السيد محمود هاشمي شاهرودي من مواليد 1948 هو سياسي معتدل ومرجع دين إيراني، نال درجة الاجتهاد في حوزة النجف من قبل أستاذه المرجع الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر، وهو قد ترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عقب تأسيس المجلس في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

وشغل آية الله الشاهرودي منصب رئاسة السلطة القضائية في إيران لدورتين {1999-2009}، وآخر مناصبه قبل الوفاة كانت رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران.

ولد الشاهرودي في الثاني من ذي القعدة عام 1367 هـ مصادف سنة 1948 م، بمدينة النجف الأشرف، في عائلة متدينة تنحدر أصولها من مدينة الشاهرود في محافظة سمنان الإيرانية، كان والده آية الله علي هاشمي الشاهرودي رجل دين ومن تلامذة آية الله المرجع الديني السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي وكان جدّه السيد علي أكبر هاشمي الشاهرودي، وهو كان قد هاجر من مدينة الشاهرود إلى كربلاء لمجاورة مرقد الإمام الحسين عليه السلام.

وأما والدة السيد محمود كانت بنت آية الله علي مدد الموسوي القائيني، وهو كان أحد علماء قرية سيدان التابعة لمدينة بيرجند.

ودرس الراحل الابتدائية والثانوية في المدرسة العلوية في مدينة النجف، وإلى جانب ذلك تلقّى دروس العلوم الدينية عند الشيخ هادي السيستاني، وفي عام 1381 هـ قرّر الدخول إلى الحوزة العلمية، فعارضه الكثيرون لفعل ذلك باستثناء جده السيد علي أكبر الشاهرودي، وهو قام بتشجيعه لدراسة العلوم الدينية.

فدخل حوزة النجف وكان عمره ستة عشر سنة، وأنهى مرحلتي المقدمات والسطح في سنين قلائل، ثم درس الدراسات العليا، وتلمذ على يد ثلة من كبار العلماء في عصره ومن أبرزهم آية الله السيد محمد باقر الصدر والإمام الخميني، وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي.

أمضى الشاهرودي سنوات كثيرة لأخذ دروس خارج الفقه والأصول، حتى نال درجة الاجتهاد من قبل أستاذه آية الله محمد باقر الصدر في عام 1399 ، وكان عمره آنذاك يناهز ثلاثين عاما.

واعتقل السيد محمود الشاهرودي من قبل نظام صدام المقبور عام 1974 بتهمة الانتماء إلى الحركة الإسلامية المرتبطة آنذاك بتلامذة السيد محمد باقر الصدر، فتعرض لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في مديرية الأمن العامة، وبعد إطلاق سراحه منع من السفر ومن ممارسة أي نشاط ديني وثقافي داخل العراق.

في يناير كانون الثاني 1979، بعد أن انتصرت الثورة الإسلامية في إيران قام الشعب العراقي في الكثير من المدن العراقية بمظاهرات ضد النظام، فأتهم الشاهرودي من قبل النظام بأنّه من المحرّكين والمحرّضين على التظاهرات، فصدر بحقّه قرار بإلقاء القبض من مديرية الأمن العامة، فتم ملاحقته من قبل البعث الصدامي، فاضطر إلى السفر خارج العراق فوراً، بإيعاز من السيد محمد باقر الصدر، فاختار الكويت مقصداً ومن ثم  إيران.

فبعد دخوله إلی إيران في مارس آذار 1979 أصبح الوكيل العام والممثل الخاص للسيد محمد باقر الصدر لدى الإمام الخميني، وقام بنشاطات عديدة لدعم المعارضة العراقية، فأسس جماعة العلماء المجاهدين، وشارك في تشكيل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وتولّى رئاسة المجلس الأعلى لمدّة أربع دورات، وكان يشارك في مؤتمرات عديدة لدعم الشعب العراقي كمؤتمر الكوادر العراقية، ومؤتمر جرائم صدام، وغيرها.

ومن سائر نشاطاته فهي مشاركته في المؤتمر الخاص ببنك التنمية الإسلامية، الذي انعقد في جدة عام 1398 هـ، كممثل عام للشهيد السيد محمد باقر الصدر، حيث ألقى فيه مقالة تطرق فيها إلى موضوع "وضع الأرصدة في البنوك الأجنبية والانتفاع بفوائدها" من وجهة النظر الإسلامية، وقد نشرت هذه المقالة في إحدى المجلات الفصلية التي تصدر عن منظمة الإعلام الإسلامي، وذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية.

وللسيد هاشمي الشاهرودي مشاركات فعالة في مجال المؤتمرات الإسلامية الفكرية، والاجتماعات التي يقيمها مجمع أهل البيت العالمي، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، والحوزة العلمية في مدينة قم، والتجمعات التي تقام في مدينة مشهد.

كما ترأس آية الله الشاهرودي أول مؤتمر فقهي اختصاصي دعا إليه الإمام الخميني، وكان تحت عنوان “تأثير الزمان والمكان على الاجتهاد”، وكذلك ترأس المؤتمر الأول لدائرة معارف الفقه الإسلامي لمذهب أهل البيت، الذي انعقد في مدينة قم.

 

مناصبه:

تولّی عدة مناصب في إيران، ففي عام 1994 أصبح عضوا في مجلس صيانة الدستور، وهو مجلس وظيفته الإشراف علی القوانين التي يسنها مجلس الشورى الإسلامي، ثم عينه قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي، رئيسا للسلطة القضائية عام 1999م، فتسلم رئاسة السلطة لمدة عشر سنوات.

وشغل السيد الشاهرودي قبل وفاته منصب رئاسة الهيئة العليا لحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث في إيران، والتي تشكلت بأمر من قائد الثورة عام 2011، وهو أيضا عضو في مجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور، وقد عينه المرشد الأعلى أخيراً رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران قبل وفاته اليوم.

 

تدريسه:

انضم إلى الحوزة العلمية في مدينة قم بإيران عام 1402 هـ وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول، (أعلى مستوى في الحوزة) ومن المواد التي قام بتدريسها هي حقوق الجزاء في الإسلام، الإيجار والبيع والمضاربة والمشاركة والمساقاة والمزارعة والصوم.

 

مؤلفاته:

له عشرات المؤلفات الكبيرة في التفسير والفقه وأصول الفقه ، أبرزها:

-بحوث في علم الأصول: يتضمّن هذا الكتاب تقريرات الأبحاث الأصولية لآية الله محمد باقر الصدر ويتكون من 7 أجزاء.

– قاعدة الفراغ والتجاوز .

– قراءات فقهية معاصرة : تتكون من جزأين، تحتوي على موضوعات ومسائل مستحدثة جديدة ، تمثّل قراءات اجتهادية للواقع المعاصر على ضوء الشريعة الإسلامية.

النظرة الكونية.

مصدر التشريع ونظام الحكم في الإسلام .

التفسير الموضوعي لنهج البلاغة .

الصوم تربية وهداية.

المحصول في علم الأصول

منهاج الصالحين: رسالة عملية تتكون من جزأين .

مناسك الحج .

صحيفة العدالة: تحتوي على مجموعة مواضيع حقوقية ، قضائية ، اجتماعية ، تتضمن 6 مجلدات، وهي مكتوبة بالفارسية.

الحكومة الإسلامية.

نظرة جديدة في ولاية الفقيه.

توفي يوم الاثنين 16/ربيع الثاني/1440ـ، 24/ديسمبر/2018م، عن عمر يناهز 70 عاماً في العناية المركزة بمستشفى خاتم الأنبياء الإيرانية بعد صراع طويل مع المرض في الأمعاء.