أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن أكبر كاذب في معركة كورونا هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: أريد أن أدخل إلى هذا التطور الهائل والكبير في كورونا لنحدد فيه المسؤوليات ونتحمل المسؤوليات، يجب أن نعتبر أنفسنا في خضم معركة، هذه ليست معركة في بلد بل حرب عالمية ومعركة عالمية تخوضها دول وشعوب العالم وتشكل أولوية عمل الحكومات واهتمام الشعوب.

وأكد السيد نصر الله: في هذه المعركة هناك عدو ومستهدفون، وعلى المستهدفين مواجهة العدو. في أي معركة كما نستفيد من تجربة المقاومة وكل تجارب الحروب، العدو يجب أن يكون مشخصا وواضحا. المشكلة أن فيروس كورونا المستجد بالنسبة للعالم ما زال عنصرا مجهولا في أغلب جوانبه، والى الان يتم تحليله للوصول الى علاج أو لقاح. هذا العدو لا يزال في خصوصياته مجهول مخاطره أًصبح واضحة من خلال الأسابيع الماضية وتهديده واسع. تهديده أنه يطال حياة الناس.

واضاف: حدود تهديده لا يقف عند قرية أو مدينة أو دولة أو قارة، إنما كل الكرة الأرضية. ولا يقف عند حدود العدد.وسائل الاعلام الأميركية تتحدث عن تقديرات متشائمة جدا.

وتابع السيد نصرالله: يجب أن نعرف العدو على حقيقته وحقيقة تهديده لنواجه لا لنستسلم ولنصاب بالخوف والهلع. الأخطر في هذا التهديد ليست فقط تهديده للاقتصاد أو تعطيل العام الدراسي بل تهديد للحياة. العام الدراسي يمكن تعويضه والتراجع الاقتصادي كذلك أما الذين نخسرهم هؤلاء غادروا.

قال الامين العالم لحزب الله: في مقابل هذا العدو والتهديد، القرار يجب أن يكون بالمواجهة. هذا العدو تحول الى وباء عالمي والخيار ليس الاستسلام أو الإحساس بالهزيمة والعجز وإنما يجب أن يكون القرار المواجهة والمقاومة وخوض المعركة وتحمل المسؤولية بروحية من يريد أن ينتصر.

وأكد السيد نصر الله: عندما نتحدث عن المسؤولية فهي يجب أن تكون عامة وشاملة. المسؤولية في لبنان تتوجه الى كل الدولة، الرؤساء والحكومة بكل وزاراتها وليست فقط وزارة الصحة، القضاء، مجلس النواب، الجيش، القوى الأمنية، البلديات وكل ما ينتسب الى الدولة من قطاعات يجب أن يتحمل المسؤولية. الشعب يجب أن يتحمل المسؤولية، الموجودون على الأراضي من غير اللبنانيين اللاجئون والنازحون والمقيمون من غير جنسيات. كل من هو موجود فعلا هو شريك في المواجهة ويجب أن يتحمل المسؤولية بمقدار ما يتصل به. الكل مطلوب منهم مهام معينة.

واضاف السيد نصر الله: هذه المعركة أشمل وتحتاج الى جهد كل فرد في تحمل المسؤولية ، وقد تختلف عن المعركة العسكرية أو السياسية، هنا الكل مسؤول. بطبيعة الحال في مقدم هذه الجبهة مثلما في المعركة العسكرية يكون الجيش والقوى الأمنية، في المعركة السياسية يكون الزعماء السياسيون. هنا وزارة الصحة وبعض الوزارات والمستشفيات الحكومية والخاصة والأطباء والممرضون، كل ما يتصل بالعمل الصحي والتمريضي هو في الخط الأمامي ويجب أن ننظر اليهم على أنهم ضباط الخط الأمامي.

وقال السيد نصر الله: بانتظار أن يكتشف العالم علاجا لهذا الوباء هدف المعركة يجب أن يكون منع الانتشار والحد من الخسائر البشرية كحد أدنى. كل ما له قيمة دون الحياة الإنسانية يمكن أن نجد تعويضا له. الأولية للحفاظ على الناس وعلى بقائهم على قيد الحياة. الشق الأول منع الانتشار ما أمكن والشق الثاني هو معالجة الحالات المصابة.

واضاف: صحيح لا يوجد دواء ولكن يمكن معالجة الحالات المصابة، وهذا الهدف قابل للتحقق من خلال معالجات وتدابير وإجراءات التي إن قام بها الأفراد والعائلات والشعوب يمكن منع الانتشار او الحد منه بدرجة كبيرة، التجربة الصينية وبعد نتائجها المعلنة تؤكد ذلك.

وأكد السيد نصر الله: الشق الثاني وهو معالجة وشفاء الحالات، أصحاب الاختصاص يؤكدون أن نسبة الشفاء عالية وعمليا لدينا عشرات الآلاف من الذين تماثلوا للشفاء في الصين وايران وفي أماكن أخرى من العالم. اذن الهدف الذي نحدده واقعي وعملي وممكن التحقق. هو يحتاج الى قرار وارادة والصبر والتنفيذ والدقة في المتابعة وتحمل المسؤولية.

وتابع السيد نصرالله: في إطار هذه المعركة التي هي جزء من الحرب العالمية، الأمر الأول في هذه المعركة نحن نحتاج الى التعاون والتكاتف وأن نخوضها بروح إنسانية ووطنية، يجب أن يتعاون أهل البلد والدولة والحكومة والشعب ووسائل الإعلام وشبكات التواصل في هذه المعركة وأن تمكن الروح الحاكمة إيجابية. السلبية تؤدي الى المزيد من الخسائر وتعبر عن انحطاط أخلاقي. المطلوب روح التعاون وأن نتصرف بكامل المسؤولية.

وأكد السيد نصر الله: لا مانع أن ينتقد أي منتقد لكن يجب الابتعاد عن أي لغة تثير الأحقاد. نحن أمام معركة إنسانية بالكامل. التأكيد على المسؤولية الإنسانية والأخلاقية في هذه المواجهة وما أريد أن أضيفه هو المسؤولية الشرعية الدينية.

واضاف السيد نصر الله: نحن في لبنان مسلمون ومسيحيون وحتى لو لم يكونوا متدينين نؤمن بالله والقيامة ويوم الحساب، المسلمون والمسيحيون يعرفون أن الله أمر في تعاليمه بالحفاظ على النفس البشرية واعتبرها أعلى شيء في القيمة. الحفاظ على النفس البشرية هو في أعلى سلم الواجبات. اذا كنا نؤمن بيوم الحساب يجب أن نخاف الله ونحن نخوض هذه المعركة.

وقال السيد نصر الله: الواجب الحفاظ على نفسك وحياتك وسلامتك وعائلتك وسلامة الناس من حولك. هذا واجب ديني الهي شرعي. هذا الواجب ستسألون عنه يوم القيامة ومن يتخلف عنه يرتكب معصية ولا يدخل في دائرة المستحبات.

وقال السيد نصر الله: هذا الرادع الديني من أقوى العوامل المساهمة في الانتصار بهذه المعركة. في هذه المواجهة نحتاج الى الشفافية والصدق، أي شخص في لبنان يشعر أنه أصيب بهذا الفيروس أو ظهرت عليه العوارض يجب أن يكون صادقا وأن يكشف عن الأمر للجهات المعنية ويذهب الى المستشفى ويخضع للفحص والى الحجر الصحي المنزلي، هذا ليس أمرا مستحبا بل واجبا عقلا وأخلاقا ودينا وشرعا. التستر على ذها الأمر معصية لأنه يؤدي الى القتل.

وأكد السيد نصر الله: المصاب يجب أن يكشف ومن يعلم يجب ألا يتستر. وزراة الصحة أريد أن أشهد أنها من اليوم الاول كانت شفافة وكل ما قيل عن وجود حالات تم التستر عليها من قبل وزارة الصحة أو حزب الله غير صحيح وهو كذب وإفتراء.

وقال السيد نصر الله: أكبر كاذب في معركة كورونا هو الرئيس الأميركي. اهم نقطة بالتدابير المتخذة للحدّ من انتشار كورونا البقاء في المنزل ببساطة والخروج عند الضرورة ويُمكن الصلاة في المنزل ولا تقول أنك ضجرت واعتبر نفسك بحالة حرب، التدابير الوقائية ستسري حتى على مراسم تشييع الشهداء.

وأكد السيد نصر الله: الأطقم الطبية والإسعافية هم في الخط الأمامي وأتمنى على الحكومة أن تنظر بشكل إستثنائي لدعم طاقم مستشفى بيروت الحكومي وأي صرف يجب أن يؤجل لصالحهم ويجب التفكير بهدية إضافية لأن حجم المخاطرة والضغط أكبر من الظروف العادية.

واضاف السيد نصر الله: نضع كل إمكانياتنا وكادرنا الطبي والصحي وطاقة بشرية ومؤسسات وإمكانيات مادية في تصرف الحكومة ووزارة الصحة.

وأكد السيد نصر الله: خطة اعلان الطوارئ مسؤولية الحكومة ويجب البحث عن بديل للناس التي ستصبح بلا رواتب، هذا جزء من المعركة. اذا عالجنا الجزء الاول وتجاهلنا هذا الجانب سنذهب الى الخسارة في الامر الاجتماعي وفي مواجهة الانتشار.

ودعا السيد نصر الله المصارف الى أن تتصرف بمسؤولية، لديكم أموالا طائلة وجنيتم أرباحا هائلة والان يجب أن تتحملوا المسؤولية. أنتم أول من يجب أن يمد يد العون للحكومة وللقطاع الصحي وللتكافل الاجتماعي من أجل أن يصمد الناس وينتصر البلد.