الشيخ عباس فتوني
رَفْرِفي يا بُنُود رُبانا
وَارْسُمِي في أُفْقِ الْخُلُودِ بَيانا
عِمَّةٌ في عُمْرِ الزَّمان تَهادَتْ
شَأْنُها الْفَخْرُ تَعْتَلِي الأَزْمانا
هَلِّلِي يا "خُمَيْنُ"، حَيث الدُّجَى وَ
لَّى، وَوَجْهُ الصُّبْحِ "الخُمَيْنِيَّ" بانا
هُوَ نِبْراسُ عَصْرِهِ، أَعْجَزُ الأَلْـ
ـبابَ عَنْ وَصْفِهِ، وَأعيا اللِّسانا
سَرمْدٌ تَحْتَوِيهِ ذَاكِرَةُ التَّأْ
رِيخِ هَيْهاتَ تُدْرِكُ النِّسْيانا
"أَأبا مُصْطَفَى" أُغَنِّيكَ بَحْراً
أَسْتَقِي مِنْ إِيقاعِهِ أَلْحانا
شَرَعَتْ كَفُّكَ الكرِيِمَةُ تُرْوِي
مِنْ نَدَى الفِكْرِ مَنْهَجاً حَرَّانا
مُغْدِقاً مِنْ ثَغْرِ الُفُؤادِ نِداءا
تٍ عِذاباً تُفَجِّرُ الغُدْرانا
أَثْمَرَ الزَّرْعُ مَنْعَةً، وَاسْتَحالَ الـ
ذِّكْرُ كَالرَّوْضِ باسِماً رَيَّانا
بِأبِي سَيِّداً، أِفاضِ رَشاداً
وَفُؤاداً مُكَلَّلاً إِيمانا
بِأبِي ساعِداً أَشادَ لِدينِ الـ
لَّهِ صَرْحَاً وَحَطَّمَ الأَوْثانا
خَمَدَتْ صَرْخَةُ الخَنا، وَأذانُ الـ
ـفَتْحِ دَوَّى يُشَنِّفُ الآذانا
خَفَقَتْ فِي العَلاءِ أَلْوِيَةُ النَّصـ
ـرِ مَدَى النُّورِ، زَيَّنَتْ "إِيرانا"
ما أُحَيْلَى الأَنْوارَ فِي الأُفْقِ تَسْرِي
تَوَّجَتْ بِالسَّنا رُبَى "لُبْنانا"
سيد الفتج ما وفيتك حقاً
أنت سر أبقى الحجى حيرانا
لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يا تُرَى لَئِنِ الشَّمـْ
ـسُ أَبانَتْ يَزِيدُها تِبْيانا
تَتَجَلَّى لِلنَّاظِرَيْنِ مَلاكاً
طَيْفُكَ الطُّهْرُ جَاوزَ الِإنْسانا
خَسِئَ المَوْتُ أَنْ يَحُوطَكَ يَوْماً
أَنْتَ كَالشَّمْسِ خالِدٌ فِي سِمانا
أَنْتَ فَجْرُ الأَحْرارِ تَمْحُو الدَّياجِي
لَمْ تَزَلْ فِي أَحْداقِهِمْ عُنْوانا
أَنْتَ لِلْقُدْسِ فِي فِلَسْطِينَ حِصْنٌ
لَيْسَ يَلْفَى الأَثِيمُ فِيهِ أَمانا
لَكَ مِنْ ساحَةِ القَداسَةِ عَهْدٌ
أَنْ نَصُونَ الشُّعُوبَ وَالأَوْطانا
وَنَصُوغَ الِجراحَ عَزْماً، يُغَنِّي
غِبْطَةً، وَالتَّحْرِيرُ رَجْعُ صَدانا
عِمَّةَ النُّورِ، بَلِّغِي الكُفْرَ أَنَّا
مَقْلَعُ العِزِّ لَنْ نَذُوقَ الهَوانا
لَنْ نَهَابَ الرَّدَى حِيالَ العِدَى إِنْ
أَمْطَرَتْ طَائِرَاتُهُمْ نِيرانا
قَسماً لَنْ نُقادَ هُوناً، وَلَوْ حَا
كَتْ قُرانا لَدَى المَجازِرِ "قانا"
حَسْبُنا أُمَّةُ "الخُمَيْنِي" أُسْداً
نَصَبُوا فِي وَجْهِ اليَهُودِ سِنانا
وَدِماءٌ تُطَهِّرُ الأرْضَ مِنْ رِجْـ
ـسِ الأَعادِي، وَتَدْحَرُ العُدْوانا
تعليقات الزوار