قصيدتان في الذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران والخطاب التاريخي للإمام السيد علي الخامنئي بهذه المناسبة.

وقد قدّم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي في هذه الإطلالة صوراً عن مفاخر الجمهورية الإسلامية ومكاسبها بلغة الأدب السياسي مستعرضا انتصاراتها التي تحققت بفضل التزام الشعب الإيراني المؤمن بأهدافه المصيرية وتمسكه بمبدأ ولاية الفقيه ، في تكامل مضطرد أدى إلى تطور قدرات إيران في جميع المجالات:

 

(القصيدة الاولى)

 

أضيئي بشمعتِكِ الأربعين

______________

 

ذُراكِ تطوفُ بها الأنجُمُ

ويسعى لها الكوكبُ الأعظمُ

 

فأنتِ لنا في طريقِ العُلا

إلى غدِنا الضوءُ والمَعْلَمُ

 

أيا ثورةَ الحقِ جِدِّي فلَنْ

يفُلَّكِ طاغٍ ولا مُجرمُ

 

فذا أربعونَكِ أُعجوبةٌ

تبُثُّ ثباتاً ولا تُهزَمُ

 

تذودُ عن الحقِّ في عالمٍ

يُضامُ بهِ الباذلُ المكرِمُ

 

وكلُّ أَبيٍّ يرى حقَّهُ

مُضاعاً ويسلِبُهُ المجرِمُ

 

فبوركَ يومُكِ مِنْ مشرقٍ

يُضاءُ بهِ المُعتَمُ المظلِمُ

 

وبوركَ عزمُكِ لا ينثني

إذا جاءَ بغيٌ بما يهدِمُ

 

وذا الأربعونَ اقتدارٌ أَتى

بخيرٍ وألويةٍ تُكرَمُ

 

يسدِّدهُ قائدٌ أصيَدٌ

يعاضدُهُ شعبُهُ الضيغَمُ

 

وأدعيةٌ تبتغي رفعةً

يردِّدُها الصُوَّمُ القُوَّمُ

 

هنيئاً لثورتِنا عيدَها

وملحمةً لم تزلْ تبسِمُ

 

ومكتسباتٍ أتاحتْ لنا

شُمُوخاً يُدوِّي ويُستَلهَمُ

 

أَضيئي بشمعتَكِ الأربعين

مشاعِلَ فتحٍ لِمنْ قاوَمُوا

 

ومَنْ شُرِّدوا مِن بلادٍ لهمْ

فصارتْ أسيرةَ مَن أجرموا

 

أَضيئي بشمعتَكِ الأربعين

حُروفَ الوفاءِ لِمنْ يعلمُ

 

بأَنّ الوفاءَ حصيلُ تُقىً

وأنّ التقيَّ هو الأعلمُ

 

أضيئِي لنا الدربَ يا ثورةً

هي القلبُ مِن نهضةٍ تَقدُمُ

 

وإيرانُ فيها عرينُ الإبا

ورائدُها القائدُ المُلْهَمُ

 

أزيلي جبالَ الهمومِ التي

أراعتْ وآلامُها علقمُ

 

فإنَّا جميعاً عطاشى غَدٍ

يزيدُ بهِ الخيرُ والبلسمُ

 

أنيري قصائدَ قد دُوِّنتْ

بصدقِ الولاءِ لها ميسَمُ

 

تدافِعُ عن أُمَّةٍ اُرهِقَتْ

وثورةِ حقٍّ بها نُكرَمُ

 

وتمحقُ أحقادَ مَنْ ناوأُوا

بعزمٍ لهُ البغيُ يستسلمُ

 

سلامٌ على ثورةٍ لم يزلْ

يُغاثُ بها الغصنُ والبرعُمُ

 

ويحيا بها الدينُ مستظِهراً

على كلِّ طاغٍ مضى يَحرِمُ

 

سلامٌ على راحلٍ خالدٍ

بنى دولةً بالجهادِ فمُ

 

ونائبهُ الفذُّ ليثُ الحمى

ومِن فيهِ يخرجُ ما يُلهمُ

 

سلامٌ على اُمّةٍ أنجبتْ

كَمثلِهما قادةً أقدموا

 

يذودون عن شِرعةٍ لم تَمُت

بغدْرٍ عدى أو برَهطٍ عَمُوا

.........................

 

(القصيدة الثانية)

 

بُشراكَ يا فخرَ الولايةِ قائداً

_______________

 

يا سيّدي يا شُعلةَ الإسلامِ

يا بنَ الحسينِ الثائرِ المقدامِ

 

يا قائدَ الأحرارِ تقدُمُهمْ إلى

نصرٍ يدُكُّ معاقلَ الظُلّامِ

 

يا خامِنائيْ أنتَ خيرُ مقاومٍ

ضحّى وفخرُ خليفةِ لإمامِ

 

بكَ هلَّلتْ شمسُ الولايةِ حُجَّةً

لتفيضَ إشراقاً على الأَنسامِ

 

وتعرِّفَ الدنيا بفضلِ مسيرةٍ

تمضي بكلِّ محبةٍ وسلامِ

 

صنعَتْ لإيرانَ المفاخرَ دولةً

عُظمى وفيها رِقّةُ الإسلامِ

 

يا سيدي لبَّيكَ فاْمضِ بِنا إلى

فتحٍ تمنّاهُ الشهيدُ الظامي

 

فهناكَ صوتٌ للحُسينِ مُزمجِرٌ

وهناكَ ألويةٌ سعتْ لقيامِ

 

ونفيرُ عاشوراءَ دامَ مناصراً

في كلِّ أرضٍ ثورةَ الآكامِ

 

يا سيدي بورِكتَ راعيَ نهضةٍ

قفزَتْ على الأوجاعِ والآلامِ

 

سَحَقَتْ رُؤوسَ الناهبينَ وحسبُنا

فخراً بأنّا عُدّةُ الإقدامِ

 

بُشراكَ يا فخرَ الولايةِ قائداً

خضعَتْ لعزمكِ عُصبةُ الأَخصامِ

 

قُدْتَ الحُشُودَ وانتَ تعلمُ أنها

تغدو بلا وجَلٍ إلى الإكرامِ

 

وبأَنّ آلامَ الشدائدِ ساعةٌ

تمضي فتأتي حقبةُ الإنعامِ

 

أدعُو الإلهَ بأنْ يُكحِّلَ عَينَناً

بظهورِ صاحبِ عصرناِ المِبسامِ

 

فتكونَ بينَ يديهِ رِدءاً ناصراً

في دولةٍ حُبيَتْ بخيرِ إمامِ

 

_____________

 

بقلم الكاتب والاعلامي

حميد حلمي البغدادي