هيئة التحرير
لأنّ الشباب هم زهرة الحياة الدنيا، وطاقاتها، وروحها، كان التركيز عليهم في مختلف ميادين الحياة، حتّى باتوا الركيزة الأساس والشريان الحيويّ الذي يقوم عليه بنيان كلّ مجتمع من المجتمعات. من هنا، أولى قادة هذه المسيرة العظماء وعلماؤها هذه الفئة أهميّةً كبيرةً في خطاباتهم وتوجيهاتهم، نظراً إلى الأدوار والمسؤوليّات الملقاة على عاتقهم، سواء دنيويّاً أو أخرويّاً.
•وصايا الإمام الخمينيّ قدس سره
1- استفد من شبابك بالطاعة
"بنيّ! استفد من شبابك وعِش طول عمرك بذكر الله ومحبّته جلّ وعلا، والرجوع إلى فطرة الله.
ما أكثر ما يخدعنا شيطان النفس نحن الشيَّب وأنتم الشبّان بوسائل مختلفة، فنحن الشيوخ يواجهنا بسلاح اليأس من الحضور وذكر الحاضر، فينادي: لقد فاتكم العمر، وانصرم وقت الإصلاح، ومضت أيّام الشباب التي كان ممكناً فيها الاستعداد والإصلاح..
وقد يتصرّف معنا أحياناً بالطريقة نفسها التي يتصرّف بها معكم أيّها الشبّان، فهو يقول لكم: أنتم شبّان، ووقت الشباب هذا هو وقت التمتّع والحصول على اللذَّات"(1).
2- عزّز ارتباطك بالحبيب
"بنيّ! انهض للمُجاهدة وأنت شابٌّ تمتلك قوةً كُبرى، واهرب من كلِّ شيء ما عدا الحبيب جلّ وعلا، وعزِّز بما استطعت ارتباطك به تعالى إن كان لديك ارتباطٌ. أمَّا إذا لم يكن لديك ذلك -والعياذُ بالله- فاسعَ للحصول عليه، واجتهد في تقويته، فليس هناك ما يستحقّ الارتباط به سواه تعالى"(2).
3- التوبة أسهل في الشباب
"بنيّ! أتحدّث إليك الآن وأنت ما زلت شابّاً، عليك أن تتنبّه إلى أنّ التوبة أسهل على الشبّان، كما أنّ إصلاح النفس وتربيتها يتمّ بسرعة أكبر عندهم. فالشابّ يستطيع بسهولة -نسبيّاً- أن يتخلّص من شرّ النفس الأمّارة بالسوء، ويتوجّه نحو المعنويّات"(3).
4- اهتمّوا برفع الحجب لا بجمع الكُتب
"ابنتي! اهتمّي برفع الحُجُب لا بجمع الكتب. إنَّ اختزان العلوم لا يخفّف الحجب بل يزيدها، وينقل صاحبه من الحجب الصغار إلى الحجب الكبار. لا أقول اهربي من العلم والعرفان والفلسفة، واقضي عمرك بالجهل، فإنّ هذا انحراف، أقول: اسعي وجاهدي كي يكون الدافع إلهيّاً"(4).
5- احذروا الأخطاء الكبيرة للّسان
"ابنتي! في الطريق آفات كثيرة. وهذا اللسان الأحمر يطيح بالرأس النضر، ويجعله ألعوبة للشيطان، فيفسد الروح والفؤاد. احسبي مهما استطعت الأخطاء الكبيرة لهذا العضو الصغير، وانظري ماذا يفعل في ساعة من عمرك، كان ينبغي أن تنفقيها للحصول على رضى الحبيب، وأيّة مصائب يسبّب. إحدى هذه المصائب غيبة الإخوة والأخوات"(5).
•وصايا الإمام السيّد علي الخامنئيّ دام ظله
1- أجلّوا الوالدين
"أيّها الشباب.. عليكم أن تُحبّوا والديكم، وأن تُبرزوا لهم هذا الحبّ، وأن تُكنّوا لهم الاحترام والتقدير، وأن تطيعوهم"(6).
2- فليكن سلوككم أنموذجاً
"إنّ سلوككم داخل المنزل من شأنه أن يبني أسرة سليمة. ومن الممكن أن يؤثّر أحد الشباب على والديه، وإخوته، وأخواته بسلوكه الحسن داخل البيت. لقد سمعتُ من عوائل الشهداء أنّ ابنهم الشهيد كان أنموذجاً للأخلاق في العائلة، فكان يعلّمهم الصلاة بصلاته، وكان يعلّمهم القرآن بتلاوته، وكان يعلّمهم أداء الواجب وحبّ العمل بقيامه بأداء واجباته ونشاطه في إنجاز أعماله"(7).
3- اغتنم الفراغَ فرصةً
"إنّ الصيف على الأبواب، فعلى شباب الجمعيّات الإسلاميّة أن يفكّروا أكثر من غيرهم في برنامج يملؤون به وقت الفراغ، وأن يستفيدوا من هذه الفرصة للقراءة والمطالعة، والمشاركة في النشاطات الرياضيّة والاجتماعيّة، والتعاون مع قوّات التطوّع وسواها في البرامج الأسريّة والتربويّة والرياضيّة"(8).
4- أنصح بالرياضة البدنيّة
"إنّني أؤكّد على ممارسة الرياضة البدنيّة، وأنصح جميع الشباب بذلك"(9).
5- اهتمّوا بأدوات الذكر
"عليكم معرفة قدر الشباب، وذلك من خلال اجتناب الذنوب، ومواطن الشبهة، والذكر المستمرّ. ولقد وفّر الله تعالى لنا أدوات الذكر، وأهمّها الصلاة، التي لولاها لغرقنا في الغفلة، وأداؤها بشكل جيّد وبحضور قلب، وكذلك تلاوة القرآن والاستئناس به، والأنس والارتباط بالصحيفة السجّاديّة، فالأنس بالدعاء عالم فسيح من المعرفة، مضافاً إلى التوجّه نحو العلوم والمعارف الدينيّة"(10).
6- اعرفوا أين خندقكم
"تأتي في رأس اللائحة أيضاً النظرة الصائبة للسياسة العالميّة، والتيارات السياسيّة في العالم. يجب أن تعرفوا أين يقع خندقكم، وما هي ومَنْ هي الجبهة المقابلة، فمن دون ذلك لا نستطيع أن ندرك أين هي مواطن الضلال ومواطن الهداية"(11).
•وصايا السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر قدس سره
1- أنتنّ قدوة
"يا بنات فاطمة الزهراء، أنتنّ المثل الأعلى للمرأة اليوم، التي تحمل بإحدى يديها إسلامها، ودينها، وقيمها، ومثلها، وحجابها، وإصرارها على شخصيّتها الأصيلة القويّة الشريفة النظيفة التي حفظها الإسلام لها، وتحمل بيدها الأخرى العلم والثقافة، ولكن ليست هذه الثقافة التي أرادها المستعمرون لنا"(12).
2- اهتمّوا بالجهادَين
"دعا الأنبياء إلى جهادَين، أحدهما: الجهاد الأكبر، من أجل أن يكون المستضعفون أئمّة وينتصروا على شهواتهم، ويبنوا أنفسهم بناءً ثوريّاً صالحاً، والآخر: الجهاد الأصغر من أجل إزالة المستغلّين والظالمين عن مواقعهم"(13).
3- انتصروا على الغضب
"انظروا إلى الثائر النموذجيّ في الإسلام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام كيف أقدم بكلّ شجاعة وبطولة، على مبارزة رجل الحرب الأوّل في العرب عمرو بن عبد ودّ العامريّ، واعتبر الناس ذلك منه انتحاراً شبه محقّق، ثمّ كيف أمسك عن قتله بضع لحظات بعد أن تغلّب عليه؛ لأنّ عَمْراً أغضبه، فلم يشأ أن يقتله وفي نفسه مشاعر غضب. وبهذا حقّق انتصاراً عظيماً في مقاييس كِلا الجهادَين في موقف واحد فريد"(14).
4- استحضروا الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف
"لو أنّ أيّ واحد منّا استطاع أنْ يرى إمام زمانه عجل الله تعالى فرجه الشريف، وعاهده وجهاً لوجه على أنْ لا يعصي، ولا ينحرف، ولا يخون الرسالة، هل بإمكان هذا الإنسان بعد هذا، لو فارقته تلك الجلوة، ولو عاش في أيّ مكان وأيّ زمان، أنْ يعصي؟"(15).
5- لا تُهِن أحداً
"لا تُهن أحداً حتّى في قلبك، فضلاً عن حركتك وتصرّفك، ولا تستخفّ بأحد. ما يدريك أن يكون هذا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وفجأة لو كنت أمامه ماذا ستفعل؟!"(16).
• وصايا سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)
1- دعم المقاومة
"إنّ الشاب التلميذ الذي يذهب إلى المدرسة، فعندما يأخذ جزءاً من مصروفه ويضعه في حصّالة المقاومة، هذا بالنسبة إلينا يساوي ملايين الدولارات؛ لأنّ ما كان لله ينمو"(17).
2- التعلّم والتخصّص
"على الطلّاب أن يواصلوا دراستهم، ويبقوا في مناخ العلم، وأن يتخصّصوا في ميادين علميّة مناسبة، وأعتقد بعد ذلك بإمكانهم أن يكونوا مفيدين لهذه المقاومة أكثر، وأعني بالتحديد في المجال التخصّصيّ، فعندما نتحدّث عن المقاومة فنحن بحاجة إلى أن نتخصّص في علم الفيزياء، والكيمياء، والكومبيوتر، وبقيّة الاختصاصات التقنيّة والهندسيّة المختلفة؛ لأنّ المقاومة لديها قدرات من هذا النوع، مضافاً إلى حاجتنا إلى أطبّاء أكفَاء، وهذا جزء من جهوزيّة المعركة، وكذلك متخصّصين في المجال الإعلاميّ؛ لأنّ الإعلام هو جزء أساسيّ في هذه المعركة"(18).
3- الحرص على الجانــــب الإيمانيّ والأخلاقيّ
"يجب على الشباب أن يحرصوا على الجانب الإيمانيّ، والأخلاقيّ، والسلوكيّ؛ لأنّ أهميّة هذه المقاومة أنّها كانت مقاومة مؤمنين، ومتديّنين، وعاشقين، وطلاب آخرة، وزاهدين في الدنيا، ومؤدّين لتكليفهم الشرعيّ، وهذا هو السبب الأوّل والأساس الذي مكّن هذه المقاومة من الاستمرار والتماسك، وإلحاق الهزيمة بالعدوّ"(19).
•الشباب نعمةٌ كبرى
وفي الختام، يقول السيّد علي الخامنئيّ دام ظله: "إنّ الشباب نعمة كبرى يمنحها الله للإنسان مرّة واحدة في حياته وفي سنّ معيّنة، فأحسنوا الاستفادة منها. إنّ ما تدّخرونه الآن في شبابكم من ثروة بدنيّة، أو فكريّة، أو روحيّة، أو نفسيّة تُصبح عوناً لكم في كافّة مراحل حياتكم إلى نهاية الحياة، كما تصير متاعاً لكم في الآخرة، والآخرة خير وأبقى"(20).
ـــــــــ
1.الشباب ذخيرة المجتمع، سلسلة الأنشطة الصيفية، جمعية المعارف الإسلامية.
2.(م.ن).
3.(م.ن).
4.(م.ن).
5.(م.ن).
6.من كلمة الإمام الخامنئيّ دام ظله بمناسبة عقد اللقاء السنويّ للاتّحادات الإسلاميّة، 9/5/2007م.
7.(م.ن).
8.(م.ن).
9.(م.ن).
10.(م.ن).
11.(م.ن).
12.من كلمة ألقاها قدس سره أمام الوفود النسائية التي جاءت لزيارته وللمطالبة ببقائه في العراق، رجب الأصب 1399هـ.
13.خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء، الشهيد الصدر، ص21.
14.(م.ن).
15.أهل البيت عليهم السلام : تنوّع أدوار ووحدة هدف، الشهيد الصدر، ص54.
16.السيرة والمسيرة، الشهيد الصدر، ج2، ص285
17.مقتطفات من وصايا سماحته (حفظه الله) للشباب، شبكة عشق الثقافيّة.
18.مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) مع مجلة "أجيال المصطفى"، 1/4/2004م.
19.(م.ن).
20.من كلمة الإمام الخامنئيّ دام ظله بمناسبة عقد اللقاء السنويّ للاتّحادات الإسلاميّة، 9/5/2007م.
المصدر: مجلة بقية الله
تعليقات الزوار