت زمام الأمور بتفويض منه وتعتمد عليه فلماذا أنت خائف من الشعب الإيراني؟ ولو لم يكن هذا الشعب، فلم تكن هناك حكومة.

وأضاف: يقول الرئيس الأميركي أن حكومة إيران تهاب بطش أميركا، "فلو كنا نهابكم كيف استطعنا طردكم من إيران في عقد السبعينات، وها نحن قد طردناكم من المنطقة برمتها في العقد الجاري".

وأوضح قائد الثورة أن الشعب الإيراني حينما رأى أن العملاء لا يتوقفون عن أعمال الشغب، خرج في تظاهرات شملت جميع المدن الصغيرة والكبيرة في مختلف إرجاء البلاد خلال أيام متتالية.

وتابع یقول: إن خروج الشعب الداعم للنظام الإسلامي في إيران لم يكن حدثا طبيعيا، أقول لكم وأنا أعلم، أن أي مكان في العالم لم يشهد أمرا مشابها، أن تخرج مسيرات شعبية عفوية متناغمة ومتناسقة ومنظمة وبهذا الاندفاع في مجابهة مؤامرات الأعداء، أن هكذا أمر لم يحدث في أي بلد بالعالم وهو مستمر منذ 40 عاما في إيران.

وقال الإمام الخامنئي: إن الصراع بين النظام الإسلامي وأعدائه لم يحدث منذ عام واحد أو ثلاثة أو خمسة أعوام، بل يجسد معركة إيران حكومة وشعبا مع الأعداء، ومعركة الإسلام مع مناوئيه، وهي مستمرة ولن تتوقف بعد ذلك أيضا.

وأردف قائد الثورة: لقد وضعت تحاليل مختلفة خلال هذه الأيام عن الأحداث الأخيرة والتي ضمت عاملا مشتركا يتسم الواقعية وهو ضرورة التمييز بين مطالب الشعب الصادقة والحقة والممارسات الوحشية والتخريبية لمجموعة ما.

وتابع: لو وقف إنسان أو مجموعة تضم مئة أو خمس مئة شخص في مكان ما وقدموا مطالبهم فان هذا الأمر يختلف تماما عن استغلال بعض الأشخاص لهذا التحشد وقاموا بالإساءة للقرآن الكريم والإسلام وإحراق علم إيران وتدمير مسجد حيث لا يمكن المزج بين هذين الأمرين.

وقال: إن المطالب والاحتجاجات الشعبية طبيعية وكانت على الدوام وجارية حاليا، حيث إن بعض الناس يبدون التذمر من بعض المؤسسات المالية أو الأجهزة بسبب مشاكلها، وتصل أنباء عن تحشد في مدينة ما أمام مؤسسة أو مبنى المحافظة أو مجلس الشورى، إذ كانت هذه الأمور موجودة ولا يعارضها احد وينبغي الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها بقدر الاستطاعة.

وأضاف: إن الجميع يتحملون المسؤولية ولا أقول يجب "عليهم المتابعة" فأنا مسؤول ايضا وعلى الجميع متابعة مطالبة الشعب فهذه الأمور لا صلة لها بمن يحرق علم البلاد أو استغلال جماعة لتحشد الناس وإطلاق شعارات مناهضة للقرآن الكريم والإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية.

وتابع: هناك مثلث للأعداء نشط خلال هذه الأحداث ولم يبدأ نشاطاته أمس أو اليوم وإنما حاك مخططاته وفقا لما حصلنا عليه من دلائل معلوماتية والتي برز بعضها في تصريحاتهم وبعضها الآخر بلغتنا عن طرق استخبارية.

وقال: إن هذا المثلث يتمثل احد أضلاعه بالمخططات الأميركية والصهيونية التي وضعت منذ أشهر حيث يتم البدء في المدن الصغيرة والتقدم باتجاه العاصمة والضلع الثاني لهذا المثلث يتمثل بالأموال الطائلة التي تمنحها الأنظمة المحاذية للخليج الفارسي، حيث إن هذه الممارسات تتطلب نفقات باهظة والتي لا يتقبلها الأميركيون والضلع الثالث لهذا المثلث يتمثل بزمرة المنافقين الإرهابية.

وأضاف: منذ أشهر كان الأعداء يعدون هذا المخطط وقد أقرت وسائل إعلام المنافقين، خلال هذه الأيام، بصلاتهم مع الأميركيين حيث إن هذه الزمرة تقبلت بتقديم خدماتها في تنفيذ هذا المخطط وعقد لقاءات مع هذا الشخص أو ذاك وإبراز أشخاص ما في الداخل والبحث عنهم وتقديم الدعم لهم لتوجيه دعوات للناس.

وتوجّه الإمام الخامنئي إلى المسؤولين الأمريكيين بالقول: "يجب على الحكام في أمريكا أن يعلموا أولا أن سهمهم أصاب صخرة، ومن الممكن أن يعيدوا التجربة لكن ليعلموا أن رأسهم هذه المرة سيصطدم بالصخرة. ثانيا، لقد الحقوا بعض الخسائر في إيران على مدى الأيام الماضية، لكن ليعلموا أن هذا لن يمر دون عقاب. ثالثا، إلى ذلك الشخص المتواجد على رأس الإدارة الأمريكية الذي يبدو عليه أنه إنسان غير متزن، فليعلم أن ألعاب الجنون لن تعود بأي نتيجة".

وأردف قائد الثورة الإسلامية بالقول: "إلى أولئك الذين يتماهون مع الأمريكيين إن كانوا في الخارج أو في الداخل، يجب عليهم أن يعلموا أن هذا النظام يقف بكل ثبات وسيعالج كل المشاكل بتوفيق من الله".

يذكر أن انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة عام 1978، احتجاجا على مقال نشره نظام الشاه المقبور أساء فيه إلى شخصية الإمام الخميني طاب ثراه حيث استشهد في ذلك اليوم عدد كبير من طلبة العلوم الدينية واستمرت الاحتجاجات حتى انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.