أكد خطيب جمعة طهران المؤقت، أن الشعوب اليوم في سوريا ولبنان واليمن وتركيا مهدت السبيل لنشوء أنظمة سياسية مبنية على إرادة الشعوب، وهذا هو أهم انجاز للثورة الإسلامية في صراعها مع النظام الاستكباري.

وفي خطبتي صلاة الجمعة بطهران، قال حجة الإسلام والمسلمين محمد حسن أبو ترابي فرد: إن الثورة هي حركة ورسالة صاعدة وراسخة، تحظى بعمق استراتيجي عقلاني وعلمي ومعرفي تستند إليه.

وأضاف: إن الثورة الإسلامية نابعة من تعاليم الوحي، ومنبثقة من تعاليم النبي الأعظم، وان رمز ولادة الثورة الإسلامية واستمراريتها وتناميها، يتمثل في مشاركتكم انتم أيها الشعب، لأنكم ما دمتم متواجدون في الساحة فإن الثورة تبقى متنامية.

وتابع: إن الثورة تفتح كل يوم موقعا جديدا في مواجهة القوى الاستكبارية، حيث اجتازت حدود إيران الإسلامية، وتتواجد بقوة اليوم في حدود الكيان الصهيوني.

وصرح: إن الثورة الإسلامية والفكر الإسلامي ولعودة الهوية الدينية والإسلامية وسيادة الشعوب المسلمة على مصيرها، أخرجت الدول الإسلامية من هيمنة الاستكبار. وان تواجد الشعب العراقي المسلم المنبثق من صميم الإسلام، مهد لمشاركته ممثليه الحقيقيين في السلطة السياسية، ومهد الطريق لأداء المرجعية الدينية دورها، الأمر الذي اضطر معه الرئيس الأميركي وبعد إنفاق 7 تريليونات دولار، أن يزور العراق سرا وليلا وبدون إعلام المراكز الأمنية على المستويين الثاني والثالث، وذلك لتفقد قواته في العراق، وان يفر من هناك ليلا.. هذه هي ثمرة تواجد الشعب.

وبيّن حجة الإسلام أبو ترابي فرد: إن الشعب اليوم في سوريا ولبنان واليمن؛ وان أخواتنا وإخوتنا المسلمين في تركيا والأمة الإسلامية مهدوا السبيل لبروز الأنظمة السياسية المبنية على إرادة الشعوب، وهذا هو أهم انجاز للثورة الإسلامية، واليوم فإن صراع النظام الثوري مع نظام الاستكبار يتمثل في تمكين الشعوب من سيادتها على مصيرها، واليوم فإن القضية تتمثل في سيادة الشعب الفلسطيني، وليس الصهاينة المهاجرين من شتى بقاع العالم. واليوم فإن القضية هي سيادة الشعوب العربية على مصيرها.. والثورة الإسلامية تتنامى في ظل هذا المصير والانجاز العظيم.

وأشار خطيب جمعة طهران المؤقت، إلى وقوع كارثة السيول خلال الفترة الأخيرة في اغلب مناطق إيران الإسلامية، وأكد أن احد مصاديق البر والإحسان تتمثل في تقديم الخدمات إلى الأخوة والأخوات المنكوبين بالسيول.

وأشاد حجة الإسلام أبو ترابي فرد بتلاحم الشعب وتضامنه وتعاطفه، مع المنكوبين بالسيول ومسارعته في تقديم الخدمات الاغاثية، مبينا انه خلال 13 يوما منذ بدء السنة الإيرانية الجديدة (بدأت في 21 آذار/مارس 2019) بلغ حجم الأمطار 90 مليار متر مكعب، يعني أكثر من خمس متوسط حجم الأمطار في السنة كلها، ولولا السدود التي أنشئت سابقا، لما كان من المعلوم كم سيكون حجم الخسائر والأضرار؟ كما أشاد بمساهمة الحرس الثوري والجيش والتعبئة إلى جانب المدراء التنفيذيين، وبإيعاز من قائد الثورة، في تقديم الخدمات بالمناطق المنكوبة بالسيول، والحد من معاناة الأهالي، ولفت إلى انه توجد في الوقت الحاضر في البلاد 172 سدا، في حين كان عددها أول الثورة 19 سدا، مضيفا أن السدود الـ172 تحتوي في الوقت الحاضر أكثر من 50 مليار متر مكعب من المياه، أي أن حجم المياه خلف السدود بلغ ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وهذا من المؤكد سيكون له دور هام للاقتصاد الإيراني وتوليد الطاقة الكهربائية ومكافحة العواصف الترابية وملء مستنقعات من قبيل هور العظيم وبحيرة أرومية.

ودعا خطيب جمعة طهران، المواطنين إلى المشاركة في الحملة الوطنية الكبيرة لمساعدة المنكوبين بالسيول وذلك بتخصيص نسبة من عوائدهم لهذا الأمر، ليشعر المتضررون أن الشعب الإيراني يقف إلى جانبهم في محنتهم، وبهذا سيدرك الساسة الاميركان البعيدون عن الأخلاق أن الشعب الذي حمى الثورة بكل اقتدار، سيتجاوز هذه الأزمات باقتدار.

وأشار إلى خطاب قائد الثورة بمناسبة النوروز وبدء السنة الإيرانية الجديدة، والتي أكد فيها على دعم الإنتاج الداخلي، وقال: إن الإنتاج يعتبر المفتاح الرئيسي للخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتحول إيران الإسلامية إلى قوة كبرى وأساسية في آسيا، داعيا إلى إزالة العقبات وتوجيه الاستثمارات إلى المجالات ذات الميزات والقيمة المضافة الأكبر.