في ذكرى استشهاد الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر(رض)

الصدر الشهيد الذي لا زال حيا..!

على نفس طريقة تفكير الطغات الاولين والاخرين ، فان قائد الجهلة والمنافقين صدام الملعون عندما رام قتل الشهيد محمد باقر الصدر ، فانه ضن ان بموته سوف يموت الصدر وفكره وعقيدته ونهجه وسلوكه.

 

علي الطويل

وكعادة الطغات في كل زمان ومكان لا يفكرون ابعد من مصالحهم الضيقة وفكرهم المادي المحدود الذي يتعلق بالجسد وملاذته الدنيوية، وبالعكس من ذلك فان الشهيد الصدر تلقى خبر الموت بكل فرح واستبشار لان ذلك جل ما يبتغيه المصلحون المرتبطون بالله، الذين يجعلون هدفهم وسعيهم في هذه الحياة هو أن يؤدون الرسالة المكلفون بها ويذهبون إلى ربهم مطمئنين ضمنوا بنهايتهم الدارين .

فقد كان الشهيد الصدر معطاء ثرا في سبيل الله سخر كل وجوده لأجل طاعة الله وخدمة الدين، وحتى عند موته الذي استبشر به فانه كان يعطي درسا تعلمه من إمام المجاهدين وسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، فها هو يودع ابنته بكلمات وحدها درسا في العبادة وشعارا لمن يسلك طريق التقوى والجهاد في سبيل الله، إذا لم تحتمل ابنته الوداع فاحتضنها بكلمات فيها درس بليغ (إن كل إنسان يموت وللموت أسباب عدة، فيمكن أن  يموت الإنسان بسبب مرض أو ....ولكن الموت في سبيل الله أفضل واشرف، ولو أنني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد أموت بمرض .. إن أصحاب عيسى نشروا بالمناشير وعلقوا بالمسامير على الصلبان وثبتوا من اجل طاعة الله ) .

هكذا يقدم لنا الشهيد الصدر نموذجا فريدا للقتيل الثائر الذي يختار طريقة موته ولم تزحزح عن مبادئه.

 لقد أذل الشهيد الصدر رأس النظام وزبانيته الذين أوهموا أنفسهم بأنه تخلصوا منه، وإنما تخلصوا منه جسدا ولكن الشهيد الصدر لازال حيا بفكره وعطائه ونموذجه الفريد الذي أضحى مدرسة كبرى تتعلم منها الأجيال تلو الأجيال كيف أن التقوى والسير في طريق الله تصنع الامم المتقدمة ، وكيف يتجسد ذلك في امة متقدمة فيها مجتمع متحضر وعيش كريم لأفرادها وساسة يحكمون بالعدل والسوية ، وكل ذلك من نتاج السنن الكونية التي تشير أن التقوى والتمسك بالله هو مفتاح النجاح وانه السعادة في الدنيا والأخرى، فهذه هي مدرسة الشهيد الصدر التي تدلنا على ذلك فأين صدام وان نظامه وحزبه وأين زبانيته والمطبلون له ، فقد لفظهم التاريخ الذي لا يرحم الجهلة ولكنه يرفع العلماء  من ذوي العطاء والفكر الخلاق، فهذا أسس مدرسة الطغيان والظلم التي تعلمها من طغات العصور فسار بنهجهم فاذل، وهذا أسس مدرسة العقل والفكر والتقوى والأخلاق الفاضلة التي تعلمها أئمة الهدى وسار بنهجهم فاعزه الله، فهذا لا قبر له وهذا شامخ يتوافد عليه المحبون من كل صوب .

إن للشهيد الصدر دين على الجميع ... في زماننا الحاضر فقد ترك لنا تراثا غنيا وسلوكا واضحا يرشدنا إلى طريق الخلاص ويدلنا على ما فيه خير العباد علينا أن نرد هذا الدين بالتمسك بالخط الواضح الجلي والطريق المستقيم الذي لا يظل سالكه والسائر فيه، وعلى كل أتباع مدرسته والمدعين باتباعه أن يراجعوا المسير وان يتوقفوا للالتفات لما مضى ومراجعة الذات وليسالوا أنفسهم سؤال واحدة وليجيبوا أنفسهم بعده والسؤال هو هل لازلنا نسير على نهج الشهيد الصدر؟