أعطت الثورة الإسلامية في إيران ومنذ انتصارها عام 1979مكانة خاصة للمرأة ودوراً مميزاً مكنها من شغل مراكز اجتماعية وسياسية وإدارية قوية؛ فيما لم تحرمها أيضاً من حقها في تكوين الأسرة الكريمة وتربية الأولاد والقيام بدورها كزوجة وأم على أحسن وجه.

وقد انطلقت الثورة الإسلامية في تعاملها المرأة من التعاليم الإسلامية والقيم والأسس الدينية التي منحت المرأة دوراً مهماً في المجتمع بعد أن كانت خاضعة لشتى أشكال التمييز والظلم والتعسف في العصر الجاهلي الأول.

فالإسلام يعطي المرأة مكانة إنسانية خاصة ويعزز بشكل ملف دورها على الصعيدين الأسري والمجتمعي مما أسهم في الإرتقاء بمستوى قدرات المرأة وتقدمها في مختلف المجالات وجعلها ركناً أساسياً في الأسرة والمجتمع الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في أن الإسلام لا يرى أي عائق أمام مشاركة المرأة في مختلف المجالات والأنشطة الإجتماعية.

إن المرأة تحظى بمكانة خاصة ودور مميز في فكر الثورة الإسلامية حيث اعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي المرأة بأنها النواة الأصلية للمجتمع وإن سلامة هذه المجتمع من سلامة المرأة  مؤكداً استحالة أن يكون هناك مجتمع إسلامي سليم وفاعل وحيوي بعيداً عن المرأة وعن دورها في المجتمع.

وترى الثورة الإسلامية إن المرأة هي محور الأسرة في المجتمع والركيزة الأساسية لإستقرار هذه الأسرة والضامن لتحقيق التوازن الأسري إلى جانب الرجل الذي يشكل الركيزة الثانية وذلك على نقيض الفكر الغربي الذي يفصل بين المرأة والأسرة ولا يعتبرها نواة أساسية ومهمة لها.

كما تعتبر الثورة الإسلامية في إيران المرأة نصف المجتمع وقد وضعت قوانين وأنظمة تسهم في الإرتقاء بمستوى المرأة ودورها ومكانتها في هذا المجتمع وبالتالي قدمت نموذجاً للمرأة العصرية التي تنطلق في حياتها من التعاليم الدينية والقيم الإسلامية.

إن الثورة الإسلامية الإيرانية أحدثت تحولاً كبيراً في حياة المرأة ونمط تفكيرها واسلوبها في الحياة وذلك بسبب تمكنها في ظل هذه الثورة من القيام بدور فاعل في مختلف مناحي الحياة وقد كان لفترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة 1980 - 1988) التي أعقبت إنتصار الثورة الإسلامية دورا مهما في بلورة شخصية المرأة الإيرانية وكذلك فترة اعادة الإعمار والنهضة العلمية التي أعقبت ذلك.

وقد أثبتت المرأة الإيرانية بالفعل ومن واقع ثقافة الثورة الإسلامية كفاءتها وجدارتها في كافة المجالات الإجتماعية والسياسية وغير ذلك كما أثبتت أن المعتقدات الدينية والقيم الإسلامية لا تشكل عقبة أمام المشاركة الاجتماعية للمرأة بل بالعكس أنها تقود هذه الانشطة في الاتجاهات الصحيحة والسليمة.

 هذا وقد شكل نمو قدرات المرأة الايرانية في مختلف الابعاد العلمية والتكنولوجية والاختراعات وفي تقنية النانو والطاقة الذرية والفضاء والعلوم الأساسية بعداً واحداً من تقدم المرأة بعد الثورة الاسلامية.

واليوم تحتل المرأة الإيرانية مكانة مرموقة على الصعيدين الداخلي والخارجي وقد تمكنت من شغل العديد من المراكز الإجتماعية والثقافية والدينية إلى جانب المناصب السياسية والحكومية المهمة والمختلفة./انتهى/

 

مالك عساف