اضطلعت العديد من المراكز والمؤسسات الدينية كالمساجد بدور المنظم والمحتضن للقوى المناهضة للنظام. وشكلت المساجد احد أهم هذه المواقع التي اتخذها الثوريون منطلقاً في حشد الجماهير ضد النظام الشاهنشاهي.

ويعتقد قادة الثورة أن تفعيل دور المسجد عمل مستوحی من دوره في صدر الإسلام حيث كان مقر السلطة والقيادة والاجتماع بالمسلمين. واخذ علماء الدين والثوريون ممارسة دورهم من فوق المنبر ومن محراب الصلاة في عرض الفكر السياسي الإسلامي ونشر أهداف النهضة وفضح الجرائم التي كان يرتكبها النظام الشاهنشاهي والكشف عن مؤامرات الاستكبار العالمي خاصة أمريكا والكيان الإسرائيلي.

وقال مواطن إيراني ممن شهدوا الثورة: "منذ زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يقوم المسجد بدور محوري في الصمود أمام الظلم كما انه محور الحركة السياسية والعسكرية والاجتماعية. وثورتنا استلهمت هذه المكانة للمسجد فانتصرت".

تحولت المساجد آنذاك إلى معاقل حصينة للثورة ومراكز لقيادة العمليات تعمل بتوجيه من قائد الثورة وكذلك بث البيانات والكلمات والخطابات التي كان يلقيها قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه التي كانت سببا في تعميق وعي الشعب بشان الأهداف الإسلامية السامية.

وعقب انتصار الثورة وإعلان الجمهورية الإسلامية، استمر دور المسجد وتحول إلي مركز للاقتراع في الانتخابات والاستفتاءات الدستورية، حيث شهد ولادة الدستور وأول انتخابات ديمقراطية في تاريخ إيران.

لا يقتصر دور المسجد في إيران علی الصلاة فحسب، بل كل شيء فيه عبادة وكان اللجوء إليه كمنطلق للثورة الإسلامية يعد استراتيجية أسهمت بانتصارها.