الوفاق الوطني وتجنب إثارة النعرات الطائفية والتعامل الحسن والعقلائي مع الأجانب المقيمين في إيران وكثير من الأمور ذات الطابع الاجتماعي والأمني إذا لم يتدخل قائد الثورة فيها لتسويتها بأسلوب حكيم ومنطقي لكان البلد قد واجه بعض التحديات الأمنية والاجتماعية وتشديد الاحتقان الطائفي .

وهنا يجدر بنا في هذا التقرير البسيط أن نذكر بعض مواقف قائد الثورة وأوامره التي جنّبت البلد من بعض المشاكل الأمنية والاجتماعية ومنا تصعيد الفتن المذهبية . فقبل نحو عشر سنوات أمر قائد الثورة الإسلامية بسماح بث أذان أهل السنة على الفقه الشافعي في محافظة كردستان، شمال غرب إيران، والذي واجه ترحيباً واسعاً من قبل الطائفة السنية وبالأخص مجلس إفتاء أهل السنة في محافظة كردستان .

القرار الذي اتخذه قائد الثورة الإسلامية والذي لم يخطر على بال المسؤولين الأمنيين والاجتماعيين في هذا المجال ساعد كثيرا على تخفيف الاحتقان الطائفي الذي كان يعتبره (بث أذان أهل السنة من الإذاعة والتلفزيون) بعض المسؤولين المحليين بأنه يثير حساسيات مذهبية تليها تحديات أمنية، رؤية الإمام الخامنئي كانت تختلف كثيرا عن هذه الرؤية الضيقة، فرؤية سماحته بالنسبة لمثل هذه القضايا كانت مستقبلية وعلى المدى البعيد وعلى أساس المحافظة على الوفاق الوطني من جانب والعمل على تقريب المذاهب وتحقيق الوحدة الإسلامية وتجنب البلد من أي فتنة مذهبية يستغله العدو الخارجي وأياديه الداخلية .

 الأمر الأخر الذي أصدره قائد الثورة الإسلامية والذي كان يحمل طابعاً اجتماعياً من جانب وطابع سياسي من جانب آخر، وهو السماح للأطفال الأفغانيين للدراسة في المدارس الإيرانية بعد ما كان ممنوع من قبل الجهات الحكومية مما أدى لان يستفاد حدود 200 ألف طفل أفغاني مقيمين في إيران من الإمكانات الدراسية الحكومية ليجعل الأفغاني كالمواطن الإيراني جنبا إلى جنب يستفاد المواهب الحكومية بشكل متساوي .

هذا الأمر الذي أصدره قائد الثورة والناتج عن بصيرته ورؤيته الحكيمة إلى القضايا الاجتماعية والأمنية، أنهى التصورات الخاطئة حول العنصر الأفغاني والإعلام المضاد الذي كان يروجه ويصدقه بعض العوام على أن الشخص الأفغاني هو عنصر مخل للأمن الاجتماعي ويشكل هاجسا للأيدي العاملة في إيران. فأوامر قائد الثورة الإسلامية وضعت حدا للتصورات والمواقف المغلوطة تجاه الأجانب المقيمين في إيران حيث أجاز سماحته حتى بالنسبة للأفغانيين اللذين دخلوا إيران بشكل غير قانوني لان يستفاد أطفالهم من المواهب الحكومية لإدامة دراساتهم .

هذه المواقف وأمثالها تكشف عن وعي ويقظة وحنكة القيادة الإيرانية في التعامل مع القضايا الاجتماعية والأمنية والحفاظ على الوفاق الوطني والوحدة الإسلامية وان هذا النظام يسير وفقا للثوابت التي وضعها منذ اليوم الأول من انتصار الثورة الإسلامية ولا يتأثر بالتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها لكي ينحرف ويبتعد هم أهدافه التي رسمها بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية .

هذا من جانب ومن جانب آخر فان المواقف وهذا النوع من التعامل مع القوميات والأقليات المذهبية واللاجئين يكشف الفارق الشاسع بين الوضع الحالي للمجتمع الإيراني وبين ما كان عليه قبل الثورة الإسلامية من مذلة وهوان وتحقير وتمييز عنصري ومذهبي .

 

المصدر: وكالة التقريب