أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمته بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أن العنوان الأساسي ليوم القدس هذا العام هو مواجهة 'صفقة القرن'.
هنأ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، اللبنانيين بهذه الذكرى، قائلا: أبارك لكم جميعا هذه الذكرى وهذا اليوم وهذا العيد، ونحن لم نقم احتفالا لأننا في شهر رمضان، لذلك سنكتفي ببعض أشكال الاحتفال في المناسبة، لنعطي الأولوية لمناسبة إحياء يوم القدس".
احتفال جماهيري بمناسبة يوم القدس
ولفت إلى أننا سنقيم احتفالا جماهيرياً مساء الجمعة وأدعو لأوسع مشاركة شعبية في هذا الاحتفال لأهمية الحدث هذا العام، وكلنا سمعنا مسؤولين أميركيين عند البدء في إطلاق 'صفقة القرن'، والخطوة الأولى أعلن عنها بالنسبة إلى المؤتمر الاقتصادي في البحرين وهناك خطوات ستتلاحق، وجميعا معنيون في تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة هذه الصفقة التي تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية.
منوهاً إلى الموقف الفلسطيني الجامع والصارم من قبل كل الفلسطينيين الرافض لهذا المؤتمر وعدم المشاركة فيه ودعوتهم إلى مقاطعته، وهذا هو الموقف الحقيقي أو الموقف الملك، كما يجب أن ننوه ونشيد بموقف علماء البحرين وشعب البحرين والقوى السياسية في البحرين التي عبرت عن رفضها لأن يكون البحرين هو الأرض التي تحتضن الخطوة الأولى في صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه فيما ما يتعلق بفلسطين و'صفقة القرن' والتطورات في المنطقة وفي مقدمتها التوتر الشديد في المسألة الأميركية الإيرانية وما تتعرض له إيران وما يتعلق بموقف حزب الله من هذه الأحداث سأتركه إلى يوم القدس، لأن ما يجري في الخليج(الفارسي) ويستهدف إيران مرتبط بـ'صفقة القرن' وسأتحدث عن المناسبة اليوم وما يرتبط بها لبنانياً وفي الشأن السوري أيضا، مضيفاً: نحن اليوم أمام يوم تاريخي وكبير بالنسبة للبنان والمنطقة وبالنسبة لما يتعلق بمجريات الصراع العربي الإسرائيلي، لأن ما حصل كان له نتائج كبيرة وضخمة جدا على المستوى العسكري والسياسي والثقافي وعلى مجمل معادلة الصراع في منطقتنا.
خروج 'إسرائيل' من الجنوب اللبناني كان خروجا مذلا دون أي شروط
وشدد السيد نصر الله على انه يجب أن نذكر جماعة المضحين، الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين والمقاومين والمجاهدين من كل الفصائل والحركات والناس الصابرين والمضحين الذين تحملوا الكثير وكل الداعمين والمساعدين، وبالتأكيد نشمل كل الفصائل اللبنانية والجيش والمؤسسات الأمنية المختلفة، والفصائل الفلسطينية والجيش السوري وكل الذين قدموا التضحيات ويجب أن نذكر من وقف إلى جانبنا وكان شريكا لنا في الانتصار إيران وسوريا، معتبراً أن من أهم النتائج التي افرزها هذا الانتصار وثبتها وكرسها مع الوقت هي صنع معادلة القوة في لبنان، في عام 2000 أمام الهزيمة الإسرائيلية ظهر واضحا أن في لبنان قوة فرضت على الإسرائيلي أن يخرج من دون أي مكاسب ولم يستطع أن يفرض أي شروط وكان خروجا مذلاً.
وأضاف: كل ما قيل حينها لمصادرة نتائج الانتصار لم يصمد لأيام لأنه كان وهماً لا موقع له، والعالم كله أذعن وفي مقدمته الإسرائيلي بأن ما حصل هو هزيمة كاملة للعدو الإسرائيلي وانتصار جلي وواضح للبنان والشعب اللبناني والمقاومة والجيش ولكل من ساهم في صنع هذا الإنجاز والانتصار. مشيراً إلى أنه لم يعد ينظر إلى لبنان على أنه الحلقة الأضعف في الصراع العربي الإسرائيلي، واليوم ينظر إليه على أنه في موقع كبير للقوة، ومن يتابع الإسرائيليين يتأكد أن العدو يتعاطى بأن هناك قوة حقيقية في لبنان بدأ يسميها بالتهديد الاستراتيجي أو المركزي.
وتابع: هذا التحول حصل بعد العام 2000 وتكرس بعد انتصار 2006، واليوم الإسرائيلي يقول أن حزب الله تهديد إستراتيجي أو تهديد مركزي، لكن أنا أريد أن أقدمها بتعبير إيجابي من جانبنا لأن الإسرائيلي يريد من هذا إثارة العالم من حولنا، ما يسميه العدو تهديد نحن نسميه قوة دفاع أو قوة ردع أو حماية أو مواجهة، أي أن حزب الله جزء من قوة منع العدو من تحقيق أهدافه أو أطماعه، مشيراً إلى أن هذه القوة كما أن العدو يعترف بها ويعمل على إنهائها يجب أن نعرف نحن اللبنانيين أهميتها في الحفاظ على سيادة وسلامة وخيرات لبنان ويجب أن نعمل للمحافظة عليها، وهذه هي المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة.
لو لا وجود المقاومة لوهب ترامب الجنوب اللبناني إلى 'إسرائيل'
وأكد السيد نصر الله أنه لو لم يكن هناك مقاومة أو تحرير في العام 2000 كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليهب جنوب لبنان أو أجزاء منه لـ'إسرائيل' كما فعل في القدس والجولان، مشيرً إلى أن المقاومة كجزء من هذه القوة اللبنانية الأساسية هي القوة التي يجب أن نحرص في الحفاظ عليها بكل ما تستطيع، وعندما يستهدفها الأعداء يجب أن نعرف أنهم يعملون لمصلحتهم وبالتالي مصلحتنا أن نكون أقوياء، مشدداً على أنه بجب أن نؤكد اليوم تمسكنا بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وبيان رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس كان قويا وحاسما وواضحا وكذلك البيان الذي صدر عن قيادة الجيش اللبناني التي أعلنت الالتزام القاطع بتحرير بقية الأراضي المحتلة.
وبالنسبة إلى ترسيم الحدود، لفت السيد نصر الله إلى أن من نقاط القوة أن هناك خلفية مشتركة بين المسؤوليين اللبنانيين، والمقاومة تدعم موقف الدولة وتقف خلفها، وكل اللبنانيين يراهنون ويثقون بتمسك الرؤساء بكامل الحدود في الأرض والمياه والثروات الطبيعية ويتطلعون إلى ثباتهم وتحملهم مسؤوليتهم التاريخية في هذا الملف، ولبنان يستند في هذا الملف إلى قوتين هي قوة الحق وقوة القوة وطالما أن الدولة تستند إلى قوة الحق وقوة القوة من المفترض أن نتمسك بحقوقنا وأن نتفاءل في إمكانية تحقيق انتصار كبير في هذا الملف.
وفي موضوع التوطين، أشار السيد نصر الله إلى أن أهم مسألة قد يؤدي إليها المؤتمر الاقتصادي في البحرين قد يفتح الباب أمام توطين اللاجئين في لبنان وباقي الدول وهناك أرضية مشتركة على المستوى الوطني اللبناني، حيث يجمع اللبنانيون على رفض التوطين، دستوريا وسياسيا وعلى كل صعيد، وهناك أرضية مشتركة مع الأخوة الفلسطينيين على رفض التوطين والحق في العودة واليوم أصبحنا في مرحلة لا يكفي أن نقول فيها أننا ضد التوطين، لأن الخطر يقترب، داعياً إلى لقاء بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين لوضع خطة لمواجهة خطر التوطين القادم واليوم يجب أن ننتبه لأن البيانات لم تعد تكفي والمطلوب وضع خطة مشتركة لمواجهة خطر التوطين.
إصرار أميركي غربي خليجي على عدم عودة النازحين السورين إلى بلدهم قبل الانتخابات الرئاسية
وفي ملف النازحين السوريين، أكد السيد نصر الله أن الجميع في لبنان يجمع على ضرورة إعادة النازحين إلى بلادهم لكننا نختلف حول الوسيلة أو الأسلوب، لكن في حقيقة الأمر السبب الحقيقي هو سبب سياسي ويرتبط بالانتخابات الرئاسية في سوريا القادمة لأن ولاية الرئيس السوري بشار الأسد تنتهي في العام 2020 أو 2021، وهناك إصرار أميركي غربي خليجي على عدم عودتهم إلى بلادهم قبل الانتخابات الرئاسية السورية، والسبب لا علاقة له بالقضايا الإنسانية أو بالأوضاع الأمنية، وما حاول البعض في لبنان الترويج له عن أعمال قتل أو اعتقال مجرد شائعات.
وأضاف: الأسد أكد لي أنه مع عودة الجميع إلى سوريا وحاضر لتقديم كل التسهيلات، لكن المانع سياسي، متسائلا: هل يجب أن تخضع الدولة اللبنانية لهذا المانع السياسي فقط لأن أميركا والغرب وبعض دول الخليج(الفارسي) تريد ذلك؟ ما يجري في لبنان هو منع لعودة النازحين وأحد إشكال المنع هو الترهيب الذي يمارسه البعض أو الترغيب في البقاء والحكومة معنية بنقاش جاد حول هذا الموضوع بعد الانتهاء من الموازنة.
وبالنسبة إلى مكافحة الفساد والوضع المالي والموازنة، أكد السيد نصر الله أننا من جملة من التزمنا به بأننا سنكون جزءا من عملية مكافحة الفساد خلال مرحلة الانتخابات النيابية، وقلنا أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وصبر وأدوات وتشكيل ملفات، ولكل معركة لها معلوماتها ووسائلها المختلفة، وأنا قلت أن هذه المعركة أصعب من معركة تحرير الجنوب، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى الوقت والجهد وتعاون الجميع، في معركة المقاومة يمكن أن ينتهي الأمر إلى فصيل أو اثنين لكن في معركة مكافحة الفساد هذا الأمر لا يكفي بل نحتاج إلى مقاومة وطنية ونحن سنكون جزءا أساسيا في هذه المواجهة.
وأضاف: خلال الفترة الماضية، استطاع حزب الله أن يساهم في إيجاد مناخ وطني كبير حول قضية مكافحة الفساد والهدر المالي وتحويلها إلى أحد القضايا الوطنية المركزية التي يهتم بها الناس ويطالب بها الكثيرون وهذا انجاز أولي على هذه الطريق، مشيراً إلى أننا قدمنا بعض الملفات والبعض الآخر سنقدمه في المرحلة المقبلة، وهناك ملفات تم تأجيلها إلى حين الانتهاء من مناقشة الموازنة، سنقوم بتقديمها إلى القضاء وقد نتحدث عنها في وسائل الإعلام وتم تحضير بعض الاقتراحات من قبل كتلة المقاومة والتحرير، البعض قدم والبعض الآخر يجري مناقشته مع الحلفاء، وهناك اقتراحات قدمت من قبل بعض الكتل النيابية قررنا دعمها لأن المهم النتيجة لا من يقدم الاقتراح.
وتابع: على مستوى الوزراء التي تحمل إخواننا المسؤولية فيه، قلنا لهم أن الأولية هي أن تقوموا أنتم بمحاربة الفساد، وبحسب معلوماتنا لا يوجد فساد أو هدر في وزارتي الصحة والشباب والرياضة ومن لديه أي معلومات أو معطيات تتعلق بوزارة الصحة أو الشباب الرياضة يمكن أن تقدم ونحن معنيون بهذا وندعو باقي القوى إلى أن يتحمل كل فريق في وزارته هذه المسؤولية، مشيراً إلى أنه بالنسبة إلى ملف تسوية الحسابات المالية، تم تقديم الملف إلى القضاء وهذا الاستحقاق سيواجهه المجلس النيابي عندما يتطرق إلى ملف الموازنة العامة.
وأكد أن مناقشة الموازنة خلال الفترة الماضية كانت بالنسبة لنا أولويتنا واعتبرنا أنها محطة مهمة جدا لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي ما أمكن، ونحن خلال الفترة الماضية قلنا نحن يجب أن نكون جميعا جديون في هذا النقاش والكل يجب أن يناقش على أساس أن هذه الموازنة مصيرية، وتعاطينا بجدية منذ الأيام الأولى ونصحنا أن يكون النقاش داخل مجلس الوزراء بعيداً عن وسائل الإعلام الذي قد يأخذنا إلى مزايدات، ولذلك منذ بداية النقاش حتى اليوم التزمنا بموقفنا داخل مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه في كل الأحوال، إذا كان هناك ما يستدعي أن نوضح موقفنا بعد الانتهاء من دراسة الموازنة سنقوم بذلك.
وشدد على أننا لن نعرقل إصدار الموازنة بالرغم من أن هناك نقاط نرفضها لأنها تمس بالشعب اللبناني وذوي الدخل المحدود، لأن في المجلس النيابي سيكون هناك فرصة جدية للنقاش والتعديل، وفي الموازنة هناك ضرائب ورسوم مست الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وأطالب القوى السياسية أن تفي بوعودها في هذا المجال، وفي النقاش في المجلس النيابي لن نلتزم بالصمت الإعلامي الذي التزمنا فيه في الحكومة ونأمل أن تذهب الموازنة في أقرب وقت إلى المجلس النيابي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بالعمل على إقراره في أسرع وقت ممكن، وبعد إقرار الموازنة يجب أن يتواصل النقاش في الخطوات الإصلاحية ويجب أن يبدأ النقاش في موازنة العام 2020.
تعليقات الزوار