شامخ واثق غير آبه بكل الضجيج الذي تثيره أميركا خرج قائد الثورة الإسلامية خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من ضباط حرس الثورة الإسلامية موجها خطابه للشعب الإيراني، متجاهلا الغرب برأسيه الأميركي والأوروبي، ليرسم الخطوط العريضة لمواجهة الهجمة الأميركية المستعرة ضد إيران.
اختزل قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي بفصاحة وبساطة تخفي وراءها حنكة وفطنة طريق إفشال الحملة الأميركية بشقيها الاقتصادي والإعلامي بكلمتين بسيطتين وهما الصبر والتقوى، كلمتان لربما لا يفهمها الغرب المرفه بقدر ما تفهمه شريحة لا يستهان بها من الإيرانيين.
"الصبر والتقوى" ومن يستطيع أن يدرك معنى هاتين الكلمتين أكثر من أبناء الثورة الإسلامية الذي استطاعوا أن يلحقوا الهزيمة بصدام حين كانت دول العالم أجمع تقدم الدعم المفتوح له بالمال والسلاح، حينها استطاع أبناء الثورة الشابة أن يسطروا دروس الصبر والتقوى كما يحكي من خاض الحرب من الإيرانيين آنذاك.
قائد الثورة الإسلامية الذي تباها بقوة الجمهورية الإسلامية بطريقة محنكة حين أشار إلى أنه لو كانت أميركا قادرة على مواجهة إيران لما لجأت للتحالف مع الدول الرجعية في المنطقة لواجهة إيران، بدا محيطا بخطورة الهجمة التي تتعرض لها إيران حين عبر عن أمله بان تتبوأ الجمهورية الإسلامية المكانة التي لا يستطيع الأعداء معها توجيه التهديدات العسكرية والاقتصادية لها.
حيث خاطب الشعب الإيراني بعبارة واضحة وشفافة قائلا: "الصمود أمام الأعداء له أثمان إلا أن فوائده تفوق أثمانه مئات المرات" عبارة تحمل معها رسالة واضحة للشعب الإيراني وهي أن الوقوف في وجه أميركا والاستكبار لن يكون فسحة ولا رحلة بل سيكون صعبا ولكن عليكم أن تنظروا إلى المستقبل، فصمود اليوم سيحقق عزة واقتدار الغد.
ولعل أكثر ما يلفت في خطاب قائد الثورة خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من ضباط حرس الثورة الإسلامية هو عدم تعرضه للموقف الأوروبي ولا للحزمة الأوربية التي من المقرر أن تقدمها الدول الأوربية لضمان تحقيق إيران الفائدة الاقتصادية من الاتفاق النووي بعد تنصل ترامب منه والتي تعول عليها حكومة روحاني، حيث رأى قائد الثورة أن الحل موجود بالداخل الإيراني وليس بالخارج فلم يعول القائد سوى على الشعب الإيراني لأن الاقتدار كما أكد ينبع من قبل الشعب وليس من شراء الأسلحة أو إقامة القواعد العسكرية لدول أجنبية على ارض الوطن.
قائد الثورة واختيار الزمان والمكان
ولربما كان اختيار مراسم تخرج دفعة جديدة من ضباط حرس الثورة الإسلامية بجامعة "الإمام الحسين (ع)" للإدلاء بهذه التصريحات وظهور قائد الثورة الإسلامية وهو يدخل إلى الكلية العسكرية من بوابة تم تصميمها على شكل المسجد الأقصى، وازدانت بصور كل من الشهيد حسن طهراني مقدم (أبو الصواريخ الإيرانية)، فتحي شقاقي (الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي) السيد عباس الموسوي (الأمين العام السابق لحزب الله ) الشيخ احمد یاسين (احد قادة حماس) عماد مغنية (القيادي في حزب الله) مهدي لطفي نياسر (احد شهداء الحرس الثوري الذين استشهدوا في الهجوم على مطار T4 بسوريا)، هي خير رسالة للأمريكان ولغيرهم.
باسل كعدة
تعليقات الزوار