أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان حدث مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، معتبرا أن ترامب تجرأ على قراره حول الجولان بعد صمت العالم العربي

ولفت السيد نصر الله في كلمة له عبر شاشة قناة المنار مساء اليوم الثلاثاء، انه عندما سمح العالم لترامب أن يصادر القدس ويعلنها عاصمة أبدية لإسرائيل هو فتح الباب أمام كل تجاوز من قبل الأميركي، وان وما جرّأه هو الموقف في العالم العربي والإسلامي تجاه مسالة القدس لذلك علينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ليعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

واعتبر أن اضعف الإيمان إذا كان هناك بقية حياة وشرف وضمير وشهامة في العالم العربي ان تقوم قمة تونس المقبلة بإعلان سحب "المبادرة العربية للسلام" عن الطاولة.

وأشار السيد نصر الله إلى انه أمام هذه التجربة -أي القدس والجولان- يجب أن يقتنع من ما زال مترددا أن الخيار الوحيد هو المقاومة ليستعيد السوريون الجولان واللبنانيون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر ويحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.

 

الرد على تصريح وزير الخارجية الأميركي

 ورد السيد نصر الله على كل ما ورد في تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته لبنان، فأشار إلى أن مشكلة لبنان الوحيدة بنظر الأميركيين هي مشكلة حزب الله، متسائلا:حتى للذي يعتبر أن حزب الله مشكلة للبنان هل هي مشكلة لبنان الوحيدة كما قدمها بومبيو؟

 وحول قول بومبيو أن حزب الله عائق أمام أحلام اللبنانيين قال سماحته هل يقف حزب الله عائقا  أمام أحلام اللبنانيين أم أن حزب الله جزء من قوى في لبنان تعلق عليها الآمال لتحقيق هذه الأحلام؟ احد الذين يقفون عائقا أمام أحلامهم هي إسرائيل ومن يدعم إسرائيل وعلى رأسهم بومبيو ومن يفرض العقوبات  ويمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

وحول قول بومبيو أن حزب الله يضع اللبنانيين في خطر قال إن الذي وضع الشعب اللبناني في خطر منذ 1948 هي إسرائيل التي تحميها أميركا، والمقاومة هي التي دفعت الخطر عن اللبنانيين وهي التي استعادت الأرض وأخرجت الاحتلال وانتم كنتم تريدون أن تكرسوا الاحتلال للبنان.

وأضاف إن بومبيو يقول إن حزب الله حصل على التمثيل من خلال إرهاب اللبنانيين.. هذا لم يدّع به احد في لبنان. وتابع تعقيبا على ادعات بومبيو: اين ينشر حزب الله الدمار في لبنان؟ من ينشر الدمار في المنطقة هو انتم يا سيد بومبيو وقادتكم.

السيد نصر الله ردا على بومبيو أيضا أشار أننا ذهبنا إلى سوريا لنحمي سوريا ونحمي لبنان وكل اللبنانيين يعرفون ماذا كان سيكون مصير لبنان لو سيطرت داعش على سوريا.

السيد نصر الله وحول الادعاءات بشأن صواريخ المقاومة أشار أن الشعب اللبناني لمس أن المقاومة استطاعت أن تفرض ردعا في مقابل عدوانية إسرائيل.

وأكد أننا اشد الناس حرصا على الاستقرار في لبنان لأننا جزء من الشعب اللبناني الذي مصلحته السلام والازدهار وإيران معنا في هذا.

واعتبر أن الهدف الحقيقي لزيارة وزير الخارجية الأميركي تحريض اللبنانيين على بعضهم وان نخوض في دماء بعض ليرضى ترامب وبومبيو.

وقال: هو جاء من اجل تحريض اللبنانيين على بعضهم وتخويفهم والتهويل عليهم ، مؤكدا انني لم اجد جملة صادقة أو صحيحة واحدة في ما قاله هذا الرجل.

واعتبر أن مشكلته معنا أننا كنا جزء من الذين قاتلوا في سوريا واسقطوا المشروع الأميركي في سوريا ومشكلته مع إيران وحزب الله انه يوجد احد جدي يقف عقبة في وجه صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

وحول ادعاء بومبيو أن أميركا حريصة على عودة النازحين أشار السيد نصر الله أن هذا كذب متسائلا من الذي يمنع النازحين في مخيم الركبان من العودة؟ الأميركيون.

وأشار ردا على تصريحاته أيضا أن إيران واللواء قاسم سليماني لهم فضل كبير فهم ساعدونا أن نحافظ على امن وسلامة الشعب اللبناني عندما قاتلنا داعش الذي يعترف رئيسكم أن أميركا صنعته وساعدته.

وأضاف: بالأسلحة الإيرانية قاتلنا كل الجماعات التكفيرية الإرهابية التي أوجدتموها انتم وبالأسلحة الإيرانية حررنا أرضنا من الاحتلال الصهيوني الذي تدعمونه انتم. وسأله بماذا ساعدت اميركا لبنان؟ بدعم إسرائيل والجماعات التكفيرية؟ بالتهويل والتهديد والعقوبات؟.

السيد نصر الله أكد أن الذي يمنع إسرائيل أن تشن حربا هو وحدة اللبنانيين وقوة الردع وقدرة المقاومة على المواجهة.

و توجه بالشكر إلى الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على مواقفهم والشكر لوزير الخارجية على موقفه ووقفته والشكر للقوى السياسية والإعلاميين والنخب والشباب والصبايا الذي عبروا عن رفضهم والشكر للقوى التي لا تتجاوب مع دعوات التحريض.

وأكد أننا مدعوون للحفاظ على الهدوء والتعاون لبناء دولية قوية وقادرة وعادلة وتجاوز خلافاتنا ولا نسمح لا لشياطين كبار ولا شياطين صغار أن تلعب في تفاصيلنا وتحدث فتنة.

وأكد الأمين العام لحزب الله أننا اشد اقتناعا بخياراتنا واشد التزاما بسلمنا الأهلي ودعمنا لمؤسسات الدولة والوحدة الوطنية والتعاون رغم الخلافات وسنكون اشد حرصا على هذا السلام والأمن والازدهار وان نوظف كل صداقاتنا لمصلحة لبنان وليس على حساب لبنان.

وقال سماحته في الختام أن هذه الزيارة التي توقع كثيرون أن تكون بداية لمرحلة خطرة، هذا تم تجاوزه.

وأضاف:  فليكمل موضوع العقوبات وطالما أن الظلم علينا خاصة سنواجه هذا الظلم وندير أوضاعنا بما يبقينا أقوياء وصامدين، لكن بالتأكيد عندما يصبح الظلم يطال بلدنا كله وشعبنا كله، يجب أن نفكر بموقف آخر.

 

المصدر : قناة المنار